الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأسرة": فقالت: يا رسول الله ادعُ الله أنْ يجعلني منهم، فقال: "اللهم اجعلها منهم" ثم عاد فضحك، فقالت له مثل - أو مم- ذلك، فقال لها مثل ذلك فقالت: ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: "أنت من الأولين، ولست من الآخرين" قال: قال أنس: فتزوجت عبادة بن الصامت، فركبت البحر مع بنت قرظة" فلما قفلت ركبتْ دابتها، فوقصت بها، فسقطت عنها فماتت.
فوائد حول قصة أم حرام بنت ملحان:
* حول دخوله صلى الله عليه وسلم على (أم حرام بنت ملحان) قال النووي:
اتفق العلماء على أنها كانت محرماً له صلى الله عليه وسلم، واختلفوا في كيفية ذلك: فقال ابن عبد البر وغيره: كانت إحدى خالاته في الرضاعة. وقال آخرون: بل كانت خالة أبيه لجده. لأن عبد المطلب كانت أمه من بني النجار.
* قوله (في زمن معاوية) قال القاضي: قال أكثر أهل السير والأخبار: إن ذلك كان في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وإن فيها ركبت أم حرام وزوجها إلى قبرس فصرعت عن دابتها هناك. فتوفيت ودفنت هناك. وعلى هذا يكون قوله (1): في زمان
= لا لون له: وإنما تنعكس الخضرة من انعكاس الهواء وسائر مقابلاته إليه، وقال غيره: إن الذي يقابله السماء. وقد أطلقوا عليها الخضراء لحديث "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء" والعرب تطلق الأخضر على كل لون ليس بأبيض ولا أحمر. قال الشاعر:
وأنا الأخضر من يعرفني
…
أخضر الجلدة من نسل العرب
يعني أنه ليس بالأحمر كالعجم.
بنت هرطة: هي زوج معاوية، واسمها فاختة، وقيل: كنود، وأبوها قرظة، هو ابن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف وهي قرشية نوفلية.
وقصت بها دابتها: أي: دقت عنقها، يقال: وقصت عنقه، فهي موقوصة. قال الحميدي: كذا في هذه الرواية بالواو، وكذا فُسر، ولعله على المآل، وقال: ومنهم من رواه (رقصت) بالراء، أي: أسرعت وزادت في المشي، وإنما وقع الخلاف لقوله:(فوقصت بها دابتُها، فسقطت) فظاهره: أن الوقص قبل السقوط، وإنما الوقص من السقوط وبعده، لا قبله، قال: وقال الهروي في تفسير الحديث الذي فيه (فركب فرساً، فجعل يتوقص به) أي ينزو ويثب، فجعل النزو والوثوب توقصاً، لا دقاً للعنق، فعلى هذا يحتمل ما في الرواية الأولى، والذي كره الهروي صحيح، فإن التوقص في اللغة: هو وثوب الدابة ونزوُها، يقال: مر فلان تتوقص به دابته، أي: تثبُ به وثباً متقارب الخطو.
معاوية- معناه في زمان غزوه في البحر، لا في أيام خلافته.
* هناك خلاف حول موضع قبر بنت ملحان وهذا تحقيق صاحب الفتح في ذلك:
والحاصل أن البغلة الشهباء قربت إليها لتركبها فشرعت لتركب فسقطت فاندقت عنقها فماتت، وظاهر رواية الليث أن وقعتها كانت بساحل الشام لما خرجت من البحر بعد رجوعهم من غزاة قبرس، لكن أخرج ابن أبي عاصم في كتاب الجهاد عن هشام بن عمار بن يحيى بن حمزة بالسند الماضي لقصة أم حرام في "باب ما قيل في قتال الروم" وفيه "وعبادة نازل بساحل حمص" قال هشام بن عمار رأيت قبرها بساحل حمص، وجزم جماعة بأن قبرها بجزيرة قبرس، فقال ابن حبان بعد أن أخرج الحديث من طريق الليث بن سعد بسنده:"قبر أم حرام بجزيرة في بحر الروم يقال لها قبرس، بين بلاد المسلمين وبينها ثلاثة أيام" وجزم ابن عبد البر بأنها حين خرجت من البحر إلى جزيرة قبرس قربت إليها دابتها فصرعتها. وأخرج الطبري من طريق الواقدي أن معاوية صالحهم بعد فتحها على سبعة آلاف دينار في كل سنة، فلما أرادوا الخروج منها قربت لأم حرام دابة لتركبها فسقطت فماتت فقبرها هناك يستسقون به ويقولون قبر المرأة الصالحة، ثم وقفت على شيء يزول به الإشكال من أصله وهو ما أخرجه عبد الرزاق بسنده
…
وذكر ابن حجر الحديث وفيه قال عطاء: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم فماتت بأرض الروم" وهذا إسناد على شرط الصحيح أهـ.
1016 -
* روى مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم ستفتحون أرضاً يُذكر فيها القيراط" وفي رواية (1)"ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط- فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً".
1016 - مسلم (4/ 1970) 44 - كتاب فضائل الصحابة -56 - باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر.
القيراط: قال العلماء: القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهم، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به.
(1)
مسلم (4/ 1970) 44 - كتاب فضائل الصحابة -56 - باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر.
ذمة: الذمة هي الحرمة والحق. وهي هنا بمعنى الذمام.
وفي أخرى (1)"فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً - أو قال: "ذمة وصهراً - فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها" قال: فرأيت عبد الرحمن بن شُرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة، فخرجت منها.
1017 -
* روى أحمد عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل أي المدينتين تُفتح أولاً القسطنيطينية أو رُومية؟ فدعا عبدُ الله بصندوق له حلقٌ قال: فأخرج منه كتاباً، قال: فقال عبد الله: بينا نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تُفتح أولاً القسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم: "مدينة هِرَقلَ تُفتح أولاً" يعني قسطنطينية.
1018 -
* روى أحمد والبزار عن بشير الخثعمي أن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لتفتحن القسطنطينية. فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني فحدثته فغزا القسطنطينية.
أقول: قد كتب الله لمحمد الفاتح هذا الفضل بعد النبي صلى الله عليه وسلم بثمانية قرون ونصف القرن.
1019 -
* روى الطبراني عن يزيد بن معاوية العامري أن سمع عبد الله بن مسعود
(1) مسلم في نفس الموضع السابق.
ورحما: الرحم لكون هاجر أم إسماعيل منهم.
وصهراً: الصهر لكون مارية أم إبراهيم منهم، ويمكن أن تكون الرحم والصهر بسبب كل من هاجر ومارية.
1017 -
أحمد في مسنده (2/ 176).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 219): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير أبي قبيل، وهو ثقة.
أقول: وقال عنه الحافظ في التقريب: صدوق بهم.
1018 -
أحمد في مسنده (4/ 335).
كشف الأستار (2/ 258).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 218): رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجاله ثقات.
1019 -
المعجم الكبير (9/ 277).
وقال الهيثمي في مجع الزوائد (7/ 312): رواه الطبراني ورجاله ثقات.
يقول: كيف أنتم إذا رأيتم قوماً أو أتاكم قومٌ لطخُ الوجوه؟!
1020 -
* روى أحمد عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن يملأ الله عز وجل أيديكم من العجم ثم يكونون أُسداً لا يفرون فيقتُلون مُقاتلتكم ويأكلون فيئكم".
1021 -
* روى أحمد وأبو داود عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشكُ الأممُ أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلةُ إلى قصعتها" فقال قائل: "ومن قلةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غُثاء كغُثاء السيْل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهْن" فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: "حبُّ الدنيا وكراهيةُ الموت".
قال في عون المعبود:
والمعنى كما يدعو أكلة الطعام بعضهم بعضاً (إلى قصعتها) الضمير للأكلة أي التي يتناولون منها بلا مانع ولا منازع فيأكلونها عفواً صفواً كذلك يأخذون ما في أيديكم بلا تعب ينالهم أو ضرر يلحقهم أو بأس يمنعهم، قاله القاري قال في المجمع أي يقرب أن فرق الكفر وأمم الضلالة أن تداعى عليكم أي يدعو بعضهم بعضاً إلى الاجتماع لقتالكم وكسر شوكتكم ليغلبوا على ما ملكتموها من الديار، كما أن الفئة الآكلة يدعو بعضهم بعضاً إلى قصعتها التي يتناولونها من غير مانع فيأكلونها صفواً عن غير تعب انتهى.
1022 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه (1): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على
1020 - أحمد في مسنده (5/ 11).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 310): رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
1021 -
أحمد في مسنده (5/ 278).
وأبو داود (4/ 111) كتاب الملاحم - باب في تدعي الأمم على الإسلام. وهو حديث حسن.
تداعى: التداعي: التتابع، أي: يدعو بعضها بعضاً فتجيب.
الأكلة: جمع آكل.
غثاء: الغثاء: هو ما يلقيه السيل.
1022 -
مسلم (4/ 1880) 44 - كتاب فضائل الصحابة-6 - باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله تعالى عنهما.
حِراء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعليٍّ وطلحة والزبير، فتحركت الصخرةُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اهدأ، فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد".
وفي رواية (1): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراء. فتحرَّك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسكنْ جراءُ، فما عليك إلا نبي، أو صديقٌ، أو شهيدٌ" وعليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص.
فائدة: سعد بن أبي وقاص مات على فراشه فهو صديق.
1023 -
* روى الترمذي عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: لما حُصر عثمان رضي الله عنه أشرف عليهم فوق داره، ثم قال: أذكركم بالله، هل تعلمون أن حراء حين انتفض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اثبُت حراءُ، فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد؟ " قالوا: نعم، قال: أذكركم بالله، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جيش العُسرة:"من يُنفق نفقةً متقبلة" - والناس مُجهدون مُعسرون - فجهزتُ ذلك الجيش؟ قالوا: نعم.
ثم قال: أذكركم بالله، هل تعلمون أن بئر رُومة، لم يكن يُشرب منها أحد إلا بثمن فابتعتها فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل؟ قالوا اللهم نعم، وأشياء عدها.
وفي رواية البخاري (2): أن عثمان رضي الله عن حيث حُوصر أشرف عليهم وقال: أنشدُكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن
(1) مسلم في نفس الموضع السابق.
1023 -
الترمذي (5/ 625) 50 - كتاب المناقب -19 - باب في مناقب عثمان رضي الله عنه.
جهد: الرجل فهو مجهود: إذا وجد مشقة، وهو من الجهد، وجهد الناس: إذا قحطوا، فهم مجهودون، فأما أجهد فهو مُجهد، فإنما يكون على تقدير أنه وقع في الجهد، وهو المشقة، وكذلك مجهد - بالكسر -أي: إنه ذو جهد ومشقة، أو هو من أجهد دابته: إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، ورجل مجهد ومجهِد: إذا كان ذا دابة ضعيفة، فاستعاره للحال في قلة المال ونحوه.
وابن السبيل: السبيل: الطريق، وابن السبيل: هو المسافر، كأنه للزومه السفر والطريق نسب إليها.
(2)
البخاري (5/ 406) 55 - كتاب الواصايا -33 - باب إذا وقف أرضاً أو بئراً أو اشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين.
حفر رُومة فله الجنة" فحفرتها؟ ألستم تعلمون أنه قال: "من جهز جيش العُسرة فله الجنة" فجهزته؟ قال: فصدقوه بما قال. وقال عمر في وقفهِ: لا جُناح على من وليه أن يأكل، وقد يليه الواقف وغيره، فهو واسع لكلٍّ.
1024 -
* روى البخار يعن أنس بن مالك ري الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال:"اثبُت أحدُ فإن عليك نبي وصديق وشهيدان".
وفي رواية (1): اثبُتْ حراء، فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
1025 -
* روى أحمد عن عبد الله بن حوالة قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل دومةٍ، وعنده كاتب له يملي عليه، فقال:"ألا أكتبُك يا ابن حوالة؟ " قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله فأعرض عني. وقال إسماعيل مرة في الأولى: "نكتبك يا ابن حوالة؟، قلت: لا أدري فيم يا رسول الله؟ فأعرض عني، فأكب علي كاتبه يملي عليه، ثم قال: "أنكتبك يا ابن حوالة؟ " قلت: ما أدري ما خار الله لي ورسوله؟ فأعرض عني، فأكب على كاتبه يملي عليه، قال: فنظرت فإذا في الكتاب عمر، فقلت: إن عمر لا يكتبُ إلا في خير، ثم قال: "أنكتبك يا ابن حوالة؟ " قلت: نعم. فقال: "يا ابن حوالة كيف تفعل في فتنة تخرج في أطراف الأرض كأنها صياصي بقر؟ " قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله. قال: "وكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن
1024 - البخاري (7/ 23) 63 - كتاب فضائل الصحابة -5 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذاً خليلاً".
(1)
الترمذي (5/ 651) عن سعيد بن زيد 50 - كتاب النماقب -28 - باب مناقب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفقيل رضي الله عنه.
وفي الباب عن سهل بن سعد عند الموصلي بإسناد صحيح. وعن سعيد بن زيد عند ابن ماجه وأدخل في عبد الرحمن بن عوف ونفسه، وعن بُريدة عند أحمد برجال الصحيح مقتصراً على أبي بكر وعمر وعثمان.
1025 -
أحمد في مسنده (4/ 109).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 88): رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجالهما رجال الصحيح.
ظل دومة: دومةِ: نوع من الشجر.
صياصي: المراد بالصياصي هنا القرون.
الأولى فياه انتفاجة أرنب؟ " قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله قال: "اتبِعُوا هذا" قال: ورجل مُقَفٍّ حينئذ. قال: فانطلقت فسعيت وأخذت بمنكبيه، فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذا. قال: "نعم" قال: وإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفي رواية (1): كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سُفَرٍ من أسفاره فنزل الناس منزلاً ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل دومةٍ فرآني مُقبلاً من حاجةٍ لي وليس غيري وغير كاتبه وقال فيه: فإذا في صدر الكتاب أبو بكر. وعمر وقال فيه: أصنعُ ماذا يا رسول الله؟ قال: "عليك بالشام" وقال فيه: فلا أدري كيف قال في الآخرة؟ ولأن أكون علمتُ كيف قال في الآخرة أحبُّ إليَّ من كذا وكذا.
أقول: في الحديث إشارة إلى "أنه سيحصل خلاف وفتنة يكون عثمان بن عفان رضي الله عنه على الحق ومعارضوه على الباطل. وإشارة إلى أن الشام ستكون في معزل عن هذه الفتنة فمن أراد السلامة فليلحق بها، وهذا ما وقع فعلاً فإن أحداً من الشام لم يخرج على عثمان.
1026 -
* روى الطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسواق، وبلال معه، فدلى رجليه في البئر، وكشف عن فخذيه، فجاء أبو بكر يستأذن، فقال:"يا بلال ائذنْ له وبشره بالجنة" فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلى رجليه في البئر، وكشف عن فخذيه، ثم جاء عمر يستأذن. فقال:"ائذن له يا بلال وبشره بالجنة" فدخل فجلس عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه، ثم جاء عثمان يستأذن، فقال: "ائذن له يا بلال وبشره بالجنة على بلوى
= انتفاجة: أي وثبة.
(1)
أحمد في مسنده (5/ 23).
1026 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 57) وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني علي بن سعيد، وهو حسن الحديث.
الأسواف: موضع بالمدينة.
تصيبه، فدخل عثمان فجلس قُبالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه.
1027 -
* روى أحمد والطبراني عن ابن عمر قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر ثوباً أبيض، فقال:"أجديد ثوبُك أم غسيل؟ " فقال: فلا أدري ما رد عليه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألبس جديداً وعش حميداً ومُت شهيداً ويرزقك الله قُرة عين في الدنيا والآخرة".
وزاد الطبراني بعد قوله: "يرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة" قال: وإياك يا رسول الله.
1028 -
* روى أحمد والبزار عن أبي رافع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: "إنه سيكون بينك وبين عائشة أمرٌ" قال: أنا يا رسول الله؟ قال: "نعم" قال: أنا؟ قال: "نعم" قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله؟ قال: "لا ولكن إذا كان ذلك فاردُدها إلى مأمنها".
