الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(51) - (75) - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَسْحِ الرَأْسِ
(166)
- 430 - (1) حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ
===
(51)
- (75) - (باب ما جاء في مسح الرأس)
(166)
- 430 - (1) حدثنا الرّبيع بن سليمان) بن عبد الجبار بن كامل المرادي أبو محمد المصري، المؤذن صاحب الشافعي وراوية كتبه عنه. روى عن: الشافعي، وابن وهب، وشعيب بن الليث، وأبي يعقوب البويطي، وغيرهم، ويروي عنه:(عم)، وأبو حاتم، وزكرياء الساجي، ومحمد بن هارون الروياني.
قال ابن يونس: كان ثقة، وقال الخليلي: ثقة متفق عليه، وقال في "التقريب": ثقة، من الحادية عشرة، مات يوم الاثنين لعشر بقين من شوال سنة سبعين ومئتين (270 هـ)، وله ست وتسعون سنة.
وقال الطحاوي: وكان مولده ومولد المزني ومحمد بن نصر سنة (174 هـ)، وكان المزني أسنَّ من الرّبيع بستة أشهر.
(وحرملة بن يحيى) بن حرملة بن عمران أبو حفص التجيبي المصري صاحب الشافعي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث، أو أربع وأربعين ومئتين. يروي عنه:(م س ق)، كلاهما:
(قالا: أخبرنا محمد بن إدريس) بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي (الشافعي) المكي، نزيل مصر، رأس الطبقة التاسعة، وهو المجدد لأمر الدين على رأس المئتين، مات سنة أربع ومئتين (204 هـ)، وله أربع وخمسون سنة. يروي عنه:(عم).
قَالَ: أَنْبَأَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟
===
(قال) الشافعي: (أنبأنا مالك بن أنس) بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي أبو عبد الله المدني، الفقيه إمام دار الهجرة، رأس المتقنين وكبير المتثبتين، حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ)، وكان مولده سنة ثلاث وتسعين (93 هـ)، وقال الواقدي: بلغ تسعين سنة. يروي عنه: (ع).
(عن عمرو بن يحيى) بن عمارة بن أبي حسن المازني المدني، ثقة، من السادسة، مات بعد الثلاثين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المدني، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع).
(أنه) أي: أن يحيى بن عمارة (قال لعبد الله بن زيد) بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمر بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري المدني، وقيل في نسبه غير ذلك. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم حديث الوضوء وغيره، ويروي عنه:(ع)، ويحيى بن عمارة، وكان صهره على ابنته، وواسع بن حيان. (وهو) أي: عبد الله بن زيد (جد عمرو بن يحيى) لأن أمه ابنة عبد الله بن زيد.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات أثبات.
قال يحيى بن عمارة لعبد الله بن زيد: (هل تستطيع) وتقدر يا عبد الله (أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ ) أي: هل تقدر إراءتك إياي كيفية وضوء النبي صلى الله عليه وسلم بفعلك إياها؟
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ،
===
(فقال عبد الله بن زيد) ليحيى بن عمارة: (نعم) أستطيع أن أُريك.
وفي "المفهم" أن المعلم للوضوء إذا نوى به رفع الحدث .. أجزأه، وإلا .. لَمْ يجزء عند من يشترط النية، وكذلك المتعلم. انتهى.
(فدعا) أي: طلب عبد الله بن زيد (بوضوء) -بفتح الواو- أي: بماء يتوضأ به، فأُتي به في مطهرة، (فأفرغ) عبد الله منها الماء، وصبه (على يديه) أي: على كفيه، (فغسل يديه) أي: كفيه (مرتين) أي: غسلتين، منصوب على المصدرية؛ لأنه صفة لمصدر محذوف؛ أي: غسلتين مرتين، وفيه: استحباب تقديم غسل الكفين قبل غمسهما في الإناء، ثم أدخل كفه اليمنى في الإناء، فاغترف بها الماء.
(ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا) ثلاثًا، وفي رواية مسلم:(فمضمض واستنشق ثلاثًا)، ومعنى رواية ابن ماجة: فمضمض؛ أي: أدار الماء في جوانب فمه، واستنشق؛ أي: أدخل الماء إلى أعلى أنفه، ثم استنثر ما في أنفه من الأذى؛ أي: أخرجه، والاستنثار مستلزم للاستنشاق؛ لأنه لا يكون إلَّا بعد الاستنشاق، والحكمة في تقديمهما على الوضوء .. اختبار طعم الماء بالفم والرائحة بالأنف، وأما اللون فمشاهد.
