الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ الأَبَّار فِي (تَارِيْخِهِ (1)) : فَلقِي أَبَا حَامِد الغَزَّالِيّ، وَصحبه، وَسَمِعَ مِنْهُ كَثِيْراً مِنْ (مُوَطَّأِ يَحْيَى (2) بن بُكَيْرٍ) بِسَمَاعه مِنَ الفَقِيْه نَصْر، وَأَقَامَ تِسْعَة أَشهر يُقْرِئُ القُرْآن بِبَيْتِ المَقْدِس.
طَالَ عُمُرُهُ، وَتَصدّر لِلإِقْرَاءِ.
رَوَى عَنْهُ مَنْ شُيُوْخنَا (3) : أَبُو القَاسِمِ بنُ بَقِيٍّ، وَأَبُو زَكَرِيَّا التَّادَلِيّ، فَأَخْبَرَنَا التَّادَلِيّ بِكِتَابِ (الشِّهَاب) لِلْقُضَاعِيِّ سَمَاعاً، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو (4) الحَسَنِ بنُ حُنَيْنٍ، حَدَّثَنَا العَبْسِيّ، حَدَّثَنَا المُؤلف (5)، ثُمَّ قَالَ الأَبَّار (6) : تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ بِقُوْص مُحَمَّد بن عَبْدِ الحَمِيْدِ بن صَالِحٍ الهسكورِيُّ (المُوَطَّأ) أَوْ بَعْضه، فَقَالَ صَاحِب كِتَاب (الإِمَامِ) :
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ المُحْسِنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القُوْصِيّ بِهَا أَنَّهُ سَمِعَ الهسكورِيّ -قَدِمَ عَلَيْهِم- عَنِ ابْنِ الحُنَيْنِ
…
، فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
14 - ابْنُ الشَّهْرُزُوْرِيِّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ *
الإِمَامُ، قَاضِي القُضَاةِ، كَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ
(1)(التكمله) : 3 / الورقة: 66.
(2)
العبارة قد توهم، وأصلها كما وردت عند ابن الابار:(وسمع منه أكثر الموطأ رواية ابن بكير) .
(3)
أي من شيوخ ابن الابار.
(4)
إضافة يقتضيها السياق.
(5)
هذا من تصرفات الذهبي في النقل، فمعلوم أن الذهبي يرتضي النقل بالمعنى، ولا يلتزم بأصل النص وحرفيته (انظر كتاب الدكتور بشار عواد معروف: الذهبي ومنهجه: ص: 434 فما بعد القاهرة 1976) قال ابن الابار: (وروى لنا عنه من شيوخنا أبو القاسم بن بقي، وأبو زكريا التادلي، قرأت عليه (الشهاب) للقضاعي ببلنسية، وحدثني به عنه سماعا عن العبسي عن مؤلفه) .
(6)
(التكملة) الورقة: 66 من النسخة السابقة.
(*) ترجم له العماد في القسم الشامي من الخريدة: 2 / 323، وابن الجوزي في المنتظم: =
القَاسِم بن مُظَفَّر بن عَلِيٍّ، ابْنُ الشَّهْرُزُوْرِيِّ المَوْصِلِيُّ، الشَّافِعِيُّ، بَقِيَّةُ الأَعْلَامِ.
مَوْلِدُهُ: سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: جدّه لأُمِّهِ؛ عَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ طَوْقٍ، وَأَبِي البَرَكَات بن خَمِيْس، وَبِبَغْدَادَ مِنْ: نُوْر الهُدَى الزَّيْنَبِيّ، وَطَائِفَة.
وَكَانَ وَالِدُهُ (1) أَحَد عُلَمَاء زَمَانه يُلَقَّبُ: بِالمُرْتَضَى، تَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ، وَوعظ، وَلَهُ نَظْمٌ فَائِق، وَفَضَائِل، وَوَلِيَ قَضَاءَ المَوْصِل، وَهُوَ القَائِلُ:
يَا ليلَ (2) مَا جِئْتكُم زَائِراً
…
إِلَاّ وَجَدْت الأَرْض تُطوَى لِي
وَلَا ثَنَيْتُ العَزْم عَنْ بَابكُم
…
إِلَاّ تَعثَّرْتُ بِأَذْيَالِي
مَاتَ: سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ، كَهْلاً.
وَكَمَال الدِّيْنِ حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَا صَصْرَى (3) ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَانِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الأَخْضَرِ، وَالقَاضِي شَمْس الدِّيْنِ عُمَر بن
= 10 / 268، وابن الأثير في الكامل: 11 / 180، وسبط ابن الجوزي في المرآة: 8 / 340، وابن خلكان في الوفيات: 4 / 241، والذهبي في تاريخ الإسلام الورقة: 46 (أحمد الثالث 2917 / 14) والعبر: 4 / 215، وابن الوردي في تتمة المختصر: 2 / 87، والصفدي في الوافي: 3 / 331، والسبكي في الطبقات الكبرى: 6 / 117، وابن كثير في البداية: 12 / 296، والعيني في عقد الجمان: 16 / الورقة 602، وابن تغري بردي في النجوم: 6 / 80، وابن العماد في الشذرات: 4 / 243 وغيرهم.
(1)
انظر ترجمته عند العماد الأصبهاني في (الخريدة)(قسم الشام) : 2 / 308، وابن خلكان في (الوفيات) : 3 / 49
(2)
هكذا وردت في أصل النسخة مفتوحة ومعناها عندئذ: يا ليلى وهو منادى مرخم.
(3)
هما: أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ، المتوفى سنة 586، وأبو القاسم الحسين بن هبة الله المتوفى سنة 626.
المُنَجَّى (1) ، وَآخَرُوْنَ.
وَشيخه فِي الفِقْه: أَسْعَد المِيْهَنِيّ.
وَلِيَ قَضَاءَ بَلَده، وَذَهَبَ فِي الرُّسْلِيَّةِ (2) مِنْ صَاحِب المَوْصِل زَنْكِي الأَتَابك، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى وَلد زَنْكِي نُوْر الدِّيْنِ، فَبَالغ فِي احْتِرَامه بِحَلَبَ، وَنفَّذَه رَسُوْلاً إِلَى المُقْتَفِي.
وَقَدْ أَنشَأَ بِالمَوْصِل مَدْرَسَة، وَبِطَيْبَةَ رِبَاطاً.
ثُمَّ إِنَّهُ وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ لنُوْر الدِّيْنِ، وَنظر الأَوقَاف، وَنظر الخزَانَة، وَأَشيَاء، فَاسْتنَاب ابْنه أَبَا حَامِد بِحَلَبَ، وَابْن أَخِيْهِ أَبَا القَاسِمِ بحَمَاة، وَابْنه الآخر فِي قَضَاء حِمْص.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْق سَنَة 555، وَكَانَ أَديباً، شَاعِراً، فَكه المَجْلِس، يَتَكَلَّم فِي الأُصُوْل كَلَاماً حسناً، وَوَقَفَ وُقُوْفاً كَثِيْرَة، وَكَانَ خَبِيْراً بِالسيَاسَة وَتَدبِير الْملك.
وَقَالَ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ (3) : كَانَ رَئِيْس أَهْل بَيْتِهِ، بَنَى مَدْرَسَة بِالمَوْصِل، وَمَدْرَسَة بِنَصِيْبِيْن، وَوَلَاّهُ نُوْر الدِّيْنِ القَضَاء، ثُمَّ اسْتَوْزَره، وَرَدَ رَسُوْلاً، فَقِيْلَ: إِنَّهُ كتب قِصَّة عَلَيْهَا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الرَّسُول، فَكَتَبَ المُقْتَفِي: صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ سِبْط ابْنِ الجَوْزِيِّ (4) : لمَا جَاءَ الشَّيْخ أَحْمَد بن قُدَامَةَ وَالِد
(1) في الأصل (المنجا) بالالف القائمة وقد غيرناها ومثيلاتها وكتبناها بالصورة التي يجب أن تكون عليها
(2)
أي السفارة.
(3)
(المنتظم) 10 / 268، وقد سقط من نص المنتظم شيء أذهب بالمعنى وانتبه إليه محققه المرحوم سالم الكرنكوي.
(4)
(مرآة الزمان) : 8 / 341.