الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خُرُوْجه، وَقَالَ: هَذَا غسل الإِسْلَام، فَإِنَّنِي مَقْتُول بِلَا شكّ.
ثُمَّ مَاتَ بَعْدَ الظُّهْر، وَمَاتَ الحَاجِب بِاللَّيْلِ.
وَعُمِلَ عزَاء الوَزِيْر، فَقَلَّ مَنْ حضَر كنَحْو عزَاءِ عَامِّيٍّ؛ إِرضَاءً لِصَاحِب المخزنِ (1) ، ثُمَّ عَمل نِيَابَة الوزَارَة.
وَقِيْلَ: إِنَّ الوَزِيْر بَقِيَ يَقُوْلُ: الله! الله! كَثِيْراً، وَقَالَ: ادفنُوْنِي عِنْد أَبِي.
وَفِيْهَا -أَيْ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِيْنَ- تُوُفِّيَ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ القَاصّ المُقْرِئ العَابِدُ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بكرُوْسٍ الحَنْبَلِيّ الزَّاهِد، وَصَدَقَة بن الحُسَيْنِ ابْنِ الحَدَّاد النَّاسخ الفَرَضِيّ -مطعُوْنٌ فِيْهِ- وَأَبُو بَكْرٍ عَتِيْق بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صِيْلَا الخَبَّاز، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ اللَّوَاتِيّ الفَاسِيّ الفَقِيْه، وَالمُسْنِدُ مُحَمَّد بن بُنَيْمَانَ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو الثَنَاءِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ ابْن الزَّيْتُوْنِيّ، وَهَارُوْن بن العَبَّاسِ المَأْمُوْنِيّ الأَدِيْب المُؤَرِّخ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ لَاحِق بن عَلِيِّ بنِ كَارِهٍ، وَأَبُو شَاكِر يَحْيَى بن يُوْسُفَ السَّقْلَاطُوْنِيّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ هِبَة اللهِ بن مَحْفُوْظ بن صَصْرَى الدِّمَشْقِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
28 - الرِّفَاعِيُّ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى *
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، الزَّاهِدُ، شَيْخُ العَارِفِيْن، أَبُو العَبَّاسِ
(1) بسبب العداوة التي كانت بينه وبين صاحب المخزن أبي بكر منصور بن نصر ابن العطار.
(*) ترجم له ابن الأثير في الكامل: 11 / 200، وسبط ابن الجوزي في المرآة: 8 / 370، وابن خلكان في الوفيات: 1 / 171، والذهبي في العبر: 4 / 233، وتاريخ الإسلام، الورقة 72 (أحمد الثالث 2917 / 14)، والصفدي في الوافي: 7 / 219، والسبكي في الطبقات الكبرى: 6 / 23، وابن كثير في البداية: 12 / 312، والعيني في عقد الجمان: 16 / الورقة 651، وابن العماد في الشذرات: 4 / 259.
وفي خزانة كتب الدكتور بشار عواد معروف نسخة =
أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ حَازِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ رِفَاعَةَ الرِّفَاعِيُّ، المَغْرِبِيُّ، ثُمَّ البَطَائِحِيُّ.
قَدِمَ أَبُوْهُ مِنَ المَغْرِب، وَسكنَ البطَائِح بقَرْيَة أُمِّ عُبَيْدَةَ، وَتَزَوَّجَ بِأُخْت مَنْصُوْر الزَّاهِد، وَرُزِق مِنْهَا الشَّيْخ أَحْمَد وَإِخْوَته.
وَكَانَ أَبُو الحَسَنِ مُقْرِئاً، يَؤُمّ بِالشَّيْخ مَنْصُوْر، فَتُوُفِّيَ وَابْنه أَحْمَد حَمْلٌ، فَربّاهُ خَاله، فَقِيْلَ: كَانَ مَوْلِدُهُ فِي أَوَّلِ سَنَة خَمْس مائَة.
