الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(9) - (33) - بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ
(30)
- 294 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ،
===
(9)
- (33) - (باب ما يقول الرجل) وكذا المرأة من الذكر (إذا دخل الخلاء) أي: إذا أراد دخوله.
* * *
(30)
- 294 - (1)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي مولاهم أبو عبد الله البصري، المعروف بغندر صاحب الكرابيس ربيب شعبة، جالسه نحوًا من عشرين سنة، ثقة، صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة، من التاسعة، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ)، قال ابن سعد: سنة أربع. يروي عنه: (ع).
(وعبد الرحمن بن مهدي) بن حسان الأزدي مولاهم أبو سعيد البصري، ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ) بالبصرة، وله ثلاث وستون سنة، وكان يحج كل سنة.
(قالا: حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري، ثقة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة مدلس، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).
عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذه الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ؛ فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ .. فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ".
===
(عن النضر بن أنس) بن مالك الأنصاري أبي مالك البصري، ثقة، من الثالثة، مات سنة بضع ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن زيد بن أرقم) بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي الصحابي المشهور رضي الله عنه، مات سنة لست أو ثمان وستين (68 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) زيد: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه الحشوش) والمراحيض (محتضرة) للشياطين، (فإذا دخلـ) ـها (أحدكم) أي: أراد دخولها لقضاء حاجته .. (فليقل) ندبًا: (اللهم؛ إني أعوذ) وأتحصن (بك) أي: بحفظك وقدرتك (من) شر (الخبث والخبائث) أي: من ضررها وإذايتها.
قوله: (إذا دخل الخلاء) قال الأبي: والخلاء -بفتح الخاء المعجمة وبالمد-: الموضع الخالي، وسُمي به موضع قضاء الحاجة؛ لخلائه في غير وقتها، وإن كسرت فيه الخاء .. فهو عيب في الإبل؛ كالحران في الخيل، وهو بفتح الخاء والقصر: الحشيش الرطب، وهو أيضًا حسن الكلام، يقال: هو حسن الخلا؛ أي: حسن الكلام. ذكر ذلك الفارسي في "الإيضاح" في باب المقصور والممدود. انتهى.
والخلاء أيضًا بالمد: الغائط، والمراد به هنا: موضع قضاء الحاجة من الحشش والكنف.
قوله: (إن هذه الحشوش) -بضم المهملة والمعجمة الأولى- جمع حش مثلث الحاء؛ وهي الكنف ومواضع قضاء الحاجة، قال الخطابي: وأصل
(30)
- 294 - (م) حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَتَكِيُّ،
===
الحش: جماعة النخل المتكاثفة، وكانوا يقضون حوائجهم إليها قبل أن تتخذ الكنف في البيوت.
قوله: (محتضرة) بصيغة اسم المفعول؛ أي: تحضرها الجن والشياطين وتنتابها؛ لقصد الأذى.
قوله: (من الخبث) بضمتين، وقد جاءت الرواية بإسكان الباء إما على التخفيف، أو على أنه اسم بمعنى الشر جمع الخبيث، "والخبائث" جمع الخبيثة، والمراد: ذكور الشياطين وإناثهم، فالخبائث صفة النفوس الشريرة، فيشمل ذكور الشياطين وإناثهم، والمراد: التعوذ من الشر وأصحابه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في "سننه" في الطهارة رقم (6)، والنسائي في "الكبرى"، والبيهقي (1/ 96)، والحاكم في "المستدرك"، وابن خزيمة وابن أبي شيبة والطبراني وأبو يعلى في "مسنده".
ودرجته أنه: صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه، فقال:
(30)
- 294 - (م)(حدثنا جميل بن الحسن) بن جميل الأزدي (العتكي) الجهضمي أبو الحسن البصري نزيل الأهواز. روى عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والهذيل بن الحكم، ومحمد بن مروان العقيلي، وعبد الوهاب الثقفي، وابن عيينة، وغيرهم، ويروي عنه:(ق)، وابن خزيمة، وأبو عروبة، وزكرياء الساجي، وأبو بكر بن أبي داوود، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: أدركناه ولم نكتب عنه، قال ابن عدي في "الكامل":
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ ح وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ،
===
سمعت عبدان وقد سئل عنه، فقال: كان كذابًا فاسقًا، قال ابن عدي: وجميل لم أسمع أحدًا يتكلم فيه غير عبدان، وهو كثير الرواية، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يغرب، وقال في "التقريب": صدوق يخطئ أفرط فيه عبدان، من العاشرة.
(حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى) السامي بالمهملة أبو محمد البصري.
وثقه ابن معين وأبو زرعة، ويروي عنه:(ع)، وقال في التقريب: ثقة، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ).
