المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(22) - (1100) - باب الرخصة في ذلك إذا لم يصد له - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٨

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تتمة كتاب المناسك

- ‌(1) - (1079) - بَابُ مَنْ لَبَّدَ رَأْسَهُ

- ‌(2) - (1080) - بَابُ الذَّبْحِ

- ‌(3) - (1081) - بَابُ مَنْ قَدَّمَ نُسُكًا قَبْلَ نُسُكٍ

- ‌(4) - (1082) - بَابُ رَمْيِ الْجِمَارِ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ

- ‌(5) - (1083) - بَابُ الْخُطْبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ

- ‌فائدة

- ‌(6) - (1084) - بَابُ زِيَارَةِ الْبَيْتِ

- ‌(7) - (1085) - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ زَمْزَمَ

- ‌(8) - (1086) - بَابُ دُخُولِ الْكَعْبَةِ

- ‌(9) - (1087) - بَابُ الْبَيْتُوتَةِ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنىً

- ‌(10) - (1088) - بَابُ نُزُولِ الْمُحَصَّبِ

- ‌(11) - (1089) - بَابُ طَوَافِ الْوَدَاعِ

- ‌(12) - (1090) - بَابُ الْحَائِضِ تَنْفِرُ قَبْلَ أَنْ تُوَدِّعَ

- ‌(13) - (1091) - بَابُ حَجَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(14) - (1092) - بَابُ الْمُحْصَرِ

- ‌(15) - (1093) - بَابُ فِدْيَةِ الْمُحْصَرِ

- ‌(16) - (1094) - بَابُ الْحِجَامَةِ لِلْمُحْرِمِ

- ‌تتمة

- ‌(17) - (1095) - بَابُ مَا يَدَّهِنُ بِهِ الْمُحْرِمُ

- ‌(18) - (1096) - بَابُ الْمُحْرِمِ يَمُوتُ

- ‌(19) - (1097) - بَابُ جَزَاءِ الصَّيْدِ يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ

- ‌(20) - (1098) - بَابُ مَا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ

- ‌(21) - (1099) - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ الْمُحْرِمُ مِنَ الصَّيْدِ

- ‌تتمة

- ‌(22) - (1100) - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ إِذَا لَمْ يُصَدْ لَهُ

- ‌(23) - (1101) - بَابُ تَقْلِيدِ الْبُدْنِ

- ‌(24) - (1102) - بَابُ تَقْلِيدِ الْغَنَمِ

- ‌(25) - (1103) - بَابُ إِشْعَارِ الْبُدْنِ

- ‌(26) - (1104) - بَابُ مَنْ جَلَّلَ الْبَدَنَةَ

- ‌(27) - (1105) - بَابُ الْهَدْيِ مِنَ الْإِنَاثِ وَالذُّكُورِ

- ‌(28) - (1106) - بَابُ الْهَدْيِ يُسَاقُ مِنْ دُونِ الْمِيقَاتِ

- ‌(29) - (1107) - بَابُ رُكُوبِ الْبُدْنِ

- ‌(30) - (1108) - بَابٌ: فِي الْهَدْيِ إِذَا عَطِبَ

- ‌(31) - (1109) - بَابُ أَجْرِ بُيُوتِ مَكَّةَ

- ‌(32) - (1110) - بَابُ فَضْلِ مَكَّةَ

- ‌(33) - (1111) - بَابُ فَضْلِ الْمَدِينَةِ

- ‌فائدة

- ‌(34) - (1112) - بَابُ مَالِ الْكَعْبَةِ

- ‌(35) - (1113) - بَابُ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ

- ‌(36) - (1114) - بَابُ الطَّوَافِ فِي مَطَرٍ

- ‌(37) - (1115) - بَابُ الْحَجِّ مَاشِيًا

- ‌كتابُ الأضاحي

- ‌(38) - (1116) - بَابُ أَضَاحِيِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(39) - (1117) - بَاب: الْأَضَاحِيُّ وَاجِبَةٌ هِيَ أَمْ لَا

- ‌(40) - (1118) - بَابُ ثَوَابِ الْأُضْحِيَّةِ

- ‌(41) - (1119) - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْأَضَاحِيِّ

- ‌ملحقة

- ‌(42) - (1120) - بَابٌ: عَنْ كمْ تُجْزِئُ الْبَدَنَةُ وَالْبَقَرَةُ

- ‌(43) - (1121) - بَاب: كَمْ تُجْزِئُ مِنَ الْغَنَمِ عَنِ الْبَدَنَةِ

- ‌فائدة

- ‌(44) - (1122) - بَابُ مَا تُجْزِئُ مِنَ الْأَضَاحِي

- ‌(45) - (1123) - بَابُ مَا يُكْرَهُ أَنْ يُضَحَّى بِهِ

- ‌(46) - (1124) - بَابُ مَنِ اشْتَرَى أُضْحِيَّةً صَحِيحَةً فَأَصَابَهَا عِنْدَهُ شَيءٌ