1029 -
* روى الطبراني عن أبي أُسيد الساعدي رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة بن عبد المطلب فجعلوا يجرون النِّمرة على وجهه فتنكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اجعلوها على وجهه، واجعلوا على قدميه من هذا الشجر" قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، فإذا أصحابه يبكون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنه يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف فيُصيبون منها مطعماً وملبساً ومركباً" أو قال: "مراكب فيكتبُون إلى أهليهم (1):
1027 - أحمد في مسنده (2/ 89).
وأورده الهيثمي في مجع الزوائد (9/ 73) وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
1028 -
أحمد في مسنده (6/ 393).
كشف الأستار (4/ 93).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 234): رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجاله ثقات.
1029 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 300)، وقال: رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن.
النمرة: بفتح النون وكسر الميم: وهي بُردة من صوف تلبسها الأعراب.
هلم إلينا، فإنكم بأرض حجازٍ جدويةٍ، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون".
1030 -
* روى البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل لكم من أنماط؟ " قلتُ: وأنى يكون لنا الأنماط؟ قال: "أما وإنها ستكون لكم الأنماط"- فأنا أقول لها - يعني امرأته - أخرى عنا أنماطك، فتقول: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها ستكون لكم الأنماط فأدعُها.
وفي رواية النسائي قال (1): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تزوجت؟ " قلت: نعم، قال:"اتخذتم أنماطاً". وذكر الحديث إلى قوله: "ستكون".
1031 -
* روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فُتحت خيبرُ أُهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سُمٌّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود" فجُمعوا له، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقي عنه؟ " قالوا: نعم يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أبُوكم؟ " قالوا: أبونا فُلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كذبتُم، بل أبوكم فلان" فقالوا: صدقت وبررت، فقال:"هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ " فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أهلُ النار؟ " فقالوا: نكون فيها يسيراً، ثم تخلفونا فيها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اخسؤوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبداً" ثم قال لهم: "هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ " قالوا: نعم فقال: "هل جعلتم في هذه الشاة سُماً؟ " فقالوا: نعم. فقال: "ما حملكم على ذلك؟ " قالوا: أرْدنا إن كنت كاذباً نستريحُ منك، وإن كنت نبياً لم يضُركَ.
1030 - البخاري (6/ 629) 61 - كتاب المناقب -25 - باب علامات النبوة في الإسلام.
ومسلم (3/ 1650) 37 - كتاب اللباس والزينة -7 - باب جواز اتخاذ الأنماط.
أنماط: الأنماط جمع نمط، وهو من البُسط معروف.
(1)
النسائي (6/ 136) كتاب النكاح - باب الأنماط.
1031 -
البخاري (10/ 344) 76 - كتاب الطب - 55 - باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلم.
اخسؤوا: خسأت الكلب: إذا طردتهُ وأبعدتهُ.
1032 -
* روى أبو داود عن عاصم بن كُليب عن أبيه عن رجل من الأنصار قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على القبر يوصي الحافر:"أوسِعْ من قِبَلِ رجليه، أوسع من قبل رأسه" فلما رجع استقبله داعي امرأة، فجاء، وجيء بالطعام، فوضع يده ثم وضع القوم فأكلوا، فنظر آباؤنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فمه، ثم قال:"أجِدُ لحم شاةٍ أُخذتْ بغير إذن أهلها" فأرسلت المرأة قالت: يا رسول الله، إني أرسلت إلى البقيع يشتري لي شاة، فلم أجد، فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن أرسل إليَّ بها بثمنها فلم يوجد، فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إليَّ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أطعميه الأسارى".
1033 -
* روى أحمدُ عن حُذيفة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "في أُمتي كذابُون ودجالون سبعةٌ وعشرون منهم أربعُ نسوةٍ، وإني خاتمُ النبيين لا نبي بعدي".
1034 -
* روى الطبراني عن النعمان بن بشير قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين يدي الساعة كذابين".
1032 - أبو داود (3/ 344) كتاب البيوع- باب في اجتناب الشبهات، وإسناده صحيح.
يلوك: لاك اللقمة في فيه يلوكها: إذا مضغها.
قال في عون المعبود: (أرسلت إلي بها) أي بالشاة فظهر أن شراءها غير صحيح لأن إذن الزوجة ورضاها غير صحيح وهو يقارب بيع الفضولي المتوقف على إجازة صاحبه وعلى كل فالشبهة قوية والمباشرة غير مرضية.
الأساري: جمع أسير، والغالب أنه فقير. وقال الضبي: وهم كفار، وذلك أنه لما لم يوجد صاحب الشاة ليستحلوا منه واكن الطعام في صدد الفساد، إذ الشرع لا يجيز إتلاف المال ولم يكن بد من طعام هؤلاء فأمر بإطعامهم. أهـ.
1033 -
أحمد في مسنده (5/ 396).
كشف الأستار (4/ 132).
والمعجم الكبير (3/ 170).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 334): رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والبزار، ورجال البزار رجال الصحيحي.
1034 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 235)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير جندل بن والق، وهو ثقة.
1035 -
* روى أبو داود عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وُضع السيفُ في أمتي، لم يُرفع عنها إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائلُ من أمتي بالمشركين، وحتى تعبُد قبائل من أمتي الأوثان وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون، كلهم يزعمُ أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله".
أقول: وضع السيف في عهد عثمان رضي الله عنه ولم يرفع بعد ذلك.
1036 -
* روى أحمد عن عبد الله بن عمر أن كان عند رجل من أهل الكوفة فجعل يحدثه عن المختار. فقال ابن عمر: إن كان كما تقول فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالاً كذاباً".
وللطبراني في رواية قال (1): "بين يدي الساعة الدجالُ، وبين يدي الدجال كذابون ثلاثون أو أكثر" قلنا: ما آيتهم؟ قال: "أن يأتُوكم بسُنةٍ لم تكونوا عليها يُغيرون بها سُنتكم ودينكم، فإذا رأيتمُوهم فاجتنبوهم وعادوهم".
والروايات الصحيحة في هذا المعنى كثيرة.
أقول: إن المختار بن أبي عبيد آل أمره إلى ادِّعاء أنه يوحى إليه، وادعى ادعاءات كثيرة كاذبة ولذلك أجمع العلماء على أنه كذاب ثقيف الذي ورد ذكره في النصوص.
1037 -
* روى الطبراني عن أبي إسحق قال: قلت لعبد الله بن عمر: إن المختار يزعمُ أنه يُوحى إليه. قال: صدق. وإن الشياطين ليُوحُون إلى أوليائهم.
1035 - أبو داود مطولاً (4/ 97) كتاب الفتن والملاحم - باب ذكر الفتن ودلائلها.
1036 -
أحمد في مسنده (2/ 118).
(1)
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 333) ونسبه للطبراني.
1037 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 333)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح.
1038 -
* روى الطبراني عن أبي نوفل بن أبي عقرب العَرَنْجي قال: صلَبَ الحجاجُ ابن الزبير على عقبةٍ المدينة ليُري ذلك قريشاً، فلما أن تفرقوا جعلوا يمرون فلا يقفون عليه حتى مر عليه عبد الله بن عمر، فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خُبيب (قالها ثلاث مرات) لقد كنت نهيتُك عن ذا (قالها ثلاث مرات) لقد كنت صواماً قواما، تصل الرحم. فبلغ الحجاج موقفُ عبد الله بن عمر فبعث إليه، فاستنزلهُ فرمى به في قبور اليهود، وبعث إلى أسماء بنت أبي بكر أن تأتيه وقد ذهب بصرها، فأبتْ، فأرسل إليها لتجيئن أو لأبعثن إليك من يسحبُك بقُرونك، قالت: والله لا آتيك حتى تُرسل إليَّ من يسحبني بقروني، فأتاه رسوله فأخبره، فقال له: يا غلام ناولني سَبْتِيِّتَيِّ فناوله نعليه، فقام وهو يتوقدُ، حتى أتاها، فقال: كيف رأيت الله صنع بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وأما ما كنت تُعَيِّرُه بذات النطاقين، أجل لقد كان لي نطاقان: نطاق أُغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق آخر لابد للنساء منه، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن في ثقيف مُبيراً وكذاباً، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت ذاك" قال: فخرج.
1039 -
* روى أبو يعلي عن أبي الجلاس قال (1): سمعتُ علياً يقولُ لعبد الله السبئي
1038 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 256)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
عقبة المدينة: الظاهر من قوله عقبة المدينة أن المراد بذلك العقبة التي يخرج منها الناس من مكة إلى المدينة؛ لأن ابن الزبير صلب في مكة.
والعقبة: المرتقى الصعب من الجبال.
فبعث إليه: أي إلى عبد الله بن الزبير.
سبتيتي: الحذاء.
النطاق: شقة من ملابس النساء.
المبير: المهلك.
الكذاب: هو المتنبئ المختار بن أبي عبيد الثقفي.
1039 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 333) وقال: رواه أبو يعلي، ورجاله ثقات.
عبد الله السبئي: هو عبد لله بن سبأ، ويلقب بابن السوداء، يهودي تظاهر بالإسلام، وغلا في علي بن أبي طالب، وهو من طلائع الباطنية الغلاة في الأمة الإسلامية.
ولعل الهيثمي وثق رجاله لمعرفته بوجود شواهد ومتابعات، وإلا فقد ذكر ابن حجر ان أبا الجلاس مجهول، والمشهور عند العام والخاص من المسلمين عن عبد الله السبئي هذا أن دوره في الفتنة كان كبيراً.
ويلك، والله ما أفضى إلي بشيء كتمهُ أحداً من الناس، ولكن سمعتهُ يقول:"إنَّ بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً وإنك لأحدهُم".
1040 -
* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قدِمَ مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول: إن جعل لي محمدٌ الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشرٍ كثيرٍ من قومه، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة جريدٍ، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه، فقال:"لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريتُ فيه مارأيتُ، وهذا ثابت يُجيبك عني" ثم انصرف عنه، قال ابن عباس: فسألت عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك أرى الذي أريتُ فيه ما أريت فأخبرني أبو هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما أنا نائمٌ رأيتُ في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إليَّ في المنام: أن انفخهُما فنفختهُما، فطارا، فأولتهما، كذابين يخرجان بعدي، أحدهما: العنسي، والآخر: مسيلمة".
وفي رواية عبيد لله بن عبد الله بن عتبة، قال (1): بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة، فنزل في دار بنت الحارث، وكانت تحتهُ بنتُ الحارث بن كُرْيزٍ، وهي أم عبد الله ابن عامرٍ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وهو الذي يقال له: خطيبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيبٌ، فوقف عليه فكلمه، فقال له مسيلمة: إن شئت خلينا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه، وإني لأراك الذي أُريتُ فيه ما أريتُ، وهذا ثابت بن قيس وسيُجيبك عني" فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبيد الله: سألتُ عبد الله بن عباس عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أريت فيه ما أريتُ، فقال
1040 - البخاري (8/ 89) 64 - كتاب المغازي -70 - باب وفد بني حنيفة، وحديث ثمامة بن أُثال.
ومسلم (4/ 1780) 42 - كتاب الرؤيا - 14 - باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
البخاري (8/ 91) 64 - كتاب المغازي-71 - باب قصة الأسود العَنْسي.
ابن عباس: ذُكِرَ لي - وفي رواية: أخبرني أبو هريرة
…
وذكر الحديث- وفي آخره: أحدهما العنسيُّ الذي قتله فيروز باليمن، والآخر: مسيلمة.
وفي رواية: قال عبيد الله (1): سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر، فقال ابن عباس ذُكِرَ لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"بينا أنا نائم أُريتُ أنه وُضِعَ في يدي سواران من ذهبٍ، فقطعتهُما وكرهتُهما، فأّذن لي، فنفختُهما، فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان" فقال عبيد الله: أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن، والآخر: مسيلمة الكذاب.
قال ابن حجر: قوله (قدم مسيلمة الكذاب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أي المدينة، ومسيلمة مصغر بكسر اللام ابن ثمامة بن كبير بموحدة ابن حبيب بن الحارث من بني حنيفة. قال ابن إسحاق: ادعى النبوة سنة عشر، وزعم وثيمة في "كتاب الردة" أن مسيلمة لقب واسمه ثمامة، وفيه نظر لأن كنيته أبو ثمامة، فإن كان محفوظاً فيكون ممن توافقت كنيته واسمه، وسياق القصة يخالف ما ذكره ابن إسحاق أنه قدم مع وفد قومه، وأنهم تركوه في رحالهم بحفظها لهم، وذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذوا منه جائزته، وأنه قال لهم: إنه ليس بشركم وأن مسيلمة إنما ادعى أنه أشرك في النبوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج بهذه المقالة، وهذا مع شذوذه ضعيف السند لانقطاعه، وأمر مسيلمة كان عند قومه أكثر من ذلك، فقد كان يقال له: رحمان اليمامة لعظم قدره فيهم، وكيف يلتئم هذا الخبر الضعيف مع قوله في هذا الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع به وخاطبه وصرح له بحضرة قومه أنه لو سأله القطعة الجريدة ما أعطاه، ويحتمل أن يكون مسيلمة قدم مرتين، الأولى: كان تابعاً، وكان رئيس بني حنيفة غيره؛ ولهذا أقام في حفظ رحالهم، ومرة متبوعاً وفيها خاطبه النبي صلى الله عليه وسلم، أو القصة واحدة وكانت إقامته في رحالهم باختياره أنفة منه واستكباراً أن يحضر مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، وعامله النبي صلى الله عليه وسلم معاملة الكرم على عادته في الاستئلاف، فقال لقومه: إنه ليس
(1) البخاري في نفس الموضع السابق.
قطعة من جريد: أي قطعة من عود النخل.
بشركم أي بمكان، لكونه كان يحفظ رحاله، وأراد استئلافه بالإحسان بالقول والفعل، فلما لم يُفد في مسيلمة توجه بنفسه إليهم ليقيم عليهم الحجة ويعذر إليه بالإنذار والعلم عند الله تعالى، ويستفاد من هذه القصة أن الإمام يأتي بنفسه إلى من قدم يريد لقاءه من الكفار إذا تعين ذلك طريقاً لمصلحة المسلمين. قوله (إن جعل لي محمد الأمر من بعده) أي الخلافة، وسقط لفظ "الأمر" هنا عند الأكثر وهو مقدر، وقد ثبتت في رواية ابن السكن وثبتت أيضاً في الرواية المتقدمة في علامات النبوة. قوله (وقدمها في بشر كثير) ذكر الواقدي أن عدد من كان مع مسيلمة م قومه سبعة عشر نفساً، فيحتمل تعدد القدوم كما تقدم. قوله (ولن تعدو أمر الله) كذا للأكثر، ولبعضهم لن تعد بالجزم وهو لغة، أي الجزم بلن، والمراد بأمر الله حكمه. وقوله (ولئن أدبرت) أي خالفت الحق، وقوله (ليعقرنك) بالقاف أي يهلكك. قوله (وهذا ثابت بن قيس يجيبك عني) أي لأنه كان خطيب الأنصار، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أُعطي جوامع الكلم فاكتفى بما قاله لمسيلمة وأعلمه أنه إن كان يريد الإسهاب في الخطاب فهذا الخطيب يقوم عني في ذلك، ويؤخذ منه استعانة الإمام بأهل البلاغة في جواب أهل العناد ونحو ذلك. أهـ.
1041 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فقال لرجل ممن يُدعى بالإسلام:"هذا من أهل النار" فلما حضرنا القتال: قاتل الرجل قتالاً شديداً، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الرجل الذي قلت له آنفاً: إنه من أهل النار، فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً، وقد مات؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إلى النار" فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك، إذ قيل: إنه لم يمتْ، ولكن به جراحاً شديداً، فلما كان من الليل لم يصبر على الجرح، فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله" ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: "إنه لا يدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمة، وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".
1041 - البخاري (7/ 471) 64 - كتاب المغازي -38 - باب غزوة خيبر.
ومسلم واللفظ له (1/ 105) 1 - كتاب الإيمان -47 - باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه.
