الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(7) - (1085) - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ زَمْزَمَ
(16)
- 3010 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا فَجَاءَهُ رَجُل فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ: مِنْ زَمْزَمَ،
===
(7)
- (1085) - (باب الشرب من زمزم)
(16)
- 3010 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا عبيد الله بن موسى) بن أبي المختار باذام - بالذال المعجمة - العبسي الكوفي أبو محمد، ثقة كان يتشيع، من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (113 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عثمان بن الأسود) بن موسى المكي، مولى بني جمح، ثقة ثبت، من كبار السابعة، مات سنة خمسين ومئة (150 هـ)، أو قبلها. يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر) الجمحي أبي الثورين - بفتح المثلثة - على صيغة التثنية، مقبول، من الرابعة. يروي عنه:(ق).
(قال) محمد: (كنت عند ابن عباس جالسًا فجاءه رجل) من المسلمين، ولم أر من ذكر اسمه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(فقال) له ابن عباس: (من أين جئت) يا رجل؟ أي: من أي مكان جئت إلينا؟ (قال) الرجل: جئت (من) بئر (زمزم) بغير صرف؛ للعلمية والتأنيث
قَالَ: فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي؟ قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا .. فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَاذْكُرِ اسْمَ الله، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا وَتَضَلَّعْ مِنْهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ .. فَاحْمَدِ اللهَ عز وجل؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أَنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ".
===
المعنوي (قال) ابن عباس للرجل: (فـ) هل (شربت) - بفتح التاء المثناة فوق - خطابًا له (منها) أي: من زمزم (كما ينبغي) أي: على الكيفية التي ينبغي الشرب منها؟ (قال) الرجل لابن عباس: (وكيف) الشرب منها؟ أي: وعلى أي كيفية ينبغي الشرب منها؟
(قال) ابن عباس للرجل: والكيفية التي ينبغي الشرب عليها منها: أنك (إذا شربت منها) أي: إذا أردت الشرب منها .. (فاستقبل) بوجهك جهة (القبلة، واذكر اسم الله) تعالى عليها؛ أي: وقل قبل الشرب منها: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (وتنفس ثلاثًا) أي: وأخرج نفسك خارج الإناء في أثناء الشرب ثلاث مرات، مع رفع الإناء عن الفم في كل مرة (وتضلع) أي: واشبع (منها) أي: من شربها؛ أي: أكثر الشرب منها حتى يمتلئ جنبك وأضلاعك؛ أي: حتى ترتفع عظام جنبك عن بطنك؛ لكثرة ما شربت منها (فإذا فرغت) من شربها .. (فاحمد الله عز وجل واشكره على رزقك إياها.
والفاء في قوله: (فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) تعليلية لما قبلها، وإنما قلت لك: وتضلع منها؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن آية) وعلامة (ما بيننا) أي: ما بين المؤمنين (وبين المنافقين) أي: إن الآية الفارقة بيننا وبينهم (أنهم) أي: أن المنافقين (لا يتضلعون) أي: لا يقدرون التضلع والشبع (من) شرب ماء (زمزم) حتى ترتفع الأضلاع والعظام من الجنب؛ لمبالغة شربه.
(17)
- 3011 - (2) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ
===
قال السندي: قوله: "إن آية ما بيننا" أي: إن علامة الفرق الذي هو بين الفريقين في القلب من الإيمان والنفاق: عدم قدرة المنافقين على التضلع من شرب ماء زمزم.
والهمزة في "أنهم لا يتضلعون" مفتوحة، وجملتها في تأويل مصدر مرفوع على الخبرية لإن في قوله:"إن آية".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ لكن رواه الدارقطني في "سننه"، والحاكم في "المستدرك" من طريق عبد الله ابن أبي مليكة عن ابن عباس به، ورواه البيهقي في "سننه الكبرى" في كتاب الحج، باب سقاية الحاج والشرب من ماء زمزم عن الحاكم فذكره، والبخاري في "التاريخ الصغير"، والحاكم في "المستدرك" في كتاب المناسك، باب الشرب من زمزم، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد ومتابعات، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عباس بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(17)
- 3011 - (2)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي، ثقة كثير التدليس، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ماءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ".
===
(قال: قال عبد الله بن المؤملِ) - بصيغة اسم المفعول - ابنِ وَهْبِ الله، ويقال: هبةِ الله، القرشي المخزومي العابدي المدني، ويقال: المكي، ضعيف الحديث، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ت ق). انتهى من "التقريب".
وقال ابن أبي مريم عن ابن معين: ليس به بأس، وقال ابن سعد: مات بمكة سنة ستين ومئة (160 هـ)، وكان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو عبد الله: هو سيئ الحفظ، ما علمنا له جرحة تسقط عدالته، وقال عباس الدوري عن ابن معين: صالح الحديث. انتهى من "التهذيب". يروي عن أبي الزبير، ويروي عنه: الوليد بن مسلم.
(إنه) أي: إن عبد الله بن المؤمل (سمع أبا الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(يقول: سمعت جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني رضي الله تعالى عنهما (يقول).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عبد الله بن المؤمل، وهو مختلف فيه.
(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ماء زمزم لما شرب له") من الحوائج، قال السندي: قوله: "لما شرب له" قال السيوطي في "حاشية الكتاب": هذا الحديث مشهور على الألسنة كثيرًا، واختلف الحفاظ فيه:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فمنهم من صححه، ومنهم من حسنه، ومنهم من ضعفه، والمعتمد الأول، وجار من قال: إِن حديثَ: (الباذنجانُ لِما أكِلَ له) أصحُّ منه؛ فإن حديثَ الباذنجان موضوعٌ كَذِبٌ. انتهى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ لكن رواه أحمد في "مسنده" من حديث جابر بن عبد الله، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" عن زيد بن الحباب وسعيد بن زكرياء عن عبد الله بن المؤمل به، ورواه أبو يعلى الموصلي من طريق عبد الله بن المؤمل به.
لكن لم ينفرد ابن ماجه بإخراج هذا المتن؛ فقد رواه الحاكم في "المستدرك"، في كتاب المناسك كذلك من طريق سعيد بن سليمان عن ابن عباس، وقال: هذا صحيح الإسناد، وكذا رواه الدارقطني في "سننه" من حديث ابن عباس، ولم يضعفه، ورواه البيهقي في "سننه" عن الحاكم، فذكره بإسناده ومتنه، وقال: انفرد به عبد الله بن المؤمل، وقال: وله شاهد من حديث أبي ذر، رواه مسلم في "صحيحه" والبيهقي في "الكبرى" وغيرهما.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن؛ لأن له شواهد، حسن السند؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عباس.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم