الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولذلك قال ابن نصر:
"هذا حديث ليس بثابت".
3856
- (عجلوا صلاة النهار في يوم الغيم، وأخروا المغرب) .
ضعيف
رواه ابن أبي شيبة (2/ 30/ 2) : حدثنا وكيع قال: أخبرنا حسن بن صالح، عن عبد العزيز بن رفيع مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، ورجاله ثقات، وهو مرسل.
3857
- (عد الآي في الفريضة والتطوع) .
موضوع
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(3/ 356) عن الحسن بن حماد - سجادة -: حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، عن أبي سعيد الشامي، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو سعيد الشامي - وهو عبد القدوس بن حبيب الوحاظي - وهو كذاب؛ كما قال ابن المبارك، وصرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث.
والحماني؛ كان يسرق الحديث.
والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(13/ 473-474) من هذا الوجه، لكن بلفظ مخالف له، فقال:
"عد الآي في التطوع، ولا تعده في الفريضة".
وكذا لفظه في "المقصد العلي"(1/ 180/ 414)، وكذا في "المجمع":
"وفيه أبو يحيى التميمي الكوفي، وهو ضعيف".
ولفظه في "المطالب العالية"(1/ 143/ 525) مثله إلا أنه قال: "لا الفريضة"، لم يقل:"ولا تعده". وهو أقرب إلى الصواب لغة؛ لأن (الآي) جمع، ويمكن تأويله بإعادة الضمير إلى المعنى أي (المذكور) ، لكن مثله يقال إذا صح الحديث، وهيهات!
ثم إن إعلال الهيثمي إياه بـ (أبي يحيى التميمي الكوفي)، فيه نظر من وجهين:
الأول: أنه وقع في "مسند أبي يعلى"(أبو يحيى الكوفي) ، فظنه غير (الحماني) - وكنية هذا أيضاً أبو يحيى الكوفي -، فقال في إعلاله ما تقدم! فوهم، وأضاف إلى كنيته على سبيل البيان نسبة (التميمي) ، وهو خطأ مطبعي فيما أظن، صوابه: التيمي، واسمه (إسماعيل بن إبراهيم، أبو يحيى التيمي) ، وهو ضعيف حقاً، لكن الصواب أنه (أبو يحيى الحماني) لتصريح رواية الخطيب باسمه، ولأن (سجادة) من الرواة عنه، وليس له رواية عن (أبي يحيى التيمي) .
والآخر: أنه لم يعل الحديث بأبي سعيد الشامي، فالظاهر أنه لم يعرفه، وإلا؛ فإعلال الحديث به أولى؛ لشدة ضعفه. وهذا ما وقع فيه المعلق على "مسند أبي يعلى"؛ فقال في أول تخريجه عليه:
"إسناده ضعيف؛ لجهالة أبي سعيد الشامي (!) ، وباقي رجاله ثقات، وأبو يحيى الكوفي؛ هو عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، وقد وهم الدكتور نايف الدعيس، فظنه إسماعيل بن إبراهيم الأحول".
قلت: هذا الدكتور تبع في هذا الوهم الهيثمي كما هو ظاهر مما تقدم، وتبعه أيضاً المعلق الآخر على "المقصد العلي"، وهو المدعو (سيد كسروي حسن)(1/ 180) ، وقلد المعلق على "أبي يعلى"، فقال:
"وأبو سعيد الشامي؛ مجهول؛ قاله ابن حجر في "التقريب" (2/ 428) ".
قلت: وعذر هذا وذاك في هذا التجهيل؛ أنهما استقربا ترجمته من "التقريب"، فوجدا فيه التجهيل، فوقفا عنده؛ لأنه ليس في حفظهما أن هناك رواياً آخر بهذه الكنية؛ هو أشهر من هذا بالرواية عن مكحول، وبرواية الشيوخ عنه، وهو عبد القدوس بن حبيب، ولو أنهما توسعاً قليلاً في البحث لوجدا في "كنى اللسان"(6/ 384/ 595) ما يدلهما على ذلك!
وأما المجهول؛ فلم يرو عنه غير عتبة بن يقظان مع ضعفه، ولذلك لم يذكره المزي في الرواة عن مكحول، وإنما ذكر عبد القدوس، وكذلك الذهبي لم يذكر إلا هذا فيمن يكنى بـ (أبي سعيد) في كتابه "المقتنى"، وهو في ذلك تابع للدولابي في "الكنى"(1/ 187)، وقال:
"متروك الحديث".
ولأبي أحمد الحاكم في "كناه"(1/ 174/ 1)، وقال:
"ذاهب الحديث".
وعلى هذا؛ فإني لا أستبعد أن يكون هذا والذي روى عنه عتبة واحداً. والله أعلم.
وإن من تفاهة التخريج، وقلة فائدة التسويد؛ أن المعلق على "مسند أبي يعلى" سود قرابة صفحتين في نقل أقوال العلماء المختلفة في سماع مكحول من واثلة، ثم مال إلى قول الحافظ: إنه سمع منه، فإن مثل هذا البحث إنما يفيد إذا كان السند إلى مكحول ثابتاً، وتوقفت تقوية الحديث على إثبات سماعه من الصحابي، أما والسند إليه ضعيف بل هالك!