(حدثنا سعيد بن أبي عروبة) مهران اليشكري مولاهم أبو النضر البصري.
ثقة حافظ، له تصانيف، لكنه كثير التدليس واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة، من السادسة، مات سنة ست، وقيل: سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه: (ع).
(عن قتادة ح وحدثنا هارون بن إسحاق) بن محمد بن مالك الهمداني -بالسكون- أبو القاسم الكوفي، صدوق، ويروي عنه:(ت س ق)، من صغار العاشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ).
(حدثنا عبدة) بن سليمان الكلابي أبو محمد الكوفي، يقال: اسمه عبد الرحمن. يروي عنه: (ع).
قال في التقريب: ثقة ثبت، من صغار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ)، وقيل بعدها.
(قال) هارون: حدثنا عبدة هذا الحديث:
(حدثنا سعيد) بن أبي عروبة.
عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
(31)
- 295 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ،
===
(عن قتادة) بن دعامة.
(عن القاسم بن عوف الشيباني) البكري الكوفي. روى عن: زيد بن أرقم، وأبي برزة، والبراء، وابن عمر، ويروي عنه:(م س ق)، وقتادة، وهشام الدستوائي، وعدة.
قال ابن عدي: يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ومحله عندي الصدق، له في (م) فرد حديث في صلاة الأوابين، وقال في "التقريب": صدوق يغرب، من الثالثة.
(عن زيد بن أرقم) رضي الله عنه.
وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة، وغرضه: بسوقهما بيان متابعة القاسم بن عوف لنضر بن أنس في رواية هذا الحديث.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
…
): إن هذه الحشوش محتضرة .. الحديث (فذكر) القاسم بن عوف (الحديث) السابق بمثله؛ أي: بمثل حديث النضر بن أنس، وانفرد ابن ماجه بهذه المتابعة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث زيد بن أرقم بحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فقال:
(31)
- 295 - (2)(حدثنا محمد بن حميد) -مصغرًا- ابن حيان -بتحتانية- التميمي الحافظ أبو عبد الله الرازي. روى عن: الحكم بن
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ، حَدَّثَنَا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ،
===
بشير بن سلمان، وجرير بن عبد الحميد، وزيد بن الحباب، وأبي داوود الطيالسي، وغيرهم، ويروي عنه:(دت ق)، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وماتا قبله، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلق.
وثقه ابن معين، وقال أبو العباس بن سعيد: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول: ابن حميد ثقة، كتب عنه يحيى، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الخليلي: كان حافظًا عالمًا بهذا الشأن، رضيه أحمد ويحيى، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات، وقال في "التقريب": حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه، من العاشرة، مات سنة ثمان وأربعين ومئتين (248 هـ).
(حدثنا الحكم بن بشير بن سلمان) النهدي: نسبة إلى نهد بن زيد، أبو محمد الكوفي. روى عن: خلاد بن عيسى الصفّار، وعمرو بن قيس الملائي، وموسى بن أبي عائشة، وغيرهم، ويروي عنه:(ت ق)، ومحمد بن حميد الرازي، وابنه عبد الرحمن، والقاسم بن سلّام، وعدة.
قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، أخرجا له حديثًا واحدًا بسند واحد؛ وهو حديث أبي جحيفة عن علي في القول عند دخول الخلاء، وقال في "التقريب": صدوق، من الثامنة.
(حدثنا خلاد) بن عيسى (الصفار) أبو مسلم الكوفي العبدي. روى عن: الحكم بن عبد الله النصري، وثابت البناني، وسماك بن حرب، وغيرهم، ويروي عنه:(ت ق)، والحكم بن بشير، ووكيع، وعمرو بن محمد العنقزي، وغيرهم.
عَنِ الْحَكَمِ النَّصْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ
===
وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: حديثه متقارب، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": لا بأس به، من السابعة.
(عن الحكم) بن عبد الله (النصري) -بالنون- كذا في "التقريب" و"التهذيب" وغيرهما، وما في أغلب نسخ المتن من لفظ البصري بالموحدة .. تحريف من النساخ. روى عن: أبي إسحاق السبيعي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والحسن البصري، وغيرهم، ويروي عنه:(ت ق)، وخلاد الصفّار، والسفيانان.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": مقبول، من السادسة.
(عن أبي إسحاق) السبيعي الكوفي عمرو بن عبد الله الهمداني، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن أبي جحيفة) -مصغرًا- وهب بن عبد الله السوائي -بضم المهملة والمد- مشهور بكنيته، ويقال له: وهب الخير، الصحابي المشهور رضي الله عنه، من صغار الصحابة، مات النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبلغ الحلم، له خمسة وأربعون (45) حديثًا، اتفقا على حديثين، وانفرد (خ) بحديثين، و (م) بثلاثة. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن علي، وعن البراء، ويروي عنه:(ع)، والسبيعي، والشعبي، والحكم بن عتيبة، وغيرهم. مات سنة أربع وسبعين (74 هـ).
(عن علي) بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة، ومن لطائفه: أن فيه رواية صحابي عن صحابي.
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ .. أَنْ يَقُولَ: بِاسْمِ اللهِ".
(32)
- 296 - (3) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ،
===
(قال) علي: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف) والخلاء .. (أن يقول: باسم الله) يعني: أن قول الرجل المسلم وكذا المرأة المسلمة إذا دخلا الخلاء، وقالا: باسم الله؛ أي: أتحصن من الشيطان، وأعوذ من وصوله إلى عورتي باسم الله .. يكون سترًا لما بين الجن وعورات بني آدم من الموضع، فإذا كان سترًا لذلك الموضع .. يكون سترًا للعورات بالأولى. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما ذُكر في التسمية عند دخول الخلاء (606)، والطبراني في "الأوسط"(3/ 130)، رقم (2525).
وحكمه: الصحة، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث زيد بن أرقم بحديث أنس بن مالك رضي الله عنهما، فقال:
(32)
- 296 - (3)(حدثنا عمرو بن رافع) بن الفرات بن رافع البجلي أبو حجر بضم المهملة وسكون الجيم القزويني الحافظ. روى عن: ابن علية، وجرير بن عبد الحميد، وابن عيينة، وابن المبارك، ومروان بن معاوية، وآخرين، ويروي عنه:(ق)، وأبو زرعة، وابن الضريس، وغيرهم.
قال أبو حاتم: قل من كتبنا عنه العلم أصدق لهجة وأصح حديثًا منه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مستقيم الحديث جدًّا، وقال
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْب، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ .. قَالَ: "أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ".
===
في "التقريب": ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (237 هـ).
(حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري، المعروف بـ (ابن علية) اسم أمه، ثقة حافظ، من الثامنة، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد العزيز بن صهيب) البناني مولاهم البصري الأعمى، ثقة، من الرابعة، مات سنة ثلاثين ومئة (130 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) أنس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء) والكنيف .. (قال: أعوذ بالله من) شر (الخبث والخبائث) وإذايتهم؛ يعني: ذكران الجن والشياطين وإناثهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري أخرجه في كتاب الوضوء وكتاب الدعوات، باب ما يقول عند الخلاء، رقم (142)، باب (15) باب الدعاء عند الخلاء، رقم (6322)، ومسلم في كتاب الحيض، باب ما يقول إذا أراد الخلاء، رقم (122)، (275)، وأبو داوود في كتاب الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، رقم (4)، والترمذي في كتاب الطهارة، باب (4) ما يقول إذا دخل الخلاء، رقم (5)، وقال: حديث أنس أصح شيء في هذا الباب وأحسنه، والنسائي في كتاب الطهارة، باب القول عند دخول
(33)
- 297 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ،
===
الخلاء، رقم (19)، وأحمد (3/ 99)، والدارمي في كتاب الطهارة، باب ما يقول إذا دخل المخرج، رقم (669).
وحكمه: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، ومما اتفقت عليه السبعة، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث أبي أمامة رضي الله عنه، فقال:
(33)
- 297 - (4)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي أبو عبد الله النيسابوري الإمام الحافظ، ثقة ثبت، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا) سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم (بن أبي مريم) الجمحي المصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وعشرين ومئتين (224 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا يحيى بن أيوب) الغافقي -بمعجمة ثم فاء بعد الألف ثم قاف- أبو العباس المصري.
وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان، وقال في "التقريب": صدوق، ربما أخطأ، من السابعة، مات سنة ثمان وستين ومئة (168 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبيد الله بن زحر) -بفتح الزاي وسكون المهملة- الضمري مولاهم الإفريقي، وُلد بأفريقية، ودخل العراق في طلب العلم. روى عن: علي بن يزيد الألهاني، وخالد بن أبي عمران، وحبان بن أبي جبلة، والأعمش، وأبي
عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ،
===
الهيثم المصري، وجماعة، وأرسل عن أبي أمامة وأبي العالية، ويروي عنه:(عم)، وبكر بن مضر، ويحيى بن أيوب الغافقي، وضمام بن إسماعيل، وآخرون.