قِيْلَ: إِنَّهُ أَقسم عَلَى أَصْحابه إِنْ كَانَ فِيْهِ عيب يُنبِّهونه عَلَيْهِ فَقَالَ الشَّيْخُ عُمَر الفَارُوْثِيُّ: يَا سيّدِي! أَنَا أَعْلَم فِيك عَيباً (1) .
قَالَ: مَا هُوَ؟
قَالَ: يَا سيّدِي! عَيْبك أَننَّا مِنْ أَصْحَابك.
فَبَكَى الشَّيْخ وَالفُقَرَاءُ، وَقَالَ -أَيْ عُمَرُ-: إِنْ سَلِمَ الْمركب حَمَلَ مَنْ فِيْهِ.
قِيْلَ: إِنَّ هرَّة نَامت عَلَى كُمِّ الشَّيْخ أَحْمَد، وَقَامَت الصَّلَاة، فَقص كُمَّه وَمَا أَزعجهَا، ثُمَّ قَعَدَ، فَوَصَلَهُ، وَقَالَ: مَا تَغَيَّر شَيْء.
وَقِيْلَ: تَوضَّأَ، فَنَزَلت بعوضَة عَلَى يَده، فَوَقَفَ لَهَا حَتَّى طَارت.
= مصورة من كتاب (ترياق المحبين في سيرة سلطان العارفين) لتقي الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن عبد المحسن الواسطي.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الذهبي قد ترجم له في (تاريخ الإسلام) ترجمة حافلة اختصرها من كتاب آخر مؤلف في سيرته، قال:(نقلت اكثر ما ها هنا عن يعقوب من كتاب مناقب ابن الرفاعي رضي الله عنه جمع الشيخ محيي الدين أحمد بن سليمان الهمامي الحسيني الرفاعي شيخ الرواق المعمور بالهلالية بظاهر القاهرة سمعه منه الشيخ ابو عبد الله محمد ابن أبي بكر ابن الشيخ أبي طالب الأنصاري الرفاعي الدمشقي، ويعرف بشيخ حطين بالقاهرة في سنة ثمانين وست مئة، وقد كتبه عنه مناولة، وأجازه المولى شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجزري، وأودعه تاريخه في سنة خمس وسبع مئة، فأوله قال..الخ) .
قلنا: توفي الشمس ابن الجزري سنة 739 وتاريخه من التواريخ المستوعبة وقد سماه: (حوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه) .
(1)
في الأصل: (عيب) وهو خطأ.
وَعَنْهُ، قَالَ: أَقْرَب الطَّرِيْق الانْكِسَار وَالذّلّ وَالافْتِقَار، تُعظِّم أَمر الله، وَتُشفق عَلَى خلق الله، وَتَقتدِي بسُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
وَقِيْلَ: كَانَ شَافِعِيّاً، يَعرف الفِقْه.
وَقِيْلَ: كَانَ يَجْمَع الْحَطب، وَيَجِيْء بِهِ إِلَى بيُوت الأَرَامل، وَيَملأُ لَهُم بِالجرَّة.
قيل لَهُ: أَيش أَنْتَ يَا سيّدِي؟
فَبَكَى، وَقَالَ: يَا فَقيرُ! وَمَنْ أَنَا فِي البَيْنِ، ثَبِّتْ نَسَبْ وَاطْلُب مِيْرَاث (1) .
وَقَالَ (2) : لَمَّا اجْتَمَع القَوْم، طلب كُلّ وَاحِد شَيْئاً (3)، فَقَالَ هَذَا اللاش أَحْمَد: أَيْ رَبِّ عِلْمُك مُحِيط بِي وَبطلبِي، فَكُرِّرَ عليّ القَوْل.
قُلْتُ: أَيْ مَوْلَايَ، أُرِيْد أَنْ لَا أُرِيْد، وَأَخْتارُ أَنْ لَا يَكُوْن لِي اخْتيَار، فَأُجبت، وَصَارَ الأَمْر لَهُ وَعَلَيْهِ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَأَى فَقيراً يَقتل قملَةً، فَقَالَ: لَا وَاخذك الله، شَفَيت غَيظك؟!
وَعَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: لَوْ أَنَّ عَنْ يَمِيْنِي جَمَاعَة يُروِّحونِي بِمرَاوح النَّدّ وَالطيب، وَهُم أَقْرَب النَّاس إِلَيَّ، وَعَنْ يَسَارِي مِثْلهُم يَقرضون لحمِي بِمقَارِيض، وَهُم أَبغضُ النَّاس إِلَيَّ، مَا زَادَ هَؤُلَاءِ عِنْدِي، وَلَا نَقص هَؤُلَاءِ عِنْدِي بِمَا فَعلُوْهُ، ثُمَّ تَلَا:{لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُم، وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}
(1) هكذا وردت في الأصل وهي حكاية مثل ليس فيها التزام بقواعد النحو.
(2)
أي أحمد، وفي (طبقات الشافعية الكبرى) أن القائل هو يعقوب، وهو غير معقول، بسبب العبارة الآتية (فقال هذا اللاش أحمد) .
(3)
هكذا هي في الأصل وفي (تاريخ الإسلام) وفي (طبقات الشافعية الوسطى) للسبكي وفي نسخ من طبقاته الكبرى.
وقد غيرها محققو الطبقات الكبرى إلى (شيئا) حسب القواعد النحوية، وكثير من مثل هذا الكلام لانجد التزاما بالقواعد النحوية فيه فالاولى تثبيته كما جاء.
[الْحَدِيد: 23]
وَقِيْلَ: أُحضر بَيْنَ يَدَيْهِ طبق تَمر، فَبقِي يُنقِّي لِنَفْسِهِ الحشفَ يَأْكله، وَيَقُوْلُ: أَنَا أَحقّ بِالدُّوْنِ، فَإِنِّي مِثْله دُوْنٌ.
وَكَانَ لَا يَجْمَع بَيْنَ لبس قمِيْصين، وَلَا يَأْكُل إِلَاّ بَعْد يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ أَكلَةً، وَإِذَا غسل ثَوْبه، يَنْزِلُ فِي الشَّطّ كَمَا هُوَ قَائِم يَفْركُهُ، ثُمَّ يَقف فِي الشَّمْسِ حَتَّى يَنشف، وَإِذَا وَرد ضيفٌ، يَدور عَلَى بيُوت أَصْحَابه يَجْمَع الطَّعَام فِي مِئْزَر.
وَعَنْهُ قَالَ: الْفَقِير المتمكّن إِذَا سَأَلَ حَاجَة، وَقُضيت لَهُ، نَقَصَ تَمكُّنه دَرَجَة.
وَكَانَ لَا يَقوم لِلرُّؤَسَاء، وَيَقُوْلُ: النَّظَر إِلَى وُجُوْهِهِم يُقسِّي القَلْب.
وَكَانَ كَثِيْرَ الاسْتِغْفَار، عَالِي المِقْدَار، رَقِيق القَلْب، غزِيْر الإِخْلَاص.
تُوُفِّيَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فِي جُمَادَى الأُوْلَى رحمه الله (1) .
(1) وقال المؤلف في (العبر) بعد هذا المدح الكثير: (ولكن أصحابه فيهم الجيد والردئ، وقد كثر الزغل فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات، وهذا لا عرفه الشيخ ولا صلحاء أصحابه، فنعوذ بالله من الشيطان) .
وقال في (تاريخ الإسلام) : (ولهم أحوال عجيبة من أكل الحيات حية، والنزول في التنانير وهي تتضرم نارا، والدخول إلى الافرنة، وينام الواحد منهم في جانب الفرن، والخباز يخبز في الجانب الآخر، وتوقد لهم النار العظيمة، ويقام السماع فيرقصون عليها إلى أن تنطفئ)(الورقة: 74 أحمد الثالث 2917 / 14) .