الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(21) - (1099) - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ الْمُحْرِمُ مِنَ الصَّيْدِ
(43)
- 3037 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
===
(21)
- (1099) - (باب ما ينهى عنه المحرم من الصيد)
(43)
- 3037 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ خطيب، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(قالا: حدثنا سفيان بن عيينة).
(ح وحدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(م ق).
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم المصري، ثقة، من السابعة، قرين مالك، مات سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ). يروي عنه:(ع).
(جميعًا) أي: كل من سفيان والليث روى (عن) محمد بن مسلم (ابن شهاب الزهري) المدني، ثقة، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).
(عن عبيد الله بن عبد الله) بن عتبة بن مسعود الهذلي أبي عبد الله المدني، ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، مات دون المئة سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة ثمان، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
قَالَ: "أَنْبَأَنَا الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَأَهْدَيْتُ لَهُ حِمَارَ وَحْشٍ
===
(قال) ابن عباس: (أنبأنا الصعب) بفتح أوله وسكون المهملة (ابن جثامة) - بفتح الجيم وتشديد المثلثة - الليثي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات في خلافة أبي بكر الصديق على ما قيل، والأصح أنه عاش إلى خلافة عثمان رضي الله تعالى عنهما. يروي عنه:(ع).
وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات أثبات.
(قال) الصعب: (مر بي) أي: مر علي (رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا) نازل (بالأبواء) - بفتح الهمزة وسكون الموحدة - قرية أو جبل من عمل الفُرْع - بضم الفاء وبعدها راء وعين مهملة - بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلًا، قيل: سمي بالأبواء؛ لوبائه وهو على القلب المكاني، وإلا لقيل:(بالأوباء) بدل (بالأبواء)، وقيل: لأن السيول تتبوءه؛ أي: تحله.
(أو) قال الصعب: أنا نازل (بودان) والشك من ابن عباس - وهو بفتح الواو وتشديد الدال آخره نون - موضع بقرب الجحفة، بينه وبين الجحفة ثمانية أميال، وبالشك جزم أكثر الرواة، وجزم ابن إسحاق وصالح بن كيسان عن الزهري بودان، وجزم معمر وعبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن عمر بالأبواء، والذي يظهر لي أن الشك فيه من ابن عباس؛ لأن الطبراني أخرج الحديث من طريق عطاء عنه على الشك أيضًا، قاله الحافظ رحمه الله تعالى.
وفي "أسد الغابة": كان الصعب ينزل ودان والأبواء من أرض الحجاز، ومر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهدى له حمارًا وحشيًّا؛ كما قال:(فأهديت له) صلى الله عليه وسلم (حمار وحش) بالإضافة، ويقال: حمارًا
فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى فِي وَجْهِيَ الْكَرَاهِيَةَ .. قَالَ:"إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلكِنَّا حُرُمٌ".
===
وحشيًّا بالوصف؛ كما في كتب الفقه؛ وهو حيوان بري مأكول معروف يشبه الحمر الإنسية.
(فرده) أي: فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم (علي) الحمار الذي أهديت له (فلما) رده علي .. انكسر قلبي حتى (رأى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (في وجهي الكراهية) أي: أثر كراهيتي رده علي هدية الحمار؛ وذلك الأثر: عبوسة الوجه وتغير لونه؛ فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر كراهية الرد علي (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ جبرًا لانكسار قلبي وحزني وتطييبًا لخاطري وإزالة لحزني: (إنه) أي: إن الشأن والحال (ليس بنا) أي: ليس واقعًا في قلبنا (رد عليك) أي: قصد رد هديتك عليك باختيارنا (ولكنا) أي: ولكن نحن معاشر الحاضرين معي (حرم) - بضمتين - جمع حرام؛ وهو من أحرم بنسك؛ أي: قوم محرمون للنسك، فلا يحل لنا أكل لحم الصيد، وكأنه كان ذلك الحمار حمارًا حيًّا؛ أو كان لحمًا وصيد بقصد الإهداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي "المبارق": يجوز للمحرم أكل ما اصطاده الحلال في الحل، سواء اصطاده لنفسه أو للمحرم إن لم يأمره محرم باصطياده له، ولم يدل عليه، ولا أعانه عليه، ولا أشار له إليه؛ لما روي في حديث أبي قتادة الأنصاري أنَّ الحُرُمَ سألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن لحم الصيد، فقال لهم:"أشرتم إليه أو دللتم عليه؟ " قالوا: لا، قال "كلوا". انتهى، قال الطحاوي: حديث الصعب لا يعمل به؛ للاختلاف في روايته.
وقال الشافعي: لا يجوز للمحرم أكل ما صاده حلال إذا صيد له، وحمل رد