قال حرب بن إسماعيل: سألت عنه أحمد فضعفه، وقال ابن معين: كل حديثه عندي ضعيف، وقال الحاكم: لين الحديث، ونقل الترمذي عن البخاري أنه وثقه، وقال البخاري في "التاريخ": مقارب الحديث، ولكن الشأن في شيخه علي بن يزيد، وقال في "التقريب": صدوق يخطيء، من السادسة.
(عن علي بن يزيد) بن أبي زياد الألهاني أبي عبد الملك الدمشقي.
روى عن: القاسم بن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة نسخة كبيرة، وعن مكحول الشامي، ويروي عنه:(ت ق)، وعبيد الله بن زحر، وعثمان بن أبي العاتكة، والوليد بن سليمان بن أبي السائب، وغيرهم.
وقال يعقوب: علي بن يزيد واهي الحديث كثير المنكرات، وقال العلاء عن ابن معين: أحاديث عبد الله بن زحر وعلي بن يزيد ضعيفة، وقال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه، وقال في "التقريب": ضعيف، من السادسة، مات سنة بضع عشرة ومئة.
(عن القاسم) بن عبد الرحمن الدمشقي أبي عبد الرحمن صاحب أبي أمامة. روى عن: علي، وابن مسعود، وتميم الداري، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وقيل: لم يسمع من الصحابة إلا من أبي أمامة، ويروي عنه:(عم)، وعلي بن يزيد الألهاني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو الغيث عطية أبي سليمان، وغيرهم.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَعْجِزْ أَحَدُكُمْ إِذَا دَخَلَ مِرْفَقَهُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النَّجَسِ، الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ، الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ".
===
وقال في "التقريب": صدوق يغرب كثيرًا، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ).
(عن أبي أمامة) الباهلي صُدي بن عجلان بن وهب الشامي، الصحابي المشهور رضي الله عنه روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر، وعثمان، وعلي، وأبي عبيدة بن الجراح، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، والقاسم بن عبد الرحمن، ورجاء بن حيوة، وسالم بن أبي الجعد، سكن الشام، ومات بها سنة ست وثمانين (86 هـ).
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه رجالًا ضعفاء؛ القاسم بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يعجز أحدكم) ولا يكسل (إذا دخل مرفقه) -بكسر- الميم أي: كنفه وخلاءه .. من (أن يقول: اللهم؛ إني أعوذ) وأتحصن (بك) أي: بحفظك (من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم)، والرجس -بكسر فسكون-: هو المستقذر المكروه، (النجس) -بفتحتين-: مصدر، وبكسر الثاني: صفة، ويجوز الوجهان ها هنا، أما الثاني .. فظاهر، وأما الأول .. فلقصد المبالغة؛ كزيد عدل، قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (1) وهو؛ أي: الشيطان نجس اعتقادًا وعملًا.
(1) سورة التوبة: (28).
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثِهِ:"الرِّجْسِ النَّجَسِ"، وَإِنَّمَا قَالَ:"مِنَ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ، الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ".
===
قوله: (الخبيث) أي: نفسه (المخبث) من (أخبث) اللازم والمتعدي، وفي "الصحاح": أخبثه غيره: علمه الخبث وأفسده، بمعنى: جعل غيره خبيثًا بأمره بالخبث، وأخبث أيضًا؛ أي: اتخذ أصحابًا خبثًا، فهو خبيث في نفسه مخبث غيره، وفي "النهاية": الخبيث: ذو الخبث في نفسه، والمخبث: الذي أعوانه خبثاء؛ كما يقال للذي فرسه ضعيف: مضعف، وقيل: هو الذي يعلمهم الخبث ويوقعهم فيه. انتهى.
وفي "الزوائد": إسناده ضعيف، قال ابن حبان: إذا اجتمع في إسناد حديث عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم بن عبد الرحمن .. فذاك الحديث مما عملته أيديهم، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى "سندي".
(قال أبو الحسن) علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر (القطان) القزويني راوية المؤلف:
(حدثنا أبو حاتم) الرازي محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أحد الحفاظ، روى عنه:(خ دس)، من الحادية عشرة، مات سنة سبع وسبعين ومئتين (277 هـ).
(حدثنا) سعيد بن الحكم (بن أبي مريم) الجمحي المصري.
غرضه: بيان متابعة أبي حاتم لمحمد بن يحيى الذهلي (فذكر) أبو حاتم (نحوه) أي: نحو حديث محمد بن يحيى، (و) لكن (لم يقل) أبو حاتم (في حديثه) وروايته لفظة:("الرجس النجس"، وإنما قال: "من الخبيث المخبث الشيطان الرجيم").
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف مطلقًا (2)(46)؛ لأن في سنده ثلاثة من الضعفاء، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:
واحد للاستدلال، وواحد للمتابعة، واثنان للاستشهاد، وواحد للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم