الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْن الأَخْضَرِ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَانِ، وَمُحَمَّد ابْن الحَافِظِ عَبْد الغَنِيِّ، وَسَالِم بن صَصْرَى، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ الحَمامِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ ابْنِ السَّبَّاكِ، وَفضل الله الجِيْلِيّ، وَخَلْق.
وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ ابْن عَبْدِ الدَّائِمِ.
قَالَ أَبُو الحَسَنِ ابْنُ القَطِيْعِيِّ: قَالَ لِي: وُلِدْت فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ 491، وَمَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: مَنْ يَقُوْلُ: إِنِّيْ وُلِدت فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ (1) ، كَيْفَ يُتصَوَّر أَنْ يَسْمَع فِي تِلْكَ السَّنَةِ؟ وَقَدْ قرَأَ هَذَا الجُزْء عَلَيْهِ المُبَارَك بن كَامِلٍ فِيمَا شَاهِدته بِخَطِّهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ (2) .
وَنَقَلْتُ مَنْ خطّ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الخَشَّابِ النَّحْوِيّ أَنَّهُ قرَأَه عَلَى أَبِي الفَتْحِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَنَقَلْتُ مَنْ خطّ عَبْد العَزِيْزِ بن دُلَف أَنَّهُ قرَأَه عَلَيْهِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَام مَوْته، فَسَمِعَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بقَاء ابْن السبَاك، وَقرَأَه التَّوزرِي عَلَى ابْنِ عَبْد الدَّائِمِ إِجَازَة.
59 - ابْنُ حُبَيْشٍ عَبْدُ الرَّحْمَانِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ *
القَاضِي، الإِمَامُ، العَالِمُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَانِ
(1) إضافة للتوضيح حسب.
(2)
ومات المبارك بن كامل الخفاف سنة 543 كما هو معروف عند أهل العلم بالتراجم.
(*) ترجم له الزكي المنذري في التكملة 1 / الترجمة 35، وابن الابار في تكملته 3 / الورقة: 11 ترجمة حافلة رائقة، وابن الصابوني في التكملة: 111، والذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة 116 (باريس، 158)، والعبر: 4 / 252، وتذكرة الحفاظ: 4 / 1353، ولم يذكره في (حبيش) من المشتبه: 270، وترجم له أيضا الجزري في غاية النهاية 1 / 378، وابن قاضي شهبة في طبقات النحاة، الورقة: 181، وابن تغري بردي في النجوم: 6 / 108، والسيوطي في البغية: 2 / 85، وابن العماد في الشذرات: 4 / 280.
بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الأَنْصَارِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، المَرِيِّيُّ، نَزِيْلُ مُرْسِيَة، ابْن حُبَيْشٍ.
وَحُبَيْشٌ: هُوَ خَاله، فَيُنسب إِلَيْهِ.
وُلِدَ: بِالمَرِيَّةِ (1) ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ.
تَلَا بِالرِّوَايَات عَلَى: أَحْمَدَ بن عَبْدِ الرَّحْمَانِ القَصَبِيّ، وَابْن أَبِي رَجَاءٍ البَلَوِيّ، وَطَائِفَة.
وَتَفَقَّهَ: بِأَبِي القَاسِمِ بنِ وَرد، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ نَافِعٍ.
وَسَمِعَ مِنْ خلق، مِنْهُم: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ وَضَّاح، وَعَبْد الحَقِّ بن غَالِبٍ، وَعَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو (2) الحَسَنِ بنُ مُوْهَب.
وَلقِي بقُرْطُبَة (3) : يُوْنُس بن مُغِيْث، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيّ، وَقَاضِي الجَمَاعَة مُحَمَّد بن أَصْبَغَ، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ ابْنَ العربِي، وَعِدَّة.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَسُوْسِيّ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ حَوْطِ الله، وَمُحَمَّد بن وَهْبٍ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ صلتَان، وَعَلِيّ بن أَبِي العَافِيَة، وَنذِير بن وَهْبٍ، وَالحَافِظ عَبْد اللهِ بن الحَسَنِ ابْنِ القُرْطُبِيّ، وَأَبُو الخَطَّابِ بن دِحْيَة، وَعَلِيّ بن الشَّرِيْك، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي السّداد، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَقُصِد مِنَ البِلَاد.
وَأَخَذَ الأَدب عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَبِي زَيْدٍ النَّحْوِيّ، وَبَرَعَ فِي العَرَبِيَّة.
(1) المرية: بفتح الميم ثم كسر الراء وتشديد الياء آخر الحروف، مدينة كبيرة من أعمال البيرة في الأندلس كما ذكر ياقوت وغيره.
وقال ابن الابار: وأصله من شارقة عمل بلنسية وجده عبد الله هو المنتقل منها إلى المرية. (التكملة 3 / الورقة 11) .
(2)
في الأصل (وأبي) ، ولعله من سبق القلم.
(3)
كانت رحلته إلى قرطبة في وسط سنة 530 كما ذكر ابن الابار في (تكملته) : 3 / الورقة 12.
وَلَمَّا تَغَلَّبَت الرُّوْم عَلَى المَرِيَّة سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، خَرَجَ إِلَى مُرْسِيَة، ثُمَّ سَكَنَ جَزِيْرَة شُقْر (1) ، فَولِي القَضَاء وَالخطَابَة بِهَا.
