الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ (1) : انْتَشَر علم أَبِي مُوْسَى فِي الآفَاق، وَنفع الله بِهِ المُسْلِمِيْنَ، وَاجْتَمَعَ لَهُ مَا لَمْ يَجتمع لغَيْره مِنَ الحِفْظ، وَالعِلْم، وَالثِّقَة، وَالإِتْقَان، وَالصَّلَاح، وَحسن الطّرِيقَة، وَصحَة النَّقْل، قَرَأَ القُرْآنَ بِالرِّوَايَات، وَتَفَقَّهَ لِلشَّافِعِيِّ، وَمهر فِي النَّحْوِ وَاللُّغَة، وَكَتَبَ الكَثِيْر، رَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَحَجّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَنَة اثْنَتَيْنِ وأَرْبَعِيْنَ (2) .
قَالَ إِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ لطَالب: الزمِ الحَافِظ أَبَا مُوْسَى، فَإِنَّهُ شَابّ مُتْقِن.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الرُّوَيْدَشْتِيّ: صَنّف الأَئِمَّة فِي مَنَاقِب شَيْخنَا أَبِي مُوْسَى تَصَانِيْف كَثِيْرَة.
79 - عَبْدُ المُغِيْثِ بنُ زُهَيْرِ بنِ زُهَيْرِ بنِ عَلَوِيٍّ الحَرْبِيُّ *
الشَّيْخُ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الزَّاهِدُ،
= العذر عن الغزو، من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن حميد، عن أنس، وأخرجه 8 / 95، 96 في المغازي من طريق أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، عن حميد الطويل، عن أنس، وأخرجه ابن ماجه (2764) من طريق محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، وأخرجه أبو داود (2508) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن حميد، عن موسى بن أنس، عن أنس.
ويرى البخاري أن حذف موسى بن أنس من السند أصح، وخالفه الاسماعيلي في ذلك، فقال: حماد عالم بحديث حميد.
مقدم فيه على غيره.
وقال الحافظ في (الفتح) 6 / 35: ولا مانع من أن يكونا محفوظين، فلعل حميدا سمعه من موسى عن أبيه، ثم لقي أنسا، فحدثه به، أو سمعه من أنس، فثبته فيه ابنه موسى. وانظر تمام كلامه فيه.
وفي الباب عن جابر عند مسلم (1911) ، وابن ماجه (2765) .
(1)
الدمياطي: (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد) ، الورقة 11.
(2)
يعني: وخمس مئة.
(*) ترجم له ابن نقطة في التقييد، الورقة: 169، وابن الأثير في الكامل: 11 / 230، وابن الدبيثي في تاريخه، الورقة: 189 (باريس 5922) ، وابن النجار في التاريخ المجدد، الورقة: 2 (ظاهرية) ، والذهبي في وفيات سنة 583 من تاريخ الإسلام، والعبر: 4 / 249، =
الصَّالِحُ، المُتَّبَعُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، أَبُو العِزِّ بنُ أَبِي حَرْبٍ البَغْدَادِيُّ، الحَرْبِيُّ.
وُلِدَ: سَنَةَ خَمْس مائَة (1) .
وَعُنِي بِالآثَار، وَقرَأَ الكُتُب، وَنسخ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، مَعَ الوَرَع، وَالِدّين، وَالصِّدْق، وَالتمسك بِالسُّنَن، وَالوقع فِي النُّفُوْس، وَالجَلَالَة.
سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بن الحُصَيْنِ، وَأَبَا العِزِّ بن كَادِشٍ، وَهِبَة اللهِ بن الطَّبرِ، وَأَبَا غَالِب ابْن البَنَّاء، وَقَاضِي المَارستَان، وَعدداً كَثِيْراً.
وَرَوَى الكَثِيْر، وَأَفَاد الطلبَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخ المُوَفَّق، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَحَمْد بن صُدَيْقٍ، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَانِ، وَالحَافِظ مُحَمَّد ابْن الدُّبَيْثِيّ، وَطَائِفَة.
وَقَدْ أَلّفَ (جُزْءاً) فِي فَضَائِل يَزِيْد، أَتَى فِيْهِ بعَجَائِب وَأَوَابد، لَوْ لَمْ يُؤَلّفه لَكَانَ خَيراً (2) ، وَعَمِلَهُ ردّاً عَلَى ابْنِ الجَوْزِيّ، وَوَقَعَ بَيْنهُمَا عدَاوَة (3) .
وَلعَبْد المُغِيْثِ غلطَات تَدُلُّ عَلَى قلّة عِلْمه: قَالَ مرَّةً: مُسْلِم بن يَسَارٍ صَحَابِيّ، وَصحّح حَدِيْثَ الاستلقَاء، وَهُوَ مُنْكَر، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ:
= والاعلام، الورقة: 210، والمنذري في التكملة: 1 / الترجمة 11، وابن كثير في البداية: 12 / 328، وابن رجب في الذيل: 1 / 354، والغساني صاحب العسجد، الورقة 94، والسائح في المناقب، الورقة: 2، والعيني في عقد الجمان: 17 / الورقة: 51، وابن تغري بردي في النجوم: 6 / 106، وابن العماد في الشذرات: 4 / 275.
(1)
قال المنذري في (التكملة) : تخمينا.
(2)
قال شعيب: قال المؤلف رحمه الله في (الميزان) 4 / 440 في ترجمة يزيد: مقدوح في عدالته، ليس بأهل لان يروى عنه.
وقد عده شيخ الإسلام في (منهاج السنة) 2 / 251 من الفساق، كما أنه اعترف 2 / 253 بما فعله بأهل المدينة في وقعة الحرة من استباحة دمائهم وأموالهم ونسائهم، وقال: وهذا هو الذي عظم إنكار الناس عليه من فعل يزيد، ولهذا قيل للامام أحمد: أتكتب الحديث عن يزيد؟ قال: لا ولا كرامة، أليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل.
(3)
أورد الزين ابن رجب في الذيل تفاصيل هذه العداوة.