المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(22) - (46) - باب التباعد للبراز في الفضاء - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٣

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الطّهارة وسننها

- ‌(1) - (25) - بَابُ مَا جَاءَ فِي مِقْدَارِ الْمَاءِ لِلْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ

- ‌(2) - (26) - بَابٌ: لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ

- ‌(3) - (27) - بَابٌ: مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ

- ‌(4) - (28) - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْوُضُوءِ

- ‌(5) - (29) - بَابٌ: الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ

- ‌(6) - (30) - بَابُ ثَوَابِ الطُّهُورِ

- ‌(7) - (31) - بَابُ السِّوَاكِ

- ‌(8) - (32) - بَابُ الْفِطْرَةِ

- ‌(9) - (33) - بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ

- ‌(10) - (34) - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ

- ‌(11) - (35) - بَابُ ذِكْرِ اللهِ عز وجل عَلَى الْخَلَاءِ وَالْخَاتَمِ فِي الْخَلَاءِ

- ‌(12) - (36) - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْبَوْلِ فِي الْمُغْتَسَلِ

- ‌(13) - (37) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبَوْلِ قَائِمًا

- ‌(14) - (38) - بَابٌ: فِي الْبَوْلِ قَاعِدًا

- ‌(15) - (39) - بَابُ كَرَاهِيَّةِ مَسِّ الذَّكَرِ بِالْيَمِينِ وَالاسْتِنْجَاءِ بِالْيَمِينِ

- ‌تتمة

- ‌(16) - (40) - بَابُ الاسْتِنْجَاءِ بِالْحِجَارَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ

- ‌(17) - (41) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ بِالْغَائِطِ وَالْبَوْلِ

- ‌(18) - (42) - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ فِي الْكَنِيفِ وَإِبَاحَتِهِ دُونَ الصَّحَارَى

- ‌(19) - (43) - بَابُ الاسْتِبْرَاءِ بَعْدَ الْبَوْلِ

- ‌(20) - (44) - بَابُ مَنْ بَالَ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً

- ‌(21) - (45) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْخَلَاءِ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ

- ‌(22) - (46) - بَابُ التَّبَاعُدِ لِلْبَرَازِ فِي الْفَضَاءِ

- ‌(23) - (47) - بَابُ الارْتِيَادِ لِلْغَائِطِ وَالْبَوْلِ

- ‌(24) - (48) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الاجْتِمَاعِ عَلَى الْخَلَاءِ وَالْحَدِيثِ عِنْدَهُ

- ‌(25) - (49) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ

- ‌(26) - (55) - بَابُ التَّشْدِيدِ فِي الْبَوْلِ

- ‌(27) - (51) - بَابُ الرَّجُلِ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبُولُ

- ‌تتمة

- ‌(28) - (52) - بَابُ الاسْتِنْجَاءِ بِالْمَاءِ

- ‌(29) - (53) - بَابٌ: مَنْ دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ بَعْدَ الاسْتِنْجَاءِ

- ‌(30) - (54) - بَابُ تَغْطِيَةِ الْإِنَاءِ

- ‌(31) - (55) - بَابُ غَسْلِ الْإِنَاءِ مِنْ وُلُوغِ الْكَلْبِ

- ‌(32) - (56) - بَابُ الْوُضُوءِ بِسُؤْرِ الْهِرَّةِ وَالرُّخْصَةِ فِيهِ

- ‌(33) - (57) - بَابُ الرُّخْصَةِ بِفَضْلِ وَضُوءِ الْمَرْأَةِ

- ‌(34) - (58) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ

- ‌(35) - (59) - بَابُ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ

- ‌(36) - (60) - بَابُ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ يَتَوَضَّأَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ

- ‌(37) - (61) - بَابُ الْوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ

- ‌(38) - (62) - بَابُ الْوُضُوءِ بِمَاءِ الْبَحْرِ

- ‌(39) - (63) - بَابُ الرَّجُلِ يَسْتَعِينُ عَلَى وُضُوئِهِ فَيُصَبُّ عَلَيْهِ

- ‌(40) - (64) - بَابُ الرَّجُلِ يَسْتَيْقِظُ مِنْ مَنَامِهِ هَلْ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهَا

- ‌(41) - (65) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّسْمِيَةِ فِي الْوُضُوءِ

- ‌(42) - (66) - بَابُ التَّيَمُّنِ فِي الْوُضُوءِ

- ‌بشارة عظيمة للمؤلف

- ‌(43) - (67) - بَابُ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ

- ‌(44) - (68) - بَابُ الْمُبَالَغَةِ فِي الاستِنْشَاقِ وَالاسْتِنْثَارِ

- ‌(45) - (69) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً

- ‌تتمة

- ‌(46) - (70) - بَابُ الْوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا

- ‌(47) - (71) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا

- ‌(48) - (72) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقَصْدِ فِي الْوَضُوءِ وَكَرَاهِيَةِ التَّعَدِّي فِيهِ

- ‌(49) - (73) - بَابُ مَا جَاءَ فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ

- ‌(50) - (74) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ

- ‌(51) - (75) - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَسْحِ الرَأْسِ

- ‌(52) - (76) - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَسْحِ الْأُذُنَيْنِ

- ‌(53) - (77) - بَابٌ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ

- ‌(54) - (78) - بَابُ تَخْلِيلِ الْأَصَابِعِ

- ‌(55) - (79) - بَابُ غَسْلِ الْعَرَاقِيبِ

الفصل: ‌(22) - (46) - باب التباعد للبراز في الفضاء

(22) - (46) - بَابُ التَّبَاعُدِ لِلْبَرَازِ فِي الْفَضَاءِ

(64)

- 328 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،

===

(22)

- (46) - (باب التباعد للبراز في الفضاء)

أي: هذا باب معقود في ذكر الأحاديث الدالة على مشروعية البعد عن الناس لقضاء الحاجة في الصحراء، وعبارة "العون" أي: هذا باب في التخلي عن الناس عند إخراج الغائط، والمراد بالتباعد: التفرد عنهم. انتهى، بحيث لا يراه الناس فيما إذا لم يكن ساتر يستتر به من بناء أو حجر أو شجر أو دابة مثلًا.

* * *

(64)

- 328 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن مقسم القرشي الأسدي مولاهم البصري، المعروف بـ (ابن علية) -بضم العين وفتح اللام وتشديد الياء المفتوحة- اسم أمه، وهي أيضًا مولاة لبني أسد بن خزيمة، ثقة، من الثامنة، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي أبي الحسن المدني. روى عن: أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف، وأبيه، ويروي عنه:(ع)، وإسماعيل ابن علية، وشعبة، والثوري.

قال في "التقريب": صدوق له أوهام، من السابعة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ.

(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).

ص: 225

عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ الْمَذْهَبَ .. أَبْعَدَ.

===

(عن المغيرة بن شعبة) بن أبي عامر بن مسعود الثقفي الكوفي، الصحابي المشهور رضي الله عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.

(قال) المغيرة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب) ومشى (المذهب) أي: إلى المكان الذي يذهب إليه لقضاء الحاجة فيه؛ أي: إذا أراد الذهاب إلى الموضع الذي يذهب إليه لقضاء الحاجة فيه .. (أبعد) نفسه عن أعين الناس بحيث لا يرونه، أو أبعد تلك الحاجة إلى حيث لا يراه الناس ولا يشمون فيه رائحته.

