الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: منزلته عند الرافضة والأدلة على ذلك:
يعتبر عيد الغدير أعظم الأعياد عند الرافضة، بل هو عيد الله الأكبر 1 ولا يكاد يخلو مؤلف من مؤلفاتهم إلا وللغدير فيه ذكر لاعتقاد هم وزعمهم أن الإمامة حصلت فيه، بل وقد أفرد بأكثر من مؤلف 2. ومن هنا جاء تعظيمه والاحتفال به.
وملخص واقعة الغدير كما ترويها كتب الشيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم عزم على الحج في سنة عشرة من الهجرة، وأعلن ذلك على الناس فتوافدوا إليه زرافات ووحدانا، وقاد النبي صلى الله عليه وسلم قافلة الحجيج إلى مكة آمين البيت الحرام مصطحباً معه نساءه وسائر أهل بيته، ثم بعد أن قضى مناسكه قفل آيباً إلى المدينة وسار حتى وصل غدير خم من الجحفة، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة، ويومها نزل عليه جبريل من الله يقول:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} 3.
وأمره أن ينصب علياً إماماً يبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد فحشر الناس في ذلك الموضع، وأوقف سيرهم ورد مقدمتهم
1 مصابيح الجنان لمحسن العصفور (395) .
2ولعل أشهرها وأعظمها كتاب الغدير في الكتاب والسنة والأدب للأميني والذي يقع في أكثر من اثني عشر مجلداً.
3 سورة المائدة، آية (67) .
على مؤخرتهم، ثم وقف عليهم خطيباً إلى أن قال: " أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله اعلم. قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلى مولاه، يقولها ثلاث مرات. ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} 1. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضي الرب برسالتي وولاية علي من بعدي 2. فيزعمون أن ذلك دليل على الاحتفال بهذا العيد.
ـ ومن الأحاديث التي أوردوها في تفضيله:
1 ـ ما نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم "يوم الغدير أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أولى الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لأمتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعمة ورضي لهم الإسلام ديناً"3.
1 سورة المائدة، آية (3) .
2 انظر: الغدير في الكتاب والسنة والأدب للأميني (1/9/11) ، واليقين لابن طاووس (113-115) ، والاحتجاج للطبرسي (1/55) ، ومعاني الأخبار للصدوق (67) ، وعقائد الإمامية للزنجاني (1/91) .
3 الآمالي للصدوق ((76-77) ، وبحار الأنوار للمجلسي (37/109) .
2 ـ عن فرات بن أحنف قال: قلت للإمام الصادق عليه السلام جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من عيد الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟ قال عليه السلام: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة هو اليوم الذي أكمل فيه الدين وأنزل على نبيه محمد {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} قلت وأي يوم قال: إن بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والإمامة من؟ بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيداً، وأنه اليوم الذي نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً للناس علماً وأنزل فيه ما أكمل الدين وتمت النعمة 1.
قلت: وهذا الرواية تبين الصلة الوثيقة بين الرافضة واليهود وذلك تبعاً لمؤسس مذهب الرافضة عبد الله بن سبأ اليهودي، وإن عقيدة الوصية والإمامة مأخوذة من اليهود ـ فاتخاذ هذا اليوم عيداً على زعمهم محاكاة لليهود في كيفية اتخاذ أعيادهم.
3 ـ عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل للمسلمين عيد غير الجمعة والأضحى والفطر قال: نعم أعظمها حرمة. قلت: وأي عيد جعلت فداك. قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين عليه السلام. وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قلت: وأي يوم؟ قال: وما تصنع باليوم؟ إن السنة
1 عيد الغدير لمحمد الموحد (59-60)
تدور، ولكن يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، فقلت: وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟ قال: تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أمير المؤمنين عليه السلام أن يتخذ ذلك اليوم عيداً، وكذلك الأنبياء عليهم السلام تفعل كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيداً 1.
وبهذه النصوص تتبين منزلة هذا العيد عند الرافضة وأنه أهم من عيد الفطر والأضحى وأعظم منهما وفي ذلك يقول محمد إبراهيم الموحد عند شرحه لبعض الأحاديث الواردة في ذلك، أن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر يوم الغدير عيداً إسلامياً خالداً في عداد الأعياد الإسلامية، كما يعتبره أفضل من الأعياد الإسلامية الأخرى على الإطلاق 2.
1 فروع الكافي للكليني (4/149) .
2 عيد الغدير لمحمد إبراهيم الموحد (54) .