الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع: الاحتفال بالإسراء والمعراج
المطلب الأول: تاريخ الإسراء والمعراج:
…
من المواسم التي اعتاد بعض الناس أن يحتفلوا بها يوم السابع والعشرين من رجب وليلته، وذلك احتفاء بإسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم، جاعلين ذلك موسماً لإقامة حفلات الذكر والدعاء في كل عام مع صنع الأطعمة المختلفة لهذه المناسبة.
المطلب الأول: تاريخ الإسراء والمعراج:
على الرغم من ثبوت حادثة الإسراء والمعراج وشهرة ذلك في الكتاب والسنة إلا أن تحديد وقت وقوعه بالسنة، أو الشهر أو اليوم مما اختلف فيه أهل العلم والسير؛ هل وقع قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم، أم بعده؟ فقيل: قبل المبعث وهو شاذ 1.
وذهب الأكثر إلى أنه بعد المبعث، ثم اختلفوا في وقته. فقيل:
1 -
قبل الهجرة بسنة، وكان ليلة السابع والعشرين من شهر ربيع الأول، وبه قال النووي 2.
قال مقاتل: كانت ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ويقال كان في رجب، وقيل كان في رمضان 3.
2 -
قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً، وكان في السابع عشر من رمضان 4.
3 -
قبل الهجرة بسنة وثلاثة أشهر 5.
1 فتح الباري (7/203) .
2 شرح صحيح مسلم النووي (2/209) ، وتفسير ابن كثير (3/22) .
3 تفسير البغوي (3/92) .
4 الطبقات الكبرى لابن سعد (1/213) ، وعيون الأثر لابن سيد الناس (1/147) .
5 أوجز السير لخير البشر لابن فارس (5) .
4 -
قبلها بستة أشهر.
5 -
قبلها بسنة وشهرين أي في المحرم.
6 -
قبلها بثمانية أشهر.
7 -
قبلها بسنة وخمس أشهر، فعلى هذا يكون في شوال أو في رمضان على إلغاء الكسرين منه ومن ربيع الأول 1.
8 -
ومن الناس من يزعم أن الإسراء والمعراج كان أول جمعة من رجب ليلة الرغائب التي أحدث فيها الصلاة المشهورة ولا أصل لذلك 2.
وبناءً على ما تقدم من أقوال العلماء فليلة الإسراء والمعراج لم تكن معلومة ولا دليل لمن قال بتحديدها.
قال ابن كثير والحديث الذي جاء فيه أن الإسراء والمعراج كان ليلة السابع والعشرين من رجب لا يصح 3.
وقال أبو شامة: " ذكر القصاص أن الإسراء كان في رجب وذلك عند أهل التعديل والجرح عين الكذب 4.
وإلى ذلك يشير شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: " لم يقم دليل معلوم على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها، بل النقول منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به "5.
1 انظر: البداية والنهاية (3/107) ، والسيرة الحلبية (1/398) ، والرحيق المختوم للمباركفوري (134) .
2 البداية والنهاية (3/107) .
3 المصدر السابق.