قوله: (المذهب) وهو موضع التغوط، أو مصدر ميمي بمعنى الذهاب المعهود؛ وهو الذهاب إلى موضع التغوط، قال العراقي: هو بفتح الميم وإسكان الذال وفتح الهاء مفعل من الذهاب، ويطلق على معنيين:

أحدهما: المكان الذي يذهب إليه لقضاء الحاجة فيه، والثاني: المصدر، يقال: ذهب ذهابًا ومذهبًا، فيحتمل هنا أن يراد المكان، فيكون التقدير: إذا ذهب في المذهب؛ لأن شأن الظروف أن تقدّر بفي الظرفية، ويحتمل أن يراد المصدر؛ أي: إذا ذهب ذهابًا إلى موضع قضاء الحاجة، والاحتمال الأول هو المنقول عن أهل العربية، وقال به أبو عبيدة وغيره، وجزم به في "النهاية"، ويوافق الاحتمال الثاني قوله في رواية الترمذي:(أتى حاجته فأبعد في المذهب) فإنه يتعين فيها أن يراد بالمذهب المصدر، (أبعد) في موضع ذهابه، أو في الذهاب المعهود؛ أي: أكثر المشي حتى بعد عن الناس في موضع ذهابه.

ص: 226

(65)

- 329 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْمُثَنَّى،

===

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي وأحمد والدارمي، قال الترمذي في "سننه": وفي الباب عن عبد الرحمن بن أبي قراد، وأبي قتادة، وجابر، ويحيى بن عبيد عن أبيه، وأبي موسى، وابن عباس، وبلال بن الحارث، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. انتهى "تحفة الأشراف".

وحينئذ فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث المغيرة بحديث أنس رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(65)

- 329 - (2)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي.

(حدثنا محمد بن عبيد) -مصغرًا- هذا تحريف من النساخ، والصواب (حدثنا عمر بن عبيد) بن أبي أمية الطنافسي -بفتح الطاء والنون وبعد الألف فاء مكسورة ثم سين مهملة- الإيادي مولاهم الكوفي. روى عن: عمر بن المثنى الأشجعي، والأعمش، ومنصور، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وآخرون.

وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق، من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومئة (185 هـ)، وقيل: بعدها.

(عن عمر بن المثنى) وفي بعض النسخ: (عن محمد بن المثنى) وهو تحريف من النساخ، والصواب (عن عمر بن المثنى) الأشجعي الرَّقِّي -بفتح

ص: 227

عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَتَنَحَّى

===

الراء بعدها قاف- روى عن: عطاء بن عبد الله الخراساني، ويروي عنه:(ق)، وعمر بن عبيد الطنافسي.

قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، وقال في "التقريب": مستور، من الثامنة.

(عن عطاء) بن عبد الله (الخراساني)، وقيل: عطاء بن أبي مسلم الخراساني أبو أيوب، ويقال: أبو عثمان، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو صالح البلخي، نزيل الشام مولى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، واسم أبيه: عبد الله، ويقال: ميسرة. روى عن: أنس، وغيره من الصحابة مرسلًا؛ كابن عباس، والمغيرة بن شعبة، ومعاذ بن جبل، وغيرهم، وعن سعيد بن المسيب، وغيرهم، ويروي عنه:(م عم)، وعمر بن المثنى، وابنه عثمان، وشعبة، ومعمر، وابن جريج، وآخرون.

وثقه ابن معين وأبو حاتم، وقال الدارقطني: ثقة في نفسه إلا أنه لم يلق ابن عباس، وقال أبو داوود أيضًا: إنه لم يدرك ابن عباس ولم يره، وقال في "التقريب": صدوق، يهم كثيرًا ويرسل ويدلس، من الخامسة، مات سنة خمس وثلاثين ومئة (135 هـ).

(عن أنس) بن مالك رضي الله عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لضعف عمر بن المثنى الأشجعي، وقال أبو زرعة: عطاء لم يسمع من أنس. انظر "تهذيب الكمال"(20/ 108).

(قال) أنس: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر) لم أر من عين ذلك السفر، (فتنحى) أي: تباعد النبي صلى الله عليه وسلم عن الناس

ص: 228

لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ.

(66)

-330 - (3) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِب، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ،

===

(ر) قضاء (حاجته) بول أو غائط؛ أي: أخذ الناحية وبعد عن الناس لقضاء حاجته، (ثم جاء فدعا) أي: طلب (بوضوء) -بفتح الواو- أي: بماء يتوضأ به، (فـ) أخذ الماء من بعض خدمه، فـ (توضأ) وضوءًا شرعيًا كاملًا.

وموضع الترجمة من الحديث قوله: (فتنحى لحاجته)،

وانفرد به ابن ماجه، ولكن الحديث: صحيح؛ لأن له شواهد صحيحة، وسيأتي في (باب المسح على الخفين)، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث المغيرة بحديث يعلى بن مرة رضي الله عنهما، فقال:

(66)

-330 - (3)(حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب) المدني سكن مكة، قال مضر بن محمد عن ابن معين: ثقة، وقال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال في "التقريب": صدوق ربما وهم، من العاشرة، مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومئتين. يروي عنه:(ق).

(حدثنا يحيى بن سليم) الطائفي القرشي، نزيل مكة، صدوق سيئ الحفظ، من التاسعة، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ) أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن) عبد الله بن عثمان (بن خثيم) القارئ المكي أبي عثمان حليف بني زهرة. روى عن: يونس بن خبَّاب، وأبي الطفيل، وصفية بنت شيبة، وأبي الزبير،

ص: 229

عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا ذَهَبَ إِلَى الْغَائِطِ .. أَبْعَدَ.

===

ويروي عنه: (م عم)، ويحيى بن سليم، والسفيانان، وابن جريج، ومعمر، وآخرون.

قال ابن معين: ثقة حجة، وقال العجلي: ثقة، وقال أبو حاتم: ما به بأس صالح الحديث، وقال النسائي: ثقة، وقال في "التقريب": صدوق، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ).

(عن يونس بن خباب) -بمعجمة وموحدتين- الأسيدي مولاهم أبي حمزة الكوفي. روى عن: يعلى بن مرة، ونافع بن جبير بن مطعم، وعبد الله بن بريدة، ويروي عنه:(عم)، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وشعبة، والثوري، وغيرهم، صدوق يخطئ ورمي بالرفض، من السادسة.

(عن يعلى بن مرة) بن وهب بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي وهو ثقيف، أبي المُرازم -بضم الميم وكسر الزاي بعد الألف وتخفيف الراء- الثقفي، الصحابي المشهور، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية وخيبر والفتح رضي الله عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لضعف يونس بن خباب، قال فيه البخاري في "التاريخ الصغير": منكر الحديث، وقال الجوزجاني: كذاب مفتر، وقال ابن معين: كان رجل سوء كان يشتم عثمان، وقال العقيلي: كان يغلو في الرفض.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان) دائمًا (إذا ذهب) أي: إذا أراد الذهاب (إلى الغائط) أي: إلى المكان الذي تُقضى فيه الحاجة .. (أبعد) نفسه في الذهاب؛ كي لا يراه الناس ويستتر عنهم.

ص: 230

(67)

-331 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ،

===

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه عن يعلى بن مرة، ولكن رواه أصحاب "السنن الأربعة"، وابن خزيمة في "صحيحه"، والإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك" من حديث المغيرة بن شعبة، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقال الترمذي: حسن صحيح.

فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لأن له شواهد، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث المغيرة، فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث المغيرة بن شعبة بحديث عبد الرحمن بن أبي قراد رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(67)

-331 - (4)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن أبي جعفر) عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب بن خماشة الأنصاري (الخطمي) كما قال المصنف.

(قال) لنا (أبو بكر بن أبي شيبة: واسمه) أي: اسم أبي جعفر (عمير بن يزيد) المدني نزيل البصرة. روى عن: عمارة بن خزيمة، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف، وسعيد بن المسيب، ومحمد بن كعب القرظي، ويروي عنه:(عم)، ويحيى القطان، وهشام الدستوائي، وشعبة.

قال ابن معين والنسائي: ثقة، ووثقه ابن نمير والعجلي، وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان أبو جعفر وأبوه وجده قومًا يتوارثون الصدق بعضهم عن بعض، وقال في "التقريب": صدوق، من السادسة. يروي عنه:(عم).

ص: 231

عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ وَالْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ فَأَبْعَدَ.

===

(عن عمارة بن خزيمة) بن ثابت الأنصاري الأوسي أبي عبد الله المدني.

روى عن: عبد الرحمن بن أبي قراد، وعثمان بن حنيف، وعمرو بن العاص، وأبيه، ويروي عنه:(عم)، وأبو جعفر الخطمي، ومحمد بن زرارة بن عبد الله، وأبو واقد الليثي، وآخرون.

قال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من الثالثة، مات سنة خمس ومئة (105 هـ) وهو ابن خمس وسبعين.

(والحارث بن فضيل) الأنصاري الخطمي أبي عبد الله المدني. روى عن: عبد الرحمن بن أبي قراد، والزهري، ومحمود بن لبيد، ويروي عنه:(م د س ق)، وأبو جعفر الخطمي، وابن إسحاق، وابن عجلان، وغيرهم.

قال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وفي "التقريب": ثقة، من السادسة، كلاهما رويا:

(عن عبد الرحمن بن أبي قراد) الأنصاري، ويقال له: ابن الفاكه الصحابي الشهير رضي الله عنه. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي عنه:(س ق)، وعمارة بن خزيمة، والحارث بن فضيل، له حديث واحد وهو هذا الحديث.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(قال) عبد الرحمن بن أبي قراد: (حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب) من عندنا (لـ) قضاء (حاجته) حاجة الإنسان، (فأبعد) نفسه عن أعين الناس إلى ناحية من الأرض؛ كي لا يراه الناس حال قضاء حاجته.

ص: 232

(68)

- 332 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،

===

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب الطهارة (16)، باب الإبعاد عند إرادة الحاجة، رقم (16)، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الطهارة (1/ 140)، وجعله شاهدًا على حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لأن رجاله ثقات، وغرضه: الاستشهاد به لحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث المغيرة بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(68)

- 332 - (5)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله بن موسى) العبسي -بموحدة- مولاهم أبو محمد الكوفي، صاحب "المسند".

وثقه ابن معين والعجلي، وقال في "التقريب": ثقة، من التاسعة، كان يتشيع، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنبأنا إسماعيل بن عبد الملك) بن أبي الصّفير -بالمهملة والفاء مصغرًا- وفي "الخلاصة": الصعير -بمهملتين مصغرًا- الأسدي أبو عبد الملك المكي ابن أخي عبد العزيز بن رفيع. روى عن: أبي الزبير، وسعيد بن جبير، وابن أبي مليكة، وغيرهم، ويروي عنه:(د ت ق)، وعبيد الله بن موسى، والثوري، وعيسى بن يونس، ووكيع، وأبو نعيم، وآخرون.

قال في "التقريب": صدوق كثير الوهم، من السادسة.

(عن أبي الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس -بفتح المثناة وسكون

ص: 233

عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَتَغَيَّبَ فَلَا يُرَى.

===

الدال المهملة- الأسدي مولاهم، قال في "التقريب": صدوق إلا أنه يدلس، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، ولكن فيه إسماعيل بن عبد الملك الكوفي، وقد تكلم فيه غير واحد.

(قال) جابر: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة (في سفر) لم أر من عين ذلك السفر، (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البراز) أي: موضع قضاء الحاجة (حتى يتغيب) عن الناس ويحتجب، (فلا يُرى) شخص.

قوله: (البراز) قال الخطابي: هو -بفتح الباء-: اسم للفضاء الواسع من الأرض، كنوا به عن حاجة الإنسان، كما كنوا بالخلاء عنه، يقال: تبرز الرجل إذا تغوط؛ وهو أن يخرج إلى البراز، كما يقال: تخلى إذا صار إلى الخلاء، وفيه من الأدب: استحباب التباعد عند الحاجة عن حضور الناس إذا كان في مراح من الأرض، ويدخل في معناه الاستتار بالأبنية، وضرب الحجب، وإرخاء الستر، وأعماق الآبار والحفائر، ونحو ذلك من الأمور الساترة للعورات وكل ما يستر العورة عن الناس. انتهى.