- ‌(47) - (1125) - بَابُ مَنْ ضَحَّى بِشَاةٍ عَنْ أَهْلِهِ

- ‌(48) - (1126) - بَاب: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ .. فَلَا يَأْخُذُ فِي الْعَشْرِ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارهِ

- ‌(49) - (1127) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ذَبْحِ الْأُضْحِيَّةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ

- ‌(50) - (1128) - بَابُ مَنْ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ بِيَدِهِ

- ‌(51) - (1129) - بَابُ جُلُودِ الْأَضَاحِيِّ

- ‌(52) - (1130) - بَابُ الْأَكْلِ مِنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ

- ‌(53) - (1131) - بَابُ ادِّخَارِ لُحُومِ الضَّحَايَا

- ‌(54) - (1132) - بَابُ الذَّبْحِ بِالْمُصَلَّى

- ‌كتابُ الذّبائح

- ‌(55) - (1133) - بَابُ الْعَقِيقَةِ

- ‌‌‌فائدة

- ‌فائدة

- ‌تنبيه

- ‌(56) - (1134) - بَابُ الْفَرَعَةِ وَالْعَتِيرَةِ

- ‌مستظرفة

- ‌(57) - (1135) - بَابُ إِذَا ذَبَحْتُمْ .. فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ

- ‌(58) - (1136) - بَابُ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ الذَّبْحِ

- ‌(59) - (1137) - بَابُ مَا يُذَكَّى بِهِ

- ‌مذيلة

- ‌(60) - (1138) - بَابُ السَّلْخِ

- ‌(61) - (1139) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ

- ‌(62) - (1140) - بَابُ ذَبِيحَةِ الْمَرْأَةِ

- ‌(63) - (1141) - بَابُ ذَكَاةِ النَّادِّ مِنَ الْبَهَائِمِ

- ‌(64) - (1142) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ صبْرِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الْمُثْلَةِ

- ‌(65) - (1143) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ لُحُومِ الْجَلَّالَةِ

- ‌(66) - (1144) - بَابُ لُحُومِ الْخَيْلِ

- ‌(67) - (1145) - بَابُ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ

- ‌(68) - (1146) - بَابُ لُحُومِ الْبِغَالِ

- ‌(69) - (1147) - بَابٌ: ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ

الفصل: ‌(22) - (1100) - باب الرخصة في ذلك إذا لم يصد له

(22) - (1100) - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ إِذَا لَمْ يُصَدْ لَهُ

(45)

- 3039 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ.

===

(22)

- (1100) - (باب الرخصة في ذلك إذا لم يصد له)

(45)

- 3039 - (1)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري المدني أبي سعيد القاضي، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن محمد بن إبراهيم) بن الحارث بن خالد (التيمي) أبي عبد الله المدني، ثقة له أفراد، من الرابعة. يروي عنه:(ع)، مات سنة عشرين ومئة (120 هـ).

(عن عيسى بن طلحة) بن عبيد الله التيمي أبي محمد المدني، ثقة فاضل، من كبار الثالثة، مات سنة مئة (100 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن طلحة بن عبيد الله) بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي أبي محمد المدني؛ وهو المسمى طلحة الفياض، أحد العشرة المبشرة بالجنة رضي الله تعالى عنه وعنهم أجمعين، استشهد يوم الجمل سنة ست وثلاثين (36 هـ) وهو ابن ثلاث وستين. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، ولكنه معلول.

ص: 218

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ حِمَارَ وَحْشٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يُفَرِّقَهُ فِي الرِّفَاقِ وَهُمْ مُحْرِمُونَ.

===

(أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه) أي: أعطى لطلحة بن عبيد الله (حمار وحش وأمره) أي: أمر طلحة (أن يفرقه) أي: أن يقسم ذلك الحمار (في الرفاق) أي: بين الرفقة المسافرين معه صلى الله عليه وسلم؛ والرفاق - بكسر الراء - جمع رفقة - بكسر الراء وضمها مع سكون الفاء - والرفقة: الجماعة الذين ترافقهم في سفرك. انتهى "مختار".

