الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجُزءُ الحَادِي وَالعِشْرُونَ
1 - السِّلَفِيُّ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ *
هُوَ: الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، المُفْتِي، شَيْخُ الإِسْلَامِ، شَرَف المُعَمِّرِيْنَ، أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَصْبَهَانِيّ، الجَرْوَانِيّ.
(*) ترجم له الجم الغفير، منهم على سبيل المثال لا الحصر: السمعاني في (السلفي) من الأنساب، وذيل تاريخ بغداد كما دل عليه اختيار ابن منظور منه: الورقة: 99، وابن عساكر في تاريخ دمشق (التهذيب: 1 / 449) ، وابن الأثير في الكامل: 11 / 191، واللباب: 1 / 550، وابن نقطة في التقييد: الورقة: 40، وفي (السلفي) من إكمال الإكمال، وابن الدبيثي في تاريخه: الورقة: 185 (شهيد علي)، وابن النجار في التاريخ المجدد كما دل عليه المستفاد للدمياطي: الورقة: 21، وسبط ابن الجوزي في المرآة: 8 / 362، والنووي في طبقات الشافعية: الورقة: 42، وأبو شامة في الروضتين، وابن خلكان في الوفيات: 1 / 150، والذهبي في تاريخ الإسلام: الورقة 61 (أحمد الثالث 2917 / 14) والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي: 1 / 206، والعبر: 4 / 227، والتذكرة: 4 / 1298، والميزان: 1 / 155، وأهل المئة: 134، والصفدي في الوافي: 7 / 351، والسبكي في طبقاته: 6 / 32، وابن كثير في البداية: 12 / 307، وابن حجر في اللسان: 1 / 299، والتبصير: 2 / 738، والعيني في عقد الجمان: 16 / الورقة: 630، وغيرها، وفي كتابيه: معجم شيوخ بغداد، ومعجم السفر معلومات مفصلة عن حياته ونشاطه العلمي، لانهما تناولا شيوخه، وانظر تعليق الدكتور بشار عواد على كتاب أهل المئة للذهبي: 134، وراجع مقالا له في نقد المطبوع من (معجم السفر) في مجلة المورد: م 8 العدد الأول، بغداد 1979.
وَيُلَقَّبُ جدّه أَحْمَد: سِلَفَةَ، وَهُوَ الْغَلِيظ الشفَةِ، وَأَصله بِالفَارِسيَّة سلبَة، وَكَثِيْراً مَا يَمزجُوْنَ البَاء بِالفَاء (1) ، فَالسِّلَفِيُّ مُسْتفَاد مَعَ السَّلَفِيّ -بِفَتحتين- وَهُوَ مَنْ كَانَ عَلَى مَذْهَب السَّلَف، وَمِنْهُم: أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَانِ بن عَبْدِ اللهِ السَّرْخَسِيّ، يَرْوِي عَنْ أَبِي الفِتْيَانِ الرَّوَّاسِيّ.
وَالسُّلَفِيّ -بِضَمٍّ ثُمَّ فَتحٍ- قَيْس بن الحَجَّاجِ السُّلَفِيّ، وَرَافِع بن عُقَيْبٍ، وَمُحَمَّد بن خَالِدِ بنِ خَلِيّ، وَعَبْد اللهِ بن عَبْدِ الأَعْلَى، وَأَبُو الأَخْيَلِ مِنْ ذُرِّيَّة سُلَفِ بنِ يَقطنَ، وَهُم بَطْنٌ مِنَ الكَلَاعِ، وَالكَلَاع قبيلَة مِنْ حِمْيَر.
وَبكسرٍ وَسكُوْنٍ: إِسْمَاعِيْل بن عَبَّادٍ السِّلْفِيّ القَطَّان، عَنْ عَبَّاد الرَّوَاجِنِيّ (2) ، مَنْسُوْب إِلَى دَرْبِ السِّلْفِيّ، وَهُوَ مِنْ قطيعَةِ الرَّبِيْع بِبَغْدَادَ.
وَبِفَتحَتَيْنِ وَقَافٍ: أَبُو عَمْرٍو أَحْمَد بن رَوْحٍ السَّلَقِيّ، هَجَاهُ البُحْتُرِيُّ (3) .
(1) راجع عن هذا الموضوع ما كتبه المعنيون بضبط المشتبه مثل السمعاني في (السلفي) من (الأنساب)، وابن الأثير في (اللباب) : 1 / 550، والذهبي في (المشتبه) : 364، وابن خلكان في (الوفيات) : 1 / 107، وابن حجر في (التبصير) : 738، وابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه) : 2 / الورقة: 72 (ظاهرية) وهو أحسنها وأكثرها استيعابا.
(2)
هذه نسبة خاصة بأبي سعيد عباد بن يعقوب المذكور، قال السمعاني في (الأنساب) : سألت أستاذي الحافظ إسماعيل بن محمد بن الفضل الاصفهاني عن هذه النسبة فقال:..وأصل هذه النسبة: الدواجن، بالدال المهملة، وهي جمع داجن، وهي الشاة التي تسجن في البيوت، فجعلها الناس: الرواجن، بالراء ونسب عباد إلى ذلك، ثم قال السمعاني: وظني ان الرواجن بطن من بطون القبائل.
انظر (الأنساب) و (اللباب) .
(3)
وفاته ذكر السلقي، بكسر السين المهملة، منسوب إلى درب السلق ببغداد، وممن نسب هكذا إسماعيل بن عباد السلقي المتوفى سنة 320 كما في (أنساب) السمعاني و (توضيح) ابن ناصر الدين (لمشتبه) الذهبي.
وَبزِيَادَة يَاء: إِسْمَاعِيْلُ بن عَلِيٍّ السَّيْلَقِيّ مِنْ كِبَارِ مَشْيَخَة السِّلَفِيّ صَاحِب التَّرْجَمَة.
وُلِدَ الحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ، أَوْ قَبْلهَا بِسَنَةٍ، وَهَذَا مُطَابقٌ لِمَا رَوَاهُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيّ فِي (تَارِيْخِهِ)، قَالَ:
سَمِعْتُ الحَافِظَ عَبْد الغَنِيِّ بن عَبْدِ الوَاحِدِ بَعْد عَوْده مِنْ عِنْد السِّلَفِيّ يَقُوْلُ:
سَأَلته عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: أَنَا أَذْكُر قتل نِظَام المُلْكِ -يَعْنِي: الوَزِيْرَ الَّذِي وَقَفَ المَدْرَسَة النِّظَامِيَّة بِبَغْدَادَ -وَكَانَ عُمُرِي نَحْو عشر سِنِيْنَ؛ قُتِلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ كتب عَنِّي بِأَصْبَهَانَ أَوّل سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَنَا ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ أَكْثَر، أَوْ أَقلّ بِقَلِيْلٍ، وَمَا فِي وَجْهِي شعرَة، كَالبُخَارِيّ رحمه الله.
يَعْنِي: لَمَّا كَتَبُوا عَنْهُ.
وَقَالَ الإِمَامُ أَبُو شَامَة (1) : سَمِعْتُ شَيْخَنَا عَلَم الدِّيْنِ السَّخَاوِيّ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ يَوْماً أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيّ يُنشد لِنَفْسِهِ مَا قَالَهُ قَدِيْماً:
أَنَا مِنْ أَهْلِ الحدِيـ
…
ـثِ وَهُم خَيْر فِئَه
جُزْتُ تِسْعِيْنَ وَأَر
…
جُو أَنْ أَجُوزنَّ المِئه
قَالَ: فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ حقّق الله رَجَاءك، فَعلمتُ أَنَّهُ قَدْ جَاز المائَة، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّ السِّلَفِيّ مِمَّنْ نَيّف عَلَى المائَة عَامٍ، حَتَّى إِنَّ تِلْمِيْذَه الوَجِيْهَ عَبْد العَزِيْزِ بنَ عِيْسَى (2) قَالَ: مَاتَ وَلَهُ مائَةٌ وَسِتّ سِنِيْنَ.
(1) في (الروضتين) :
(2)
اللخمي المعروف بقارئ الحافظ السلفي.
وَأَوّل سَمَاعٍ حَضَرَهُ السِّلَفِيّ مُتَفَرِّجاً مَعَ الصِّبْيَانِ مَجْلِسُ رِزْقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ الحَنْبَلِيّ، إِذْ قَدِمَ عَلَيْهِم رَسُوْلاً أَصْبَهَان، فَقَالَ السِّلَفِيّ -فِيمَا قرَأْته عَلَى عَبْدِ المُؤْمِنِ الحَافِظ (1) - أَخْبَرْنَا ابْنُ رَوَاجٍ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، قَالَ:
شَاهدتُ رِزْق اللهِ يَوْم دُخُوْله إِلَى البَلَدِ، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً كَالعِيْد، بَلْ أَبلغ فِي المزِيد، وَحَضَرت مَجْلِسه فِي الجَامِع الجورجيرِيّ (2)، وَقَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ مَعْمَرٍ العَبْدِيُّ: قَدِ استجزته لَكَ فِي جُمْلَةِ مَنْ كَتَبتُ مِنْ صِبيَاننَا.
قَالَ السِّلَفِيُّ فِي (مُعْجَم أَصْبَهَان (3)) : الوَاعِظَةُ أَرْوَى بِنْت مُحَمَّد هِيَ ابْنَة عَمّ جَدَّتِي فَاطِمَة الشَّعبيَّةِ مقدّمَة الوَاعِظَات، رَأَيْتُهَا وَحَضَرت عِنْدَهَا كَثِيْراً، وَقَدْ سَمِعَتْ مِنْ أَبِي سَعْدٍ المَالِيْنِيِّ، وَالنَّقَّاشِ، وَمَاتَتْ سَنَة ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقَالَ: أَوّل مَنْ سَمِعْتُ مِنْهُ وَكَتَبت عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ المَدِيْنِيّ (4) ، سَمِعَ فِي تِسْع وَأَرْبَع مائَة مِنْ أَحْمَد بن عَبْدِ الرَّحْمَانِ اليَزْدِيّ.
وَسَمِعَ السِّلَفِيّ كَثِيْراً مِنَ الرَّئِيْس أَبِي عَبْدِ اللهِ القَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الثَّقَفِيِّ، وَلَهُ سَمَاعٌ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَمَاتَ هُوَ وَالمَدِيْنِيّ عَام تِسْعَة وَثَمَانِيْنَ.
وَسَمِعَ أَيْضاً بِأَصْبَهَانَ مِنْ رَئِيْس المُؤذنِيْنَ أَبِي مَسْعُوْدٍ مُحَمَّد
(1) يعني عبد المؤمن الدمياطي المتوفى سنة 705 شيخ الذهبي.
(2)
قال ياقوت في (جورجير) من (معجم البلدان) : 2 / 146: (بعد الراء جيم أخرى وياء وراء، محلة بأصبهان، وبها جامع يعرف بها، وكان بها جماعة من الأئمة قديما وحديثا) ونسب ياقوت إلى المحلة جملة من العلماء.
(3)
لم يصل إلينا هذا المعجم فيما أعلم، وهو معجم لشيوخه الاصبهانيين.
(4)
منسوب إلى مدينة أصبهان المعروفة بجي.
وَأَحْمَد (1) ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ السُّوْذَرْجَانِيّ، رَوَيَا لَهُ عَنْ عَلِيِّ بنِ مَيْلَةَ.
وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ:
لَمْ يَمُتْ أَحَد مِنْ شُيُوْخِي قَبْلَه، وَلَا حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ بنِ مِهْرَبزدَ صَاحِب أَبِي عَلِيٍّ الصّحَّاف سِوَاه.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكَاغَدِيّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ مَيْلَةَ.
وَحَدَّثَ السِّلَفِيّ عَنْ: أَبِي مُطِيع مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ الصّحاف صَاحِب ابْنِ مَرْدَوَيْه، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ القُوْسَانِيّ، وَأَبِي طَالِبٍ أَحْمَد بن أَبِي هَاشِمٍ الكُنْدُلَانِيّ (2) ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ الغَفَّارِ بن أَشْتَه (3) ، وَإِسْمَاعِيْل بن عَلِيٍّ السَّيْلَقِيّ، وَأَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ سَلِيْمٍ المُؤَدِّبِ، وَأَبِي الفَتْحِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَدَّادِ -وَتَلَا عَلَيْهِ إِلَى الخوَاتيمِ- وَعَبْدِ الرَّحْمَانِ بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ النَّصْرِيّ السِّمْسَار -بَقِيَّة أَصْحَاب الجُرْجَانِيّ- وَسَعِيْد بن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الجَوْهَرِيّ -صَاحِب (4) ابْنِ مَيْلَةَ- وَمَكِّيّ بن مَنْصُوْرٍ الكَرَجِيّ السَّلَاّر -صَاحِب القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ (5) - وَأَبِي سَعْدٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ المُطَرِّز -وَتَلَا عَلَيْهِ ختمَة- وَأَبِي الفَتْحِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ الحَارِثِ الأَخْرَم -صَاحِب غُلَام مُحْسِن- وَالحَافِظ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ ابْن الحَافِظ أَبِي بَكْرٍ بنِ مَرْدَوَيْه، وَالحَافِظ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ بُشْرَوَيْه -وَسَمِعَ مِنْهُ (مُعْجَمه) - وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ قُوْلَوَيْه، وَالمُقْرِئ إِسْمَاعِيْل بن الحَسَنِ العَلَوِيّ،
(1) مات سنة 496 الحاجي: (الوفيات) الترجمة 207، الجزري:(غاية) 1 / 71 وسوذرجان قرية من قرى أصبهان (معجم البلدان) 3 / 184.
(2)
منسوب إلى كندلان من قرى أصبهان، وهو عربي من قريش، مات في محرم سنة (493) كما في (أنساب) السمعاني و (لباب) ابن الأثير وغيرهما.
(3)
انظر عن تقييد هذا الاسم وضبطه (مشتبه) الذهبي، ص 28.
(4)
الصاحب هنا بمعنى التلميذ.
(5)
هذا من أهل حيرة نيسابور، وليس من أهل حيرة الكوفة.
وَالمُحَدِّث بُنْدَار بن مُحَمَّدٍ الخُلْقَانِيّ (1) .
وَأَبِي القَاسِمِ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ بَلِّيْزَة (2) الخِرَقِيّ، وَتَلَا عَلَيْهِ لِقُنْبُلَ (3) عَنْ قِرَاءته فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَلَى ابْنِ زَنْجَوَيْه، وَأَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمٍ المُعَلِّم -صَاحِب غُلَام مُحْسِنٍ- وَأَبِي نَصْرٍ الفَضْل بن عَلِيٍّ الحَنَفِيّ -صَاحِب ابْن مَيْلَةَ- وَأَبِي القَاسِمِ الفَضْل بن عَلِيٍّ السُّكَّرِيّ -صَاحِب أَبِي بَكْرٍ ابْنِ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيّ- وَفَضْلَان بن عُثْمَانَ القَيْسِيّ -صَاحِب الذَّكْوَانِيّ أَيْضاً- وَأَبِي عَلِيٍّ المُطَهَّر بن بُطَّةَ (4) -رَوَى عَنِ الحَمَّال- وَلَاحِق بن مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيّ -يَرْوِي عَنِ الفَضْلِ بنِ شَهْرَيَار-.
وَتَلَا لقَالُوْنَ أَيْضاً عَلَى: أَبِي سَعْدٍ نَصْر بن مُحَمَّدٍ الشِّيْرَازِيّ صَاحِب أَبِي الفَضْلِ الرَّازِيّ فِي خلقٍ كَثِيْرٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي نُعَيْمٍ، وَابْن رِيْذَةَ.
وَنَزَلَ إِلَى الحَافِظِ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل الطَّلْحِيّ (5) ، وَالفَضْل بن مُحَمَّدٍ الدَّيْلَمِيّ، وَعِدَّة.
وَسَمِعَ مِنَ النِّسَاءِ بِأَصْبَهَانَ، مِنْ أُمِّ سَعْدٍ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ تَروِي عَنِ: ابْنِ عَبْدكويه، وَالجَمَّالِ، وَابْن أَبِي عَلِيٍّ، وَمِنْ أَمَةِ العَزِيْزِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ -سَمِعَتِ الجَمَّالَ- وَمِنْ سَارَةَ أُخْتِ شَيْخِهِ أَبِي طَالِبٍ الكُنْدُلَانِيّ، وَفَاطِمَة بِنْت مَاجَه -تروِي عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ حَسْنَوَيْه- وَمِنْ لَامِعَةَ بِنْتِ سَعِيْدٍ البَقَّالِ، وَقَدْ سَمِعُوا مِنْهَا فِي حَيَاةِ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظِ، فَعمل (مُعْجَمَ) شُيُوْخِهِ الأَصْبَهَانِيّ فِي مُجَلَّدٍ كَبِيْرٍ.
(1) منسوب إلى بيع الخلق من الثياب.
(2)
بفتح الباء الموحدة وتثقيل اللام وكسرها انظر عن ضبطها (مشتبه الذهبي) ص 90.
(3)
(المشتبه) ص 536.
(4)
بضم الباء الموحدة ولم يذكره الذهبي في (المشتبه) مع أنه ذكر جملة من الاصبهانيين (المشتبه) : ص 84.
(5)
نسبة إلى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، ومن ذريته جماعة بأصبهان كما يظهر من (أنساب) السمعاني، و (لباب) ابن الأثير.
وَارْتَحَلَ، وَلَهُ أَقلُّ مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً، فَدَخَلَ بَغْدَادَ وَلَحِقَ بِهَا أَبَا الخَطَّاب ابْنَ البَطِرِ، وَسَمِعَ مِنْهُ نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً، كَانَ يَتَفَرَّد بِهَا، فَتَفَرَّد هُوَ بِهَا عَنْهُ؛ كَالدُّعَاء لِلمَحَامِلِيّ، وَالأَجزَاء (المَحَامِلِيَّات) الثَّلَاثَة.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيّ، وَالحُسَيْن بن عَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ، وَثَابِت بن بُنْدَار، وَأَبِي سَعْدٍ الحُسَيْن بن الحُسَيْنِ الفَانِيْدِيّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ عَبْد الرَّحْمَانِ بن عُمَرَ السِّمْنَانِيّ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ العَلَاّفِ الحَاجِب، وَعَلِيّ بن الحُسَيْنِ الرَّبَعِيّ، وَأَبِي الخَطَّابِ ابْن الجَرَّاح، وَقَاضِي المَوْصِل أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ وَدْعَانَ صَاحِب تِيك الأَرْبَعِيْنَ (1) المَكْذُوْبَة، وَالمُبَارَك بن عَبْدِ الجَبَّارِ ابْن الطُّيُوْرِيّ، وَجَعْفَر بن أَحْمَدَ السَّرَّاج، وَالمُعَمَّر بن مُحَمَّدٍ الحَبَّال، وَمَنْصُوْر بن بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حِيْدٍ (2) ، وَأَبِي الفَضْلِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ ابْن الصَّبَّاغ، وَأَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ قيدَاس، وَأَبِي البَرَكَات مُحَمَّد بن المُنْذِرِ بن طَيْبَانَ (3) ، وَأَبِي البَرَكَات مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الوَكِيْل، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط، وَأَبِي سَعْدٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ الأَسَدِيِّ، وَأَبِي يَاسِر مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ الخَيَّاط، وَالشَّرِيْف مُحَمَّد بن عَبْدِ السَّلَامِ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ بن خُشَيْش، وَأَبِي غَالِبٍ مُحَمَّد بن الحَسَنِ البَاقِلَاّنِيّ، وَعَلِيّ بن الخَلِّ البَزَّاز، وَأَبِي تُرَاب عَبْد الخَالِقِ بن مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ المُؤَدِّب -صَاحِب هبَة
(1) يعني الأربعين حديثا.
(2)
بكسر الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف (المشتبه) ص 182.
وهو مستفاد مع (حيد) بفتحتين، و (حند) بضم الحاء المهملة وفتح النون المشددة، و (جند) بالجيم والنون المفتوحتين.
(3)
قيده الذهبي في (المشتبه) قال: (وبمهملة ثم ياء
…
وأبو البركات محمد بن المنذر بن طيبان، عن أبي القاسم بن بشران، وعنه السلفي..) ص:425.
الله اللَاّلْكَائِيّ (1) - وَأَحْمَد بن سُوْسَن التَّمَّار، وَالحَافِظ أَبِي عَلِيٍّ البَرَدَانِيّ (2) ، وَالحَافِظ شُجَاع بن فَارِس الذُّهْلِيّ، وَالحَافِظ مُؤْتَمَن بن أَحْمَدَ السَّاجِيّ، وَالمُفِيْد أَبِي مُحَمَّدٍ ابْن الآبنوسِيّ، وَالحَافِظ أَبِي عَامِرٍ العَبْدَرِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ عَمل لَهُم (المُعْجَم)(3) فِي مُجَلَّدٍ تَامّ، فِيهِم عدد مِنْ أَصْحَابِ ابْن غَيْلَانَ وَالجَوْهَرِيّ، وَنَزَلَ إِلَى أَصْحَاب أَبِي الحَسَنِ ابْن النَّقُّوْرِ.
وَجَالَس فِي الفِقْه إِلْكِيَا الهَرَّاسِيّ، وَيُوْسُف بن عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الشَّاشِيّ.
وَأَخَذَ الأَدب عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بن عَلِيٍّ التَّبْرِيْزِيّ.
وَلَمْ يَتفق لَهُ لُقِيُّ أَبِي حَامِد الغَزَالِيّ فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ فَارق بَغْدَاد، وَحَجّ، وَقَدِمَ الشَّام، ثُمَّ ارْتَحل مِنْهَا إِلَى خُرَاسَانَ.
لَمْ يَسْمَعْ بِبَغْدَادَ مِنَ النِّسَاء سِوَى ثَمَانِي شَيْخَات، وَسَافَرَ مِنْهَا بَعْد أَرْبَع سِنِيْنَ وَسَمِعَ بِالكُوْفَةِ مِنْ: أَبِي البَقَاءِ الحَبَّالِ، وَجَمَاعَة.
وَحَجّ، فَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ: أَبِي شَاكِر العُثْمَانِيّ صَاحِب أَبِي ذَرٍّ الحَافِظ، وَمِنَ: الحُسَيْن بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ الفَقِيْه.
وَبِالمَدِيْنَة مِنْ: أَبِي الفَرَجِ القَزْوِيْنِيّ، وردّ إِلَى بَغْدَادَ، فَأَقَامَ بِهَا عَامَيْنِ مُكبّاً عَلَى العِلْم وَالفَضَائِلِ.
ثُمَّ ارْتَحَلَ سَنَةَ خَمْسِ مائَةٍ، فَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ العَسْكَرِيِّ، وَطَائِفَةٍ
(1) في الأصل: الالكائي، وهو وهم من الناسخ، وهذه النسبة إلى بيع اللوالك التي تلبس في الارجل كما في (أنساب) السمعاني و (لباب) ابن الأثير.
(2)
في (أنساب) السمعاني و (لباب) ابن الأثير بضم الباء الموحدة، وما هنا هو المعتمد يقويه ما ورد في (معجم البلدان) و (مشتبه) الذهبي 61 وغيره من كتب المشتبه.
(3)
يريد بذلك المشيخة البغدادية، وقد وصلت إلينا، وعندي نسخة مصورة منها.
بِالبَصْرَةِ، وَمِنَ المُفْتِي أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَنْجَوَيْه صَاحِب أَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ بِزَنْجَانَ (1) ، وَمِنْ أَبِي غَالِبٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ العَدْل صَاحِب ابْن شُبَانَةَ (2) بِهَمَذَانَ، وَمِنْ أَبِي سَعِيْدٍ عَبْد الرَّحْمَانِ بن عَبْدِ العَزِيْزِ الشَّافِعِيّ بِأَبْهَرَ، وَمِنْ أَبِي نُعَيْمٍ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ زبزب بِوَاسِط، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ مَحْمُوْد بن سعَادَة الهِلَالِيّ بِسَلَمَاسَ (3) ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن فَدُوْيَه الكُوْفِيّ بِالحِلَّةِ، وَمِنْ أَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن الخصِيْب الخَانسَارِيّ بِجَرْبَاذَقَانَ، وَمِنْ أَحْمَد بن إِسْحَاقَ الأَدِيْب بِسَاوَة، وَمِنْ قَاضِي الدِّيْنَوَرِ أَبِي طَالِبٍ نَصْرِ بنِ الحُسَيْنِ بِالدِّيْنَوَرِ، وَمِنْ مُوَحِّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ القَاضِي بِتُسْتَرَ، وَمِنْ أَبِي طَاهِرٍ حَمْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الكَوْسَجِ بِالكَرَجِ، وَمِنْ رَاشِدِ بنِ عَلِيٍّ المُقْرِئِ بِالأَهْوَازِ، وَمِنْ أَحْمَد بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَاتَانَ بِتَفْلِيْسَ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَهْدِيٍّ السُّرُنْجِيّ بِنَصِيْبِيْنَ، وَمِنْ أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَد بن عَلِيٍّ بِشَابُرْخُوَاسْتَ (4) ، وَمِنْ أَبِي نَصْرٍ عَبْد الوَاحِدِ بن مُحَمَّد بِالكَنْكَوَر (5) ، وَمِنْ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ رُشَيْدٍ الأَدَمِيّ بِشَهْرَسْتَانَ، وَمِنْ أَبِي تَمَّامٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ بَنْبَقَ بِالنُّعْمَانِيَّةِ، وَمِنَ القَاضِي مَسْعُوْدِ بنِ عَلِيٍّ الملحِيّ بِأَرْدَبِيْلَ، وَمِنَ القَاضِي سَالِمِ بنِ مُحَمَّد
(1) قيده ياقوت بكسر الزاي وقيده السمعاني بفتحه، واخترنا الفتح، ويقويه ما ورد في (مراصد الاطلاع) بالفتح أيضا، والسمعاني على أية حال أعلم بتلك البلاد.
(2)
هو أحمد بن الفضل بن شبانة الهمذاني الكاتب قيده الذهبي في (المشتبه) ص:
386.
(3)
بفتح السين المهملة واللام مدينة مشهورة بأذربيجان كما في معجم ياقوت و (مراصد الاطلاع) .
(4)
ويقال فيها أيضا (سابورخواست) بلدة بين خوزستان وأصفهان، ذكر ياقوت وصاحب (المراصد) اللفظين معا في معجميهما.
(5)
هكذا وجدناها مقيدة في الأصل بفتح الكافين، وقد قيدها ياقوت بكسر الكافين، وتابعه ابن عبد الحق في (مراصده) وقالا: هي بليدة بين همذان وقرميسين.
العِمْرَانِيّ بِآمِدَ.