وقال في "المصباح": البراز -بالفتح والكسر لغة قليلة-: الفضاء الواسع الخالي عن الشجر، ثم كُني به عن الغائط. انتهى من "العون".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود؛ أخرجه في كتاب الطهارة (1)، باب التخلي عند قضاء الحاجة، رقم (2).

ص: 234

(69)

- 333 - (6) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ،

===

ودرجته: أنه صحيح؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث المغيرة بحديث بلال بن الحارث المزني رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(69)

- 333 - (6)(حدثنا العباس بن عبد العظيم) بن إسماعيل بن توبة (العنبري) أبو الفضل البصري. روى عن: عبد الله بن كثير، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، ويروي عنه:(م عم)، وبقي بن مخلد، وابن خزيمة، وغيرهم.

قال النسائي: ثقة مأمون، قال مسلمة: بصري ثقة، وقال في "التقريب": ثقة حافظ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة أربعين ومئتين (245 هـ).

(حدثنا عبد الله بن كثير بن جعفر) بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم أبو عمر المدني ابن أخي إسماعيل بن جعفر. روى عن: كثير بن عبد الله المزني، وابن أبي فديك، وأبيه، وغيرهم، ويروي عنه:(ق)، وعباس العنبري، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ويحيى بن أيوب المقابري، وغيرهم.

وقال في "التقريب": مقبول، من الحادية عشرة.

(حدثنا كثير بن عبد الله) بن عمرو بن عوف اليشكري (المزني) المدني. روى عن: أبيه، ومحمد بن كعب القرظي، ويروي عنه:(دت ق)، وعبد الله بن كثير بن جعفر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الله بن وهب، وغيرهم.

قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال الشافعي: أحد الكذابين، أو أحد

ص: 235

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ

===

أركان الكذب، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، قال في "التقريب": ضعيف، أفرط من نسبه إلى الكذب، من السابعة.

(عن أبيه) عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة - بكسر الميم وسكون اللام - المزني المدني. روى عن: أبيه، ويروي عنه:(دت ق)، وابنه كثير.

ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": مقبول، من الثالثة.

(عن جده) عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة - بكسر الميم وسكان اللام - أبي عبدان المزني، قال ابن سعد: كان قديم الإسلام، رضي الله عنه، مات في ولاية معاوية. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي عنه:(دت ق)، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، وكثير ضعيف.

(عن بلال بن الحارث المزني) المدني الصحابي رضي الله عنه. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر بن الخطاب، وابن مسعود، ويروي عنه:(عم)، وعمرو بن عوف إن كان محفوظًا، وابنه الحارث، وعلقمة بن وقاص.

ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من المهاجرين، قال أحمد بن عبد الله البرقي: يقال: إن بلال بن الحارث كان أول من قدم من مزينة على النبي صلى الله عليه وسلم في رجال من مزينة سنة خمس من الهجرة، قال المدائني وغيره: مات سنة ستين (60 هـ)، وله ثمانون سنة.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، قال فيه الشافعي: ركن من أركان الكذب، وقال ابن حبان في "المجروحين": روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب، ولا الرواية إلا على وجه التعجب.

ص: 236

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ .. أَبْعَدَ.

===

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة) أي: الذهاب إلى موضعها .. (أبعد) نفسه عن محضر الناس؛ حتى لا يرونه حال قضاء الحاجة.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لأن له شواهد من الأحاديث الصحيحة، وغرضه: الاستشهاد به لحديث المغيرة، والله أعلم.

فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:

الأول: حديث المغيرة، ذكره للاستدلال.

والثاني: حديث أنس، ذكره للاستشهاد.

والثالث: حديث يعلى بن مرة، ذكره للاستشهاد.

والرابع: حديث عبد الرحمن بن أبي قراد، ذكره للاستشهاد.

والخامس: حديث جابر، ذكره للاستشهاد.

والسادس: حديث بلال بن الحارث، ذكره للاستشهاد.

ص: 237