الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2721 -
عن أبي رِمْثَةَ المخزوميِّ رضي الله عنه: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بلصٍّ قد اعترتَ اعترافًا وَلَمْ يوجدْ معَهُ مَتاعٌ، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ما إخالُكَ سرقتَ؟ " قال: بلى، فأعادَ عليهِ مرتينِ أو ثلاثًا، فأمرَ بهِ فقُطِعَ وجيءَ بهِ فقالَ:"استغفر الله وتُبْ إليهِ"، فقالَ: أَستغفِرُ الله وأتوبُ إليهِ، فقال:"اللهمَّ تُبْ عليهِ" ثلاثًا.
"عن أبي رمثة المخزومي: أن النَّبِيّ صلى الله تعالى عليه وسلم أُتي بلص"؛ أي: سارق "قد اعترف"؛ أي: أقر بسرقته "اعترافًا، ولم يوجد معه متاع، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ما إخالك"؛ أي: أظنك "سرقت، قال: بلى، فأعاد عليه مرتين أو ثلاثًا" شك من الراوي.
"فأمر به فقطع" وهذا يدل على أن للإمام أن يُعرِّضَ للسارق بالرجوع وأنه لو رجع بعد اعترافه سقط القطع كما في حد الزنا، وهو أصح القولين.
"وجيء به"؛ أي: بالسارق "فقال: استَغْفِرِ الله وتب إليه، فقال: أستغفر الله وأتوب إليه، قال: اللهمَّ تب عليه، ثلاثًا"؛ أي: ثلاث مرات.
* * *
4 - باب حدَّ الخمرِ
(باب حد الخمر)
مِنَ الصِّحَاحِ:
2722 -
عن أنسٍ رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ضربَ في الخمرِ بالجَريدِ والنِّعالِ، وجلَدَ أبو بكرٍ رضي الله عنه أربعينَ.
وفي روايةٍ عن أنس رضي الله عنه: أن النبيَّ - كان يضرِبُ في الخمرِ بالجريدِ والنِّعال أربعينَ.
"من الصحاح":
" عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النَّبِيّ صلى الله تعالى عليه وسلم كان يضرب في الخمر بالجريد" وهو غصن النخل الذي جرِّد عنه الخُوصُ، وهو ورق النخل.
"والنعال، وجَلَد أبو بكر أربعين".
"وفي رواية عن أنس: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يضرب في الخمر بالنعال والجريد أربعين" وبه قال الشَّافعيّ.
* * *
2723 -
عن السَّائبِ بن يزيدَ قال: "كانَ يُؤتَى بالشَّاربِ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وإمْرَةِ أبي بكرٍ وصَدْرًا مِن خلافةِ عمرَ، فنقومُ فيهِ بأيدينا ونعالِنا وأَرديَتِنا، حتَّى كانَ آخرُ إمرةِ عمرَ رضي الله عنه فجلدَ أربعينَ، حتَّى إذا عَتَوا وفسقُوا جلدَ ثمانينَ".
"عن السائب بن يزيد قال: كان يؤتى بالشارب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإمرة أبي بكر"؛ أي: في زمان إمارته.
"وصدرًا من خلافة عمر"؛ أي: شيئًا من أوائل عهده.
"فنقوم فيه بأيدينا ونعالنا وأرديتنا" جمع رداء.
"حتى كان آخر إمرة عمر رضي الله تعالى عنه"؛ أي: آخر زمان إمارته.
"فجلد أربعين، حتَّى إذا عتوا"؛ أي: أفسدوا وانهمكوا في الطغيان، وقيل: أي: جاوزوا الحد بالفسق.
"وفسقوا جَلَدَ ثمانين".
* * *
مِنَ الحِسَان:
2724 -
عن جابرِ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ مَنْ شَرِبَ الخمرَ فاجلِدُوه، فإنْ عادَ في الرَّابعةِ فاقتُلُوه". قال: ثم أُتِيَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بعدَ ذلكَ برجلٍ قد شربَ في الرَّابعةِ فضَربَهُ ولم يقتلْهُ.
"من الحسان":
" عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النَّبِيّ صلى الله تعالى عليه وسلم قال: من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه" لم يذهب أحدٌ قديمًا وحديثًا أن شارب الخمر يقتل.
قال الخطابي: قد يَرِدُ الأمر بالوعيد ولا يراد به وقوع الفعل، وإنما يقصد به الردع والتحذير، كقوله صلى الله عليه وسلم:"من قتل عبده قتلناه"، وقيل: كان ذلك في ابتداء الإِسلام.
