الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَد بن حَمْزَةَ بن أَبِي الحَسَنِ ابْنِ المَوَازِيْنِيّ الدِّمَشْقِيّ، وَالفَقِيْهُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بن مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الحضرِيّ بِالثَّغْرِ (1) ، وَقَاضِي القُضَاةِ أَبُو سَعْدٍ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ التَّمِيْمِيّ، وَعَبْد المَجِيْدِ بن الحُسَيْنِ بنِ دُلَيل الإِسْكَنْدَرَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ صَاف الإِشْبِيْلِيّ، وَشَيْخ الشَّافِعِيَّة أَبُو طَالِبٍ المُبَارَك ابْن المُبَارَكِ تِلْمِيْذ ابْن الخَلِّ، وَأَبُو المَعَالِي مُنْجِبُ بن عَبْدِ اللهِ المرشدِيّ رَاوِي (الصَّحِيْح) ، وَالحَافِظ يُوْسُف بن أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيّ ثُمَّ البَغْدَادِيّ.
63 - ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ *
الشَّيْخُ، الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، الفَقِيْهُ البَارِعُ، المُقْرِئُ الأَوْحَدُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، قَاضِي القُضَاةِ، شَرَفُ الدِّيْنِ، عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ، أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ بنِ المُطَهِّرِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ بنِ أَبِي السَّرِيِّ
= ولكن المنذري قال في نهاية ترجمته: (وقيل كانت وفاته في يوم الأربعاء السابع من شعبان سنة خمس وثمانين وخمس مئة) .
(1)
يعني بالإسكندرية.
(*) ترجم له العماد الأصبهاني في القسم الشامي من الخريدة: 2 / 351، وابن الأثير في الكامل: 12 / 18، وابن الدبيثي في تاريخه: الورقة 102 (باريس 5922) ، وابن الصلاح في طبقاته، الورقة: 54، والنواوي في الطبقات: الورقة 59، وابن خلكان في الوفيات: 3 / 53، والمنذري في التكملة: 1 / الترجمة 82، والعماد في القسم الشامي من الخريدة: 2 / 351، والذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة 22 (باريس 5922)، والعبر: 4 / 256، ودول الإسلام: 2 / 72، والمختصر المحتاج إليه: 2 / 158 - 160، والاعلام، الورقة 211، ومعرفة القراء، الورقة 173، والدمياطي في المستفاد، الورقة: 45، والصفدي في نكت الهميان: 185، وابن كثير في البداية: 12 / 334، والسبكي في الطبقات: 7 / 132، وابن الملقن في العقد، الورقة: 70، والجزري في غاية النهاية: 1 / 455، والمقريزي في السلوك: 1 / 1 / 103، وابن تغري بردي في النجوم: 6 / 110، والنعيمي في القضاة الشافعية: 49، وابن هداية الله في الطبقات: 80، وابن العماد في الشذرات: 4 / 283 وغيرها.
التَّمِيْمِيُّ، الحَدِيْثِيُّ الأَصْل، المَوْصِلِيُّ، الشَّافِعِيُّ.
وُلِدَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَتَفَقَّهَ عَلَى: المُرْتَضَى الشَّهْرُزُوْرِيّ وَالِد القَاضِي كَمَال الدِّيْنِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن بن خَمِيْس المَوْصِلِيّ، وَتلقن عَلَى: المُسَلَّمِ السَّرُوْجِيِّ.
وَتَلَا بِالسَّبْع عَلَى: أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ البَارِع، وَبِالعَشْر عَلَى: أَبِي بَكْرٍ المَرْزُوْقِي، وَدعوَان بن عَلِيٍّ، وَسِبْط الخَيَّاط (1) .
وَتَفَقَّهَ بِوَاسِط مُدَّة عَلَى: القَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الفَارِقِيّ، وَتَلَا بِالرِّوَايَات عَلَى: أَبِي العِزِّ القَلَانسِيّ، قَالَهُ ابْنُ النَّجَّارِ (2) .
وَعلّق بِبَغْدَادَ عَنْ: أَسْعَد المِيْهَنِيّ، وَأَخَذَ الأُصُوْل عَنْ: أَبِي الفَتْحِ أَحْمَد بن بَرْهَان (3)، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ، وَأَبِي البَرَكَات ابْن البُخَارِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي صَالِحٍ، وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَةٍ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ طَوْقٍ، وَحصّل عِلْماً جَمّاً.
وَرجع إِلَى بَلَده، فَدرّس بِالمَوْصِل، فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ثُمَّ سَكَنَ سِنْجَار مُدَّة، وَقَدِمَ حلب سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ فَدرّس بِهَا، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ صَاحِبهَا نُوْر الدِّيْنِ مَحْمُوْد بن زَنْكِي، ثُمَّ قَدِمَ مَعَهُ دِمَشْق إِذْ تَملّكهَا، وَدرّس بِالغزَالية، وَوَلِيَ نَظَرَ الأَوقَاف، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حلب، ثُمَّ وَلِي
(1) أبو محمد عبد الله بن علي.
(2)
راجع ما انتقاه الحسامي الدمياطي من (تاريخ) ابن النجار وسماه: (المستفاد)، الورقة:45.
(3)
بفتح الباء الموحدة، وتوفي ابن برهان هذا سنة 530 كما في (المنتظم) لابن الجوزي: 10 / 64 (وكامل) ابن الأثير: 11 / 19، وسبط ابن الجوزي: 8 / 160، و (عقد الجمان) للبدر العيني: 16 / الورقة 89.
قَضَاء حرَّان وَسِنْجَار وَديَار رَبِيْعَة، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ أَئِمَّة، ثُمَّ عَادَ إِلَى دِمَشْقَ سَنَة سَبْعِيْنَ، ثُمَّ وَلِي قَضَاءهَا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِيْنَ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَأَقرَأَ القِرَاءات وَالفِقْه، وَاشْتُهِرَ ذِكْرُهُ، وَعظم قدره.
أَلّف كِتَاب (صفوَة المَذْهَب فِي (1) نِهَايَة الْمطلب) وَهُوَ سَبْع مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَاب (الانْتِصَار) فِي أَرْبَع مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَاب (الْمُرشد) فِي مُجَلَّدين، وَكِتَاب (الذّرِيعَة، فِي مَعْرِفَةِ الشّرِيعَة) ، وَكِتَاب (التَّيْسِيْر فِي الخلَاف) أَرْبَعَة أَجزَاء، وَكِتَاب (مَآخِذ (2) النَّظَر) ، وَكِتَاب (الفَرَائِض) ، وَكِتَاب (الإِرشَاد) فِي نُصْرَة المَذْهَب، وَمَا كَمُلَ (3) .
وَبَنَى لَهُ نُوْر الدِّيْنِ مدَارس بِحَلَبَ وَحَمَاة وَحِمْص وَبَعْلَبَكَّ، وَبَنَى لِنَفْسِهِ مَدْرَسَة بِحَلَبَ، وَمَدْرَسَة بِدِمَشْقَ، وَقَبْره بِهَا.
مِنْ تآلِيفه: كِتَاب (التَّنْبِيه فِي مَعْرِفَةِ الأَحكَام) ، وَكِتَاب (فَوَائِد المُهَذَّب) مُجَلَّدَان، وَصَنَّفَ جُزْءاً فِي صِحَّة قَضَاء الأَعْمَى لَمَّا أَضر، وَهُوَ خِلَاف المَذْهَب (4) ، وَفِي ذَلِكَ وَجه قوِيّ.
وَلَمَّا وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْق، نَاب عَنْهُ: القَاضِي مُحْيِي الدِّيْنِ مُحَمَّد ابْنُ الزَّكِيِّ، وَأَوْحَد الدِّيْنِ دَاوُد، وَكُتِبَ لَهُمَا تَقليد مِنَ السُّلْطَان صَلَاح الدِّيْنِ بِالنِيَابَة، وَلَمَّا فَقَد بَصَره، قلّد السُّلْطَان القَضَاء وَلده مُحْيِي الدِّيْنِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعزل الوَالِد، وَاسْتقلَّ مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنُه إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ، ثُمَّ صُرف بِمُحْيِي الدِّيْنِ ابْن الزَّكِيّ.
(1) في (طبقات السبكي الكبرى) : (على)، وفي (طبقاته الوسطى) :(من) .
(2)
في (طبقات السبكي) : مأخذ.
(3)
قال التاج السبكي: (وذهب فيما نهب له بحلب)(الطبقات: 7 / 134) .
(4)
يعني: المذهب الشافعي.
حَدَّثَ عَنْ أَبِي سَعْدٍ جَمَاعَة، مِنْهُم: الشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ ابْن قُدَامَةَ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ صَصْرَى، وَالقَاضِي أَبُو نَصْرٍ بنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَعَبْد اللَّطِيْفِ بن سِيَّمَا، وَمَحْمُوْد بن (1) عَلِيِّ بنِ قَرقِين (2) ، وَصدّيق بن رَمَضَان، وَالعِمَاد أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ النَّحَّاسِ، وَالإِمَام بَهَاء الدِّيْنِ ابْن الجُمَّيْزِيّ.
وَلأَبِي سَعْدٍ نَظم جَيِّد، مِنْهُ (3) :
أَمُسْتَخْبِرِي عَنْ حَنِينِي إِلَيْهِ
…
وَعَنْ زَفَرَاتِي وَفرْطِ اشتيَاقِي
لَكَ الخَيْرُ إِنَّ بِقَلْبِي إِلَيْك
…
ظَماً لَا يُرَوِّيْهِ إِلَاّ (4) التَّلَاقِي
وَلَهُ (5) :
يَا سَائِلِي كَيْفَ حَالِي بَعْد فُرْقَته
…
حَاشَاكَ مِمَّا بِقَلْبِي مِنْ تَنَائِيكَا
(1) في الأصل وتاريخ الإسلام: (وعلي بن قرقين) ولا يستقيم النص به، فإن الذي روى عن ابن أبي عصرون هو محمود بن علي بن قرقين، لذلك أضفنا اسمه الأول، قال زكي الدين عبد العظيم المنذري في وفيات سنة 632 من التكملة: (وفي شوال توفي الأمير الاجل أبو الثناء محمود بن علي بن قرقين بمدينة بصرى.
سمع من الامام أبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون الشافعي وغيره، وحدث) (التكملة: 6 / الترجمة 2615) ، وقال الذهبي في وفيات سنة 632 من تاريخ الإسلام الذي بخطه: (محمود بن علي بن محمود بن قرقين، الأمير الفاضل شمس الدين أبو الثناء الجندي المقرئ.
ولد بدمشق سنة أربع وستين وخمس مئة وسمع من أبي سعد بن أبي عصرون..وكانت وفاته في شوال بمدينة بصرى) (الورقة 131 من نسخة الدكتور بشار المصورة عن أيا صوفيا 3012)، وانظر: العبر: 5 / 143، والشذرات: 5 / 158.
(2)
تحرف على أستاذنا العلامة الدكتور مصطفى جواد إلى (قرقير) كما في المختصر
المحتاج إليه: 2 / 160 بسبب اعتماده شذرات ابن العماد: 5 / 158.
قال الزكي المنذري: (وقرقين: بفتح القاف وسكون الراء المهملة وبعدها قاف مكسورة وياء آخر الحروف ساكنة ونون)(التكملة 6 / الترجمة 2615) وضبطه الذهبي كذلك بقلمه في تاريخ الإسلام الذي بخطه (انظر الهامش السابق) .
(3)
راجع القسم الشامي من (الخريدة) : 2 / 356.
(4)
في (الخريدة) : غير.
(5)
(الخريدة) : 2 / 356 وغيرها.