الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(13) - (37) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبَوْلِ قَائِمًا
(39)
- 303 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيك وَهُشَيْمٌ وَوَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
===
(13)
- (37) - (باب ما جاء في البول قائمًا)
(39)
-303 - (1)(حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م دس ق).
(حدثنا شريك) بن عبد الله بن أبي شريك، ويقال له: شريك بن عبد الله بن سنان بن أنس النخعي أبو عبد الله الكوفي.
وثقه ابن معين، وقال في "التقريب": صدوق، يخطئ كثيرًا، من الثامنة، مات سنة سبع وسبعين ومئة (177 هـ) أو ثمان وسبعين ومئة. يروي عنه:(م عم).
(وهشيم) بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي، نزيل بغداد، ثقة ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين ومئة (183 هـ) وقد قارب الثمانين. يروي عنه:(ع).
(ووكيع) بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي، وثقه العجلي وابن سعد، وقال في "التقريب": ثقة عابد، من كبار التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع) كلهم رووا:
(عن) سليمان (الأعمش) بن مهران الكاهلي الكوفي.
قال العجلي: ثقة ثبت، وقال النسائي: ثقة ثبت، وعدّه من المدلسين، وقال في "التقريب": ثقة حافظ، عارف بالقراءة، ورع لكنه يدلس، من الخامسة،
عَنْ أَبِي وَائِل، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ عَلَيْهَا قَائِمًا.
===
مات في ربيع الأول سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة (148 هـ)، وله أربع وثمانون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مئة سنة. يروي عنه:(ع).
(عن حذيفة) بن اليمان العبسي الكوفي، حليف الأنصار الصحابي المشهور من السابقين رضي الله عنه، مات في أول خلافة علي سنة ست وثلاثين (36 هـ)، وقال عمرو بن علي: بعد قتل عثمان بأربعين ليلة. يروي عنه: (ع).
وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم كوفيون إلا هشيمًا؛ فإنه واسطي، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات، والمقارنة فيه لتقوية السند.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى سُباطة قوم) من الأنصار (فبال عليها قائمًا) كقيام أحدكم في العادة، فأخرج حدث البول، والسُّباطة -بضم المهملة وتخفيف الموحدة-: مرمى القمامة والتراب ونحوهما، وإضافتها إلى القوم إضافة اختصاص لا ملك وكانت مباحة، أو إضافة ملك وكان عالمًا برضاهم، وكانت عادته صلى الله عليه وسلم البول قاعدًا، ولذلك ذكر العلماء في بوله قائمًا وجوهًا من الاحتمال؛ كمرض يمنع القعود ويُرجى برؤه بالقيام، أو عدم وجود مكان يصلح للقعود، والله أعلم. انتهى "سندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي والدارمي.
(40)
- 304 - (2) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُودَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ،
===
قال وكيع: وهذا أصح حديث رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب؛ لأنه مما اتفق عليه أصحاب الأمهات.
وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث حذيفة بحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنهما، فقال:
(40)
- 304 - (2)(حدثنا إسحاق بن منصور) بن بهرام الكوسج أبو يعقوب التميمي المروزي ثم النيسابوري، الحافظ الرّحال الجوّال واسع العلم.
قال في "التقريب": ثقة ثبت، من الحادية عشرة، مات سنة إحدى وخمسين ومئتين (251 هـ). يروي عنه:(خ م ت س ق).
(حدثنا أبو داوود) الطيالسي سليمان بن داوود بن الجارود البصري، ثقة ثبت حافظ، من التاسعة، مات سنة أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا شعبة) بن الحجاج العتكي البصري، ثقة إمام، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عاصم) بن سليمان الأحول البصري.
وثقه ابن معين وأبو زرعة وأحمد، وقال في "التقريب": ثقة، من الرابعة، لم يتكلم فيه أحد إلا القطان بسبب دخوله في الولاية، قال ابن سعد: مات سنة إحدى وأربعين ومئة (141 هـ).
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا.
قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ عَاصِمٌ يَوْمَئِذٍ:
===
(عن أبي وائل) شقيق بن سلمة، ثقة، من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. يروي عنه:(ع).
(عن المغيرة بن شعبة) بن أبي عامر الثقفي الكوفي الصحابي المشهور رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى سُباطة قوم) أي: مجتمع قمامة قوم من الأنصار تكون بفناء الدور مرفقًا لأهلها، ويكون ذلك غالبًا سهلًا منثالًا -والمنثال وكذا المنثل بكسر الميم فيهما وسكون النون ثقبة ضيقة يخد ويخرج فيه البول، وبالشين المعجمة آلة لها كلُّوب تدخل في تلك الثقبة وينظف بها ما فيها من الوسخ -يخدُّ فيه البول ولا يرتد على البائل، (فبال) عليها (قائمًا)، وأما بوله صلى الله عليه وسلم قائمًا .. فقيل: لأن العرب تستشفي لوجع الصلب بالبول قائمًا، وقيل: لأنه كان بمأبضه وجع، والمأبض -بهمزة ساكنة بعد الميم ثم باء موحدة ثم ضاد معجمة-: باطن الركبة، وقيل: لأنه لم يجد مكانًا يصلح للجلوس، فاضطر إلى القيام؛ لكون الطرف الذي يليه من السباطة عاليًا مرتفعًا، وقيل: إنما بال قائمًا؛ لكونها حالة يؤمن فيها خروج الحدث من السبيل الآخر في الغالب، بخلاف حالة القعود، ولذلك قال عمر: البول قائمًا أحصن للدبر، وقيل: فعله لبيان الجواز في هذه المرة، وكانت عادته المستمرة أن يبول قاعدًا.
(قال شعبة) بالسند السابق: (قال) لنا شيخنا (عاصم يومئذ) أي: يوم
وَهَذَا الْأَعْمَشُ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ وَمَا حَفِظَهُ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ مَنْصُورًا، فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا.
===
إذ حدثنا هذا الحديث: (وهذا الأعمش) الحاضر بيننا (يرويه) أي: يروي الحديث الذي حدثته لكم عن المغيرة (عن أبي وائل، عن حذيفة و) لكن (ما حفظه) الأعمش، قال شعبة:(فسألت عنه) أي: عن حديث حذيفة (منصورًا) بن المعتمر بن عبد الله السلمي الكوفي، (فحدثنيه) أي: فحدثني حديث حذيفة منصور بن المعتمر (عن أبي وائل، عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى سُباطة قوم، فبال قائمًا).
وحديث شعبة عن عاصم انفرد به ابن ماجه، كما في "تحفة الأشراف"، وأما حديثه عن منصور .. فكمثل ما تقدم تخريجه قبل حديث المغيرة من حديث حذيفة.
فحديث المغيرة الذي انفرد به ابن ماجه .. درجته: أنه صحيح؛ لكون رجاله ثقات، ولأن له شاهدًا من حديث حذيفة المتفق عليه، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث حذيفة الذي استدل به على الترجمة.
* * *
فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: حديثان:
واحد للاستدلال، وواحد للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم