المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(41) - (65) - باب ما جاء في التسمية في الوضوء - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٣

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الطّهارة وسننها

- ‌(1) - (25) - بَابُ مَا جَاءَ فِي مِقْدَارِ الْمَاءِ لِلْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ

- ‌(2) - (26) - بَابٌ: لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ

- ‌(3) - (27) - بَابٌ: مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ

- ‌(4) - (28) - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْوُضُوءِ

- ‌(5) - (29) - بَابٌ: الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ

- ‌(6) - (30) - بَابُ ثَوَابِ الطُّهُورِ

- ‌(7) - (31) - بَابُ السِّوَاكِ

- ‌(8) - (32) - بَابُ الْفِطْرَةِ

- ‌(9) - (33) - بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ

- ‌(10) - (34) - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ

- ‌(11) - (35) - بَابُ ذِكْرِ اللهِ عز وجل عَلَى الْخَلَاءِ وَالْخَاتَمِ فِي الْخَلَاءِ

- ‌(12) - (36) - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْبَوْلِ فِي الْمُغْتَسَلِ

- ‌(13) - (37) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبَوْلِ قَائِمًا

- ‌(14) - (38) - بَابٌ: فِي الْبَوْلِ قَاعِدًا

- ‌(15) - (39) - بَابُ كَرَاهِيَّةِ مَسِّ الذَّكَرِ بِالْيَمِينِ وَالاسْتِنْجَاءِ بِالْيَمِينِ

- ‌تتمة

- ‌(16) - (40) - بَابُ الاسْتِنْجَاءِ بِالْحِجَارَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ

- ‌(17) - (41) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ بِالْغَائِطِ وَالْبَوْلِ

- ‌(18) - (42) - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ فِي الْكَنِيفِ وَإِبَاحَتِهِ دُونَ الصَّحَارَى

- ‌(19) - (43) - بَابُ الاسْتِبْرَاءِ بَعْدَ الْبَوْلِ

- ‌(20) - (44) - بَابُ مَنْ بَالَ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً

- ‌(21) - (45) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْخَلَاءِ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ

- ‌(22) - (46) - بَابُ التَّبَاعُدِ لِلْبَرَازِ فِي الْفَضَاءِ

- ‌(23) - (47) - بَابُ الارْتِيَادِ لِلْغَائِطِ وَالْبَوْلِ

- ‌(24) - (48) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الاجْتِمَاعِ عَلَى الْخَلَاءِ وَالْحَدِيثِ عِنْدَهُ

- ‌(25) - (49) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ

- ‌(26) - (55) - بَابُ التَّشْدِيدِ فِي الْبَوْلِ

- ‌(27) - (51) - بَابُ الرَّجُلِ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبُولُ

- ‌تتمة

- ‌(28) - (52) - بَابُ الاسْتِنْجَاءِ بِالْمَاءِ

- ‌(29) - (53) - بَابٌ: مَنْ دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ بَعْدَ الاسْتِنْجَاءِ

- ‌(30) - (54) - بَابُ تَغْطِيَةِ الْإِنَاءِ

- ‌(31) - (55) - بَابُ غَسْلِ الْإِنَاءِ مِنْ وُلُوغِ الْكَلْبِ

- ‌(32) - (56) - بَابُ الْوُضُوءِ بِسُؤْرِ الْهِرَّةِ وَالرُّخْصَةِ فِيهِ

- ‌(33) - (57) - بَابُ الرُّخْصَةِ بِفَضْلِ وَضُوءِ الْمَرْأَةِ

- ‌(34) - (58) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ

- ‌(35) - (59) - بَابُ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ

- ‌(36) - (60) - بَابُ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ يَتَوَضَّأَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ

- ‌(37) - (61) - بَابُ الْوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ

- ‌(38) - (62) - بَابُ الْوُضُوءِ بِمَاءِ الْبَحْرِ

- ‌(39) - (63) - بَابُ الرَّجُلِ يَسْتَعِينُ عَلَى وُضُوئِهِ فَيُصَبُّ عَلَيْهِ

- ‌(40) - (64) - بَابُ الرَّجُلِ يَسْتَيْقِظُ مِنْ مَنَامِهِ هَلْ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهَا

- ‌(41) - (65) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّسْمِيَةِ فِي الْوُضُوءِ

- ‌(42) - (66) - بَابُ التَّيَمُّنِ فِي الْوُضُوءِ

- ‌بشارة عظيمة للمؤلف

- ‌(43) - (67) - بَابُ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ

- ‌(44) - (68) - بَابُ الْمُبَالَغَةِ فِي الاستِنْشَاقِ وَالاسْتِنْثَارِ

- ‌(45) - (69) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً

- ‌تتمة

- ‌(46) - (70) - بَابُ الْوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا

- ‌(47) - (71) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا

- ‌(48) - (72) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقَصْدِ فِي الْوَضُوءِ وَكَرَاهِيَةِ التَّعَدِّي فِيهِ

- ‌(49) - (73) - بَابُ مَا جَاءَ فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ

- ‌(50) - (74) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ

- ‌(51) - (75) - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَسْحِ الرَأْسِ

- ‌(52) - (76) - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَسْحِ الْأُذُنَيْنِ

- ‌(53) - (77) - بَابٌ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ

- ‌(54) - (78) - بَابُ تَخْلِيلِ الْأَصَابِعِ

- ‌(55) - (79) - بَابُ غَسْلِ الْعَرَاقِيبِ

الفصل: ‌(41) - (65) - باب ما جاء في التسمية في الوضوء

(41) - (65) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّسْمِيَةِ فِي الْوُضُوءِ

(129)

- 393 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ،

===

(41)

- (65) - (باب ما جاء في) مشروعية (التسمية) والبسملة (في) ابتداء (الوضوء)

* * *

واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، فقال:

(129)

-393 - (1)(حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء) بن كريب الهمداني الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا زيد بن الحباب) -بضم المهملة وبموحدتين- أبو الحسين العكلي -بضم المهملة وسكون الكاف- الخراساني الأصل ثم الكوفي، صدوق يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(م عم).

(ح وحدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري.

(حدثنا أبو عامر العقدي) عبد الملك بن عمرو القيسي البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة أربع أو خمس ومئتين. يروي عنه:(ع).

(ح وحدثنا أحمد بن منيع) بن عبد الرحمن أبو جعفر البغوي: نسبة إلى بَغَ؛ بلدة بين مرو وهراة من بلاد خراسان، نزيل بغداد صاحب "المسند".

ص: 406

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،

===

وثقة النسائي، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال الدارقطني: لا بأس به، وفي "التقريب": ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا أبو أحمد الزبيري) محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمرو بن درهم الأسدي الزبيري مولاهم الكوفي، ثقة ثبت، إلا أنه يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).

(قالوا) أي؛ قال كل من زيد بن الحباب، وأبي عامر، وأبي أحمد:

(حدثنا كثير بن زيد) الأسلمي أبو محمد المدني ابن (مافَنَّه) -بفتح الفاء وتشديد النون- صدوق يخطئ، من السابعة، مات في آخر خلافة المنصور. يروي عنه:(دت ق)، ومالك بن أنس، والدراوردي، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأبو عامر العقدي، وأبو أحمد الزبيري، وزيد بن الحباب، وغيرهم. وروى عن: رُبيح بن عبد الرحمن، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك، وجماعة.

قال أبو حاتم: صالح ليس بالقوي، يكتب حديثه، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: لم أر به بأسًا، وقال خليفة: تُوفي في آخر خلافة أبي جعفر، وكانت وفاة أبي جعفر سنة (158 هـ)، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو مختلف فيه.

(عن رُبيح) بموحدة وبمهملة مصغرًا (ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد) سعد بن مالك الخدري المدني، يقال: اسمه سعيد، وربيح لقبه، مقبول،

ص: 407

عَنْ أبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

===

من السابعة. روى عن: أبيه عن جده، ويروي عنه:(دق)، وكثير بن زيد الأسلمي، والدراوردي، وغيرهم.

قال أحمد بن حفص السعدي: سئل أحمد بن حنبل عن التسمية في الوضوء، قال: لا أعلم فيه حديثًا يثبت، أقوى شيء فيه حديث كثير بن زيد عن رُبيح، ورُبيح رجل ليس بمعروف، وقال أبو زرعة: شيخ، وقال ابن عدي: أرجو أن لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات".

قلت: ذكر ابن سعد في "الطبقات" أن اسمه سعيد، ولقبه رُبيح، وقال الترمذي في "العلل الكبير" عن البخاري: رُبيح منكر الحديث. انتهى من "التهذيب".

(عن أبيه) عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أبي حفص المدني. روى عن: أبيه أبي سعيد الخدري، وعمارة بن حارثة الضمري، وأبي حميد الساعدي، ويروي عنه:(م عم)، وابنه سعيد الملقب بربيح؛ لأن عبد الرحمن ليس له إلا ولد واحد قاله ابن سعد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن وهو من أقرانه، وسهيل بن أبي صالح السمان، وجماعة.

قال النسائي: ثقة، وقال العجلي: تابعي مدني ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ)، وله سبع وسبعون سنة.

(عن) جده (أبي سعيد) الأنصاري الخزرجي الخدري سعد بن مالك بن سنان رضي الله عنه.

وهذه الأسانيد الثلاثة من سداسياته، وحكمها: الحسن؛ لأن فيها راويًا مختلفًا فيه؛ وهو ربيح بن عبد الرحمن.

ص: 408

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ".

===

(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا وضوء) كاملًا (لمن لم يذكر اسم الله) تعالى؛ يعني: التسمية (عليه) أي: على وضوئه ابتداء، أو في وسطه، أو في آخره إن نسي في أوله.

قال الدهلوي في كتابه "حجة الله البالغة": هذا الحديث نص على أن التسمية ركن أو شرط في الوضوء، ويحتمل أن يكون المعنى لا يكمل الوضوء، لكن لا أرتضي بمثل هذا التأويل؛ فإنه من التأويل البعيد الذي يعود على النص بالمخالفة على اللفظ. انتهى.

قلتُ: لا شك في أن هذا الحديث نص على أن التسمية ركن للوضوء، أو شرط له؛ لأن ظاهر قوله:(لا وضوء) أنه لا يصح ولا يوجد؛ إذ الأصل في النفي الحقيقة.

قال القاري في "المرقاة": قال القاضي: هذه الصيغة حقيقة في نفي الشيء، ويُطلق مجازًا على الاعتداد به؛ لعدم صحته؛ كقوله صلى الله عليه وسلم:"لا صلاة إلا بطهور"، وعلى نفي كماله؛ كقوله صلى الله عليه وسلم:"لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" وها هنا محمولة على نفي الكمال، خلافًا لأهل الظاهر؛ لما روى ابن عمر وابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال:"من توضأ وذكر اسم الله .. كان طهورًا لجميع بدنه، ومن توضأ ولم يذكر الله عليه .. كان طهورًا لأعضاء وضوئه"، والمراد بالطهارة: الطهارة من الذ نوب؛ لأن الحدث لا يتجزأ. انتهى.

قلت: حديث ابن عمر وابن مسعود هذا .. ضعيف، رواه الدارقطني والبيهقي من حديث ابن عمر، وفيه أبو بكر الداهري عبد الله بن الحكم، وهو متروك ومنسوب إلى الوضع، ورواه الدارقطني والبيهقي أيضًا من حديث أبي هريرة،

ص: 409

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وفيه مرداس بن عبد الله بن أبان عن أبيه، وهما ضعيفان، ورواه الدارقطني والبيهقي أيضًا من حديث ابن مسعود، وفي إسناده يحيى بن هشام السمسار، وهو متروك، فالحديث لا يصلح للاحتجاج، فلا يصح الاستدلال به على أن النفي في قوله صلى الله عليه وسلم:"لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه" .. محمول على نفي الكمال.

فإن قلت: قد صرح ابن سيد الناس في "شرح الترمذي" بأنه قد رُوي في بعض الروايات: لا وضوءَ كاملًا، وقد استدل به الرافعي، فهذه الرواية صريحة في أن المراد في قوله:(لا وضوء) في حديث الباب .. نفي الكمال.

قلت: قال الحافظ في "التلخيص": لم أره هكذا. انتهى، فلا يعلم حال هذه الرواية كيف هي، هل هي صالحة للاحتجاج أم لا؛ والله أعلم. انتهى "تحفة الأحوذي".

قال الترمذي: وفي الباب عن عائشة، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وأنس، وسهل بن سعد. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن زيد بن الحباب، ومحمد بن عبد الله بن الزبير عن كثير بن زيد، فذكره أبو داوود (1/ 23) في كتاب الطهارة، باب التسمية على الوضوء، والترمذي (1/ 43) في كتاب أبواب الطهارة، باب التسمية عند الوضوء، وأحمد بن حنبل، والدارمي، وغيرهم.

وفي الباب أحاديث كثيرة لا يسلم شيء منها عن مقال، ولا شك أن الأحاديث التي وردت فيه، وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال .. فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة. انتهى كلام المنذري، انتهى من "التحفة".

ص: 410

(130)

- 394 - (2) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ،

===

فتحصل لنا مما ذُكر أن درجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ لما تقدم فيه، فغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي سعيد الخدري بحديث سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(130)

- 394 - (2)(حدثنا الحسن بن علي الخلال) الهذلي المكي، ثقة، من الحادية عشرة. يروي عنه:(خ م د ت ق)، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ).

(حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي. روى عنه: (ع).

قال أحمد: كان حافظًا متقنًا، وقال العجلي: ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ).

(أخبرنا يزيد بن عياض) بن جُعدبة -بضم الجيم والمهملة بينهما مهملة ساكنة- الليثي أبو الحكم المدني. روى عن: أبي ثفال، والأعرج، وابن المنكدر، وسعيد المقبري، وغيرهم، ويروي عنه:(ت ق)، ويزيد بن هارون، وابن وهب، وابن أبي فديك، وآخرون.

قال ابن القاسم: سألت مالكًا عن ابن سمعان، فقال: كذاب، قلت: فيزيد بن عياض، قال: أكذب وأكذب، وقال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد بن صالح المصري: أظنه كان يضع الأحاديث للناس، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف الحديث، منكر الحديث. وبالجملة: اتفقوا على أنه ضعيف

ص: 411

حَدَّثَنَا أَبُو ثِفَالٍ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

===

الحديث منكره كذاب وضاع ليس بشيء، وقال في "التقريب": كذبه مالك وغيره، من السادسة.

(حدثنا أبو ثفال) -بكسر المثلثة بعدها فاء- ثمامة بن وائل بن حصين بن حمام، وقد ينسب لجده، وقيل: اسمه وائل بن هاشم بن حصين، وهو مشهور بكنيته، المري -بضم الميم وتشديد الياء- نسبة إلى بني مرة؛ بطن معروف، الشاعر. روى عن: رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزى، وأبي هريرة، ويروي عنه:(ت ق)، ويزيد بن عياض، وعبد العزيز الدراوردي، وغيرهم.

قال البخاري: في حديثه نظر، وأخرج له الترمذي وابن ماجه حديثًا واحدًا في التسمية على الوضوء، وقال الترمذي في "الجامع" و"العلل": سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: ليس في هذا الباب أحسن عندي من هذا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": مقبول، من الخامسة.

(عن رباح) بفتح الراء وبالموحدة (ابن عبد الرحمن بن أبي سفيان) بن حويطب بن عبد العزى القرشي العامري أبي بكر الحويطبي المدني قاضيها. روى عن: جدته عن أبيها وهو سعيد بن زيد، وعن أبي هريرة، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، ويروي عنه:(ت ق)، وأبو ثفال المُري، هابراهيم بن سعد، وغيرهم. قال ابن عبد البر: أبو بكر بن حويطب، يقال: اسمه رباح، ويقال: اسمه كنيته، روى عن جدته.

يقال: حديثه مرسل، له في "الترمذي"، و"ابن ماجه" حديث واحد:"لا صلاة لمن لا وضوء له".

قلت: في حديثه عن أبي هريرة عندي .. نظر، والظاهر: أنه مقطوع، وذكره

ص: 412

أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّتَهُ بِنْتَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ تَذْكُرُ أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ".

===

ابن حبان في "الثقات" في أتباع التابعبن، وقال في "التقريب": مقبول، من الخامسة، وقال الصريفيني: قُتل بنهر أبي بطرس سنة ثلاث وثلاثين ومئة، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومئة.

(أنه سمع جدته) وفي رواية الحاكم: حدثتني جدتي أسماء (بنت سعيد بن زيد) بن عمرو بن نفيل العدوية أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ في "التقريب": أسماء بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل .. لم تسم في الكتابين؛ يعني: "جامع الترمذي" و"سنن ابن ماجه"، وسماها البيهقي، ويقال: إن لها صحبة. انتهى.

وذكرها الحافظ الذهبي في "الميزان" في النسوة المجهولات. يروي عنها: (ت ق)، وأبو ثفال المري عن رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها حديث "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه"، قال البيهقي: جدة رباح هي أسماء بنت سعيد بن زيد.

قلت: قال ابن حبان: جدة أبي ثفال ابنة سعيد بن زيد .. ليس يُدرى ما اسمها.

(تذكر أنها سمعت أباها سعيد بن زيد) بن عمرو بن نفيل العدوي أبا الأعور، أحد العشرة المبشرة رضي الله عنه (يقول).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن في رجاله من اتفقوا على ضعفه وكذبه؛ وهو يزيد بن عياض.

(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) أي على وضوئه؛ أي: لا صلاة صحيحة

ص: 413

(131)

- 395 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ،

===

لمن لا وضوء ولا تيمم له بالإجماع إلا فاقد الطهورين، فيصلي بلا طهارة؛ لحرمة الوقت، ثم يعيد إذا وجد أحد الطهورين، ولا وضوءَ كاملًا لمن لم يسم على وضوئه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في "جامعه" في كتاب الطهارة، وهذا الحديث له شواهد كثيرة، وإن كان فيها مقال.

فدرجته: أنه حسن لغيره، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به، والله أعلم.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي سعيد الخدري بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(131)

- 395 - (3)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء.

(وعبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم أبو سعيد الدمشقي، الملقب بدحيم -بمهملتين مصغرًا- ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ د س ق).

(قالا) أي: قال كل من أبي كريب، وعبد الرحمن بن إبراهيم:

(حدثنا ابن أبي فديك) -مصغرًا- محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك -بالفاء- يسار الديلي مولاهم أبو إسماعيل المدني، صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة مئتين (200 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).

(حدثنا محمد بن موسى بن أبي عبد الله) الفطري -بكسر الفاء وسكون الطاء- وفي "الخلاصة": القطري -بكسر القاف- أبو عبد الله بن أبي طلحة المدني. روى عن: يعقوب بن سلمة الليثي، والمقبري، وعون بن محمد

ص: 414

عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

===

ابن الحنفية، وغيرهم، ويروي عنه:(م عم)، وابن أبي فديك، ومعن بن عيسى، وأبو عامر العقدي، وآخرون.

وثقه الترمذي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق رُمي بالتشيع، من السابعة.

(عن يعقوب بن سلمة الليثي) مولاهم المدني، مجهول الحال، من السابعة. روى عن: أبيه عن أبي هريرة، ويروي عنه:(د ق)، ومحمد بن موسى الفطري، وأبو عقيل يحيى بن المتوكل. قال البخاري: لا يُعرف له سماع من أبيه، ولا لأبيه سماع من أبي هريرة.

(عن أبيه) سلمة الليثي مولاهم المدني.

قال في "التقريب": لين الحديث، من الثالثة. انتهى.

روى عن: أبي هريرة، ويروي عنه: ابنه يعقوب بن سلمة، قال البخاري: ولا يُعرف لسلمة سماع من أبي هريرة، ولا ليعقوب من أبيه، روى له أبو داوود وابن ماجه حديثًا واحدًا في ذكر اسم الله على الوضوء.

قلت: وهم الحاكم في "المستدرك" لما أخرج هذا الحديث، فزعم أن يعقوب هذا ابن الماجشون، وسببه أن في روايته: عن يعقوب بن أبي سلمة عن أبيه، فظن أنه الماجشون، وهو خطأ، وسلمة هذا لا يُعرف إلا في هذا الخبر. انتهى من "التهذيب".

(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن يعقوب بن سلمة من رواته مجهول الحال، ولا يُعرف سماعه من أبيه، ولا سماع أبيه من أبي هريرة، ففيه انقطاع في موضعين.

ص: 415

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ".

(132)

- 396 - (4) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ،

===

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا صلاة) صحيحة (لمن لا وضوء له) لأنه شرط من شروط الصلاة (ولا وضوء) كاملًا (لمن لم يذكر اسم الله عليه).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطهارة (48)، باب في التسمية على الوضوء، رقم (101)، وأحمد في "المسند"، والبيهقي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك"، والدارقطني في "السنن".

وهذا الحديث درجته: أنه حسن لغيره؛ لأن له شواهد وإن كانت ضعافًا؛ لتعاضدها بالكثرة، وسنده: ضعيف جدًّا؛ لما ذُكر آنفًا، وكرضه: الاستشهاد به، فالحديث: حسن المتن، ضعيف السند.

* * *

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث سعد بن مالك الساعدي رضي الله عنه، فقال:

(132)

- 396 - (4)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني الدمشقي المعروف بدحيم، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ د س ق).

(حدثنا) محمد بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي فديك) يسار الديلي المدني، صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة مئتين (200 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 416

عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،

===

(عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي) الأنصاري المدني. روى عن: أبيه عن جده، وعن أبي حازم سلمة بن دينار، وامرأة لم تُسمَّ، ويروي عنه:(ت ق)، وابنه عباس، وعبد الله بن نافع، وابن أبي فديك، ويعقوب بن محمد الزهري، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وغيرهم.

قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: له عشرة أحاديث أو أقل.

قلت: وقال ابن حبان: لما فحش الوهم في روايته .. بطل الاحتجاج به، وقال علي بن الجنيد: ضعيف الحديث، وقال النسائي في موضع آخر: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الساجي: عنده نسخة عن أبيه عن جده فيها مناكير، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه، وقال في "التقريب": ضعيف، من الثامنة، مات بعد السبعين ومئة.

(عن أبيه) عباس بن سهل بن سعد الساعدي .. أدرك زمن عثمان. روى عن: أبيه، وأبي أُسيد، وأبي حميد الساعديين، وأبي هريرة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الله بن الزبير، وجابر، وغيرهم، ويروي عنه:(خ م د ت ق)، وابناه: أُبي وعبد المهيمن، وعمرو بن يحيى بن عمارة، وعمارة بن غزية، وخلق.

قال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة، قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من الرابعة، مات في حدود العشرين ومئة (120 هـ) وقال ابن سعد: وُلد في عهد عمر، وقُتل عثمان وهو ابن خمس عشرة سنة.

ص: 417

عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ".

===

(عن جده) سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الساعدي رضي الله عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لاتفاقهم على ضعف عبد المهيمن.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا صلاة) صحيحة (لمن لا وضوء له) لأن الوضوء شرط في الصلاة، (ولا وضوء) كاملًا (لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا صلاة) صحيحة (لمن لا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد؛ لأن الصلاة عليه من أركان الصلاة في التشهد الأخير، (ولا صلاة) صحيحة (لمن لا يحب الأنصار) بل يبغضهم؛ لنصرتهم النبي صلى الله عليه وسلم وإيوائه وتوقيره؛ لأن بغضهم من تلك الحيثية كفر، ولا صلاة لكافر.

قال السندي: قوله: (لا صلاة لمن لا يصل على النبي صلى الله عليه وسلم أي: في عمره، بمعنى: أنه لا يراها فرضأ في العمر، أو بمعنى: أنه لا يبالي بتركها في تمام العمر، وكذا قوله: (لا صلاة لمن لا يحب الأنصار) لا يبالي بنصرتهم، ولا يرى لهم فضلًا لذلك، وعن الشافعي معنى قوله: (لمن لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم أي: في الصلاة، فقال بافتراض الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة الشرعية. انتهى.

وفي "الزوائد": إسناد هذا الحديث ضعيف؛ لاتفاقهم على ضعف عبد المهيمن، وانفرد به ابن ماجه، لكن رواه الدارقطني (1/ 73 - 79) في

ص: 418

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَرْحُومٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

===

"سننه"، والحاكم في "المستدرك" من طريق عبد المهيمن، لكن لم ينفرد به عبد المهيمن؛ فقد تابعه عليه أخوه أُبي، كما رواه الطبراني في "المعجم"(6/ 121) في ترجمة العباس بن سهل بن سعد عن سعد، والحاكم (1/ 1269) في كتاب الصلاة، وقال: لم يخرج هذا الحديث على شرطهما؛ فإنهما لم يخرجا عن عبد المهيمن. انتهى.

وهذا الحديث درجته: أنه منكر الشطر الثاني، وأما الشطر الأول .. فهو حسن؛ لأن له شواهد؛ كالأحاديث المذكورة قبله، وإن كانت ضعافًا، فلكثرتها يعاضد بعضها بعضًا، فتنال مرتبة الحسن.

فالحديث: ضعيف السند، منكر المتن (21)(65)، غرضه بسوقه: الاستئناس للترجمة بالنصف الأول، وأما الشطر الأخير .. فهو منكر جدًّا.

(قال أبو الحسن) علي بن إبراهيم (بن سلمة) بن بحر القطان القزويني تلميذ المؤلف:

(حدثنا أبو حاتم) محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي، ثقة، من الحادية عشرة.

(حدثنا عيسى) ويقال فيه: (عبيس) بضم المهملة وفتح الموحدة وسكون التحتانية (ابن مرحوم) بن عبد العزيز بن مهران (العطار) الأموي البصري، ثقة، من العاشرة.

(حدثنا عبد المهيمن بن عباس) غرضه بسوقه: بيان متابعة عيسى لابن أبي فديك (فذكر) عيسى (نحوه) أي: نحو حديث ابن أبي فديك.

* * *

ص: 419

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:

الأول: حديث أبي سعيد الخدري، ذكره للاستدلال.

والثاني: حديث سعيد بن زيد، ذكره للاستشهاد.

والثالث: حديث أبي هريرة، ذكره للاستشهاد.

والرابع: حديث سعد بن مالك الساعدي، ذكره للاستئناس.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 420