وفي رواية عن عبيد الله بن كعب قال (1): أخبرني من شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر
…
الحديث
1042 -
* روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون، فاقتتلوا، فلما مال النبي صلى الله عليه وسلم إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ لا يدعُ لهم شاذةً ولا فاذةً إلا اتبعها، يضربها بسيفه - فقيل ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما إنه من أهل النار"- وفي رواية: فقالوا: أينا من أهل الجنة، إن كان هذا من أهل النار؟ - فقال رجلٌ من القوم: أنا صاحبهُ، قال: فخرج معه، كلما وقف وقف، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجُرح الرجل جُرحا شديداً فاستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض، وذبابة بن ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفاً أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجتُ في طلبه، ثم جُرح جرحاً شديداً، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض وذُبابة بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:"إن الرجل ليعملُ عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعملُ عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة".
(1) البخاري في نفس الموضع السابق.
1042 -
البخاري (7/ 471) 64 - كتاب المغازي -38 - باب غزوة خيبر.
ومسلم (1/ 106) 1 - كتاب الإيمان -47 - باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه.
شاذة: الشاذة: التي انفردت من الجماعة، وكذلك (الفاذة) وأصله في الغنم، ثم نقل إلى كل من فارق جماعة وانفرد عنها.
أجزأ: أجريت في الحرب وغيرهغا: إذا فعلت فعلاً ظهر أثره وقُمت فيه مقاماً لم يقمه غيرك.
ذبابه: ذُباب السيف: طرف رأسه.
تحامل: عليه، أي: اتكأ على السيف، جعله حاملاً له، وأصله من تكلف الأمر على مشقة.
نصل سيفه: نصل السيف: حديده، وقد جعله هاهنا طرفه الأعلى الذي يدخل في المقبض.
وفي رواية نحوه بمعناه، وفي آخره (1): من قوله عليه السلام: "وإنما الأعمالُ بالخواتيم، أو بخواتيمها".
1043 -
* روى الطبراني عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: جلس عميرُ بن وهبٍ الجُمحي مع صفوان بن أمية بعد مُصاب أهل بدر من قريش في الحِجْر بيسير، وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويلقون منه عنتاً، إذ هم بمكة وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى أصحاب بدر، قال: فذكروا أصحاب القليب بمصائبهم، فقال صفوان: والله إنْ في العيش خيرٌ بعدهم، وقال عمير بن وهب: صدقت والله لولا دينٌ عليَّ ليس عندي قضاؤه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي، لركبتُ إلى محمد حتى أقتله، فإن لي فيهم علة، ابني عندهم أسير في أيديهم، فاغتنمها صفوان فقال: عليَّ دينُك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعهم شيء نعجز عنهم، قال عمير: اكتُم عليَّ شأني وشأنك، قال: أفعلُ، قال: ثم أمر عمير بسيفه فشُحِذَ وسُمَّ، ثم انطلق إلى المدينة، فبينا عمر بن الخطاب بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر، وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر إلى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف، فقال: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر، هذا الذي حَرَّش بيننا وحزرنا للقوم يوم بدر، ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله. هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشح السيف، قال:"فأدخله" فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها، وقال عمر لرجال ممن كان معه من الأنصار: أدخلُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده
(1) البخاري (11/ 330) 81 - كتاب الرقاق -33 - باب الأعمال بالخواتيم، وما يخاف منها.
وأيضاً (11/ 499) 83 - كتاب القدر -5 - باب العمل بالخواتيم.
1043 -
المعجم الكبير (17/ 58).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 284): رواه الطبراني مرسلاً، وإسناده جيد.
الحِجْر: ما كان من الكعبة ولم يدخل في بنائها من الجهة الشمالية وهو معروف ويسمى الحطيم.
حزرنا: قدر عددنا تخميناً.
متوشحاً: متقلداً.
لببه بها: أخذ بتلبيبه وجره مما في موضع اللبب من الثياب، ويعرف بالطوق والجمع: تلابيب.
أقول: صفوان بن أمية بن خلف ابن عم عمير بن وهب بن خلف. وقد أسلم صفوان بعد ذلك وحسن إسلامه.
واحذروا هذا الكلب عليه، فإنه غير مأمون، ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر آخذ بحمالة سيفه، فقال:"أرسِله يا عمر، أدْنُ يا عميرُ" فدنا، فقال: انعموا صباحاً، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، السلام تحيةُ أهل الجنة" فقال أما والله يا محمد إن كنتُ لحديث عهد بها، قال:"فما جاء بك؟ " قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا إليه، قال:"فما بال السيف في عنقك؟ " قال: قبحها الله من سيوف، فهل أغنت شيئاً؟ قال:"اصدقني ما الذي جئت له"؟ قال: ما جئت إلا لهذا، قال:"بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحِجْر فتذاكرتُما أصحاب القَلِيب من قريش، فقلت: لولا دينٌ علي وعيالي لخرجت حتى أقتل محمداً، فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني، والله حائلٌ بينك وبين ذلك" قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أنبأك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق، ثم شهد شهادة الحق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فقهُوا أخاكم في دينه وأقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره" ثم قال: يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله شديد الأذى على من كان على دين الله، وإني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة، وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش: أبشروا بواقعة تأتيكم الآن تُنسيكم وقعة بدر، وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه، فحلف أن لا يكلمه أبداً، ولا ينفعه بنفع أبداً، فلما قَدم عمر مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام ويؤذي من يخالفه أذى شديداً، فأسلم على يديه ناسٌ كثير.