وَكَانَ فِي خُلُقِه ضيق، وَكَانَ مِنْ فُرْسَان الحَدِيْث بِالأَنْدَلُسِ، بارعاً فِي لغَته، لَمْ يَكُنْ أَحَد يُجَارِيه فِي مَعْرِفَةِ الرِّجَال، وَلَهُ خطب حِسَان، وَتَصَانِيف (2) ، وَسعَة علم كَثِيْر جِدّاً.
تُوُفِّيَ: فِي صَفَرٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ الزُّبَيْرِ: هُوَ أَعْلَم أَهْل طَبَقَته بصنَاعَة الحَدِيْث، وَأَبرعهُم فِي ذَلِكَ، مَعَ مشَاركته فِي علُوْم، وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلين، أَمعن النَّاس فِي الأَخْذ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عيَاد (3) : كَانَ عَالِماً بِالقُرْآنِ، إِمَاماً فِي علم الحَدِيْث، وَاقفاً عَلَى رِجَاله، لَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ مَنْ يُجَارِيه فِيْهِ، أَقرّ لَهُ بِذَلِكَ أَهْل عصره، مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي اللُّغَة وَالأَدب، وَاستقلَاله بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ جَمِيْع الفُنُوْن.
قَالَ: وَكَانَ لَهُ حظّ مِنَ البلاغَة وَالبيَان، صَارِماً فِي أَحكَامه، جزلاً فِي أَموره، تَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ وَالتسمِيْع وَالعَرَبِيَّة، وَكَانَتِ الرّحلَة إِلَيْهِ فِي زَمَانِهِ، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَلَهُ كِتَاب (المَغَازِي) فِي خَمْس مُجَلَّدَاتٍ، حمله عَنْهُ النَّاس.
(1) هكذا هي في أصل النسخة، نعني بضم الشين المعجمة، وفي معجم البلدان لياقوت ومراصد البغدادي:(شقر) بفتح الشين، ولعله الاصوب.
(2)
ذكرها ابن الابار في (التكملة) : 3 / الورقة 12 وقال: (ولم يؤلف في الحديث على كثرة مطالعته وتقييده غير مجموع في الألقاب صغير كتبته عن ابن سالم عنه) .
(3)
نقل الذهبي كلام ابن عياد هذا من (تكملة) ابن الابار: الورقة 12 وتصرف به على عادته.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ (1) : مَاتَ بِمُرْسِيَة، فِي رَابِعَ عَشَر صفر، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَكَادَ النَّاس أَنْ يهلكُوا مِنَ الزحمَة عَلَى نَعشه.
قُلْتُ: حمل عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ اللَّخْمِيّ الدَّانِيّ أَيْضاً، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ حبُّوْنَ المِصْرِيّ، وَعَبْد اللهِ بن الحَسَنِ المَالقِي، وَأَبُو الخَطَّابِ بن دِحْيَة، وَأَخُوْهُ، وَالعَلَاّمَة أَبُو عَلِيٍّ الشَّلوبِيْن، وَخَلْق.
فَقَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ الكَلَاعِيّ فِي (شُيُوْخه) : القَاضِي، العَلَاّمَة، ابْنُ حُبَيْشٍ، آخر أَئِمَّة المُحَدِّثِيْنَ بِالمَغْرِبِ، وَالمُسَلَّمُ لَهُ فِي حِفْظِ أَغربَة الحَدِيْث وَلِسَان الْعَرَب مَعَ متَانَة الدِّيْنِ (2) ، لَقِيْتُهُ بِمُرْسِيَة، وَأَخَذت عَنْهُ مُعْظَم مَا عِنْدَهُ، وَقَرَأْت عَلَيْهِ (صَحِيْح البُخَارِيِّ) ، وَسَمِعَهُ مِنِ ابْن مُغِيْث سَنَة (3)530.
قَالَ (4) : سَمِعته عَلَى أَبِي عُمَرَ ابْن الحَذَّاء، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسَد سَنَة 395، حَدَّثَنَا ابْن السَّكن سَنَة 343، حَدَّثَنَا الفَرَبْرِيّ، عَنِ البُخَارِي ِّ-وَقَرَأْت عَلَيْهِ مصَنّف النَّسَائِيّ بِسَمَاعه مِنِ ابْن مُغِيْث- قَالَ:
قرَأْته عَلَى مَوْلَى ابْنِ الطَّلَاّعِ، وَأَخْبَرَنَا بِهِ ابْن الحَذَّاء، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَسَد، أَخْبَرَنَا حَمْزَة الكِنَانِيّ، حَدَّثَنَا النَّسَائِيّ.
(1)(التكملة) 3 / الورقة 12 ونقل ابن الابار خبر وفاته وازدحام الناس في جنازته عن ابن سالم وغيره.
(2)
إن هذه المقالة عن علمه ومعرفته بأغربة الحديث قالها ابن الابار في التكملة أيضا، قال:(وكان آخر أئمة المحدثين بالمغرب، والمسلم له في حفظ أغربة الحديث ولغات العرب وتواريخها ورجالها وأيامها) 3 / الورقة 12.
(3)
في الأصل (53) والصحيح ما أثبتناه، وابن مغيث هو أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث القرطبي المتوفى سنة 532 (العبر: 4 / 90، والشذرات: 4 / 101) وقد ذكر المنذري أن ابن مغيث هو أسند شيوخ ابن حبيش (التكملة) 1 / 123) .
(4)
يعني ابن مغيث.