الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزُّبَيْرِيّ، الدِّمَشْقِيّ، الحَافِظ، عَمّ كَرِيْمَة.
قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيّ (1) : فَقِيْه، حَافِظ، عَالِم، عُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ وَحلب، وَحرَّان، وَالمَوْصِل، وَالكُوْفَة، وَبَغْدَاد، وَالحَرَمَيْنِ، وَرزق الفَهْمَ.
سَمِعَ: أَبَا الدُّرّ الرُّوْمِيّ، وَابْن البُنِّ، وَأَبَا الوَقْت، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ المَادح، وَخَلَائِق.
وَنفذ رَسُوْلاً إِلَى الشَّامِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الحرِيْم (2) .
رَوَى عَنْهُ: ابْنه؛ عَبْد اللهِ، وَابْن الحُصْرِيّ.
مَاتَ: فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْسُوْنَ سَنَةً.
51 - القُطْبُ مَسْعُوْدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ مَسْعُوْدٍ الطُّرَيْثِيْثِيُّ *
الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، شَيْخ الشَّافِعِيَّة، قُطْب الدِّيْنِ، أَبُو المَعَالِي
= 5 / الترجمة 1483، والذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة: 57 (أحمد الثالث 2917 / 14) والمختصر المحتاج إليه: 3 / 101، والعبر: 4 / 224، وابن العماد في الشذرات: 4 / 254، ومقدمة المجلد الأول من تاريخ ابن الدبيثي بتحقيق الدكتور بشار، وكان أبو المحاسن هذا من مصادر ابن الدبيثي الرئيسة حيث كتب معجما كبيرا لشيوخه أكثر المؤرخون النقل منه.
(1)
(ذيل تاريخ مدينة السلام) الورقة: 196: (باريس 5922) .
(2)
ذكر ابن النجار أنه شهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد الحديثي سنة 566 فولاه القضاء بحريم دار الخلافة، ثم القضاء بربع سوق الثلاثاء (التاريخ، الورقة 113 - باريس) .
(*) ترجم له سبط ابن الجوزي في المرآة 8 / 372، وابن خلكان في الوفيات: 5 / 196، وابن الفوطي في الملقبين بقطب الدين من تلخيصه: 4 / الترجمة 719، ونقل ترجمته وأخباره عن أبي الحسن القطيعي، والذهبي في تاريخ الإسلام الورقة 77 (أحمد الثالث 2917 / 14) ، =
مَسْعُوْد بن مَحْمُوْد بن مَسْعُوْدٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ، النَّيْسَابُوْرِيّ.
وُلِدَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَتَفَقَّهَ عَلَى: أَبِيْهِ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى تِلْمِيْذ الغَزَّالِيّ، وَعُمَر بن عَلِيٍّ، عُرِفَ بسُلْطَان.
وَتَفَقَّهَ بِمَرْو عَلَى: أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّد.
وَسَمِعَ مِنْ: هِبَة اللهِ بن سَهْلٍ السَّيِّدِيّ، وَعَبْد الجَبَّارِ الخُوَارِيّ.
وَتَأَدب عَلَى أَبِيْهِ، وَبَرَعَ، وَتَقدم، وَأَفتَى، وَوعظ فِي أَيَّامِ مَشَايِخه، وَدرس بِنظَامِيَة نَيْسَابُوْر نِيَابَة، وَصَارَ مِنْ فُحُوْل المنَاظرِيْنَ، وَبلغ رُتْبَة الإِمَامَة.
وَقَدِمَ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ 538، فَوَعَظ، وَنَاظر، ثُمَّ سَكَنَ دِمَشْقَ، وَقَدْ رَأَى أَبَا نَصْرٍ القُشَيْرِيّ، وَكَانَ صَاحِبَ فُنُوْن، أَقْبَلُوا عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ فِي أَيَّامِ أَبِي الفَتْحِ المصِّيْصِيّ، وَدرس بِالمُجَاهِديَة، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو الفَتْحِ، وَلِي بَعْدَهُ تدرِيس الغزَاليَة، ثُمَّ انْفَصل إِلَى حلب، فَولِي تدرِيس الْمَدْرَسَتَيْنِ اللَّتين أَنشَأَهُمَا نُوْر الدِّيْنِ وَأَسَد الدِّيْنِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى هَمَذَان، وَدرس بِهَا مُدَّة، ثُمَّ عَادَ إِلَى دِمَشْقَ، وَدرس بِالغزَاليَة ثَانِياً، وَتَفَقَّهَ بِهِ الأَصْحَاب.