وللطبراني في رواية عن عروة بن الزبير نحوه مرسلاً، قال (1) فيه: ففرح المسلمون حين
(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 286)، وقال: إسناده حسن.
هداه الله، وقال عمر بن الخطاب: لخنزير كان أحبَّ إليَّ منه حين اطلع وهو اليوم أحبُّ إليَّ منْ بعض بنيَّ.
1044 -
* روى الحاكم عن عائشة قالت: لما جاءت أهل مكة في فداء أسارهم بعثتْ زينبُ بنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص وبعثتْ فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها. فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رق لها رقة شديدة، وقال:"إن رأيتُم أن تُطلقوا لها أسيرها، وتردُّوا عليها الذي لها فافعلوا" قالوا: نعم يا رسول الله وردوا عليه الذي لها. قال: وقال العباس: يا رسول الله إني كنتُ مسلماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"الله أعلم بإسلامك فإن يكنْ كما تقول فالله يجزيك فافد نفسك وابني أخويك: نوفل بن الحاث بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب، وحليفك عُتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر" فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله. قال: "فأين المالُ الذي دفنت أنت وأمُّ الفضل؟ فقلت لها إن أُصبتُ فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقُثَمٍ" فقال: والله يا رسول الله إني أشهدُ أنك رسول الله إن هذا لشيء ما علمَهُ أحدٌ غيري وغيرُ أم الفضل فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مالٍ كان معي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفعل". ففدى العباس نفسه وابني أخويه وحليفه وأنزل الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (1) فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبداً كلهم في يده مالٌ يضربُ به مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل.
1045 -
* روى الطبراني عن أنس بن مالك قال: نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مؤتةَ على
1044 - المستدرك (3/ 324)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه وأقره الذهبي، يضرب به: يتاجر به.
(1)
الأنفال: 70.
1045 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 349)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
المنبر، قال:"ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله".
الشاهد في الحديث: أنه بلغهم ذلك إذ علمه عن طريق الوحي وأخبر به فور وقوعه ولم يصل الخبر عن طريق الناس إلا بعد أسابيع، فهو دليل على الوحي. لا يكذب به إلا كافر مكابر.
1046 -
* روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ من سفرٍ، فلما كان قُربَ المدينة هاجت ريحٌ شديدةٌ تكادُ أن تدفن الراكب، فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"بُعثت هذه الريحُ لموت منافق" فلما قدم المدينة فإذا منافق عظيم من المنافقين، قد مات.
1047 -
* روى البزار عن ابن عباس قال: خرج عليا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أظلتنا سحابة ونحن نطمع فيها، فقال:"إن الملك الذي يسوقها أو يسوقُ هذه السحابة دخل عليَّ فسلم عليَّ فأخبرني أنه يسوقها إلى وادي كذا".
1048 -
* روى أحمد عن عمر بن الخطاب قال: وُلد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلامٌ فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم "سميتموه باسم فراعنتكم، ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو شر على هذه الأمة من فرعون لقومه".
لعل في ذلك إشارة إلى الوليد بن يزيد وقد أشيعت عنه إشاعات كثيرة وقد اتهمه بنو أمية أنفسهم بالكفر وقتلوه أخيراً، والله أعلم بشأنه.
1049 -
* روى الطبراني عن (جُبير بن نقيرٍ) قال (1): كان عبد الله بن وزاح قديماً لهُ
1046 - مسلم (4/ 2145) 50 - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم - حديث (15).
1047 -
كشف الأستار (3/ 142).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 289): رواه البزار، ورجاله ثقات.
1048 -
أحمد في مسنده (1/! 8).
مجمع الزوائد (7/ 313)، وقال: راوه أحمد ورجاله ثقات.
1049 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 313)، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات الدهاقين: الدهقان: رئيس القرية أو رئيس الإقليم، ومن، ومن له مال وعقار، يجمع على: دهاقنة ودهاقين.
صُحبة يقول إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُوشِكُ أن يؤمر عليهم الرُّوَيجل فيجتمع إليه قومٌ مُحلقةً أقفيتهُم بيضٌ قُمُصُهُم فكان إذا أمرهُم بشيءٍ حضروا" فشاء ربُّك أن عبد الله بن وزاح ملك بعض المدن فاجتمع إليه قومٌ من الدهاقين محلقةً أقفيتهم بيض قُمُصهم فكان إذا أمرهم بشيء حضروا، فيقول: صدق الله ورسوله.
أقول: لعل ظهور ما ورد في هذا الحديث في عصرنا أكثر منه في عصر مضى وإن كانت بوادر ما ذكره الحديث قد ظهرت مبكرة.
1050 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمانٌ، لا يدري القاتلُ في أي شيء قتل، ولا يدري المقتولُ في أي شيء قُتِل".
وفي رواية (1) فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: "الهرْجُ، القاتلُ والمقتولُ في النارِ".
1051 -
* روى أبو يعلي عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يظهرُ معدن في أرض بني سُليمٍ يقال له فرعونُ، وفرعانُ. وذلك بلسان أبي جهم قريب من السوء- يخرجُ إليه شرارُ الناس أو يُحشر إليه شرارُ الناس".
أقول: لعل في ذلك إشارة إلى ما ظهر من معادن في أنحاء من الجزيرة العربية وأعطي الامتياز فيها لبعض الشركات الأجنبية.
* * *
1050 - مسلم (4/ 2231) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة-18 - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
الهرج: القتل.
(1)
مسلم في نفس الموضع السابق.
1051 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 78) وقال: رواه أبو يعلي ورجاله ثقات.