الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثامن: الاحتفال بالهجرة
المطلب الأول: صفة الاحتفال به
…
المبحث الثامن: الاحتفال بالهجرة
وهو في آخر يوم من السنة الماضية وأول يوم في السنة الجديدة.
المطلب الأول: صفة الاحتفال به:
ويكون بإقامة الخطب والمحاضرات وعقد الندوات والتحدث عن هجرته صلى الله عليه وسلم، وما لاقاه من قريش في أثناء الهجرة، واتخاذه يوم إجازة في بعض البلدان الإسلامية، كما ترسل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة.
ولم يقتصر الاحتفال به على هذا الحد، بل اخترع المبتدعة لتعظيمه دعاءاً يعرف بدعاء ليلتي أول العام وآخره1 ورتبوا على ذلك عظيم الأجر والحفظ من الشيطان.
فمما جاء في دعاء أول السنة قولهم: " اللهم أنت الأبدي القديم الأول وعلى فضلك القديم وجودك المعول، وهذا عام جديد فد أقبل نسألك العصمة من الشيطان وأوليائه، والعون على هذه النفس الإمارة بالسوء، والاشتغال بما يقربني إليك زلفى يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين ". يقول ذلك "ثلاثاً"
1 قال القاسمي في كتابه إصلاح المساجد (129) ، وهذا دعاء لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا عن التابعين ولم يرد في مسند من المسانيد ولا في كتب الموضوعات.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. ويزعمون " أن من دعا بهذا الدعاء أول يوم من المحرم فإن الشيطان يقول: استأمن على نفسه فيما بقي من عمره؛ لأن الله يوكل به ملكين يحرسانه من الشيطان 1.
أما دعاء آخر السنة فهو: اللهم ما عملت في هذه السنة مما نهيتني عنه فلم أتب ولم ترضه ولم تنسه وحلمت عليّ بعد قدرتك على عقوبتي ودعوتني إلى التوبة منه بعد جرأتي على معصيتك فإني استغفرك فأغفر لي.. الخ.
ويقولون بزعمهم أن من قرأ هذا الدعاء ثلاث مرات فإن الشيطان يقول تعبنا معه طول السنة فأفسد علينا تعبنا في ساعة واحدة 2.
كما استندوا في تعظيم هذين اليومين إلى حديث موضوع لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو " من صام آخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من المحرم فقد ختم السنة الماضية، وافتتح السنة المستقبلة بصوم جعله الله كفارة خمسين سنة "3.
1 انظر: هامش دلائل الخيرات للجزولي (237-238) .
2 المصدر السابق (242-243) .
3 الموضوعات لابن الجوزي (2/199) .