وَمِنَ القَاضِي عَبْد الجَبَّارِ بن سَعْدٍ بِالأَشْتَر (1) ، وَمِنْ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ حَامِدٍ الحَرَّانِيّ بِمَاكِسِيْنَ، وَمِنَ القَاضِي عَبْد الكَرِيْمِ بن حَمْدٍ الجُرْجَانِيّ بِمَأْمُوْنِيَّةِ زَرَنْدَ، وَمِنْ قَاضِي نَهْرِ الدَّيْرِ عَبْدِ الوَاحِدِ بن أَحْمَدَ بِهَا (2) ، وَمِنْ مَيْمُوْن بن عُمَرَ البَابِيِّ الفَقِيْه بِبَابِ الأَبْوَابِ، وَمِنْ أَبِي صَادِق المَدِيْنِيّ بِمِصْرَ، وَمِنَ القَاضِي أَبِي المَحَاسِن الرُّوْيَانِيّ بِالرَّيِّ، وَمِنَ القَاضِي إِسْمَاعِيْل بن عَبْدِ الجَبَّارِ المَاكِيّ (3) بقَزْوِيْن، وَمِنْ أَبِي عَلَاّنَ سَعْد بن عَلِيٍّ المُضَرِيّ بِمَرَاغَةَ، وَمِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الرَّازِيّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة، وَمِنْ خلقٍ كَثِيْر بِهَا، وَمِنْ أَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الحِنَّائِيّ بِدِمَشْقَ، وَمِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ غَزْوٍ بِنَهَاوَنْد.
وَسَمِعَ بِأَبْهَرَ مِنْ: أَبِي العَلَاءِ أَحْمَد بن إِسْمَاعِيْلَ الطَّبَّاخِيّ بِسَمَاعه مِنْ جدّه لأُمِّهِ مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ بِصُوْر مِنْ: أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ الكَامِلِي المُسْتَمْلِي عَنْ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ الآمِدِيّ، وَسَمِعَ بقَزْوِيْن مِنَ الخَلِيْل بن عَبْدِ الجَبَّارِ التَّمِيْمِيّ رَاوِي نُسْخَة فُلَيْحٍ (4) .
وَسَمِعَ بِصَرِيْفِيْنَ وَاسِطَ مِنْ رَجَبِ بنِ مُحَمَّدٍ الشُّرُوْطِيّ، وَبِمَيَّافَارِقِيْنَ مِنْ مُفْتِيْهَا شَرِيْفِ بنِ فَيَّاضٍ، وَبِالرَّحْبَةِ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ ضَبَّةَ بنِ أَحْمَدَ
(1) المعروف أنها (أشتر) بغير ألف ولام ذكرها ياقوت، وقيدها بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح التاء ثالث الحروف، وذكر أنها ناحية من نهاوند وهمذان.
(2)
يعني بنهر الدير.
(3)
لم يذكر السمعاني هذه النسبة في (الأنساب) ولا استدركها عليه ابن الأثير في (اللباب) ، وقد وضع الناسخ عليها لفظة (صح) دلالة على صحة كتابتها، ولعله منسوب إلى جد له؟.
(4)
فليح بن سليمان بن أبي المغيرة المدني، قال أبو الحجاج المزي: وفليح لقب غلب عليه، واسمه عبد الملك توفي سنة 168 وقد تكلموا فيه مع أن أصحاب الكتب الستة قد احتجوا به راجع (تهذيب الكمال) نسخة دار الكتب المصرية 25 حديث، و (ميزان) الذهبي 3 / 365، و (تهذيب التهذيب) لابن حجر 8 / 303 وغيرها.
القُضَاعِيّ الشُّرُوْطِيّ، وَبِالدُّون (1) مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بن حَمْدٍ السُّفْيَانِيّ، وَبِالفَرَكِ (2) مِنْ بَدْر بن دُلَفٍ الفَرَكِيّ، وَبقَرْقِيْسِيَا عَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ الخَطِيْبِيّ، وَبقَرْمِيْسِيْنَ عَلِيّ بن مُنِيْر الحَرَّانِيّ، وَبِشَرْوَانَ عَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المُفَضّض وَلَيَّنَه، وَبِزَرَنْدَ عَبْد الرَّزَّاقِ بن حَسَنٍ، وَبأَبْهَرَ أَيْضاً مِنْ رَئِيْسِهَا عَبْدِ الوَارِثِ بن مُحَمَّدٍ الأَسَدِيّ بِسَمَاعه مِنْ أَبِيْهِ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ؛ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤٍ الوَرَّاقُ، وَبِالفَارُوْثِ مِنْ عَسْكَرِ بنِ حَسَنِ بنِ سَنْبَرَ، وَبِمَدِيْنَةِ القَصْرِ مِنْ غَالِبِ بنِ عَلِيٍّ، وَبِفَيْدَ (3) مِنْ فَرَجِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَبِعَرَابَانَ كَلَاّب (4) بن حوَارِيّ التَّنُوْخِيّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ آخرَ، عَنْ عَبْدِ الغَافِرِ الفَارِسِيِّ، وَبِدَارَيَّا مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ حُجَيْجَةَ، وَبعَسْكَر مُكْرَمٍ (5) المُبَارَك بن مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الدِّيْبَاجِيّ، وَبِحَانِيّ (6) مُبَارَكَة بِنْت أَبِي الحَسَنِ الحَنْبَليَّة، وَبِثغرنَشَوَى (7) مُفَرّج بن أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَبِالدُّوْنَق نَصْر بن مَنْصُوْرٍ
(1) قرية من أعمال دينور كما في (معجم) ياقوت، و (مراصد) البغدادي.
(2)
الفرك: قرية من قرى أصبهان، قيدها السمعاني بفتح الفاء والراء، وتابعه في هذا التقييد عز الدين ابن الأثير في (اللباب) 2 / 207، أما ياقوت فقيدها بفتح الفاء وسكون الراء، لكنه ذكر أن بعضهم يفتح الراء أيضا، وتابعه في ذلك ابن عبد الحق البغدادي في (مراصده) وما عند السمعاني أضبط.
(3)
بفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة كما في (معجم) ياقوت.
(4)
قال الذهبي في (كلاب) من (المشتبه) : (وبالتثقيل..وكلاب بن الحواري التنوخي، شيخ للسلفي)(ص 555) .
أما عرابان التي سمع فيها من هذا الشيخ فيقال فيها (عربان) من غير ألف كما في (معجم) ياقوت.
(5)
بلدة من نواحي خوزستان.
(6)
مدينة من مدن ديار بكر.
(7)
بالتحريك والقصر، مدينة بأذربيجان، وتعرف أيضا بنخجوان أو نقجوان (معجم ياقوت) .
الدُّوْنَقِيّ (1) ، وَبِالزُّزّ (2) مِنْ مَانكيل بن مُحَمَّدٍ، وَبِتَدْمُرَ أَبيَاتاً مِنْ وُهَيْب التَّمِيْمِيّ، وَبِسرَاي (3) -دَارِ مَمْلَكَةِ أُزْبَك خَانَ- مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ السُّفُنِيّ، وَسَمِعَ بِمَارْدِيْنَ، وَسُهْرَوَرْدَ، وَدَبِيْلَ، وَجَوِّيْث (4) ، وَخِلَاط، وَقَهج، وَغَيْر ذَلِكَ، وَأَفْرَدَ مِنْ ذَلِكَ (الأَرْبَعِيْنَ البلديَّة) .
(5)
وَأَملَى مَجَالِس بِسَلَمَاسَ وَهُوَ شَابّ، وَانْتخب عَلَى غَيْر وَاحِد مِنَ المَشَايِخ، وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل، وَنسخ مِنَ الأَجزَاء مَا لَا يُحصَى كَثْرَة، فَكَانَ يَنسخ الجُزْء الضَخْم فِي لَيْلَة، وَخطّه مُتْقَن سرِيع، لَكنه مُعَلّق مغْلق.
وَبَقِيَ فِي الرّحلَة ثَمَانِيَةَ عشرَ عَاماً، يَكتب الحَدِيْث وَالفِقْه وَالأَدب وَالشّعر.
وَقَدِمَ دِمَشْق سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَتَيْنِ (6) ، يَكتب العِلْم مقيماً بِالخَانقَاه.
وَقَدْ جَمعُوا لَهُ مِنْ جُزَازِهِ وَتعَالِيقِهِ (مُعْجَم السَّفَر) فِي مُجَلَّدٍ كَبِيْرٍ (7) .
ثُمَّ اسْتَوْطَنَ ثغر الإِسْكَنْدَرِيَّة بِضْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً وَإِلَى أَنْ مَاتَ،
(1) قال السمعاني في (الدونقي) من (الأنساب)، وتابعه ابن الأثير في (اللباب) : بضم الدال وسكون الواو وفتح النون وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى دونق وهي قرية من قرى نهاوند) .
وقيدها ياقوت بفتح الدال.
(2)
ناحية من نواحي همذان (معجم البلدان) .
(3)
لعلها هي التي ذكرها ياقوت باسم (سراو) .
(4)
قيدها الناسخ في الأصل بفتح الجيم وتشديد الواو، وهو بذلك يتابع أبا سعد السمعاني في (الأنساب) حيث قال في (الجويثي) : (بفتح الجيم وكسر الواو المشددة وسكون الياء المثناة من تحتها وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى الجويث، وهي بلدة بنواحي البصرة.
أما ياقوت فذكرها بضم الجيم وفتح الواو وتخفيفها، وذكر أنها موضع بين بغداد وأوانا، فلعل تلك غيرها لم يعرفها.
(5)
ويقال فيها (البلدانية) أيضا.
(6)
في الأصل سنتان وهو وهم من الناسخ وقد ذكر في (تاريخ الإسلام) : أنه أقام بدمشق عامين (الورقة: 62 نسخة أحمد الثالث 2917 / 14) .
(7)
الذي جمعه هو العلامة الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري المتوفى سنة 656.
وكتبه كما يجئ لا كما يجب لذلك لم يكن ترتيبه كما ينبغي، وقد بقيت عبارة المنذري عن جمع =
يَنشر العِلْم، وَيُحَصّل الكُتُب الَّتِي قل مَا اجْتَمَع لعَالِمٍ مِثْلهَا فِي الدُّنْيَا.
ارْتَحَلَ إِلَيْهِ خلق كَثِيْر جِدّاً، وَلَا سِيَّمَا لما زَالت دَوْلَة الرّفض (1) عَنْ إِقْلِيْم مِصْر وَتَملّكهَا عَسْكَر الشَّام، فَارْتَحَلَ إِلَيْهِ السُّلْطَان صَلَاح الدِّيْنِ وَإِخْوَته وَأُمرَاؤُه، فَسمِعُوا مِنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَالمُحَدِّث سَعْد الخَيْر (2) -وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ- وَأَبُو العِزِّ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ المُلْقَابَاذِيّ، وَعَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ السَّرَقُسْطِيّ، وَطَيِّب بن مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيّ، وَقَدْ رَوَى أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ عَنِ الثَّلَاثَة عَنِ السِّلَفِيّ.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ سَعْدُوْنَ القُرْطُبِيّ، وَالصَّائِن هِبَة اللهِ بن عَسَاكِرَ، وَحَدَّثَ عَنْهُمَا الحَافِظَان: ابْن السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْهُ.
وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ خلق مَاتُوا قَبْله، مِنْهُم: القَاضِي عِيَاض بن مُوْسَى.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الأَئِمَّةِ: عُمَر بن عَبْدِ المَجِيْدِ المَيَانَشِيّ، وَحَمَّاد الحَرَّانِيّ، وَالحَافِظَان؛ عَبْد الغَنِيِّ (3) وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَعَلِيّ بن
= الكتاب من الجزازات موجودة في صدر نسخة مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة من (معجم السفر) .
انظر التفاصيل في مقال الدكتور بشار عواد عن (معجم السفر)) في مجلة المورد م (8) عدد (1) ص: 381.
(1)
يعني دولة بني عبيد المعروفة خطأ بالدولة الفاطمية.
(2)
هو أبو الحسن سعد الخير بن محمد سهل الأندلسي الأنصاري المتوفي سنة 541.
راجع (المنتظم) 10 / 121 و (عبر) الذهبي 4 / 112 و (عقد الجمان) للعيني 16 / الورقة 164 وغيرها.
(3)
يعني عبد الغني المقدسي المتوفى سنة 600 صاحب كتاب (الكمال في أسماء الرجال) وغيره من الكتب النافعة.
المُفَضَّل الحَافِظ، وَأَبُو البَرَكَاتِ ابْن الجَبَّابِ (1) ، وَالشِّهَاب ابْن رَاجِحٍ، وَأَبُو نزَار رَبِيْعَة بن الحَسَنِ اليَمَنِيّ، وَأَبُو النَّجْمِ فَرْقَد الكِنَانِيّ، وَعَبْد الرَّحِيْمِ بن أَبِي الفَوَارِسِ القَيْسِيّ، وَالصَّائِن عَبْد الوَاحِدِ بن إِسْمَاعِيْلَ الأَزْدِيّ، وَأَبُو النَّجْمِ بن رسلَان الوَاعِظ، وَالسُّلْطَان يُوْسُف بن أَيُّوْبَ، وَأَخُوْهُ السُّلْطَان أَبُو بَكْرٍ العَادل، وَأَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ البَكْرِيّ، وَابْنُه أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّد، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الغَفَّارِ الهَمَذَانِيّ، وَالأَمِيْر مُحَمَّد بن مَحْمُوْدٍ الدُّوْنِيّ، وَظَافر بن عُمَرَ بنِ مُقَلّد الدِّمَشْقِيّ، وَعَبْد اللهِ بن عُمَرَ الشَّافِعِيّ قَاضِي اليَمَن، وَمُرْتَضَى بن حَاتِمٍ، وَظَافر بن شَحْمٍ، وَعَلِيّ بن زَيْدٍ التَّسَارَسِيّ (2) ، وَعَلِيّ بن مُخْتَار العَامِرِيّ، وَجَعْفَر بن عَلِيٍّ الهَمْدَانِيّ، وَعَبْد الغَفَّارِ بن شُجَاعٍ المَحَلِّيّ، وَالفَخْر (3) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الفَارِسِيّ، وَالحَسَن بن مُحَمَّدٍ الأَوقِيّ، وَنَصْر بن جرْو، وَعَبْد الصَّمَدِ الغَضَارِيّ، وَعِيْسَى بن الوَجِيْه بن عِيْسَى، وَمُحَمَّد بن عِمَاد الحَرَّانِيّ، وَالفَخْر مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَهَّابِ، وَإِبْرَاهِيْم بن عَلِيٍّ المَحَلِّيّ، وَدِرْع بن فَارِس العَسْقَلانِيّ الشِّيْرَجِيّ، وَعَبْد الخَالِقِ بن إِسْمَاعِيْلَ التِّنِّيْسِيّ (4) ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ رَحَّالٍ (5) ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ المَأْمُوْنِيّ، وَعَبْد اللهِ بن عَبْدِ الجَبَّارِ العُثْمَانِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَانِ ابْن الجَبَّابِ، وَأَخُوْهُ؛ مُحَمَّد، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَانِ ابْن
(1) أبو البركات عبد القوي ابن الجباب المصري وستأتي ترجمته في هذا الكتاب.