(وهم) أي: والحال أنهم (محرمون) با لنسك.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات، ولكنه معلول وفي متنه خطأ، وصوابه ما في رواية النسائي في رقم (2218)، وصوابه في "ابن ماجه": أن يقال في سنده: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة الضمري - بفتح المعجمة وسكون الميم - المدني، له صحبة وحديث واحد. يروي عنه:(س)، وأسقطه ابن ماجه، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: عن البهزي قصة الظبي الحاقف. يروي عنه: عيسى بن طلحة بن عبيد الله.

وقال ابن إسحاق: هو عمير بن سلمة بن منتاب بن طلحة بن حدي بن ضمرة.

قلت: قال ابن عبد البر: لم يختلفوا في صحبته، وجعل مالك في حديثه عن عمير بن سلمة عن البهزي - بفتح الموحدة وسكون الهاء بعدها زاي - صحابي له حديث واحد. يروي عنه:(س)، والصحيح أنه لعمير بن سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والبهزي كان صائدًا، وتصويب السند أن يقال: (عن

ص: 219

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة الضمري أن النبي صلى الله عليه وسلم

) إلى آخره.

وأخطأ ابن ماجه في السند بإسقاط عمير بن سلمة الضمري راوي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل الحديث لطلحة بن عبيد الله، وأخطأ النسائي في "سننه" بجعل الحديث للبهزي، بل الحديث لعمير بن سلمة الضمري، والصواب في المتن؛ كما في "النسائي":(أن عمير بن سلمة الضمري أخبره) أي: أخبر عيسى بن طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج) من المدينة (يريد مكة، وهو) صلى الله عليه وسلم (محرم) للنسك.

وذهب (حتى كانوا بالروحاء) موضع بين مكة والمدينة (إذا حمار وحش عقير) أي: معقور بالسهم أو بالرمح (فذُكِرَ ذلك) أي: أخبر شأن ذلك الحمار (لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوه) أي: اتركوا ذلك الحمار على حاله، فلا تتعرضوا له (فإنه) أي: فإن الشأن والحال (يوشك) ويقرب (أن يأتي) ويجيء (صاحبه) أي: صاحب ذلك الحمار وصائده (فجاء) زيد بن كعب (البهزي، وهو) أي: البهزي (صاحبه) أي: صاحب ذلك الحمار وصائده (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال) البهزي: (يا رسول الله) افعلوا (شأنكم) وعملكم (بهذا الحمار) أي: خذوه وكلوه (فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر) الصديق أن يسلخ جلده، ويقسم لحمه بين رفقتهم.

فأخذه أبو بكر (فقسمه) أي: فقسم أبو بكر لحم الحمار (بين الرفاق) الرفاق - بوزن كتاب - جمع الرفقة مثلثة الراء وسكون الفاء؛ وهو جماعة ترافقهم في السفر (ثم مضى) وذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قسمة الحمار

ص: 220

(46)

- 3040 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،

===

(حتى إذا كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل بـ (الأثاية) - بضم الهمزة، وحكي كسرها ومثلثة - اسم موضع بطريق الجحفة إلى مكة (بين الرويثة) بالتصغير (والعرج) - بفتح العين المهملة وسكون الراء وجيم في آخره - اسم قرية جامعة على أيام من المدينة (إذا ظبي حاقف) - بمهملة ثم قاف ثم فاء - أي: فاجأه ظبي حاقف؛ أي: نائم (في ظل) شجر؛ أي: نائم قد انحنى في نومه، وقيل: أي: واقف منحن رأسه بين يديه إلى رجليه، وقيل: الحاقف الذي لجأ إلى حقف؛ وهو ما انعطف من الرمل.

(وفيه سهم) أي: والحال أن فيه سهمًا رمي إليه (فزعم) عمير بن سلمة الضمري (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلًا) من الصحابة، لم أر من ذكر اسمه، ولعله أبو بكر؛ كما سيأتي بأن (يقف عنده) أي: عند ذلك الظبي حارسًا له كي (لا يريبه أحد) أي: كي لا يتعرض له أحد ولا يزعجه، وهو إما ثلاثي؛ من راب يريب؛ من باب باع، أو رباعي من أراب بوزن أقام، وهذا الذي ذكرناه نقلًا عن النسائي هو الصواب متنًا وسندًا.

ورواية المؤلف رحمه الله تعالى لا تصلح للاستدلال ولا للاستشهاد؛ لكونها خطأً متنًا وسندًا (3)(313)، فيكون غرضه: الاستئناس به.

وقيل: إنه صحيح بما بعده، وغرضه: الاستدلال به.

* * *

ثم استدل المؤلف على الترجمة بحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه، فقال:

(46)

- 3040 - (2)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه (خ عم).