وَكَانَ حَسَنَ الأَخلَاق، متودداً، قَلِيْل التَّصنع.
ثُمَّ سَارَ إِلَى بَغْدَادَ رَسُوْلاً.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَأَخُوْهُ؛ الحُسَيْن، وَالتَّاج ابْن حَمَوَيْه، وَطَائِفَة.
= والمختصر المحتاج إليه: 3 / 190، والعبر: 4 / 235، والسبكي في الطبقات الكبرى: 7 / 297، والاسنوي: 2 / 172، وابن كثير في البداية: 12 / 312، والعيني في عقد الجمان: 16 / الورقة 649، وابن تغري بردي في النجوم: 6 / 94، وابن العماد في الشذرات، 4 / 263.
وَأَجَازَ لِلْحَافِظ الضِّيَاء.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ أَبُوْهُ مِنْ طُرَيْثِيْثَ، كَانَ أَديباً، يُقرِئُ الأَدب، قَدِمَ وَوعظ، وَحصل لَهُ قبولٌ، وَكَانَ حَسَنَ النَّظَر، موَاظباً عَلَى التدرِيس، وَقَدْ تَفَرَّد برِئَاسَة أَصْحَاب الشَّافِعِيّ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: قَدِمَ بَغْدَادَ رَسُوْلاً، وَتَزَوَّجَ بَابْنَة أَبِي الفُتُوْح الإِسْفَرَايِيْنِيّ.
أَنْشَدَنِي أَبُو الحَسَنِ القَطِيْعِيّ، أَنْشَدَنِي أَبُو المَعَالِي مَسْعُوْد بن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه:
يَقُوْلُوْنَ: أَسبَابُ الفرَاغِ ثَلَاثَة
…
وَرَابعهَا خَلَّوْهُ وَهُوَ خيَارُهَا
وَقَدْ ذكرُوا أَمْناً وَمَالاً وَصحةً
…
وَلَمْ يَعلمُوا أَنَّ الشَّبَابَ مدَارُهَا
قُلْتُ: كَانَ فَصِيْحاً، مُفَوَّهاً، مُفَسّراً، فَقِيْهاً خِلَافِيّاً، درّس أَيْضاً بِالجَارُوْخِيَّةِ (1)، وَقِيْلَ: إِنَّهُ وَعظ بِدِمَشْقَ، وَطلب مِنَ الْملك نُوْر الدِّيْنِ أَنْ يَحضر مَجْلِسه، فَحضره، فَأَخَذَ يَعظه، وَيُنَادِيه: يَا مَحْمُوْدُ، كَمَا كَانَ يَفْعَلُ البرْهَان البَلْخِيّ شَيْخ الحَنَفِيَّة، فَأَمر الحَاجِب، فَطَلَعَ، وَأَمره أَنْ لَا يُنَادِيه بِاسْمه، فَقِيْلَ فِيمَا بَعْد لِلملك، فَقَالَ: إِنَّ البرْهَان كَانَ إِذَا قَالَ: يَا مَحْمُوْد، قَفَّ (2) شعرِي هَيْبَة لَهُ، وَيَرق قَلْبِي، وَهَذَا إِذَا قَالَ، قسَا قَلْبِي، وَضَاق صَدْرِي.
حَكَى هَذِهِ سِبْط ابْن الجَوْزِيّ (3)، وَقَالَ: كَانَ القُطْب غرِيقاً فِي بِحَار الدُّنْيَا.
(1) قال شعيب: هي داخل بابي الفراديس لصيقة الاقبالية الحنفية شمالي الجامع الأموي والظاهرية الجوانية.
قال ابن شداد: بناها جاروخ التركماني يلقب بسيف الدين. (الدارس) 1 / 255، 232 للنعيمي.
قلت: وهي اليوم في الجادة المعروفة عند أهل دمشق بسبع طوالع وقد درست وحولت إلى سكن.
(2)
قف شعره يقف بالكسر قفوفا: قام من الفزع.
(3)
(مرآة الزمان) : 8 / 372.