الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثالث
188/ 3/ 36 - عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شهر رمضان، في حر شديد، حتى إنْ كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن رواحة"(1).
الكلام عليه من وجوه:
أحدها: في التعريف براويه واسمه عويمر، وقيل: عامر، أنصاري خزرجي، تأخر إسلامه قليلاً، فأسلم يوم بدر، وكان آخر أهل داره إسلاماً، وحسن إسلامه وآخا النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان، وكان فقيهاً عاقلاً حكيماً، وهو أحد من جمع القرآن، شهد ما بعد أحد من المشاهد، واختلف في شهوده أحداً، وولي قضاء دمشق في خلافة عثمان، وهو أول من قضاها، وكان القاضي خليفة الأمير إذا غاب. روي له مائة حديث وتسعة وسبعون حديثاً اتفقا منها على ثمانية، وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بثمانية، روى عنه: ابنه بلال القاضي وزوجته أم الدرداء وخلق. مات بالشام سنة إحدى وثلاثين،
(1) البخاري (1945)، ومسلم (1122)، وأبو داود (2409) في الصيام، باب: فيمن اختار الصيام، وابن ماجه (1663)، والبيهقي (4/ 245).
قاله جماعة. وقبره وقبر زوجته بدمشق، وترجمته مبسوطة فيما أفردته في أسماء الرجال الواقعة في هذا الكتاب، فراجعه منه تجد ما يشفي العليل (1).
فائدة: جماعة من الرواة اشتركوا مع عويمر هذا في الاسم ذكرتهم في الكتاب المشار إليه.
فائدة ثانية: أبو الدرداء (2) ممن [وافقت](3) كنيته كنية زوجته وهم جماعة أفردهم [بعض](4) الحفاظ في جزء.
ثانيها: عبد الله بن رواحة المذكور في المتن أوضحت ترجمته في الكتاب المشار إليه أيضاً، وهو أنصاري خزرجي، أحد النقباء ليلة العقبة، وقتل بمؤتة سنة ثمان، وهو أحد الشعراء المحسنين، الذين كانوا يردون الأذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثها: هذا الصوم الظاهر أنه كان في غزوة بدر، لأن أسفاره عليه الصلاة والسلام فيما بين بدر ومؤتة لم يكن شيء منها في رمضان غير بدر (5)، فإنه عليه الصلاة والسلام لم يسافر إلَّا في
(1) انظر: أسد الغابة (6/ 97) ، وطبقات ابن سعد (7/ 391)، والجرح والتعديل (7/ 26، 28)، وسير أعلام النبلاء (2/ 335).
(2)
انظر: كتاب من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة (51)، لأبي الحسن محمد بن عبد الله بن حَيَّوَيْه.
(3)
زيادة من ن ب د.
(4)
في ن ب ساقطة.
(5)
قال ابن حجر في الفتح (4/ 183): ولا يصح حمله أيضاً على بدر، لأن أبا الدرداء لم يكن حينئذٍ أسلم.
غزو أو حج بعد هجرته إلى المدينة.
رابعها: قوله: "حتى إن""إنْ" هذه مخففة من الثقيلة عند البصريين، والأصل عندهم: أنه كان أحدنا ليضع.
وهي عند الكوفيين بمعنى ["ما" و"اللام" بمعنى](1)"إلَّا" والتقدير ما كان أحدنا إلَّا ليضع (2).
خامسها: في الحديث رد على من قال: إن الصوم لا ينعقد في السفر، كما تقدم. فإن الحديث مصرح بأن هذا الصوم وقع في رمضان في السفر، وأنه صحيح جائز.
سادسها: فيه دلالة على الاقتداء به -عليه أفضل الصلاة والسلام- في [أفعاله وأحواله](3).
سابعها: فيه دلالة أيضاً على شرعية حكاية الحال.
…
(1) في ن ب ساقطة.
(2)
انظر: حروف المعاني للزجاجي (62).
(3)
في ن ب د تقديم وتأخير.