ص: 221

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبيهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فَأَحْرَمَ أَصحَابُهُ وَلَمْ أُحْرِمْ، فَرَأَيْتُ حِمَارًا فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ وَاصْطَدْتُهُ،

===

(حدثنا عبد الرزاق) بن همام الصنعاني الحميري مولاهم، من التاسعة، مات سنة إحدى عشرة ومئتين (211 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنبأنا معمر) بن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري نزيل اليمن، ثقة ثبت فاضل، من كبار السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن يحيى بن أبي كثير) صالح بن المتوكل الطائي مولاهم أبي نصر اليمامي، ثقة ثبت، لكنه يدلس ويرسل، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن أبي قتادة) الأنصاري السلمي المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة خمس وتسعين (95 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) أبي قتادة الأنصاري الحارث بن رِبْعي بن بلدمة - بضمتين بينهما لام ساكنة - السلمي - بفتحتين - المدني شهد أحدًا وما بعدها، رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو قتادة: (خرجت) من المدينة (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية) وعامها؛ أي: عام صده المشركون بالحديبية ومنعوه من دخول الحرم (فأحرم أصحابه) أي: أصحاب أبي قتادة ورفقته.

قال أبو قتادة: (ولم أحرم) أنا (فرأيت حمارًا) وحشيًّا (فحملت عليه) أي: على الحمار؛ أي: شددت عليه (واصطدته) أي: أخذته صيدًا لي، فلحقنا

ص: 222

فَذَكَرْتُ شَأْنَهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَحْرَمْتُ وَأَنِّي إِنَّمَا اصْطَدْتُهُ لَكَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَأْكُلُوهُ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ حِينَ أَخْبَرْتُهُ أَنِّي اصْطَدْتُهُ لَهُ.

===

رسول الله صلى الله عليه وسلم (فذكرت شأنه) أي: شأن الحمار وشأن رفقتي في ذلك الحمار الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرت) أيضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بـ (أني لم أكن أحرمت) بالعمرة (و) ذكرت له أيضًا بـ (أني إنما اصطدته) وأخذته لأهديه الك، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه) الحاضرين عنده بـ (أن يأكلوه) أي: بأن يأكلوا لحم ذلك الحمار، فأكلوه وهم محرمون؛ كما في رواية مسلم، والأمر بالأكل للإباحة.

وفيه أن الحلال إذا صاد ولم يُعِنْهُ في ذلك محرم، ولم يشر له إليه، ولم يدل عليه .. جاز للمحرم الأكل من صيده، سواء كان اصطياده لأجل المحرم أو لنفسه؛ فإن أبا قتادة إنما حمل على الصيد بعدما عرف أنهم أحبوا لو أنه أبصره؛ كما في بعض الروايات، فكان صيده لأجلهم في الواقع.

وفي "المواهب اللطيفة" قال ابن حزم: ولم يشك أحد في أن أبا قتادة لم يصد الحمار إلا لنفسه ولأصحابه وهم محرمون، فلم يمنعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكله. انتهى من "المفهم".

(ولم يأكل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (منه) أي: من ذلك الحمار (حين أخبرته أني اصطدته) أي: صدت الحمار (له) صلى الله عليه وسلم، وهذه الرواية معارضة لرواية من قال:(فأخذ رجلها من أبي قتادة، فأكلها).

فالجمع بينهما كما قال القاضي عياض: أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من أبي قتادة تلك الرجل؛ تطييبًا لقلب من أكل منه؛ بيانًا للجواز بالفعل والقول؛ لإزالة الشبهة التي حصلت لهم. انتهى "فتح الملهم".

ص: 223

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وفي حديث زيد بن أسلم زيادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب أبي قتادة: "هل معكم من لحمه شيء؟ "، فقالوا: معنا رجله، قال: فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكلها، قال القرطبي: كل ذلك تطييب لقلوبهم، وتسكينٌ لِنَفْرَةِ مَنْ نفَرَ منهم، وإبانةٌ لحلِّيته بأقصى الممكن. انتهى من "المفهم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، ومسلم في كتاب الحج، باب تحريم الصيد للمحرم، والنسائي في كتاب المناسك، باب إذا ضحك المحرم ففطن الحلال للصيد فقتله أياكله أم لا؟

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

والحديث الأول - أعني: حديث طلحة بن عبيد الله التيمي - مهمل؛ لأنه معلول سندًا، خطأ متنًا، فلا يصلح إلا للاستئناس.

* * *

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:

الأول للاستئناس، والثاني للاستدلال.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 224