الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
53 - أَبُو الكَرَمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي العَلَاءِ العَبَّاسِيُّ *
مُسْنِدُ هَمَذَان، الشَّيْخُ، أَبُو الكَرَمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي العَلَاءِ العَبَّاسِيُّ، الهَمَذَانِيُّ، العَطَّارُ.
حَدَّثَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ بِهَمَذَانَ عَنْ: أَبِي غَالِبٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ العَدْل صَاحِب ابْن شُبَانَةَ، وَعَنْ: فَيْد بن عَبْدِ الرَّحْمَانِ الشّعرَانِي، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ اسفهسلار الرَّازِيّ، وَشَمْس الدِّيْنِ أَحْمَدَ بن عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيّ البُخَارِيّ، وَالحَافِظ عَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَجَمَاعَة.
وَسَمَاعَاته فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وَخَمْسِ مائَةٍ رحمه الله.
54 - صَاحِبُ حَلَبَ المَلِكُ الصَّالِحُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُوْرِ الدِّيْنِ مَحْمُوْدٍ **
أَبُو الفُتُوْحِ إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ صَاحِبِ الشَّامِ نُوْرِ الدِّيْنِ مَحْمُوْدِ ابْنِ الأَتَابك.
عمل لَهُ أَبُوْهُ ختَاناً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، وَأَطعمَ أَهْل دِمَشْقَ حَتَّى سَائِر أَهْل الغُوْطَة، وَبَقِيَ الهنَاء أُسْبُوْعاً، وَفِي الأُسْبُوْع الآتِي انْتقل نُوْر الدِّيْنِ إِلَى اللهِ، وَوصَّى بِمَمْلَكته لِهَذَا، وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشر سَنَة، فَملّكوهُ بِدِمَشْقَ،
(*) ترجم له الذهبي في (تاريخ الإسلام) في المتوفين على التقريب بين 581 - 590 وقال: (كان بها (يعني بهمذان) سنة خمس وثمانين وخمس مئة في قيد الحياة، فحدث عن
…
وسماعاته بعد الخمس مئة) وروى بسنده عنه حديثا عن أبي أمامة (لا يقطع الصلاة شيء)(الورقة: 171 - أحمد الثالث 2917 / 14) .
(* *) أخباره في تواريخ عصره، وقد ترجم له منفردا سبط ابن الجوزي في المرآة: 8 / 336، والذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة 69 (أحمد الثالث 2917 / 14) وفيه تفصيل، والعبر: 4 / 231، وابن خلدون في العبر: 5 / 253 وغيرهم.
وَكَذَا حلفُوا لَهُ بِحَلَبَ، فَأَقْبَل مِنْ مِصْرَ صَلَاح الدِّيْنِ، وَأَخَذَ مِنْهُ دِمَشْق، فَترحّل إِلَى حلب، وَكَانَ شَابّاً، دَيِّناً، خَيّراً، عَاقِلاً، بَدِيْع الْجمال، محبَّباً إِلَى الرَّعِيَّةِ وَإِلَى الأُمَرَاءِ، فَنمت فِتْنَةٌ، وَجَرَتْ بِحَلَبَ بَيْنَ السّنَّة وَالرَّافِضَّة، فَسَارَ السُّلْطَان صَلَاح الدِّيْنِ، وَحَاصَرَ حلب مُدَيْدَة، ثُمَّ ترحّل، ثُمَّ حَاصرهَا، فَصَالَحُوْهُ، وَبذلُوا لَهُ المَعَرَّة وَغَيْرهَا، ثُمَّ نَازل حلب ثَالِثاً، فَبذل أَهْلهَا الْجهد فِي نُصْرَة الصَّالِح، فَلَمَّا ضَجر السُّلْطَان، صَالِحهُم، وَترحّل، وَأَخْرَجُوا إِلَيْهِ بِنْت نُوْر الدِّيْنِ، فَوَهَبهَا عَزَازَ (1) ، وَكَانَ تدبِير مَمْلَكَة حلب إِلَى أُمّ الصَّالِح وَإِلَى شَاذبخت الخَادِم وَابْن القَيْسَرَانِيّ.
تعلّل الْملك الصَّالِح بِقَوْلنج خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتَأَسفُوا عَلَيْهِ.
قيل: عَرَضَ عَلَيْهِ طبِيْبه خمراً لِلتدَاوِي، فَأَبَى، وَقَالَ: قَدْ قَالَ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيْمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا (2)) ، وَلَعَلِّي أَمُوْتُ وَهُوَ فِي جوفِي.
(1) بليدة بالقرب من حلب.
(2)
قال شعيب: أخرجه البخاري تعليقا 10 / 68 في الطب: باب شراب الحلواء والعسل بلفظ: (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم) .
قال الحافظ: رويت الاثر المذكور في فوائد علي بن حرب الطائي، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن أبي وائل قال: اشتكى رجل منا يقال له: خثيم بن العداء داء في بطنه يقال له الصفر، فنعت له السكر وهو الخمر فأرسل إلى ابن مسعود يسأله، فذكره وأخرجه ابن أبي شيبة عن جرير عن منصور، وسنده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد في كتاب (الاشربة) رقم (130) ، والطبراني في (الكبير) من طريق أبي وائل نحوه، وأخرج مسلم (1984) ، وأبو داود (3873) ، والترمذي (2046) من حديث طارق بن سويد الجعفي أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر، فنهاه، أو كره أن يصنعها، فقال: إنما اصنعها للدواء.
فقال: (إنه ليس بدواء، ولكنه داء) وأخرج أحمد في (المسند) 4 / 311، وابن ماجه (3500) من حديث طارق بن سويد أيضا قال: قلت: يا رسول الله، إن بأرضنا أعنابا نعتصرها، فنشرب منها.
قال: (لا) فراجعته، قلت:(إنا نستشفي للمريض) .
قال: (إن ذلك ليس بشفاء ولكنه داء) .