الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(4) - (28) - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْوُضُوءِ
(11)
- 275 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصورٍ،
===
(4)
- (28) - (باب المحافظة على الوضوء)
أي: هذا باب معقود في ذكر الأحاديث الدالة على مشروعية المحافظة على الوضوء؛ لأن المحافظة عليه من الإيمان.
* * *
واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث ثوبان رضي الله عنه، فقال:
(11)
- 275 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن سفيان) بن سعيد الثوري، ثقة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن منصور) بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبي عتَّاب -بمثناة ثقيلة بعدها باء موحدة- الكوفي. روى عن: سالم بن أبي الجعد، وإبراهيم النخعي، وأبي وائل، والحسن البصري، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، والثوري، وأيوب، والأعمش، وشعبة، وخلق.
قال العجلي: ثقة ثبت، له نحو ألفي حديث، وقال في "التقريب": ثقة
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ
===
ثبت، وكان لا يُدلِّس، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ).
(عن سالم بن أبي الجعد) رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي. روى عن: ثوبان مرسلًا، وعمر، وابن عمر، وابن عباس، وجابر، وعن عائشة مرسلًا، وجما عة، ويروي عنه:(ع)، ومنصور، والأعمش، وقتادة، وعمر وبن مرة، والحكم بن عتيبة، وخلق.
وقال في "التقريب": ثقة، وكان يرسل كثيرًا، من الثالثة، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين، وقيل: مئة أو بعد ذلك، ولم يثبت أنه جاوز المئة، وقال العجلي: ثقة تابعي، وقال إبراهيم الحربي: مجمع على ثقته، وقال أبو حاتم عن أبي زرعة: سالم بن أبي الجعد عن عمر وعثمان وعلي مرسل، قال علي: لم يلق ابن مسعود ولا عائشة، وقال أبو حاتم: أدرك أبا أمامة، ولم يدرك عمرو بن عبسة ولا أبا الدرداء ولا ثوبان، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، مات سنة مئة، وقيل: إحدى ومئة، وقيل: قبل ذلك، وقال ابن زبر: توفي سنة تسع وتسعين، وله من العمر مئة وخمس عشرة، كذا قال، ولا يصح ذلك. انتهى "تهذيب".
(عن ثوبان) بن بجدد -ويقال: ابن جحدر- أبي عبد الله الهاشمي مولاهم، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل: أصله من اليمن، أصابه سباء، فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه، وقال:"إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم. . فعلت، وإن شئت أن تثبت. . فأنت منا أهل البيت"، فثبت ولم يزل معه في سفره وحضره، ثم خرج إلى الشام، فنزل الرملة، ثم حمص وابتنى بها دارًا، ومات بها في إمارة عبد الله بن قرط. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنه: أبو أسماء الرحبي، ومعدان بن أبي طلحة اليعمري،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ".
===
وأبو إدريس الخولاني، وجماعة. قال صاحب "تاريخ حمص": بلغنا أن وفاته كانت سنة (54 هـ) أربع وخمسين، وكذا قال ابن سعد وغير واحد، رضي الله عنه. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من سداسياته، رجاله كلهم ثقات أثبات إلا أنه منقطع بين سالم وثوبان؛ فإنه لم يسمع منه بلا خلاف، فالإسناد: ضعيف بهذا الانقطاع، ولكن له طرق أخرى متصلة أخرجها أبو داوود الطيالسي، وأبو يعلى الموصلي، والدارمي (1/ 174) في كتاب الطهارة 2 - باب ما جاء في الطهور (655)، وابن حبان في "صحيحه"(ص 69 موارد) 3 - كتاب الطهارة (16)، باب المحافظة على الوضوء، رقم (164) من طريق حسان بن عطية أن أبا كبشة حدّثه أنه سمع ثوبان، فكان الإسناد صحيحًا بغيره.
(قال) ثوبان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا) أي: اثبتوا على الاستقامة والعدل والحق في كل شيء حتى لا تميلوا عنه، (ولن تحصوا) أي: ولن تقدروا الإحصاء والضبط والإتيان بكل الحقوق، (واعلموا أن خير أعمالكم) وأفضلها (الصلاة، ولا يحافظ) أي: ولا يقدر على المحافظة والمواظبة (على الوضوء) في جميع أوقاته. . (إلا مؤمن) أي: إلا كامل الإيمان.
قال السندي: قوله: "استقيموا. . ." إلى آخره، الاستقامة: اتباع الحق وملازمة المنهج المستقيم؛ من الإتيان بجميع المأمورات والانتهاء عن جميع المنهيات، وذلك خطب عظيم لا يطيقه إلا من استضاء قلبه بالأنوار القدسية، وتخلص عن الظلمات الإنسية، وأيده الله تعالى من عنده، وقليل ما هم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فأخبر بعد الأمر بالاستقامة: أنكم لا تقدرون على إيفاء حقها والبلوغ إلى غايتها بقوله: "ولن تحصوا" أي: ولن تطيقوا بلوغ غايتها، وأصل الإحصاء: عد الشيء والإحاطة به؛ لئلا يغفلوا عنه فلا يتكلوا على ما يوفون به، ولا ييئسوا من رحمته فيما يذرون عجزًا وقصورًا لا تقصيرًا، وقيل: معناه: لن تحصوا ثوابها، والله تعالى أعلم. انتهى.
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف، ولكن رواه الحاكم (1/ 130) من طريق سالم عن ثوبان، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علة يُعلَّل بمثلها مثل هذا الحديث إلا وهمًا من أبي بلال الأشعري، وهم فيه على أبي معاوية.
قلت: علته: أن سالمًا لم يسمع من ثوبان، قاله أحمد وأبو حاتم والبخاري وغيرهم، ورواه ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص عن منصور به، فذكره مختصرًا، ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر في "مسنده" عن سفيان به، ورواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" من طريق أبي كبشة السلولي، سمعت حبان. . . فذكره، وسياقه أتم، كما بينته في "زوائد المسانيد العشرة"، ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 82 - 457)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(1/ 293)، وابن المبارك في "الزهد"(367)، ومالك في "الموطأ"(1/ 34) في كتاب الطهارة، باب جامع الوضوء (36)، والدارقطني (1/ 247)، وأحمد (5/ 277 - 282)، والطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 25 رقم 627)، وقال ابن عبد البر في "التقصي": وهذا الحديث يُسند ويتصل من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق صحاح. انتهى "بوصيري".
(12)
- 276 - (2) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ،
===
فلذا نقول: إن درجة هذا الحديث: الصحة، وغرض المؤلف بسوقه: الاستدلال به على الترجمة؛ ضعيف المسند صحيح المتن.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ثوبان بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم، فقال:
(12)
- 276 - (2)(حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب) بن الشهيد الشهيدي أبو يعقوب البصري. روى عن: معتمر بن سليمان، وأبيه، وأبي معاوية، وحفص بن غياث، وغيرهم، ويروي عنه:(مد ت س ق) أبو داوود في المراسيل والترمذي والنسائي وابن ماجه، وابنه إبراهيم بن إسحاق، وغيرهم.
قال أحمد: صدوق، وقال الدارقطني: ثقة مأمون، وقال إبراهيم بن محمد الكندي: توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين ومئتين (257 هـ)، وقال في "التقريب": ثقة، من العاشرة، توفي في التاريخ المذكور.
(حدثنا المعتمر بن سليمان) التيمي البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن ليث) بن أبي سليم اسمه -أيمن- بن زنيم القرشي مولاهم الكوفي. روى عن: مجاهد، وطاووس، وعطاء، وعكرمة، وغيرهم، ويروي عنه:(خت م عم)، ومعتمر بن سليمان، والثوري، والحسن بن صالح، وشعبة، وآخرون.
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: مضطرب الحديث، وقال أبو زرعة: ليث بن أبي سليم لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث، وقال ابن سعد: كان رجلًا صالحًا عابدًا وكان ضعيفًا في الحديث، وبالجملة: اتفقوا
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍ وقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا: أَنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةَ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ".
===
على ضعفه، وقال في "التقريب": صدوق، اختلط جدًّا ولم يتميز حديثه فتُرك، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ).
(عن مجاهد) بن جبر المخزومي مولاهم أبي الحجاج المكي المقرئ المفسِّر الإمام، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومئة (104 هـ) وله ثلاث وثمانون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل القرشي السهمي الشامي رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأجل ليث بن أبي سليم لأنه ضعيف.
(قال) عبد الله: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا) أي: اثبتوا وواظبوا على الطريقة المستقيمة؛ بامتثال مأموراتها واجتناب منهياتها، (ولن تحصوا) أي: ولن تستطيعوا الوفاء بجميع حقوقها والإتيان بكل أعمالها، (واعلموا: أن من أفضل أعمالكم) التي أمرتم بها وأكثرها أجرًا. . (الصلاة) المفروضة، (ولا يحافظ على الوضوء) ولا يواظب عليه. . (إلا مؤمن) كامل الإيمان.
قال السندي: قوله: "واعلموا. . ." إلى آخره؛ أي: إن لم تطيقوا بما أمرتم به من الاستقامة كلها. . فحق عليكم ووجب أن تلزموا فرضها وأهمها؛ وهي الصلاة الجامعة لأنواع العبادات؛ من القراءة والتسبيح والتهليل والتكبير والإمساك عن كلام الغير.
(13)
- 277 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
===
والأحاديث الواردة في خير الأعمال جاءت متعارضة صورة، فينبغي التوفيق بينها بحمل: خير أعمالكم، على معنى: من خير أعمالكم؛ كما يدل عليه حديث ابن عمر. انتهى.
قوله: "ولا يحافظ على الوضوء" أي: في أوقاته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة" حين قالوا له: ألا نأتيك بوضوء؟ وقد خرج من الخلاء وقُرِّب إليه الطعام. رواه أصحاب السنن وغيرهم.
أو على الدوام، وتركه لبيان الجواز؛ لئلا يلتبس النفل بالفرض، والبيان عليه واجب، فالترك في حقه خير من الوضوء؛ فإن غايته أن يكون مندوبًا.
قوله: "إلا مؤمن" فإن الظاهر عنوان الباطن، فطهارة الظاهر؛ دليل على طهارة الباطن، سيما الوضوء على المكاره، كما في أيام البرد.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، كما في "تحفة الأشراف" رقم (8923)، ولكنه صحيح؛ لأن له شواهد كحديث ثوبان، وقد أخرجه أيضًا أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" من هذا الوجه في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص.
فالحديث: صحيح المتن، ضعيف المسند، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث ثوبان.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث أبي أمامة رضي الله عنه، فقال:
(13)
-277 - (3)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَسِيدٍ،
===
فارس بن ذؤيب الذهلي النيسابوري. روى عن: ابن أبي مريم، ويروي عنه:(خ عم)، ثقة حافظ جليل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ).
(حدثنا ابن أبي مريم) سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي المصري، ثقة ثبت فقيه، من كبار العاشرة. روى عن: يحيى بن أيوب، ويروي عنه:(ع)، ومحمد بن يحيى، مات سنة أربع وعشرين ومئتين (224 هـ).
(حدثنا يحيى بن أيوب) الغافقي -بمعجمة ثم فاء بعد الألف ثم قاف- أبو العباس المصري. روى عن: إسحاق بن أسيد، وحميد الطويل، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الله بن دينار، وخلق، ويروي عنه:(ع)، وشيخه ابن جريج، والليث بن سعد، وابن أبي مريم، وخلق.
قال الترمذي عن البخاري: ثقة، وقال يعقوب بن سفيان: كان ثقة حافظًا، ووثقه ابن معين، وقال في "التقريب": صدوق ربما أخطأ، من السابعة، مات سنة ثمان وستين ومئة (168 هـ).
(حدثني إسحاق بن أسيد) -بفتح الهمزة- الأنصاري أبو عبد الرحمن، كذا يقول فيه الليث، ويقال: أبو محمد المروزي نزيل مصر. روى عن: أبي حفص الدمشقي، ورجاء بن حيوة، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وأبي إسحاق السبيعي، ونافع مولى ابن عمر، ويروي عنه:(دق)، ويحيى بن أيوب الغافقي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور ولا يُشغل به، وقال أبو أحمد بن عدي في "الكامل": مجهول، قال ابن حجر: وقال ابن حبان في "الثقات": يخطئ،
عَنْ أَبِي حَفْصٍ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
===
وهو الذي يروي عنه الليث، فيقول: حدثنا أبو عبد الرحمن الخراساني، وقال يحيى بن بكير: لا أدري ما حاله، وقال الحاكم أبو أحمد في "الكنى": مجهول، وقال الأزدي فيه: منكر الحديث، تركوه، وقال في "التقريب": ضعيف، من الثامنة.
(عن أبي حفص الدمشقي) روى عن: أبي أمامة، وعن مكحول عن أبي أمامة في المحافظة على الوضوء، ويروي عنه:(ق)، وإسحاق بن أسيد الأنصاري المصري، قال البيهقي: أبو حفص هذا مجهول، لم يسمع من أبي أمامة، قاله الدارقطني، قال ابن حجر: وقال ابن عبد البر: حديثه منكر، وقد قيل: إنه عثمان بن أبي العاتكة، وليس ممن تقوم به حجة. انتهى من "التهذيب"، وقال في "التقريب": مجهول، من الخامسة.
(عن أبي أمامة) صدي بن عجلان بن وهب الباهلي الصحابي الشهير رضي الله عنه. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر، وعثمان، وعلي، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، وأبو حفص الدمشقي، وسليمان بن حبيب المحاربي، ومحمد بن زياد الألهاني، ومكحول الشامي، وشهر بن حوشب، وخالد بن معدان، وغيرهم. له مئتا حديث وخمسون حديثًا (250)، قال ابن عيينة: هو آخر من مات بالشام من الصحابة، مات بحمص سنة (81 هـ) إحدى وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين، وقيل: سنة (106) ست ومئة، كما في "التهذيب"، وفي "التقريب": مات سنة ست وثمانين (86 هـ).
وهذا المسند: ضعيف جدًّا؛ لأن فيه راويين مجهولين؛ إسحاق بن أسيد، وأبي حفص الدمشقي، لا يُحتج بحديثهما، وليس حديثهما بشيء.
يَرْفَعُ الْحَدِيثَ قَالَ: "اسْتَقِيمُوا وَنِعِمَّا إِنِ اسْتَقَمْتُمْ، وَخَيْرُ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ"
===
حالة كون أبي أمامة (يرفع الحديث) إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والجملة من كلام أبي حفص الراوي عنه، (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(استقيموا) أي: اطلبوا الاستقامة والثبات على الدين القويم؛ بامتثال المأمورات واجتناب المنهيات، (ونعما) قال السندي: أصله: نعم ما، أُدغمت ميم (نعم) في ميم (ما)، و (ما): نكرة تامة في محل الرفع فاعل (نعم)، والمخصوص بالمدح ضمير محذوف، تقديره: نعم شيء هي؛ أي: الاستقامة.
والمعنى: نعم شيء هي الاستقامة والثبات على الدين القويم (إن استقمتم) وتمسكتم بالدين القويم وواظبتم عليه، وهذا مثل قوله تعالى:{إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} (1)، وهو شرح للاستقامة. قاله السندي.
ويحتمل فتح همزة (إنْ) في قوله: "إن استقمتم" على أن الجملة في تأويل مصدر مرفوع على أنه هو المخصوص بالمدح، (وخير أعمالكم) وأفضلها بعد الإيمان. . (الصلاة) المفروضة؛ لأنها أول أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولاجتماع أنواع العبادات فيها، كما مر، (ولا يحافظ) ويواظب (على الوضوء إلا مؤمن) كامل الإيمان؛ لأنه ينور الظاهر، ونور الظاهر يدل على نور الباطن، ولأنه شرط لصحة الصلاة التي هي أفضل الأعمال البدنية.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ورواه ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم من حديث ثوبان، كما تقدم.
(1) سورة البقرة: (271).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ودرجته: أنه ضعيف مطلقًا (1)(45)، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، والثالث للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم