الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(55) - (79) - بَابُ غَسْلِ الْعَرَاقِيبِ
(182)
- 446 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى،
===
(55)
- (79) - (باب غسل العراقيب)
جمع عرقوب وهو عرق العقب.
* * *
(182)
- 446 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث أو خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(قالا: حدثنا وكيع عن سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي (عن منصور) بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبي عتاب الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن هلال بن يساف) -بكسر التحتانية ثم مهملة ثم فاء- ويقال: ابن إساف -بالهمزة بدل التحتانية- الأشجعي مولاهم، أبي الحسن الكوفي، أدرك عليًّا. روى عن: أبي يحيى الأعرج، والحسن بن علي، وأبي الدرداء، وأبي مسعود الأنصاري، وجماعة، ويروي عنه:(م عم)، ومنصور بن المعتمر، والأعمش، وأبو إسحاق السبيعي، وطائفة.
وثقه ابن معين، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وقال في "التقريب": ثقة، من الثالثة.
(عن أبي يحيى) الأعرج، اسمه: مصدع -بكسر أوله، وسكون ثانيه،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا يَتَوَضَّؤُونَ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ فَقَالَ: "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ".
===
وفتح ثالثه- المعرقب -بفتح القاف مع ضم الميم- عرقبه بشر بن مروان أو الحجاج؛ أي: قطع عرقوبه حين عرض عليه سب على فأبى، منه. روى عن: عبد الله بن عمر، وعلي، والحسن، وابن عباس، وعائشة، ويروي عنه:(م عم)، وهلال بن يساف، وسعد بن أوس العدوي، وغيرهم.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": مقبول، من الثالثة.
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وهذا هو الصواب، لا ابن عمر، انظر "صحيح مسلم".
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لكون رجاله ثقات.
(قال) عبد الله بن عمرو: (رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا) من الصحابة (يتوضؤون) أي: يشتغلون بالوضوء، (وأعقابهم) أي: والحال أن أعقابهم جمع عقب -بفتح فكسر- هو مؤخر القدم، ومعنى (تلوح) أي: يظهر للناظر فيها بياض لم يصبه الماء مع إصابته سائر القدم، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ويل) أي: هلاك عظيم وعذاب أليم (للأعقاب) أي: لأصحابها المقصرين في غسلها، والكلام على حذف مضاف؛ نحو قوله تعالى:{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (1) أو الأعقاب تختص بالعذاب إذا قصر في غسلها.
والمعنى: ويل لأعقابهم، أو أعقاب من يصنع صنيعهم (من) عذاب (النار) الأخروية، (أسبغوا الوضوء) أي: أتموه وعمموه لجميع أجزاء محل الفرض؛ من الإسباغ، وهذا يدل على أنه هددهم لتقصيرهم في الوضوء، لا لأجل نجاسة
(1) سورة يوسف: (82).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
بأعقابهم فغسلوها، كما زعمه أهل البدعة، نسأل الله العفو والعافية منها. انتهى "سندي".
قوله: "أسبغوا الوضوء" قال الأبي: الإسباغ لغة: الإكمال، وعرفًا: الإتيان بالقدر المطلوب إن تحقق الإتيان بلا توقف على غيره، أو بما يتحقق به أن توقف على غيره؛ كغسل جزء من الرأس؛ ليتحقق غسل الوجه.
قوله: "ويل" قال القاضي: (ويل) كلمة تقال لمن وقع في مهلكة، وقيل: لمن وقع فيها ولا يستحقها، وقيل: هي المهلكة، وقيل: المشقة، وقيل: الحزن، وقيل: واد في جهنم، وعبارة "المفهم" هنا:"ويل للأعقاب من النار"(ويل) كلمة عذاب وقبوح وهلاك؛ مثل ويح، وعن أبي سعيد الخدري وعطاء بن يسار: هو واد في جهنم، لو وُضعت فيه الجبال .. لذابت من شدة حره، وقال ابن مسعود: هو صديد أهل النار، ويقال: ويل لزيد، وويلًا له؛ بالرفع على الابتداء، والنصب على إضمار الفعل، فإن أضفته .. لم يكن إلا النصب؛ لأنك لو رفعته .. لم يكن له خبر.
قوله: "الأعقاب" جمع عقب -بكسر القاف وسكونها- وهو: مؤخر القدم؛ وهو ما يصيب الأرض إلى موضع الشراك، وعقب كل شيء آخره.
قوله: "من النار" قال القاضي: المعذّب أصحاب الأعقاب، فالكلام على حذف مضاف، كما مر آنفًا، وقال الداوودي: المعذّب العقب من كل الرجل؛ لأن مواضع الوضوء لا تمسها النار، كما جاء في مواضع السجود، قال القرطبي: وهذه الأحاديث كلها تدل على أن فرض الرجلين الغسل لا المسح، وهو مذهب جمهور السلف وأئمة الفتوى، وقد حُكي عن ابن عباس وأنس وعكرمة أن فرضهما المسح إن صح ذلك عنهم، وهو مذهب الشيعة، وذهب ابن جرير
(183)
- 447 - (2) قَالَ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ،
===
الطبري إلى أن فرضهما التخيير بين الغسل والمسح. وسبب الخلاف اختلاف القراء في قوله تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ} (1). انتهى من "الكوكب".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب العلم وكتاب الوضوء، باب رفع صوته بالعلم، وباب من أعاد الحديث ثلاثًا ليُفهم، وباب غسل الرجلين، ومسلم في كتاب الطهارة، باب غسل الرجلين بكمالهما، وأبو داوود في الطهارة، باب إسباغ الوضوء، والنسائي في الطهارة، باب إيجاب غسل الرجلين، وأحمد، والدارمي.
ودرجته: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
واستشهد أبو الحسن القطان لحديث عبد الله بن عمرو من زيادته على المؤلف بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(183)
- 447 - (2)(قال) أبو الحسن (القطان) عبَّر عن نفسه باسم الظاهر على طريقة التجريد البياني.
(حدثنا أبو حاتم) محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة سبع وسبعين ومئتين (277 هـ). يروي عنه:(خ د س).
(حدثنا عبد المؤمن بن علي، حدثنا عبد السلام بن حرب) بن سلم النهدي -بفتح النون- الملائي -بضم الميم وتخفيف اللام- أبو بكر الكوفي البصري الأصل الحافظ. روى عن: هشام بن عروة، وهشام بن حسان، ويحيى بن سعيد
(1) سورة المائدة: (6).
عَنْ هِشَامٍ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ".
===
الأنصاري، وخلق، ويروي عنه:(ع)، وعبد المؤمن بن علي، وأبو نعيم، وأبو أسامة، وابن أبي شيبة، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة صدوق، وقال الترمذي: ثقة حافظ، وقال الدارقطني: ثقة حجة، وقال في "التقريب": ثقة حافظ، له مناكير، من صغار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ).
(عن هشام بن عروة عن أبيه) عروة بن الزبير.
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قالت) عائشة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل) علم لواد في جهنم، وهو معرّف بالعلمية، وهو مبتدأ خبره (للأعقاب) أي: لأصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها؛ لأن ترك غسلها يُبطل الوضوء، ولا صلاة لمن لا وضوء له، وكأنه ترك الصلاة عمدًا، وتارك الصلاة في جهنم، وقوله:(من النار) الأخروية .. حال من الضمير المستكن في الخبر.
وهذا الحديث رواه الإمام مسلم في كتاب الطهارة، باب وجوب غسل الرجلين، ومالك في "الموطأ" في كتاب الطهارة، باب العمل في الوضوء، وأحمد في "مسنده"(6/ 81 - 84 - 99 - 192 - 258).
ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به، وهو من زيادة أبي الحسن القطان تلميذ المؤلف.
* * *
واستشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عبد الله بن عمرو بن
(184)
- 448 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: رَأَتْ عَائِشَةُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَهُوَ
===
العاص ثانيًا بالنسبة إلى ما زاد القطان بحديث آخر لعائشة رضي الله عنهم، فقال:
(184)
- 448 - (3)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي -بجيمين مفتوحتين بينهما راء ساكنة، ثم راء خفيفة- أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). روى عنه:(د ق).
(حدثنا عبد الله بن رجاء المكي) أبو عمران البصري، نزيل مكة، ثقة، تغير حفظه قليلًا، من صغار الثامنة، مات في حدود التسعين ومئة (190 هـ). روى عنه:(م د س ق).
(عن) محمد (بن عجلان) القرشي مولاهم أبي عبد الله المدني، صدوق، من الخامسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). روى عنه:(م عم).
(ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن سعيد) القطان التميمي البصري، ثقة متقن، من كبار التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(وأبو خالد الأحمر) سليمان بن حيان -بتحتانية- الأزدي الكوفي صدوق يخطئ، من الثامنة، مات سنة تسعين ومئة، أو قبلها. يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد) كيسان المقبري (عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف (قال: رأت عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أخاها (عبد الرحمن) بن أبي بكر الصديق (وهو) أي: والحال أنه
يَتَوَضَّأُ فَقَالَتْ: أَسْبِغِ الْوُضُوءَ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ".
===
(يتوضأ) وضوءًا خفيفًا مستعجلًا، (فقالت) له:(أسبغ الوضوء) أي: أكمله بغسل جميع محل الفرض.
وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.
والفاء في قوله: (فإني سمعت) تعليلية بمعنى اللام، والتقدير: وإنما أمرتك بالإسباغ؛ لأني سمعت (رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل) أي: هلاك عظيم، وسوّغ الابتداء بالنكرة على هذا المعنى قصد التهويل.
(للعراقيب) أي: لأصحاب العراقيب جمع عرقوب؛ كعصافير جمع عصفور؛ وهو عصب غليظ فوق عقب الإنسان (من النار) الأخروية، فتواعدهم بالنار؛ لعدم طهارتها، ولو كان المسح كافيًا .. لما تواعدهم بالنار، وقد صح من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلًا قال: يا رسول الله؛ كيف الطهور؟ فدعا بماء، فغسل كفيه ثلاثًا
…
إلى أن قال: ثم غسل رجليه ثلاثًا، ثم قال:"هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا، أو نقص .. فقد أساء وظلم". هذا حديث صحيح أخرجه أبو داوود وغيره بأسانيدهم الصحيحة، والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم؛ أخرجه في الطهارة، في باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، رقم (25)(240) عن أبي هريرة، والبيهقي (1/ 69)، والطبراني (8/ 348)، رقم (8115) عن أبي أمامة، وابن أبي شيبة في "مسنده"، وأبو عوانة أيضًا.
فدرجته: أنه صحيح؛ لكون رجاله ثقات، ولأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو.
* * *
(185)
- 449 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ،
===
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث عبد الله بن عمرو بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(185)
- 449 - (4)(حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب) محمد بن عبد الرحمن بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسد بن أبي العيص بن أمية القرشي الأموي أبو عبد الله الأبلي -بضم الهمزة والموحدة- البصري. روى عن: عبد العزيز بن المختار، وكثير بن سليم، وأبي عوانة، وخلق، ويروي عنه:(م ت س ق)، وابن أبي الدنيا، وزكرياء بن يحيى الساجي، وغيرهم.
قال النسائي في "مشيخته": ثقة، وقال مسلمة: بصري ثقة، روى عنه مسلم عشرة أحاديث، وقال في "التقريب": صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ).
(حدثنا عبد العزيز بن المختار) الأنصاري أبو إسحاق الدبّاغ البصري، مولى حفصة بنت سيرين. روى عن: سهيل بن أبي صالح، وثابت البناني، وهشام بن عروة، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، وابن أبي الشوارب، ومعلى بن أسد، ومسدد، وغيرهم.
قال ابن معين: ثقة، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح الحديث مستوي الحديث ثقة، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من السابعة.
(حدثنا سهيل) بن أبي صالح السمان، صدوق، من السادسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ".
(186)
- 450 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرِبٍ،
===
(عن أبيه) ذكوان السمان القيسي مولاهم، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ويل للأعقاب من النار").
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد والدارمي.
فدرجته: أنه صحيح متفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث عبد الله بن عمرو بحديث جابر بن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(186)
- 450 - (5)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي الكوفي، ثقة، من السابعة. يروي عنه:(ع). مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ).
(عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، ثقة مشهور، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن سعيد بن أبي كرب) الهمداني، كما في "تهذيب الكمال"، كذا
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ".
===
في هامش "التقريب"، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر. روى عن: جابر بن عبد الله، ويروي عنه:(ق)، وأبو إسحاق السبيعي، وسليمان بن كيسان التميمي.
قال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له ابن ماجه حديثًا واحدًا في الطهارة، وقال في "التقريب": وثقه أبو زرعة، من الرابعة.
(عن جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني رضي الله عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) جابر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ويل للعراقيب من النار") روى هذا الحديث أبو داوود الطيالسي في "مسنده" عن سالم عن أبي إسحاق به بلفظ العراقيب، وكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" من طريق سعيد بن أبي كرب عن جابر، وأصله في "الصحيحين" من حديث عبد الله بن عمرو ومن حديث أبي هريرة، وفي "مسلم" من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لكون رجاله ثقات، ولأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به.
وشاركه: الترمذي؛ أخرجه في الطهارة، في باب ما جاء:"ويل للأعقاب من النار"، رقم (41)، وأحمد في مواضع (3/ 316 - 390).
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث ابن عمرو بحديث خالد بن الوليد ومن معه رضي الله عنهم، فقال:
(187)
- 451 - (6) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ وَعُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الدِّمَشْقِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَةُ بْنُ الْأَحْنَفِ،
===
(187)
- 451 - (6)(حدثنا العباس بن عثمان) بن محمد البجلي أبو الفضل الدمشقي الراهبي -بكسر الهاء وموحدة- نسبة إلى راهب المعلم: روى عن: الوليد بن مسلم، وأيوب بن سويد، ويروي عنه:(ق)، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الدمشقي.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق يخطئ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ)، وله ثلاث وستون سنة.
(وعثمان بن إسماعيل) بن عمران الهذلي أبو محمد الدمشقي. روى عن: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وعبد السلام بن عبد القدوس، ويروي عنه:(ق)، ومحمد بن الوزير الدمشقي وهو من أقرانه، وأحمد بن المعلي بن يزيد القاضي، وغيرهم.
وقال في "التقريب": مقبول، من صغار العاشرة.
(الدمشقيان قالا: حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي، ثقة. يروي عنه:(ع)، لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة.
(حدثنا شيبة بن الأحنف) الأوزاعي أبو النضر الشامي. روى عن: أبي سلام الأسود، ويروي عنه:(ق)، والوليد بن مسلم.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": مقبول، من السابعة.
عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَشُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ
===
(عن أبي سلام) بتشديد اللام (الأسود) ممطور الحبشي الشامي، ثقة يرسل، من الثالثة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي صالح الأشعري) الشامي، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(ق).
قال: (حدثني أبو عبد الله الأشعري) الشامي. روى عن: خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، ومعاذ بن جبل، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، وأبي الدرداء، ويروي عنه:(د ق)، وأبو صالح الأشعري، ويزيد بن أبي مريم الشامي، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وزيد بن واقد.
ذكره ابن سميع في الطبقة الأولى من التابعين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة الدمشقي: لم أجد أحدًا سماه، وقال في "التقريب": ثقة، من الثانية.
(عن خالد بن الوليد) بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي سيف الله، يُكنى أبا سليمان، من كبار الصحابة رضي الله عنهم، وكان إسلامه بين الحديبية والفتح، وكان أميرًا على قتال أهل الردة وغيرها من الفتوح، إلى أن مات سنة إحدى أو اثنتين وعشرين، ويروي عنه:(خ م د س ق).
(ويزيد بن أبي سفيان) بن حرب الأموي أخي معاوية، الصحابي المشهور رضي الله عنه، أمره عمر على دمشق، حتى مات بها بالطاعون سنة تسع عشرة (19 هـ). يروي عنه:(ق).
(وشرحبيل ابن حسنة) وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع الكندي حليف بني زهرة، وهو ابن حسنة، وهي أمه أو التي ربته، الصحابي الجليل
وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كُلُّ هَؤُلَاءِ سَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتِمُّوا الْوُضُوءَ؛ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ".
===
رضي الله عنه، كان أميرًا في فتح الشام، ومات بها سنة ثماني عشرة (18 هـ).
يروي عنه: (ق).
(وعمرو بن العاص) بن وائل السهمي الصحابي المشهور رضي الله عنه، أسلم عام الحديبية، ووُلِّيَ إمرة مصر مرتين، وهو الذي فتحها، مات بمصر سنة نيف وأربعين، وقيل: بعد الخمسين. يروي عنه: (ع).
(كل هؤلاء) الأصحاب الأربعة (سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
حالة كونه (قال) أي: يقول للناس: (أتموا) أيها الناس (الوضوء) أي: أكملوه بغسل جميع محل الفرض وبآدابه وسننه لتصح صلاتكم؛ فـ (ويل) أي: عذاب شديد (للأعقاب) أي: لأصحابها المقصِّرين في غسلها (من) عذاب (النار) فإن وضوءكم لا يصح إلا بغسلها فإذا لم يصح وضوؤكم .. لا تصح صلاتكم، فتكونوا كمن لم يصلها، فتعذبوا على تركها بعذاب النار.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أصله في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو، وفي "صحيح مسلم" من حديث عائشة بلفظ:"أسبغوا الوضوء".
فإذًا درجته: أنه صحيح؛ لأن رجاله كلهم ثقات، وله شواهد في "الصحيحين"، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:
الأول منها: حديث عبد الله بن عمرو، ذكره للاستدلال.
والثاني: حديث عائشة الأول، ذكره للاستشهاد.
والثالث: حديث عائشة الثاني، ذكره للاستشهاد.
والرابع: حديث أبي هريرة، ذكره للاستشهاد.
والخامس: حديث جابر، ذكره للاستشهاد.
والسادس: حديث الأصحاب الأربعة، ذكره للاستشهاد.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا المجلد: من الأبواب: خمسة وخمسون بابًا.
ومن الأحاديث: مئة وخمسة وتسعون حديثًا، منها ثمانية وعشرون للاستئناس، وخمسون للاستدلال، وواحد للاستطراد، وتسعة للمتابعة، والباقي للاستشهاد.
والله وليُّ التّوفيق
إلى هنا انتهى المجلد الثالث من هذا الشرح
ويليه المجلد الرابع وأوله: تتمة كتاب الطهارة وسننها
قال مؤلفه عفا الله عنه: فرغت من تسطير هذا المجلد في يوم الأحد بتاريخ (15) شعبان (1429 هـ) وقت السحر، الموافق لـ (17) من آب أغسطس سنة (2008 م).
وكان تاريخ العودة إلى تأليف هذا الكتاب المبارك يوم الأحد (4) جمادى الآخرة (1429 هـ).
* * *
والحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم يسِّر أمورنا، واشرح صدورنا، واختم بالصالحات أعمالنا، ووفِّقنا لما تحب وترضى من العلم والعمل، وأحسن ختامنا، واجعلنا من أهل جنان النعيم بمحض فضلك يا أكرم الأكرمين.
* * *