"قال: ثم أتي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك برجل قد شرب في الرابعة فضربه ولم يقتله": فثبت بهذا أن القتل بشُرب الخمر في الرابعة منسوخ.
* * *
2725 -
وعن عبدِ الرحمنِ بن الأزهرِ رضي الله عنه قال: كأني أنظرُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، إذْ أُتيَ برجلٍ قد شَرِبَ الخمرَ، فقالَ للناسِ:"اضرِبُوه"، فمِنهم مَنْ ضربه بالنِّعالِ، ومنهم مَن ضربَه بالعَصا، ومِنهم مَن ضربَهُ بالمِيتَخَةِ، ثم أَخَذَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تُرابًا مِن الأرضِ فرمَى بهِ في وجهِهَ.
"عن عبد الرَّحْمَن بن الأَزْهَر قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا أُتي برجل قد شرب الخمر فقال للنَّاس: اضربوه، فمنهم من ضربه بالنعال، ومنهم من ضربه بالعصا، ومنهم ضربه بالمِيتَخَة" بكسر الميم
وسكون الياء المثناة من تحت وفتح التاء المثناة من فوق وبالخاء المعجمة: اسم لجريد النخل، وقيل: العصا الخفيفة، وقيل: القضيب الدقيق اللين، وقيل: كلُّ ما ضرب به من عصا وجريدٍ ودرَّةٍ وغيرِ ذلك.
"ثم أخذ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ترابًا من الأرض فرمى به في وجهه".
* * *
2726 -
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أُتيَ برجلٍ قد شرِبَ الخمرَ فقال: "اضرِبُوه"، فمِنَّا الضارِبُ بيدِه، والضارِبُ بثوبه، والضاربُ بنعلِه، ثم قال:"بَكِّتُوه"، فأقبلُوا عليهِ يقُولونَ: ما اتقيتَ الله؟ ما خشيتَ الله؟ وما استحيَيْتَ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ بعضُ القوم: أَخزاكَ الله، قال:"لا تقُولوا هكذا، لا تُعينُوا عليهِ الشيطانَ، ولكنْ قولوا: اللهمَّ اغفرْ لهُ اللهمَّ ارحمْهُ".
"عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أُتي برجل قد شرب الخمر فقال: اضربوه، فمنا الضاربُ بيده والضاربُ بثوبه والضاربُ بنعله، ثم قال: بكِّتوه" من التبكيت التوبيخ والتعيير (1) باللسان.
"فأقبلوا عليه يقولون: ما اتقيت الله؟ ما خشيت الله؟ وما استحييت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال بعض القوم: أخزاك الله"؛ أي: أفضحك.
"فقال: لا تقولوا هكذا، لا تُعِينوا عليه الشيطان" بسبب هذا الدعاء عليه، فإن الله تعالى إذا أخزاه استحوذ عليه الشيطان، أو لأنه إذا سمع منكم ذلك يُقطع رجاؤه من رحمة الله، أو غضب فدام على الإصرار فيصير الدعاء عليه
(1) في "ت": و"والتعزير".
معونةَ في إغوائه وتسويله.
"لكن قولوا: اللهمَّ اغفر له اللهمَّ ارحمه".
* * *
2727 -
عن ابن عباسٍ رضي الله عنه قال: شرِبَ رجلٌ فسكرَ، فلُقيَ يميلُ في الفَجِّ، فانطُلِقَ بهِ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا حاذَى دارَ العبَّاسِ انفلَتَ فدخلَ على العبَّاسِ فالتزَمَهُ، فذُكِرَ ذلكَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فضحِكَ وقال:"أفعَلَها؟ " ولم يَأْمُرْ فيهِ بشيءٍ.
"عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنَّه قال: شرب رجل فسكر فلُقي" على صيغة المجهول.
"يميل" نصب على الحال من الضمير في (لقي).
"في الفج"؛ أي: في الطريق الواسع.
"فانطُلق به إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فلما حاذى"؛ أي: قابل.
"دار العباس انفلت"؛ أي: فرَّ وهرب.
"ودخل على العباس والتزمه"؛ أي: اعتنق الشاربُ العباسَ؛ يعني: تمسَّك به.
"فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك وقال: أفعَلها؟ " الضمير المنصوب للفعلة المذكورة.
"ولم يأمر فيه"؛ أي: النبيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم في الرَّجل الشارب.
"بشيء"؛ يعني: لم يحدَّه؛ لأن شربه لم يثبت عنده صلى الله عليه وسلم بشهادة العدول.
* * *