الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوليد: حدثنا أبان بن عبد الله، عن خالد بن عثمان، عن أنس بن مالك، عن عمر ابن الخطاب مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبان بن عبد الله: الظاهر أنه الشامي الذي روى عن عاصم بن محمد العمري وثور بن يزيد. قال الأزدي:
"تركوه".
وخالد بن عثمان؛ لم أعرفه، وفي "تاريخ البخاري" (2/ 1/ 163) و "جرح ابن أبي حاتم" (1/ 2/ 244) - والسياق للأول -:
"خالد بن عثمان المزني، سمع عبد الرحمن بن أبي عائشة، روى عنه موسى ابن إسماعيل، يعد في البصريين".
قلت: وابن أبي عائشة هذا إنما يحدث عن التابعين كما قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 274) ، فإذا كان المترجم هو هذا المزني الذي روى عن ابن أبي عائشة؛ فيكون الحديث منقطعاً بينه وبين أنس، بل معضلاً.
3776
- (أيما رجل طلق امرأته ثلاثاً عند الأقراء أو ثلاثاً مبهمة؛ لم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره) .
ضعيف جداً
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 133/ 1)، والبيهقي في "سننه" (7/ 336) عن محمد بن حميد الرازي: أخبرنا سلمة بن الفضل، عن عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال:
كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي رضي الله عنه، فلما قتل علي رضي الله عنه قالت: لتهنئك الخلافة! قال: بقتل علي تظهرين الشماتة؟!
اذهبي فأنت طالق، يعني ثلاثاً، قال: فتفعلت بثيابها، وقعدت حتى قضت عدتها، فبعث إليها ببقية بقيت لها من صداقها، وعشرة آلاف صدقة، فلما جاءها الرسول قالت:(متاع قليل من حبيب مفارق) ، فلما بلغه قولها، بكى، ثم قال: لولا أني سمعت جدي؛ أو حدثني أبي، أنه سمع جدي يقول:(فذكره) لراجعتها. وقال البيهقي:
"وكذلك روي عن عمرو بن شمر، عن عمران بن مسلم وإبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة".
قلت: وقال الكوثري في رسالته "الإشفاق"(ص 28) - بعد ما عزاه للطبراني والبيهقي - عقبه:
"وإسناده صحيح، قاله ابن رجب الحنبلي الحافظ بعد أن ساق الحديث في كتابه: (بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة) "(1) .
ولم يتعقبه بشيء؛ مما يدل على أنه موافق له على التصحيح، وهذا أمر عجيب، لا سيما من ابن رجب؛ فإن الإسناد لا يحتمل التحسين، فضلاً عن التصحيح! فإن سلمة بن الفضل صدوق كثير الخطأ. ومحمد بن حميد الرازي ضعيف كما في "التقريب"، بل الرازي قد اتهمه غير واحد بالكذب، وتساهل البعض في إعطائه حقه من الجرح؛ فقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 339) :
"رواه الطبراني، وفي رجاله ضعف، وقد وثقوا".
فإن قال قائل: أفلا يتقوى الحديث بطريق عمرو بن شمر التي علقها البيهقي؟
(1) ونقله عنه أيضا ابن عبد الهادي في " سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث "(ق 206 / 2)