الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلْتُ: وَقَدْ ضَبطه بِالقَاف ابْن خَلِيْل وَالضِّيَاء، وَترك جَمَاعَة هَذِهِ النّسبَة لِلْخلف الوَاقع فِيْهَا (1) .
وَقَدْ رَوَى عِدَّة مِنْ آبَائِهِ وَأَوْلَاده.
مَاتَ: فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَدْ رَوَى كتباً كِبَاراً بِالسَّمَاعِ وَبِالإِجَازَةِ.
187 - ابْنُ الزَّكِيِّ أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيُّ *
قَاضِي دِمَشْقَ، مُحْيِي الدِّيْنِ، أَبُو المَعَالِي مُحَمَّد ابْنُ القَاضِي عَلِيِّ
(1) لم يشر الذهبي المؤلف إلى هذا الاختلاف في (المشتبه)(ص: 504) إذ قال: (وبفاء وسكون إلى بيع الفرش: أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي الفرشي، قاله ابن الأنماطي وغيره) ولم يستدرك ابن حجر في ((التبصير) عليه شيئا يذكر ((التبصير) 3 / 1165) .
وقد قيده ابن خلكان كما قيده شيخه المنذري الذي أعلمناك بتقييده، وقال:(والانماطي الذي يبيع الفرش أيضا..ولقيت ولده بالديار المصرية وكان يتردد إلي في كثير من الاوقات، وأجازني جميع مسموعاته وإجازاته من أبيه)((الوفيات) : 1 / 270) قلنا: والمنذري فيما نعتقد كان عارفا بما يضبط إذا عرفنا أن الخشوعي قد كتب له بالاجازة من دمشق في صفر سنة 595 ثم كتب له بها مرة أخرى في ذي القعدة من السنة، وهو قد يكون كتب له هذه النسبة بخطه في الاجازة.
ولكن انظر إلى ما يقوله علامة الشام ابن ناصر الدين تعليقا على قول الذهبي في (توضيحه) لكتاب (المشتبه)، قال: قلت: وذكر ابن خلكان أن نسبته إلى قريش تصحيف. انتهى.
وقد وجدته منسوبا بالقاف بخط ناقله أبي طاهر الخشوعي المذكور: علي بن محمد بن عبد الله بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي القرشي.
وبالقاف هو المشهور عند الجمهور، وما أجود ما ذكره أبو الفتح عمر ابن الحاجب الاميني في (مشيخته) وقال فيما وجدته بخطه: إبراهيم بن بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمد ابن أحمد ابن العباس بن هاشم القرشي ابن الفرشي المعروف بالخشوعي.
انتهى. (2 / الورقة: 197 من نسخة الظاهرية) قلنا: لم نجد قولا لابن خلكان في المطبوع من (الوفيات) يشير إلى قوله بتصحيف (القرشي) والذي نخلص منه أن الرجل كان قرشي النسب وينسب إلى بيع الفرش أيضا، هذا إذا صحح ما ذكره ابن الحاجب الاميني عن نسبه، فأخذت كل طائفة بنسبة وتركت الأخرى، نظن!
(*) بيت الزكي من بيوتات دمشق المعروفة، وهم أخوال حافظ الشام، ومؤرخه ابن عساكر، =
بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ الزَّكِيِّ القُرَشِيُّ (1) ، الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ.
مِنْ بَيْت كَبِيْر، صَاحِب فُنُوْن وَذكَاء، وَفقه وَآدَاب وَخُطَبٍ وَنظم.
وَلِيَ القَضَاءَ وَالِده زَكِيّ الدِّيْنِ (2) ، وَجدّه مَجْد الدِّيْنِ (3) ، وَجدّ أَبِيْهِ الزَّكِيّ (4) ، وَوَلِيَ القَضَاءَ وَلدَاهُ زَكِيّ الدِّيْنِ الطَّاهِر (5) ، وَمُحْيِي الدِّيْنِ يَحْيَى بن مُحَمَّد (6) .
= فإن محمد بن يحيى ابن الزكي جد المترجم هو خاله.
ترجمه المنذري في التكملة، الترجمة: 671، وأبو شامة في الذيل: 31، وابن خلكان في الوفيات: 4 / 229، والذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة: 114 (باريس 1582)، والعبر: 4 / 305، ودول الإسلام: 2 / 79، والصفدي في الوافي: 4 / 169، والسبكي في طبقاته: 6 / 157، وابن كثير في البداية: 13 / 32، وابن الملقن في العقد، الورقة: 164، والعيني في عقد الجمان: 17 / الورقة: 275، وابن تغري بردي في النجوم: 6 / 181، وابن الفرات في تاريخه: 8 / الورقة: 98، وابن عبد الهادي في معجم الشافعية، الورقة: 46، والنعيمي في القضاة: 52، وابن العماد في الشذرات: 4 / 337، والقنوجي في التاج:111.
وكان هذا القاضي العالم الفاضل بمعية السلطان الهمام صلاح الدين يوسف عند فتح بيت المقدس أعاده الله إلى الإسلام سنة 583، فكان أول من خطب بالمسجد الاقصى المبارك وأتى بتلك الخطبة البديعة المفتتحة بتحميدات الكتاب العزيز التي خشعت لها قلوب المؤمنين يومئذ، وفاضت دموعهم من الفرح بنصر الله، وكان له من العمر يومئذ ثلاث وثلاثون سنة، لذا قلما يخلو كتاب تناول الفترة الصلاحية المباركة من ذكر له بسبب تلك الخطبة المشهورة.
(1)
قد شكك أبو شامة في نسبتهم إلى قريش وإلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في كلام أورده في (الذيل) خلاصته أن الحافظ ابن عساكر ترجم لغير واحد منهم ولم يذكر لهم نسبا متصلا بعثمان بن عفان.
وأنه لو كانت نسبتهم صحيحة، لما خفيت على الحافظ ابن عساكر، ولو كان يعرفها.
لما أغفل ذكر هذه المنقبة لاجداده وأمه وأخواله (الذيل: 31) .
وما يقوم مثل هذا الاغفال دليلا قاطعا على عدم صحة النسبة.
(2)
توفي سنة 564 كما في (تاريخ الإسلام) وغيره، وكانت وفاته ببغداد، ودفن بمقابر الحنابلة بباب حرب.
(3)
توفي سنة 537 (وانظر مقالا للدكتور بشار عن: ابن عساكر في بغداد) .
(4)
توفي سنة 534 كما في (تاريخ الإسلام) وغيره، وهو المعروف بابن الصائغ.
(5)
واسمه أحمد بن محمد، وتوفي سنة 617 كما في (تاريخ الإسلام) وغيره.
(6)
توفي سنة 668 كما في (تاريخ الإسلام) وغيره. وقد تولى من أولاده القضاء أيضا: =
وَكَانَ صَلَاح الدِّيْنِ يُعزّه وَيَحترمه، ثُمَّ وَلَاّهُ القَضَاء سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ مَدحه بقصيدَة فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ مِنْهَا ذَلِكَ:
وَفَتْحُكَ القَلْعَة الشَّهبَاء فِي صَفَرٍ
…
مُبَشِّراً بِفُتُوْحِ القُدْسِ فِي رَجَبِ
فَاتَّفَقَ فَتح القُدْس فِي رَجَبٍ بَعْد أَرْبَع سِنِيْنَ (1)، وَذَكَرَ أَنَّهُ أَخَذَ ذَلِكَ مِنْ تَبَشِيْر ابْن بَرَّجَانَ (2) فِي:{آلم، غُلِبَتِ الرُّوْمُ} [الرُّوْمُ: 1 وَ2] .
قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ (3) : وَجَدْته حَاشيَة لَا أَصلاً (4) .
تُوُفِّيَ: فِي شَعْبَان، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
= إمام الدين عبد العزيز بن يحيى المتوفى سنة 699، وبهاء الدين يوسف بن يحيى المتوفى سنة 685.
(1)
كان فتح حلب كما هو معروف في التواريخ في صفر سنة 579 وفتح البيت المقدس أعاده الله في رجب سنة 583.
(2)
قيده ابن خلكان بالحروف، فقال: بفتح الباء الموحدة وتشديد الراء وبعدها جيم وبعد الالف نون، وقال: هو أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمان اللخمي، وإنه توفي بمدينة مراكش سنة 536، وله تفسير القرآن الكريم على طريقة المتصوفة (الوفيات: 4 / 237) .
(3)
الوفيات: 4 / 230.
(4)
قيل: إن ابن برجان هذا تنبأ بفتح البيت المقدس في سنة 583 وشاع هذا الامر شيوعا كبيرا حتى قيل: إن السلطان الشهيد نور الدين كان يأمل أن يبقى حيا إلى هذه السنة ليتم على يديه هذا الفتح العظيم، ولكن انظر ما قاله ابن خلكان في الشك بقول ابن برجان، وفيما إذا كان قد قال مثل هذا أصلا حينما قال:(وقيل لمحيي الدين: من أين لك هذا؟ فقال: أخذته من تفسير ابن برجان في قوله تعالى (آلم. غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين) ولما وقفت أنا على هذا البيت وهذه الحكاية لم أزل أتطلب تفسير ابن برجان حتى وجدته على هذه الصورة، لكن كان هذا الفصل مكتوبا في الحاشية بخط غير الأصل، ولا أدري هل كان من أصل الكتاب ام هو ملحق به، وذكر له حساب طويلا وطريقا في استخراج ذلك حتى حرره من قوله (بضع سنين) (وانظر ما جاء بهامش المختار من (وفيات الأعيان) فيما نقله المحقق الفاضل الدكتور إحسان عباس ففيه تأييد لما قاله ابن خلكان:(الوفيات) : 4 / 230 هامش 2) .