وانظر عن ضبط الجباب (مشتبه) الذهبي، ص 205.
(2)
لم يذكر السمعاني هذه النسبة في (الأنساب) ، ولا استدركها عليه ابن الأثير في (اللباب) ، وهو منسوب إلى (تسارس) قصر ببرقة راجع (معجم البلدان) ، و (مراصد الاطلاع) في هذه المادة.
(3)
يعني فخر الدين، وهذا من أسلوب المؤلف.
(4)
نسبة إلى (تنيس) البلد المشهور بمصر.
(5)
قال الذهبي في (المشتبه) : (وبحاء مثقلة وعلي بن محمد رحال، عن السلفي، حدثنا عنه أبو المعالي القرافي)(ص 309) .
الصَّفْرَاوِيِّ.
وَعَبْد الرَّحِيْمِ بن الطُّفَيْل، وَالحَسَن بن هِبَةِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَيُوْسُف بن عَبْدِ المُعْطِي ابْن المخيلِيّ، وَالوَجِيْه مُحَمَّد ابْن تَاجِرِ عَيْنه، وَعَلِيّ بن إِسْمَاعِيْلَ بن جُبَارَةَ، وَحَمْزَة بن أَوْسٍ الغَزَّال، وَيَحْيَى بن عَبْدِ العَزِيْزِ الأَغْمَاتِيّ، وَأَخُوْهُ نَاصِر، وَحُسَيْن بن يُوْسُفَ الشَّاطِبِيّ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن النَّقَّارِ، وَمُظَفَّر بن عَبْدِ المَلِكِ الفُوِّيّ (1) ، وَمَنْصُوْر بن سَنَد ابْن الدِّمَاغِ، وَعَلَم الدِّيْنِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيّ، وَعَلَم الدِّيْنِ عَلِيّ بن مَحْمُوْدٍ ابْن الصَّابُوْنِيّ، وَابْن أَخِيْهِ الشِّهَاب أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ، وَفَاضِل بن نَاجِي المخيلِيّ، وَيُوْسُف بن يَعْقُوْبَ السَّاوِيّ، وَأَبُو الوَفَاء عَبْد المَلِكِ ابْن الحَنْبَلِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ رَوَاحَةَ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ ابْن الجَبَّابِ، وَعَلِيّ بن أَبِي بَكْرٍ الدَّيْبُلِيّ (2) ، وَعَلِيّ بن عَبْدِ الرَّحْمَانِ المَنْبِجِيّ، وَعُمَر بن أَمِيْر ملك الحَنَفِيّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن أَبِي القَاسِمِ الدِّمَشْقِيّ، وَتَمَّام بن عَبْدِ الهَادِي ابْن الحَنْبَلِيّ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن عَبْدِ اللهِ ابْن الصَّوَّاف، وَعُمَر ابْن الشَّيْخ أَبِي عُمَرَ بن قُدَامَةَ (3) ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَقِيْل ابْن الصُّوْفِيّ، وَمَحْمُوْد بن موسك الهَذَبَانِيّ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى ابْن السَّدَّارِ، وَبشَارَة بن طلَائِع، وَعَبْد اللهِ بن يُوسُف القابسيّ، وَصدقَة بن عبد الله الْأَدِيب، وَعلي مَنْصُور بن مَخْلُوْف، وَسُلَيْمَان بن حَسَنٍ البَزَّاز، وَعَبْد اللهِ بن يَحْيَى المَهْدَوِيّ، وَحَسَّان بن أَبِي القَاسِمِ المَهْدَوِيّ، وَعَبْد الحَكِيْمِ بن حَاتِمٍ، وَسِتّ الحُسْنِ بِنْت الوَجِيْه بن عِيْسَى، وَعَبْد الكَافِي السّلَاوِيّ، وَعَبْد اللهِ بن
إِسْمَاعِيْلَ بن رَمَضَان، وَالحُسَيْن بن صَادِق المَقْدِسِيّ، وَنَصْر اللهِ ابْن نَقَّاشِ السِّكَّةِ، وَعَبْد
(1) نسبة إلى (فوة) - بضم الفاء وتشديد الواو المفتوحة - بلدة قريبة من الإسكندرية.
(2)
منسوب إلى (الديبل) - بالفتح ثم السكون وباء موحدة مضمومة ولام - مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند (معجم ياقوت) و (مراصد البغدادي) .
(3)
يعني: المقدسي.
الكَرِيْم بن كُلَيْبٍ الحَرَّانِيّ.
وَهِبَة اللهِ ابْن نَقَّاشِ السِّكَّةِ أَخُو المَذْكُوْر، وَعَبْد الوَهَّابِ بن روَاجٍ الأَزْدِيّ، وَبَهَاء الدِّيْنِ عَلِيّ ابْن الجُمَّيْزِيّ، وَشُعَيْب بن يَحْيَى الزَّعْفَرَانِيّ، وَأَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ بَدْر الدِّمَشْقِيّ، وَعَبْد الخَالِقِ بن حَسَنِ بنِ هَيَّاجٍ، وَعَبْد المُحْسِنِ السطحِيّ، وَعَلِيّ بن عَبْدِ الجَلِيْلِ الرَّازِيّ، وَقَيْمَاز (1) المُعَظَّمِيّ، وَهِبَة اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُفَرِّجِ ابْن الوَاعِظ وَسِبْطهُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَانِ بن مَكِّيّ، وَخَلْق، آخرهُم مَوْتاً: رَاوِي المُسَلْسَلِ (2) عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلَامِ السَّفَاقُسِيّ.
وَبِالإِجَازَة: تَاج الدِّيْنِ أَحْمَدَ ابْن الشِّيْرَازِيّ، وَالنُّوْر البَلْخِيّ، وَعُثْمَان بن عَلِيِّ ابْن خَطِيْبِ القَرَافَةِ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيّ الحَافِظ، وَمَكِّيّ بن عَلَاّنَ القَيْسِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الهَادِي الجَمَّاعِيْليّ، وَعِدَّة.
وَمِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ أَيْضاً: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ يَاقُوْت.
وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ العَامَّة (3) : الزِّين أَحْمَدُ بن عَبْدِ الدَّائِمِ (4) ، وَطَائِفَة؛ فَبين ابْن طَاهِر وَبَيْنَ
(1) هكذا هي مرسومة في الأصل، وتكتب أيضا: قايماز.
(2)
يعني: الحديث المسلسل بالاولية، وهو من نعوت الأسانيد، وفيه يتتابع رجال الإسناد
ويتواردون واحدا بعد واحد، بشرط أن يكون أول حديث سمعه جميع رجال السند من شيخ معين من شيوخهم ونص هذا الحديث (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحكم من في السماء) قال شعيب: وهو حديث صحيح بشواهده، أخرجه من حديث عبد الله بن عمر وأبو داود (4941) والترمذي (1925) وحسنه، والحاكم 4 / 179، وصححه مع أن فيه أبا قابوس لم يرو عنه غير ابن دينار، ولم يوثقه سوى ابن حبان على قاعدته في توثيق من لم يجرح، ورواه أبو يعلى والطبراني في معاجمه الثلاثة من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود، ورواه الطبراني (2502) من حديث جرير بن عبد الله البجلي ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي في (المجمع) 8 / 187 وانظر ما تبقى من الشواهد فيه.
(3)
من المعروف أن الامام السلفي قد أجاز المسلمين عامة قبل موته، فروى بعضهم بهذه الاجازة العامة.
(4)
يعني: المقدسي.
السَّفَاقُسِيّ فِي الوَفَاة مائَة (1) وَسَبْع وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً، وَذَا مَا لَمْ يَتّفق مِثْلُه لأَحدٍ فِي كِتَابِ (السَّابِقِ وَاللَاّحِقِ (2)) .
وَلَقَدْ خَرَّجَ (الأَرْبَعِيْنَ البَلَدِيَّةَ) الَّتِي لَمْ يُسبق إِلَى تخرِيجهَا، وَقل أَنْ يَتَهَيَّأَ ذَلِكَ إِلَاّ لِحَافِظ عُرف بِاتِّسَاعِ الرّحلَةِ.
وَلَهُ كِتَاب (السَّفِيْنَة الأَصْبَهَانِيَّة) فِي جُزْء ضَخْم، روينَاهُ، وَ (السَّفِيْنَة البَغْدَادِيَّة) فِي جُزْءيْنِ كَبِيْرِيْنَ، وَ (مقدمَة معَالِم السُّنَن) ، وَ (الوجِيْز فِي المجَاز وَالمجِيْز) ، وَ (جُزْء شَرط القِرَاءة عَلَى الشُّيُوْخِ) ، وَ (مَجْلِسَان فِي فَضل عَاشُورَاء) .
وَانْتخب عَلَى جَمَاعَة مِنْ كِبَارِ المَشَايِخ كجَعْفَر بن أَحْمَدَ السَّرَّاج، وَأَبِي الحُسَيْن ابْن الطُّيُوْرِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ ابْنِ الفَرَّاءِ المَوْصِلِيّ، وَكَانَ مُكبّاً عَلَى الكِتَابَة وَالاشتغَال وَالرِّوَايَة، لَا رَاحَة لَهُ غَالِباً إِلَاّ فِي ذَلِكَ.
قَالَ الحَافِظُ المُنْذِرِيّ: سَمِعْتُ الحَافِظَ ابْنَ المُفَضَّلِ يَقُوْلُ:
عِدَّة شُيُوْخ الحَافِظ السِّلَفِيّ بِأَصْبَهَانَ تَزِيد عَلَى سِتِّ مائَةِ نَفْس، وَ (مَشْيَخَته البَغْدَادِيَّة) خَمْسَة وَثَلَاثُوْنَ جُزْءاً، وَكُلّ مَنْ سَمِعَ مِنْ أَبِي صَادِق المَدِيْنِيّ وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ المُعَدَّل مِنَ المِصْرِيّين فَأَكْثَره بِإِفَادته.
(1) في الأصل: (مئتين) كذا بالنصب، ولا يستقيم المعنى من حيث الضبط النحوي والواقع التاريخي، وما أثبتاه هو الصواب، لان شرف الدين أبا بكر محمد بن الحسن السفاقسي توفي سنة (654) ، وكانت وفاة ابن طاهر المقدسي سنة (507) .
قال الذهبي في (تاريخ الإسلام) : (وبقي أبو بكر محمد بن الحسن السفاقسي إلى سنة أربع وخمسين، فروى عن السلفي المسلسل بأول حديث رواه حضورا، ولم يكن عنده سواه، وهو ابن أخت الحافظ علي بن المفضل)(الورقة: 62 أحمد الثالث 2917 / 14) وقال في ترجمته من (العبر) : (ولد في أول سنة ثلاث وسبعين وأحضره خاله الحافظ ابن المفضل قراءة المسلسل بالاولية عند السلفي واستجازه له) .
(2)
يعني كتاب (السابق واللاحق في تباعد ما بين الروايين عن شيخ واحد) للخطيب البغدادي المتوفى 463، ويكاد يكون الوحيد في فنه وقد طبعته دار طيبة بالرياض بتحقيق محمد ابن سطر الزهراني سنة 1402 هـ.
وَلَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَة، وَكَانَ يَسْتَحسن الشّعر، وَيَنْظمه، وَيُثيب مَنْ يَمدحه.
وَرَأَى عِدَّة مِنَ الحُفَّاظِ، كَأَبِي القَاسِمِ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَيَحْيَى بن مَنْدَةَ، وَأَبِي نَصْرٍ اليُوْنَارْتِي بِأَصْبَهَانَ، وَكَأَبِي عَلِيٍّ البَرَادَانِيّ، وَشُجَاع الذُّهْلِيّ، وَالمُؤْتَمَن السَّاجِيّ بِبَغْدَادَ، وَمُحَمَّد بن طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَعِدَّة.
وَأَخَذَ التَّصُوْف عَنْ: مَعْمَرِ بنِ أَحْمَدَ اللُّنْبَانِيّ، وَالفِقْه عَنْ: إِلْكِيَا أَبِي الحَسَنِ الطَّبَرِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الشَّاشِيّ، وَالفَقِيْه يُوْسُف الزَّنْجَانِيّ، وَالأَدب عَنْ: أَبِي زَكَرِيَّا التَّبْرِيْزِيّ، وَأَبِي الكَرَمِ بن فَاخِرٍ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الفَصِيْحِيّ.
وَأَخَذَ حُرُوف القِرَاءاتِ عَنْ: أَبِي طَاهِرٍ بن سَوَّارٍ (1) ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط، وَأَبِي الخَطَّابِ بن الجَرَّاحِ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَتَى لَمْ يَكُنِ الأَصْل بخطِّي لَمْ أَفرح بِهِ.
وَكَانَ جَيِّد الضَّبْط، كَثِيْر الْبَحْث عَمَّا يُشكل عَلَيْهِ.
قَالَ: وَكَانَ أَوحد زَمَانه فِي علم الحَدِيْث، وَأَعْرفهِم بِقَوَانِيْنِ الرِّوَايَة وَالتحَدِيْث، جمع بَيْنَ عُلُوّ الإِسْنَادِ وَغُلُوِّ الانتقَاد، وَبِذَلِكَ كَانَ يَنْفَرِد عَنْ أَبْنَاء جنسه.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الأَوقِيّ: سَمِعْتُ أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيّ يَقُوْلُ: لِي سِتُّوْنَ سَنَةً بِالإِسْكَنْدَرِيَّة مَا رَأَيْتُ منَارتهَا إِلَاّ مِنْ هَذِهِ الطَّاقَة.
وَأَشَارَ إِلَى غُرفَة يَجْلِس فِيْهَا.
(1) قيده الذهبي بكسر السين المهملة وفتح الواو المخففة، وقال:(سوار: أبو طاهر بن سوار المقرئ صاحب المستنير وأولاده) المشتبه: 376.
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي (ذَيله (1)) : السِّلَفِيُّ ثِقَةٌ، وَرع، مُتْقِن، مُتَثَبِّت، فَهِم، حَافِظ، لَهُ حَظّ مِنَ العَرَبِيَّة، كَثِيْر الحَدِيْثِ، حَسَن الفَهْمِ وَالبصِيْرَة فِيْهِ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ؛ فَسَمِعْتُ أَبَا العَلَاءِ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل الحَافِظ بِأَصْبَهَانَ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ ابْنَ طَاهِرٍ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ أَبَا طَاهِرٍ الأَصْبَهَانِيَّ -وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّنْعَةِ- يَقُوْلُ:
كَانَ أَبُو حَازِمٍ العبدَويّ إِذَا رَوَى عَنْ أَبِي سَعْدٍ المَالِيْنِيِّ يَقُوْلُ:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ الحَدِيْثيُّ، هَذَا أَوْ نَحْوهُ.
وَقَدْ صَحِبَ السِّلَفِيّ وَالِدِي مُدَّة بِبَغْدَادَ، ثُمَّ سَافر إِلَى الشَّامِ، وَمَضَى إِلَى صُوْر، وَركب البَحْر إِلَى مِصْرَ، وَأَجَازَ لِي مَرْوِيَّاته فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ القَادِرِ الرُّهَاوِيّ: سَمِعْتُ مَنْ يَحكِي عَنِ ابْن نَاصِرٍ، أَنَّهُ قَالَ عَنِ السِّلَفِيّ: كَانَ بِبَغْدَادَ كَأَنَّهُ شعلَة نَار فِي تَحْصِيل الحَدِيْث.
وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي الصَّقْرِ يَقُوْلُ: كَانَ السِّلَفِيّ إِذَا دَخَلَ عَلَى هِبَة اللهِ ابْن الأَكْفَانِيِّ يَتلقَاهُ، وَإِذَا خَرَجَ يُشيعه.
ثُمَّ قَالَ عَبْدُ القَادِرِ: كَانَ لَهُ عِنْد مُلُوْك مِصْر الجَاهُ وَالكَلِمَة النَّافذَة مَعَ مخَالفته لَهُم فِي المَذْهَب -يُرِيْد عَبْد القَادِرِ الملوكَ البَاطِنِيَّة المتظَاهِرِيْنَ بِالرّفض (2) - وَقَدْ بَنَى الوَزِيْر العَادل ابْن السَّلَاّرِ مَدْرَسَة كَبِيْرَة (3) ، وَجَعَله مُدرِّسهَا عَلَى الفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة، وَكَانَ ابْن السَّلَاّر لَهُ مَيْل إِلَى السُّنَّةِ.
(1) يعني: في التاريخ الذي ذيل به على (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي، وقد ضاع الكتاب، ولم يصل إلينا غير اختصار وانتقاء منه لابن منظور صاحب اللسان، فانظره، الورقة:99.
(2)
يعني الملوك العبيديين المعروفين عند بعض المؤرخين خطأ بالفاطميين.
(3)
في هامش الأصل ما نصه: هذه أول مدرسة بنيت بإقليم مصر فيما علمت.
قَالَ عَبْدُ القَادِرِ الحَافِظُ: وَكَانَ أَبُو طَاهِرٍ لَا تَبدو مِنْهُ جفوَة لأَحدٍ، وَيَجْلِس لِلْحَدِيْثِ فَلَا يَشرب مَاء، وَلَا يَبزق، وَلَا يَتورك، وَلَا تَبدو لَهُ قَدمٌ، وَقَدْ جَاز المائَة.
بَلَغَنِي أَن سُلْطَان مِصْر حضَر عِنْدَهُ لِلسَمَاع، فَجَعَلَ يَتحدّث مَعَ أَخِيْهِ، فَزَبَرَهُمَا، وَقَالَ: أَيش هَذَا؟ نَحْنُ نَقرَأُ الحَدِيْث، وَأَنْتُمَا تَتَحَدَّثَان؟!
وَبَلَغَنِي أَن مُدَّة مُقَامه بِالإِسْكَنْدَرِيَّة (1) مَا خَرَجَ مِنْهَا إِلَى بُستَانٍ وَلَا فُرجَة سِوَى مرَّة وَاحِدَة، بَلْ كَانَ لَازماً مَدْرَسَته، وَمَا كُنَّا نَكَاد نَدْخُل عَلَيْهِ إِلَاّ وَنرَاهُ مطَالعاً فِي شَيْءٍ، وَكَانَ حليماً متحمّلاً لجفَاء الغربَاء.
خَرَجَ مِنْ بَغْدَادَ سَنَة خَمْس مائَة إلَى وَاسِط وَالبَصْرَة، وَدَخَلَ خُوْزِسْتَان وَبلَاد السِّيس وَنَهَاوَنْد، ثُمَّ مَضَى إِلَى الدَّرْبَنْد، وَهُوَ آخِرُ بلَاد الإِسْلَام، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى تَفلَيْسَ وَبلَاد أَذْرَبِيْجَان، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى دِيَار بَكْرٍ، وَعَاد إِلَى الجَزِيْرَة وَنَصِيْبِيْن وَمَاكِسِيْنَ، ثُمَّ صعد إِلَى دِمَشْقَ.
وَلَمَّا دَخَلَ الإِسْكَنْدَرِيَّة رَآهُ كبرَاؤهَا وَفضلاؤهَا، فَاسْتحسنُوا عِلْمه وَأَخلَاقه وَآدَابه، فَأَكرمُوْهُ، وَخدمُوْهُ، حَتَّى لزمُوْهُ عِنْدَهُم بِالإِحسَان.
وَحَدَّثَنِي رفِيق لِي، عَنِ ابْن شَافِعٍ (2)، قَالَ: السِّلَفِيّ شَيْخ العُلَمَاء.
وَسَمِعْتُ بَعْضَ فُضلَاء هَمَذَانَ يَقُوْلُ: السِّلَفِيّ أَحْفَظ الحُفَّاظ.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَة السِّلَفِيّ: حَدَّثَ
(1) زاد في (تاريخ الإسلام) : (وهي أربع وستون سنة)(الورقة: 63 - أحمد الثالث 2917 / 14) .
(2)
هو أحمد بن صالح بن شافع بن صالح الجيلي الأصل البغدادي المتوفى سنة 565، صنف تاريخا على السنين، بدأ فيه بالسنة التي توفي فيها أبو بكر الخطيب البغدادي وهي سنة 463، ووصل به إلى بعد الستين وخمس مئة، وكان من الرواة المتقنين الضابطين المحققين، راجع ابن الدبيثي:(ذيل تاريخ مدينة السلام) م: 4 الترجمة 711 من تحقيق الدكتور بشار، وابن رجب:(الذيل) 1 / 311.
بِدِمَشْقَ، وَسَمِعَ مِنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا، وَلَمْ أَظفر بِالسَّمَاع مِنْهُ، وَسَمِعْتُ بقِرَاءته مِنْ عِدَّة شُيُوْخ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مِصْرَ، وَسَمِعَ بِهَا، وَاسْتَوْطَنَ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَتَزَوَّجَ بِهَا امرَأَة ذَات يَسَار، وَحصلت لَهُ ثروَة بَعْد فَقر وَتَصَوُّفٍ، وَصَارَت لَهُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة وَجَاهَة، وَبَنَى لَهُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيّ بن إِسْحَاقَ بنِ السَّلَاّر المُلَقَّب بِالعَادل أَمِيْر مِصْرَ مَدْرَسَة، وَوَقَفَ عَلَيْهَا.
أَجَازَ لِي جَمِيْع حَدِيْثه، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَخِي (1) .
سَمِعْتُ الإِمَام أَبَا الحُسَيْنِ ابْنَ الفَقِيْه يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الحَافِظَ زَكِيّ الدِّيْنِ عَبْد العَظِيْم يَقُوْلُ:
سَأَلت الحَافِظ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بن المُفَضَّلِ عَنْ أَرْبَعَة تَعَاصرُوا، فَقُلْتُ: أَيُّمَا أَحْفَظ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ أَوْ أَبُو الفَضْلِ بنُ نَاصِر؟
فَقَالَ: ابْن عَسَاكِرَ.
قُلْتُ: أَيُّمَا أَحْفَظ ابْن عَسَاكِرَ، أَوْ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ؟
قَالَ: ابْن عَسَاكِرَ.
قُلْتُ: أَيُّمَا أَحْفَظ ابْن عَسَاكِرَ، أَوْ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ؟
قَالَ: السِّلَفِيّ شَيْخنَا! السِّلَفِيُّ شَيْخنَا!
قُلْتُ: فَهَذَا الجَوَاب مُحْتَمل كَمَا تَرَى، وَالظَّاهِر أَنَّهُ أَرَادَ بِالسِّلَفِيّ المبتدَأَ وَبشيخنَا الخَبَر، وَلَمْ يَقصد الوَصْفَ، وَإِلَاّ فَلَا يَشكُّ عَارِف بِالحَدِيْثِ أَنَّ أَبَا القَاسِمِ حَافِظ زَمَانه، وَأَنَّهُ لَمْ يَرَ مِثْل نَفْسه.
قَالَ الحَافِظُ عَبْد القَادِرِ: وَكَانَ السِّلَفِيّ آمراً بِالمَعْرُوف، نَاهياً عَنِ المُنْكَر، حَتَّى إِنَّهُ قَدْ أَزَال (2) مِنْ جِوَاره مُنْكرَات كَثِيْرَة.
وَرَأَيْتهُ يَوْماً وَقَدْ جَاءَ جَمَاعَة مِنَ المُقْرِئِين بِالأَلحَان، فَأَرَادُوا أَنْ يَقرَؤُوا، فَمنعهُم مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: هَذِهِ القِرَاءة بدعَة، بَلِ اقرَؤُوا تَرْتِيْلاً، فَقَرَؤُوا كَمَا أَمرهُم.
(1) يعني: الصائن هبة الله ابن عساكر المتوفى 563.
(2)
في الأصل: زال.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ (1) بنُ سَلَامَةَ، عَنِ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ بن عَبْدِ الوَاحِدِ، وَمِنْ خَطِّهِ نَقَلْتُ جُزْءاً فِيْهِ نَقلُ خُطُوط المَشَايِخ لِلسِّلَفِيِّ بِالقِرَاءات، وَأَنَّهُ قرَأَ بِحرف عَاصِم، عَلَى أَبِي سَعْدٍ المُطَرِّز، وَقرَأَ بِرِوَايَتَي حَمْزَة وَالكِسَائِيّ، عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أَبِي نَصْرٍ القَصَّار، وَقرَأَ لقَالُوْنَ عَلَى نَصْر بن مُحَمَّدٍ الشِّيْرَازِيّ، وَبرِوَايَة قُنْبُل، عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الخِرَقِيّ.
وَقَدْ قرَأَ عَلَى بَعْضهِم فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ نُقْطَةَ (2) : كَانَ السِّلَفِيُّ جَوَّالاً فِي الآفَاق، حَافِظاً، ثِقَة، مُتْقِناً، سَمِعَ مِنْهُ أَشيَاخه وَأَقرَانه، وَسَأَل عَنْ أَحْوَال الرِّجَال شُجَاعاً الذُّهْلِيّ، وَالمُؤْتَمَن السَّاجِيّ، وَأَبَا عَلِيٍّ البَرَادَانِيّ، وَأَبَا الغَنَائِم النَّرْسِيّ، وَخَمِيْساً الحَوْزِيّ (3) ، سُؤَال ضَابط مُتْقِن.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ العَظِيْمِ المُنْذِرِيّ بِمِصْرَ، قَالَ:
لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَقرَؤُوا (سُنَنَ النَّسَائِيِّ) عَلَى أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، أَتَوْهُ بِنُسْخَة سَعْدِ الخَيْرِ، وَهِيَ مصحّحَة، قَدْ سَمِعَهَا مِنَ الدُّوْنِيِّ، فَقَالَ: اسْمِي فِيْهَا؟
قَالُوا: لَا.
فَاجتذَبَهَا مَنْ يَدِ القَارِئِ بِغَيْظٍ، وَقَالَ: لَا أُحَدِّث إِلَاّ مِنْ أَصَّلَ فِيْهِ اسْمِي.
وَلَمْ يُحَدِّث بِالكِتَابِ.
قُلْتُ: وَكَانَ السِّلَفِيّ قَدِ انْتخب جُزْءاً كَبِيْراً مِنَ الكِتَاب بِخَطِّهِ، سَمِعْنَاهُ مِنْ أَصْحَابِ جَعْفَر الهَمَذَانِيّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ.
(1) هو أبو العباس أحمد بن أبي الخير بن سلامة الدمشقي الحنبلي الحداد ثم الخياط المنادي المقرئ 589 - 678 انظر (معجم شيوخ الذهبي الكبير) م: 1 الورقة: 6.
(2)
(التقييد)، الورقة: 41 (نسخة الأزهر) .
(3)
حقق الأستاذ مطاع الطرابيشي (سؤالات الحافظ السلفي) لخميس الحوزي، وصدرت من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق في مطبعة الحجاز بدمشق 1396 / 1976 في 164 صفحة مع الفهارس.
قَالَ ابْن نُقْطَة: قَالَ لِي عَبْد العَظِيْم: قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ المَقْدِسِيّ:
حَفِظت أَسْمَاءً وَكنَى، ثُمَّ ذَاكرت السِّلَفِيّ بِهَا، فَجَعَلَ يذكرهَا مِنْ حِفْظِهِ وَمَا قَالَ لِي: أَحْسَنت.
ثُمَّ قَالَ: مَا هَذَا شَيْء مليح مِنِّي، أَنَا شَيْخ كَبِيْر فِي هَذِهِ البلدَة هَذِهِ السِنِيْنَ لَا يذَاكرنِي أَحَد، وَحفظِي هَكَذَا.
قَالَ العِمَاد الكَاتِب: وَسكنَ السِّلَفِيّ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَسَارَتْ إِلَيْهِ الرِّجَال، وَتبرك بزِيَارته المُلُوْك وَالأَقيَال، وَلَهُ شعر وَرَسَائِل وَمُصَنَّفَات، ثُمَّ أَوْرَد لَهُ مُقطّعَات مِنْ شِعْرِهِ.
قَرَأْت بِخَطِّ السَّيْف أَحْمَد (1) ابْن المَجْدِ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَلَامَةَ النَّجَّار يَقُوْلُ:
إِنَّ الحَافِظَيْنِ عَبْد الغَنِيِّ وَعَبْد القَادِرِ أَرَادَ سَمَاع كِتَاب اللَاّلْكَائِيّ (2) ، يَعْنِي شرح السّنَّة عَلَى السِّلَفِيّ، فَأَخَذَ يَتعلل عَلَيْهِمَا مرَّة، وَيدَافعهُم مَرَّةً أُخْرَى بِالأَصْل، حَتَّى كَلَّمتْه امْرَأَته فِي ذَلِكَ.
قَالَ ابْن النَّجَّار (3) : عُمِّر السِّلَفِيّ حَتَّى أَلحق الصّغَار بِالكِبَار، سَمِعَ مِنْهُ بِبَغْدَادَ: أَبُو عَلِيٍّ البَرَادَانِيّ، وَعَبْد المَلِكِ بن عَلِيِّ بنِ يُوْسُفَ، وَهَزَارَسْب (4) بن عَوَضٍ، وَمَحْمُوْد بن الفَضْلِ، وَأَبُو الحَسَنِ الزَّعْفَرَانِيّ،
(1) سيف الدين أبو العباس أحمد بن المجد عيسى بن عبد الله المقدسي، المتوفى سنة 643.
انظر الحسيني: (صلة التكملة) ، وفيات سنة 643 كوبريللي 1101، وابن ناصر الدين:(التبيان) الورقة 155 وابن رجب: 2 / 241.
(2)
في الأصل: الالكائي.
(3)
يعني في التاريخ الذي ذيل به على الخطيب، وهو المعروف بالتاريخ المجدد لمدينة السلام وأخبار فضلائها الاعلام ومن وردها من علماء الانام، وترجمة السلفي في القسم الضائع منه، ولكن انظر (المستفاد)، الورقة:21.
(4)
في الأصل: وهزارست وهو وهم من الناسخ، توفي سنة 515، ابن الجوزي:
(المنتظم) 9 / 231، الذهبي:(العبر) 4 / 36، ابن الأثير:(الكامل) : 10 / 227، العيني:(عقد الجمان) : 15 / الورقة 795.
وَرَوَى لِي عَنْهُ أَكْثَر مِنْ مائَة شَيْخ.
قَرَأْت بِخَطِّ عُمَر بن الحَاجِبِ أَن (مُعْجَم السَّفَر) لِلسِّلَفِيِّ يَشتَمِلُ عَلَى أَلْفَي شَيْخٍ، كَذَا قَالَ، وَمَا أَحْسِبُهُ يَبلغ ذَلِكَ.
قَالَ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الأَوقِيُّ: كَانُوا يَأْتُوْنَ السِّلَفِيّ، وَيطلبُوْنَ مِنْهُ دُعَاءً لِعُسْرِ الوِلَادَةِ، فَيكتبُ لِمَنْ يَقصِدهُ، قَالَ: فَلَمَّا كثر ذَلِكَ، نَظرت فِيمَا يَكتب، فَوَجَدته يَكتُبُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُم قَدْ أَحْسَنُوا ظنّهُم بِي، فَلَا تُخيِّب ظَنَّهُم فِيَّ.
قَالَ: وَحضر عِنْدَهُ السُّلْطَان صَلَاح الدِّيْنِ وَأَخُوْهُ الْملك العَادل لسَمَاع الحَدِيْث، فَتحدثَا، فَأَظهر لَهُمَا الكرَاهَة، وَقَالَ:
أَنْتُمَا تَتحدثَان، وَحَدِيْث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يُقرَأُ؟!
فَأَصغَيَا عِنْد ذَلِكَ.
قُلْتُ: وَقَدْ حَدَّثَ السُّلْطَان عَنْهُ.
قَالَ الحَافِظُ زَكِيّ الدِّيْنِ عَبْد العَظِيْمِ: كَانَ السِّلَفِيّ مُغْرَىً بِجمع الكُتُب وَالاستكثَار مِنْهَا، وَمَا كَانَ يَصل إِلَيْهِ مِنَ المَال كَانَ يُخْرِجه فِي شرَائِهَا، وَكَانَ عِنْدَهُ خَزَائِن كتب، وَلَا يَتفرغ لِلنظر فِيْهَا، فَلَمَّا مَاتَ وَجَدُوا مُعْظَم الكُتُب فِي الخَزَائِن قَدْ عَفنَتْ، وَالتصق بَعْضهَا بِبَعْض لندَاوَة الإِسْكَنْدَرِيَّة، فَكَانُوا يَسْتَخلصونهَا بِالفَأْس، فَتَلِفَ أَكْثَرهَا.
قَالَ السَّيْف أَحْمَد ابْن المَجْدِ الحَافِظ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَلَامَةَ النَّجَّارَ يَقُوْلُ:
أَرَادَ عَبْد الغَنِيِّ وَعَبْد القَادِرِ الحَافِظَان سَمَاع كِتَاب اللَاّلْكَائِيّ، يَعْنِي (شرح السّنَة) ، عَلَى السِّلَفِيّ، فَأَخَذَ يَتعلل عَلَيْهِمَا مرَّة، وَيدَافعهُم عَنْهُ أُخْرَى بِأَصل السَّمَاع، حَتَّى كَلَّمتْه امْرَأَته فِي ذَلِكَ.
قُلْتُ: مَا أَظنّه حَدَّثَ بِالكِتَابِ.
بَلَى حَدَّثَ مِنْهُ بكَرَامَات الأَوْلِيَاء.
قَرَأْت بِخَطِّ عُمَر بن الحَاجِب: أَن (مُعْجَم السَّفَر) لِلسِّلَفِيِّ يَشتمل عَلَى
أَلْفَي شَيْخ (1) .
أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ الدَّشْتِيّ، وَإِسْحَاق الأَسَدِيّ، قَالَا:
أَنشدنَا ابْن رَوَاحَةَ: أَنْشَدَنِي أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ لِنَفْسِهِ:
كَمْ جُلْتُ طُوْلاً وَعَرْضاً
…
وَجُبْتُ أَرْضاً فَأَرْضَا
وَمَا ظَفرْتُ بِخِلٍّ
…
مِنْ غَيْرِ غِلٍّ فَأَرْضَى
أَنْبَأَنِي أَحْمَد (2) بن سَلَامَةَ، عَنِ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ بن سُرُوْر، أَنشدنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ لِنَفْسِهِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ:
دعُوْنِي عَنْ أَسَانِيْدِ الضَّلَالِ
…
وَهَاتُوا مِنْ أَسَانِيْدٍ عَوَالِي
رخَاصٍ عِنْد أَهْل الجَهْل طُرّاً
…
وَعِنْد العَارِفِيْن بِهَا غوَالِي
عَنْ أَشيَاخِ الحَدِيْث وَمَا رَوَاهُ
…
إِمَامٌ فِي العلُوْم عَلَى الكَمَالِ
كَمَالِكٍ (3) اوْ كَمَعْمَرٍ (4) المزكَّى
…
وَشُعْبَة (5) ، أَوْ كسُفْيَان (6) الهِلَالِي
وَسُفْيَان (7) العِرَاق وَلَيْث (8) مِصْرٍ
…
فَقِدماً كَانَ مَعْدُومَ المِثَالِ
(1) هذه إعادة لا مسوغ لها من المؤلف، فقد سبق له قبل قليل نقله رواية السيف ابن المجد ورواية ابن الحاجب.
(2)
شيخ الذهبي أحمد بن سلامة بن إبراهيم بن سلامة بن معروف، أبو العباس الدمشقي الحنبلي الحداد ثم الخياط المناوي المقرئ (588 - 678) الذهبي:(معجم الشيوخ) 1 / الورقة: 6 من نسخة الدكتور بشار المصورة.
(3)
هو مالك بن أنس صاحب المذهب، المتوفى سنة 179.
(4)
معمر بن راشد الأزدي، مولاهم، أبو عروة البصري، المتوفى سنة 154.
(5)
شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، مولاهم، أبو بسطام الواسطي البصري، المتوفى سنة 160.
(6)
يعني سفيان بن عيينة الهلالي الكوفي ثم المكي، المتوفى سنة 198.
(7)
أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري إمام أهل الكوفة، المتوفى سنة 161.
(8)
أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمان الفهمي المصري، المتوفى سنة 175.
وَالأَوْزَاعِيِّ (1) فَهْوَ لَهُ بِشرع الـ
…
ـنَّبِيّ المُصْطَفَى أَوْفَى اتِّصَالِ
وَمِسْعَرٍ (2) الَّذِي فِي كُلِّ عِلْمٍ
…
يُشَارُ كَذَا إِلَيْهِ كَالهِلَالِ
وَزَائِدَةٍ (3) وَزِدْ أَيْضاً جَرِيْراً (4)
…
فُكُلُّ مِنْهُمَا رَجُل النِّضَالِ
وَكَابْن مُبَارَكٍ (5) أَوْ كَابْن وَهْبٍ (6)
…
وَكَالقَطَّان (7) ذِي شَرَفٍ وَحَالِ
وَحَمَّادٍ (8) ، وَحَمَّادٍ (9) جَمِيْعاً
…
وَكَابْنِ الدَّسْتُوَائِيّ (10) الْجمال
وَبَعْدَهُم وَكِيْعٌ (11) ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ (12)
…
المَهْدِيُّ فِي كُلِّ الخِلَاّلِ
وَمكِّيٍّ (13) وَوَهْبٍ (14) وَالحُمَيْدِيّ
…
عَبْدِ اللهِ (15) لَيْثٍ ذِي صِيَالِ
وَضَحَّاكٍ (16) عقيب يَزِيْدَ (17) أَعنِي
…
ابْنَ هَارُوْنَ المحقّقَ فِي الخِصَالِ
(1) الامام المشهور أبو عمرو عبد الرحمان بن عمرو، المتوفى سنة 157.
(2)
يعني مسعر بن كدام الهلالي الكوفي الثبت الثقة، المتوفى سنة 153 أو سنة 155.
(3)
هو أبو الصلت زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي، المتوفى سنة 160.
(4)
جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي، نزيل الري، المتوفى سنة 188.
(5)
يعني عبد الله بن المبارك الامام المشهور، المتوفى سنة 181.
(6)
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي، مولاهم، أبو محمد المصري الفقيه، المتوفى سنة 197.
(7)
يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي، أبو سعيد القطان المصري، المتوفى سنة 198.
(8)
حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي البصري، المتوفى سنة 179.
(9)
حماد بن أسامة القرشي الكوفي، المتوفى سنة 201.
(10)
أبو بكر هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري البكري، المتوفى سنة 153 أو سنة 154.
(11)
وكيع بن الجراح الرؤاسي، أبو سفيان، الكوفي، المتوفى سنة 196.
(12)
عبد الرحمان بن مهدي بن حسان العنبري، مولاهم، أبو سعيد البصري الثقة الثبت، المتوفى سنة 198.
(13)
أبو السكن مكي بن إبراهيم بن بشير التميمي البلخي، المتوفى سنة 215.
(14)
وهب بن جرير بن حازم بن زيد، أبو عبد الله الأزدي البصري، المتوفى سنة 206.
(15)
عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي القرشي صاحب الشافعي، المتوفى سنة 219.
(16)
لا ريب أنه يريد الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، وهو أبو عاصم النبيل، المتوفى سنة 212.
(17)
يزيد بن هارون بن زاذان السلمي، مولاهم، أبو خالد الواسطي، المتوفى سنة 206.
كَذَاكَ طيَالِسِيَّا البَصْرَةِ (1) اذكُرْ
…
فَمَا رَوَيَاهُ مِنْ أَثرٍ لآلِي
وَعَفَّانُ (2) نَعَمْ وَأَبُو نُعَيْمٍ (3)
…
حَمِيدَا الحَالِ مَرْضِيَّا الفِعَالِ
وَيَحْيَى (4) شَيْخُ نَيْسَابُوْر ثُمَّ الـ
…
إِمَامُ الشَّافِعِيُّ المُقْتَدَى لِي
كَذَاكُم ابْنُ خَالِدٍ (5) المُكَنَّى
…
أَبَا ثَوْرٍ وَكَانَ حَوَى المَعَالِي
وَأَيْضاً فَالصَّدُوْقُ أَبوْ عُبَيْدٍ (6)
…
فَأَعْلَامٌ مِنْ أرْبَابِ المَقَالِ
كيَحْيَى (7) ، وَابْن حَنْبَل المُعَلَّى
…
بِمَعْرِفَة المتُوْنِ وَبِالرِّجَالِ
وَإِسْحَاق التَّقِي وَفتَى نُجَيْحٍ
…
وَعَبْدِ اللهِ ذِي مدحٍ طُوَالِ
إِسْحَاقُ: هُوَ ابْن رَاهُويه (8)، وَفتَى نُجَيْحٍ: ابْنُ المَدِيْنِيِّ (9)، وَعَبْدِ اللهِ: ابْن أَبِي شَيْبَةَ (10) .
(1) طيالسيا البصرة هما: أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي الفارسي الأصل البصري، المتوفى سنة 203، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، مولى باهلة المتوفى سنة 227.
(2)
عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، أبو عثمان الصفار البصري، المتوفى سنة 219.
(3)
الفضل بن دكين الكوفي الاحول، أبو نعيم الملائي، المتوفى سنة 218 أو سنة 219.
(4)
نظنه يريد أبا زكريا يحيى بن بكير بن عبد الرحمن التميمي النيسابوري، الامام الثقة الثبت، المتوفى سنة 226.
(5)
إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي، أبو ثور الفقيه صاحب الشافعي، ثقة، مات سنة 240.
(6)
من المؤكد أنه يقصد القاسم بن سلام البغدادي الامام المشهور، المتوفى سنة 224.
(7)
هو يحيى بن معين، أبو زكريا البغدادي، الثقة الحافظ المشهور إمام الجرح والتعديل، مات سنة 236.
(8)
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، أبو محمد بن راهويه المروزي، قرين أحمد ابن حنبل، مات سنة 238.
(9)
يعني علي بن المديني الناقد المحدث المشهور، المتوفى سنة 234.
(10)
عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل الكوفي صاحب التصانيف، المتوفى سنة 235.
وَعُثْمَانَ (1) الرَّضِيِّ أَخِيْهِ أَيْضاً
…
وَكَالطُّوْسِيِّ (2) رُكنِ الابتهَالِ
وَكَالنَّسَوِيّ (3) أَعْنِيْه زُهَيْراً
…
وَيُعْرَفُ بِابْنِ حَرْبٍ فِي المَجَالِ
وَكَالذُّهْلِيِّ (4) شَمْسِ الشَّرْقِ عَدْل
…
يُعدِّلُه المُعَادِي وَالمُوَالِي
وَأَصْحَابِ الصِّحَاح الخَمْسَةِ اعْلَم
…
رِجَالٍ فِي الشّرِيعَةِ كَالجِبَالِ
وَكَابْنِ شُجَاعٍ البَلْخِيِّ (5) ثُمَّ الـ
…
سَمَرْقَنْدِيِّ (6) مَنْ هُوَ رَأْس مَالِي
وَبُو شَنْجِيِّهِم (7) ثُمَّ ابْنِ نَصْرٍ (8)
…
بِمَرْوَ مُقَدَّمٍ فِيهِم ثمَال
وَبِالرَّيِّ ابْنُ وَارَةَ (9) ذُو افْتِنَانٍ
…
وَتِرْبَاهُ كَذَاكَ عَلَى التَّوَالِي
تِرْبَاهُ هُمَا: أَبُو زُرْعَةَ (10) ، وَأَبُو حَاتِمٍ (11) .
كَذَاكَ ابْنُ الفُرَاتِ (12) وَكَانَ سَيْفاً
…
عَلَى البِدْعِيِّ يَطعُنُ كَالأَلَالِ
كَذَا الحَرْبِيُّ (13) أَحربهِ وَحربُ
…
ابْنُ إِسْمَاعِيْلَ خَيَرٌ ذُو منَالِ
(1) هو أخو عبد الله المقدم ذكره، توفي سنة 239.
(2)
أبو هاشم زياد بن أيوب بن زياد البغدادي، أبو هاشم الطوسي الذي لقبه الامام أحمد بشعبة الصغير، توفي سنة 252.
(3)
زهير بن حرب بن شداد، أبو خيثمة النسائي، نزيل بغداد، المتوفى سنة 234.
(4)
محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري الثقة الحافظ، المتوفى سنة 258 على الصحيح.
(5)
الحسن بن شجاع، أبو علي البلخي، المتوفى سنة 244.
(6)
الحافظ العلم أبو محمد رجاء بن مرجى السمرقندي مفيد بغداد، توفي سنة 249.
(7)
ما نظنه قصد غير محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي.
المتوفى سنة 290، فهو وإن تأخرت وفاته فقد روى عنه البخاري وعاش بضعا وثمانين سنة، وكان حافظا فقيها ثقة.
(8)
الامام الحافظ أبو عبد الله أحمد بن نصر القرشي النيسابوري، المتوفى سنة 245.
(9)
أبو عبد الله محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة الرازي، الحافظ الثبت، المتوفى سنة 270.
(10)
أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي الناقد المشهور، المتوفى سنة 264.
(11)
أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، المتوفى سنة 277.
(12)
أحمد بن الفرات، الحافظ الحجة أبو مسعود الرازي صاحب التصانيف، المتوفى سنة 258.
(13)
أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق البغدادي الحربي، المتوفى سنة 285.
وَيَعْقُوْبٌ وَيَعْقُوْبَانِ (1) أَيْضاً
…
سِوَاهُ وَابْنُ سَنْجَرٍ (2) الثِّمَالِ
يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ (3) ، وَيَعْقُوْبُ (4) بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَيَعْقُوْب (5) الفَسَوِيُّ.
وَصَالِحٌ الرِّضَى وَأَخُوْهُ مِنْهُم
…
كَذَاكَ الدَّارِمِيُّ (6) أَخُو المَعَالِي
وَصَالِحٌ المُلَقَّبُ (7) وَابْن عَمْرٍو
…
دِمَشْقِيٌّ (8) حَلِيْمٌ ذُو احتِمَالِ
وَنجلُ جَرِيْرٍ (9) إِذْ تُوُفِّيَ وَتُرْبِي
…
مَنَاقِبُه عَلَى عددِ الرِّمَالِ
كَذَا ابْنُ خُزَيْمَةَ (10) السُّلَمِيُّ ثُمَّ ابْـ
…
ـن مَنْدَةَ (11) مُقْتَدَى مُدُنِ الجِبَالِ
وَخَلْقٌ تَقْصُرُ الأَوْصَافُ عَنْهُم
…
وَعَنْ أَحْوَالِهِم حَال السُّؤَالِ
سَمَوا بِالعِلْمِ حِيْنَ سَمَا سِوَاهُم
…
لَدَى الجُهَّالِ بِالرِّمَمِ البَوَالِي
وَمَعْ هَذَا المَحَلِّ وَمَا حَوَوْهُ
…
فَآلُهُمُ كَذَلِكَ خَيْرُ آلِ
(1) في الأصل: ويعقوبين.
(2)
الحافظ الكبير محمد بن سنجر، المتوفى سنة 258، وكان في الأصل من أهل جرجان ثم سكن مصر.
(3)
مات سنة 262.
(4)
مات سنة 252.
(5)
صاحب التاريخ المشهور، وهو يعقوب بن سفيان، توفي سنة 277.
(6)
أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي المتوفى سنة 280.
(7)
في الأصل: (وصالح الملقب جزرة) ولا يستقيم البيت بها، وكأن (جزرة) ، وهو لقب صالح بن محمد بن عمر البغدادي، المتوفى سنة 293، قد أضيف إلى النص للتوضيح، ولم يكن من الأصل، والسلفي إنما أراد القول ب (الملقب) : جزرة، لأنه مشهور بذلك.
(8)
لم نجد دمشقيا عرف بابن عمرو من طبقة صالح جزرة، ولكن يحتمل أنه قصد الحافظ العلامة أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري المعروف بالبزار، صاحب المسند المشهور، المتوفى سنة 292، والبزار قد سكن الشام آخر عمره، وتوفي بالرملة.
(9)
يعني محمد بن جرير الطبري صاحب (التاريخ) و (التفسير) ، المتوفى سنة 310.
(10)
إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري، المتوفى سنة 311.
(11)
آل مندة العبديون الاصبهانيون من بيوتات العلم المشهورة التي خرجت العديد من العلماء، والذي أشار السلفي إليه هنا هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة، المتوفى سنة 301.
مَضَوْا وَالذِّكْرُ مِنْ كُلِّ جَمِيْلٍ
…
عَلَى المعهودِ فِي الحُقُبِ الخوَالِي
أَطَاب الله مَثْوَاهُم فَقِدْماً
…
تَعَنَّوا فِي طِلَابِهِمُ العَوَالِي
وَبعدَ حُصُولهَا لَهُمُ تَصَدَّوا
…
كَذَلِكَ لِلرِّوَايَةِ وَالأَمَالِي
وَتُلْفِي الكُلَّ مِنْهُم حِيْنَ يُلْقَى
…
مِنْ آثَارِ العِبَادَةِ كَالخِلَالِ
وَهَا أَنَا شَارعٌ فِي شَرحِ دينِي
…
وَوصف عقيدتِي وَخفِيِّ حَالِي
وَأَجهدُ فِي البيَانِ بقَدْرِ وُسعِي
…
وَتَخليصِ العُقُوْلِ مِنَ العِقَالِ
بشعرٍ لَا كشعرٍ بَلْ كسحرٍ
…
وَلفظٍ كَالشَّمُوْلِ بَلِ الشِّمَالِ
فَلَسْت الدَّهْر إِمَّعَةً وَمَا إِنْ
…
أَزِلُّ وَلَا أَزولُ لذِي النِّزَالِ
فَلَا تَصْحَبْ سِوَى السُّنِّيّ دِيْناً
…
لِتَحْمَدَ مَا نَصَحْتُكَ فِي المآلِ
وَجَانِبْ كُلَّ مُبْتَدِعٍ تَرَاهُ
…
فَمَا إِنْ عِنْدَهُم غَيْرُ المُحَالِ
وَدعْ آرَاءَ أَهْلِ الزَّيغِ رَأْساً
…
وَلَا تغرركَ حذلقَةُ الرُّذَالِ
فَلَيْسَ يَدومُ لِلبدعِيّ رَأْيٌ
…
وَمِنْ أَيْنَ المقرُّ لذِي ارْتحَالِ
يُوَافَى حَائِراً فِي كُلِّ حَالٍ
…
وَقَدْ خَلَّى طَرِيْقَ الإِعتدَالِ
وَيَتْرُك دَائِباً رَأْياً لِرَأْيٍ
…
وَمِنْهُ كَذَا سرِيعُ الإِنتقَالِ
وَعمدَةُ مَا يَدين بِهِ سفَاهاً
…
فَأَحدَاثٌ مِنْ أَبْوَابِ الجِدَالِ
وَقول أَئِمَّةِ الزَّيغ الَّذِي لَا
…
يُشَابههُ سِوَى الدَّاءِ العُضَالِ
كَمعْبدٍ (1) المضلَّلِ فِي هَوَاهُ
…
وَوَاصِلٍ (2) أَوْ كغَيْلَان (3) المِحَالِ
(1) معبد بن عبد الله الجهني البصري، أول من قال بالقدر في البصرة، قتل سنة 80.
(2)
واصل بن عطاء الغزال، رأس المعتزلة والمتكلمين، وتنسب إليه طائفة (الواصلية) من المعتزلة. مات سنة 131.
(3)
أبو مروان غيلان بن مسلم الدمشقي، وإليه تنسب فرقة (الغيلانية) من القدرية، قتله الخليفة هشام بن عبد الملك.
وَجعدٍ (1) ثُمَّ جَهْمٍ (2) وَابْن حَرْبٍ (3)
…
حَمِيْرٌ يَسْتَحِقُّوْنَ المخَالِي
وَثَوْرٍ (4) كَاسمه أَوْ شِئْتَ فَاقَلِبْ
…
وَحَفْصِ (5) الفردِ (6) قِردٍ ذِي افْتعَالِ
وَبشرٍ (7) لَا أَرَى بُشرَى فَمِنْهُ
…
تَولَّدَ كُلّ شَرٍّ وَاختلَالِ
وَأَتْبَاعُ ابْن كُلَاّبٍ (8) كِلَابٌ
…
عَلَى التّحقيقِ هُم مِنْ شَرِّ آلِ
كَذَاكَ أَبُو الهُذَيْلِ (9) وَكَانَ مَوْلَىً
…
لِعَبْدِ القَيْسِ قَدْ شَانَ المَوَالِي
وَلَا تَنْسَ ابْنَ أَشْرَسٍ المُكنَّى
…
أَبَا مَعْنٍ ثُمَامَةَ (10) فَهُوَ غَالِي
وَلَا ابْنَ الحَارِثِ البَصْرِيَّ ذَاكَ الـ
…
مُضِلَّ عَلَى اجْتِهَادٍ وَاحتِفَالِ
وَلَا الكُوْفِيَّ أَعْنِيه ضِرَارَ بـ
…
ـن عَمْرٍو فَهْوَ لِلبَصْرِيِّ تَالِي
كَذَاكَ ابْنُ الأَصَمِّ (11) ، وَمِنْ قَفَاهُ
…
مِنَ اوْبَاشِ البَهَاشِمَةِ (12) النِّغَالِ
(1) الجعد بن درهم الذي كان مؤدبا لمروان بن محمد آخر الامويين، وكان من القائلين بخلق القرآن، قتله خالد القسري.
(2)
جهم بن صفوان، وهو مشهور بآرائه التي أثرت في تكوين آراء المعتزلة، ومات سنة 128.
(3)
جعفر بن حرب الهمداني، من أئمة معتزلة بغداد، مات سنة 236.
(4)
ثور بن يزيد الكلاعي، أبو خالد الحمصي، وكان قدريا، مات سنة 153.
(5)
أحد المبتدعة كما في (ميزان) الذهبي 1 / 564.
(6)
في الميزان: (القرد) بالقاف، ولعل الذي ورد هنا هو الصحيح، وانظر الفهرست لابن النديم:255.
(7)
لدينا اثنان يعرفان بهذا الاسم من كبار المعتزلة: الأول: بشر بن المعتمر البغدادي، المتوفى سنة 210، وإليه تنسب الطائفة (البشرية)، والثاني هو: بشر بن غياث بن عبد الرحمان المريسي، المتوفى سنة 218، وإليه تنسب الطائفة (المريسية) ، ولعله هو المقصود هنا.
(8)
عبد الله بن سعيد بن كلاب - بضم الكاف وتشديد اللام - البصري المتكلم، رئيس الطائفة المعروفة بالكلابية، وضبطه الذهبي في (المشتبه) :555.
(9)
أبو الهذيل العلاف شيخ المعتزلة البصريين، المتوفي سنة 226.
(10)
كان ثمامة بن أشرس من كبار المعتزلة، ومات سنة 213.
(11)
البصري وضرار بن عمرو القاضي وابن الأصم من كبار المعتزلة.
(12)
نسبة إلى أبي هاشم عبد السلام بن أبي علي الجبائي، رئيس معتزلة البصرة بعد أبيه، والمتوفى سنة 321، وتسمى فرقته (البهشمية) وأتباعها: البهاشمة.
وَعَمْرٌو هَكَذَا أَعنِي ابْنَ بَحْرٍ (1)
…
وَغَيْرهُم مِنْ أَصْحَابِ الشِّمَالِ (2)
فَرَأْيُ أُولَاءِ لَيْسَ يُفِيدُ شَيْئاً
…
سِوَى الهَذَيَانِ مِنْ قِيْلٍ وَقَالِ
وَكُلُّ هَوَىً وَمُحْدَثَةٍ ضَلَالٌ
…
ضَعِيْفٌ فِي الحقيقَةِ كَالخيَالِ
فَهَذَا مَا أَدِينُ بِهِ إِلهِي
…
تَعَالَى عَنْ شَبِيْهٍ أَوْ مِثَالِ
وَمَا نَافَاهُ مِنْ خُدَعٍ وَزُوْرٍ
…
وَمِنْ بِدَعٍ فَلَمْ يَخَطُرْ بِبَالِي
صدق النَّاظمُ رحمه الله وَأَجَاد، فَلأَن يَعِيْش المُسْلِم أَخرس أَبكَم خَيْر لَهُ مِنْ أَنْ يَمتلِئَ بَاطِنه كَلَاماً وَفَلْسَفَةً!
أَنشدنَا أَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلَاّنَ فِي كِتَابِهِ، عَنِ القَاسِمِ بن عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا أبي، أَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْد الكَرِيْمِ بن مُحَمَّد بِدِمَشْقَ، أَنْشَدَنَا أَبُو العِزِّ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ البُسْتِيّ بِمُلْقَابَاذَ (ح) .
وَأَنْشَدَنَا أَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيّ، أَنْشَدَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ المُقْرِئ، قَالَا:
أَنْشَدَنَا الحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ لِنَفْسِهِ:
إِنَّ عِلْمَ الحَدِيْثِ عِلْمُ رِجَالٍ
…
تَرَكُوا الابتدَاعَ لِلاتِّبَاعِ
فَإِذَا جَنَّ لَيْلُهُم كَتَبُوهُ
…
وَإِذَا أَصْبَحُوا غَدَوا لِلسَّمَاعِ (3)
أَنْشَدَنَا أَبُو الفَتْحِ القُرَشِيّ، أَنْشَدَنَا يُوْسُفُ السَّاوِيُّ، أَنْشَدَنَا السِّلَفِيُّ لِنَفْسِهِ:
لَيْسَ عَلَى الأَرْضِ فِي زَمَانِي
…
مَنْ شَانهُ فِي الحَدِيْثِ شَانِي
(1) يعني الجاحظ الأديب المشهور، وكان معتزليا كما هو معروف.
(2)
إشارة إلى قوله تعالى: (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال. في سموم وحميم. وظل من يحموم. لا باردولا كريم)[الواقعة: 41 - 43] . وقوله تعالى: (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه)[الحاقة: 25] .
(3)
في (الوافي) للصفدي 7 / 353: فإذا الليل جنهم.
نَظماً وَضبطاً يَلِي عُلُوّاً
…
فِيْهِ عَلَى رغْمِ كُلِّ شَانِي (1)
أَنْشَدَنَا أَبُو الحُسَينِ ابْن الفَقِيْه (2) ، وَأَبُو عَلِيٍّ القَلَانسِيّ، قَالَا:
أَنْشَدَنَا أَبُو الفَضْلِ الهَمْدَانِيّ، أَنْشَدَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ لِنَفْسِهِ:
لَيْسَ حُسْنُ الحَدِيْثِ قربَ رِجَالٍ
…
عِنْدَ أَربَابِ علمِهِ النَّقَّادِ
بَلْ عُلُوُّ الحَدِيْثِ عِنْد أُولِي الإِتْـ
…
ـقَانِ وَالحِفْظِ صِحَّةُ الإِسْنَادِ
فَإِذَا مَا تَجَمَّعَا فِي حَدِيْثٍ
…
فَاغتَنِمْهُ فَذاكَ أَقْصَى المُرَادِ
قَدْ مَرَّ ذِكْرُ مَوْلِدِهِ وَأَنَّهُ عَلَى التَّقْدِيْرِ، وَقَدْ قَالَ المُحَدِّثُ مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَانِ بن عَلِيٍّ التُّجِيْبِيّ الأَنْدَلُسِيُّ:
سَمِعْتُ عَلَى السِّلَفِيِّ، وَوجدت بِخَطِّهِ مُقيداً:
مَوْلِدِي بِأَصْبَهَانَ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ تخمِيناً لَا يَقيناً.
وَيُقوِيّ هَذَا مَا تَقدم عَنِ السَّخَاوِيّ، وَالأَظهر خِلَافه مِنْ قَوْله لما كَتَبُوا عَنْهُ وَهُوَ أَمرد، وَمِنْ قَوْله وَقت قَتْلَةِ نِظَامِ المُلْكِ.
وَقَالَ القَاضِي شَمْس الدِّيْنِ أَحْمَد بن خَلِّكَانَ (3) : كَانَتْ وِلَادَتُه بِأَصْبَهَانَ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ تَقَرِيْباً.
قَالَ: وَوجدت العُلَمَاء بِمِصْرَ وَالمُحَدِّثِيْنَ مِنْ جملتهِم الحَافِظ المُنْذِرِيّ يَقُوْلُوْنَ فِي مَوْلِد السِّلَفِيّ هَذِهِ المَقَالَة، ثُمَّ وَجَدْت فِي كِتَاب (زهر الرِّيَاض) لأَبِي القَاسِمِ ابْنِ الصَّفْرَاوِيِّ: أَنَّ السِّلَفِيّ كَانَ يَقُوْلُ:
مَوْلِدِي -بِالتخمِين لَا بِاليقين- سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ.
فَيَكُوْن مَبْلَغ عُمُره عَلَى مقتضَى ذَلِكَ ثَمَانِياً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: وَرَأَيْت فِي (تَارِيخ ابْن النَّجَّار) مَا يَدلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا
(1) في (الوافي) للصفدي (نقلا ونقدا ولا علوا) وقوله (ولا) لعله مصحف في المطبوع.
(2)
يعني اليونيني.
(3)
(وفيات الأعيان) : 1 / 106 - 107.
قَالَهُ الصَّفْرَاوِيّ، فَإِنَّهُ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ الغَنِيّ المَقْدِسِيّ: سَأَلت السِّلَفِيَّ عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: أَنَا أَذْكُر قتلَ نِظَامِ المُلْكِ سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَلِي نَحْو عشر سِنِيْنَ، وَلَوْ كَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ عَلَى مَا يَقوله أَهْل مِصْرَ مَا كَانَ يَقُوْلُ: أَذْكُر قتلَ نِظَامِ المُلْكِ، فَيَكُوْن عَلَى مَا قَالُوْهُ عُمره ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَوْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَلَمْ تَجرِ العَادَة أَنَّ مَنْ سِنُّه هَكَذَا أَنْ يَقُوْلَ: أَذْكُر القِصَّةَ الفُلَانِيَّةَ.
قَالَ: فَقَدْ ظَهَرَ بِهَذَا أَن قَوْل الصَّفْرَاوِيّ تِلْمِيْذه أَقْرَب إِلَى الصّحَّة.
قُلْتُ: أَرَى أَنَّ الْقَوْلَيْنِ بعيدَان، وَهُمَا سَنَة اثْنَتَيْنِ، وَسَنَة ثَمَانٍ، فَإِنَّهُ قَدْ حَدَّثَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ فِي أَوَّلهَا، وَقَدْ مرّ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ ابْن سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَكْثَر أَوْ أَقلّ بِقَلِيْلٍ.
فَلَو كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَة اثْنَتَيْنِ، لَكَانَ ابْنَ عِشْرِيْنَ سَنَةً تَامَّة، وَلَوْ كَانَ عَلَى مَا قَالَهُ الصَّفْرَاوِيّ، لَكَانَ قَدْ كَتَبُوا عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَهَذَا بعيد جِدّاً، فَتعيّن أَنّ مَوْلِده عَلَى هَذَا يَكُوْن فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْس وَسَبْعِيْنَ، وَأَنَّهُ مِمَّنْ جَاوَزَ المائَةَ بِلَا تَرَدُّدٍ (1) .
قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: مَعَ أَنَّا مَا علمنَا أَحَداً مُنْذُ ثَلَاث مائَة سَنَةٍ إِلَى الآنَ بلغَ المائَة -فَضْلاً عَنْ أَنَّهُ زَادَ عَلَيْهَا- سِوَى القَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيّ: فَإِنَّهُ عَاشَ مائَة وَسَنَتَيْنِ.
قُلْتُ: هَذَا الكَلَام لَا يَدلُّ عَلَى نَفِي تَعمِيْر المائَة، بَلْ فِيْهِ اعترَاف فِي الطَّبَرِيّ رحمه الله وَمَا قَالَهُ الصَّفْرَاوِيّ فَقَاله بِاجتهَاده، وَمَا تُوبع عَلَيْهِ، بَلَى خُولف.
وَقَدْ كُنْت أَلّفْت جُزْءاً كَبِيْراً فِيْمَنْ جَاوَزَ المائَةَ مِنَ المَشَايِخ (2)، وَمِنْهُم:
(1) لذا ذكره الذهبي في (أهل المئة فصاعدا)(المورد م: 3، عدد: 3، ص: 134) .
(2)
حققه ونشره الدكتور بشار عواد معروف في مجلة المورد البغدادية (م: 3 عدد: 3 سنة 1973.
وذكر الدكتور بشار في رده على محققة الجزء الأول من (معجم السفر) أن قول ابن =
أَنَس بنُ مَالِكٍ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ، وَغَيْرهُمَا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَسُوَيْد بن غَفَلَة، وَأَبُو رَجَاءٍ العُطَارِدِيّ، وَعِدَّة مِنَ التَّابِعِيْنَ، وَالحَسَن بن عَرَفَةَ العَبْدِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَبَدْر بن الهَيْثَمِ، وَسُلَيْمَان بن أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيّ، وَالفَقِيْه عَبْد الوَاحِدِ الزُّبَيْرِيّ بِمَا وَرَاء النَّهْر، وَشَيْخُنَا رُكْن الدِّيْنِ الطَّاوُوْسِيّ، وَبِالأَمس مُسْنِد الدُّنْيَا شِهَاب الدِّيْنِ أَحْمَدَ ابْن الشِّحْنَةِ.
قَالَ المُحَدِّثُ وَجِيْه الدِّيْنِ عَبْد العَزِيْزِ بن عِيْسَى اللَّخْمِيّ قَارِئُ الحَافِظِ السِّلَفِيّ:
تُوُفِّيَ الحَافِظ فِي صَبِيْحَة يَوْمَ الجُمُعَةِ، خَامِسَ شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ مائَةُ سَنَةٍ وَسِتُّ سِنِيْنَ.
كَذَا قَالَ فِي سِنِّه، فَوَهِمَ الوَجِيْه.
ثُمَّ قَالَ: وَلَمْ يَزَلْ يُقرَأُ عَلَيْهِ الحَدِيْث يَوْمَ الخَمِيْسِ إِلَى أَنْ غربتِ الشَّمْس مِنْ لَيْلَة وَفَاته، وَهُوَ يَردّ عَلَى القَارِئ اللَّحْنَ الخفِيَّ، وَصَلَّى يَوْمَ الجُمُعَةِ الصُّبْح عِنْد انفجَار الفَجْر، وَتُوُفِّيَ بَعْدهَا فُجَاءةً.
قُلْتُ: وَكَذَا أَرَّخَ مَوْتَهُ غَيْرُ وَاحِد رحمه الله وَغفر لَهُ- وَقَبْره مَعْرُوف بِظَاهِرِ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَكَانَ يَطَأُ أَهْلَه وَيَتمتَّع وَإِلَى قَرِيْب وَفَاتِه، وَإِنَّمَا تَزَوَّجَ وَقَدْ أَسنَّ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ (1) : لَقَبُهُ صَدْر الدِّيْنِ.
= خلكان بعدم وجود من جاوز المئة خلال الثلاث مئة سنة التي سبقت عصره هو قول ساقط لا قيمة له، وذكر له عددا كبيرا ممن جاوزوا المئة بيقين خلال الفترة المذكورة (انظر التفاصيل في مجلة المورد م: 8 عدد: 1 ص: 387) .
(1)
(وفيات الأعيان) 1 / 105.