(ثم غسل وجهه ثلاثًا) من المرات، ذكر اسم العدد، لأن المعدود مؤنث، قال بعضهم: ويستحب أن يبدأ في غسل الوجه بأعلاه؛ لكونه أشرف، ولأنه أقرب إلى الاستيعاب، (ثم غسل يديه) أي: ذراعيه (مرتين مرتين) أي: كلَا منهما (إلى المرفقين) أي: مع المرفقين، والمرفقان تثنية مرفق؛ والمرفق
ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.
===
- بكسر الميم وفتح الفاء بوزن منبر -: هو العظم الناتئ في آخر الذراع، سُمّي بذلك؛ لأنه يرتفق به في الاتكاء ونحوه.
وقد اختلف العلماء: هل يدخل المرفقان في غسل اليدين أم لا؟ فقال الجمهور: نعم؛ لأن (إلى) في الآية بمعنى (مع)، وخالفهم زفر، وقال الشافعي: لا أعلم مخالفًا في إيجاب غسل المرفقين في الوضوء، فعلى هذا فزفر محجوج عليه بالإجماع قبله، كذا قال الحافظ.
(ثم مسح رأسه بيديه) أي: بكفيه بماء جديد، وقوله:(فأقبل بهما وأدبر) تفسير لمسح الرأس، وبيان لكيفيته؛ أي: فأذهب بيديه إلى جهة القفا؛ أي: وضعهما على قبالة رأسه؛ يعني الناصية وأدبرهما؛ أي: أرجعهما من القفا إلى المقدم، كما فسره في الحديث.
(بدأ بمقدم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما) من القفا (حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه) المسح؛ وهو مقدم الرأس.
قال السندي: قوله: (بدأ بمقدم رأسه
…
) إلى آخره .. بيان وتفصيل لقوله: (فأقبل بهما وأدبر)، ولذلك ترك العاطف، (ثم ردهما): أي ليستوعب المسح شعر الرأس بطرفيه؛ فإن الإنسان إذا اكتفى بمجرد الإقبال والإدبار .. لا يكون مسحه إلَّا بطرف واحد من شعر الرأس، ولا يستوعب الطرفين، فمن أراد استيعاب الطرفين .. فلا بد له من الإقبال بهما والإدبار، فهذا ليس من قبيل تكرار المسح، وإنما هو من قبيل استيعاب طرف الشعر، قيل: هو مخصوص بمن له شعر.
(ثم غسل رجليه) يحتمل أنه غسل مرّة واحدة، فلذلك ترك ذكر عدده،
(167)
- 431 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ،
===
أو أن ترك ذكر عدده اختصار من الرواة، فيحتمل التثنية والتثليث، والله أعلم. انتهى منه.
قال النووي: والإقبال والإدبار في مسح الرأس مستحب باتفاق العلماء؛ فإنه طريق إلى استيعاب الرأس ووصول الماء إلى جميع شعره، قال أصحابنا: وهذا الرد إنما يستحب لمن كان له شعر غير مضفور، أما من لا شعر على رأسه أو كان شعره مضفورًا .. فلا يستحب له الرد؛ إذ لا فائدة فيه، ولو رد في هذه الحالة .. لَمْ يحسب الرد مسحة ثانية؛ لأن الماء صار مستعملًا بالنسبة إلى ما سوى تلك المسحة، وليس في الحديث دلالة على وجوب استيعاب الرأس بالمسح؛ لأن الحديث ورد في كمال الوضوء، لا فيما لا بد منه، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي.
فهو: من المتفق عليه، فيكون في أعلى درجات الصحة، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عبد الله بن زيد بحديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(167)
- 431 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي.
(حدثنا عبّاد بن العوام) بن عمر الكلابي مولاهم أبو سهل الواسطي، ثقة،
عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً.
(168)
-432 - (3) حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ،
===
من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومئة (185 هـ) أو بعدها. روى عن: حجاج بن أرطاة، ويروي عنه:(ع).
(عن حجاج) بن أرطاة -بفتح الهمزة- ابن ثور بن هبيرة النخعي الكوفي، صدوق كثير الخطأ، من السابعة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). روى عن: عطاء، ويروي عنه:(م عم).
(عن عطاء) بن أبي رباح - اسمه: أسلم - القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة أربع عشرة ومئة (114 هـ) على المشهور، وقيل: تغير بأخرة. يروي عنه: (ع).
(عن عثمان بن عفان) رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) عثمان: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فمسح رأسه مرة) واحدة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لكون رجاله ثقات، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عبد الله بن زيد بحديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(168)
- 432 - (3)(حدثنا هناد بن السري) -بفتح المهملة وكسر
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ
===
الراء المخففة بعدها ياء مشددة- ابن مصعب التميمي الدارمي أبو السري الكوفي. روى عن: أبي الأحوص، وشريك بن عبد الله، ويروي عنه:(م عم)، وأبو حاتم، وأبو زرعة.
وثقه النسائي، وقال في "التقريب": ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ).
(حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي. يروي عنه: (ع).
قال ابن معين: ثقة متقن، وقال في "التقريب": ثقة متقن، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ).
(عن أبي إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله الكوفي، ثقة، من الثالثة، وقال في "التقريب": ثقة مكثر عابد، مات سنة تسع وعشرين ومئة (129 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن أبي حية) الوادعي الخارفي الهمداني الكوفي. روى عن: علي بن أبي طالب، وعن عبد خير عنه، ويروي عنه:(عم)، وأبو إسحاق السبيعي.
قال أبو زرعة: لا يُسمي، وقال ابن ماكولا: يُختلف في اسمه، فيُقال: عمرو بن نصر، ويقال: عامر بن الحارث، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وسماه عمرو بن عبد الله، وقال ابن القطان: وثقه بعضهم، وقال ابن الجاورد في "الكنى": وثقه ابن نمير، وقال في "التقريب": مقبول، من الثالثة.
(عن علي) بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً.
(169)
- 433 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ،
===
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رأسه مرّة) واحدة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لأن رجاله ثقات.
* * *
ثم استشهد رحمه الله تعالى ثالثًا بحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، فقال:
(169)
- 433 - (4)(حدثنا محمد بن الحارث) بن راشد بن طارق الأموي مولاهم مولى عمر بن عبد العزيز أبو عبد الله (المصري) المؤذن بالجامع بمصر. روى عن: يحيى بن راشد المازني، والليث بن سعد، والمفضل بن فضالة، ويروي عنه:(ق)، ويعقوب بن سفيان، ورشدين بن سعد.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يغرب، وقال في "التقريب": صدوق يغرب، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ).
(حدثنا يحيى بن راشد) المازني أبو سعيد (البصري) البرَّاء - بموحدة وراء مشددة ومد - روى عن: يزيد بن عبيد مولى سلمة، وخالد الحذّاء، وابن عون، ويروي عنه:(ق)، ومحمد بن الحارث المصري المؤذن، ومروان بن محمد الطاطري.
قال أبو زرعة: شيخ لين الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف في حديثه إنكار، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويخالف، وقال في "التقريب": ضعيف، من الثامنة.
عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً.
(170)
- 434 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ
===
(عن يزيد) بن أبي عبيد (مولى سلمة) بن الأكوع الحجازي أبي خالد الأسلمي. روى عن: مولاه، وهشام بن عروة وهو أكبر منه، ويروي عنه:(ع)، ويحيى بن راشد، وحماد بن مسعدة، وبكير بن الأشج.
قال الآجري عن أبي داوود: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من الرابعة، مات سنة بضع وأربعين ومئة.
(عن سلمة بن) عمرو بن (الأكوع) الأسلمي أبي إياس، أو أبي مسلم، شهد بيعة الرضوان، مات سنة أربع وسبعين (74 هـ) رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف؛ لضعف يحيى بن راشد، ومحمد بن الحارث المصري مختلف فيه.
(قال) سلمة: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فمسح رأسه مرّة).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن له شواهد من حديث عثمان وعلي، ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث عبد الله بن زيد بحديث الرّبيع بنت معوذ رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(170)
- 434 - (5)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث أو خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّتَيْنِ.
===
(قالا: حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي، ثقة حجة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن محمد بن عقيل) بن أبي طالب الهاشمي أبي محمد المدني، صدوق، في حديثه لين، من الرابعة، مات بعد الأربعين ومئة. يروي عنه:(د ت ق).
(عن الرُّبيِّع بنت معوِّذ ابن عفراء) الأنصارية النجارية المدنية، من صغار الصحابة رضي الله تعالى عنها. يروي عنها:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عبد الله بن عقيل، وفيه لين.
(قالت) الرّبيع: (توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمسح رأسه مرتين) فلا ينافي هذا الحديث الأحاديث المذكورة قبله؛ لتعدد الواقعة، وهو مختصر من حديثها المتقدم في رقم (386)، قال أبو عيسى: حديث الرّبيع هذا حديث حسن، وحديث عبد الله بن زيد أصح من هذا وأجود إسنادًا.
وهذا الحديث درجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به؛ لأن المسح المذكور في الترجمة يحتمل كونه مرّة أو مرتين.
قال السندي: (فمسح رأسه مرتين) الثابت في حديثها - المتقدم في رقم (386) - أنه مسح ما أقبل وما أدبر مرّة واحدة، رواه الترمذي، وصححه غيره،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فيحتمل المرتان على مسح ما أقبل وما أدبر، وهو عبارة عن المرة المستوعبة، وبالجملة: فالثابت في وضوئه هو المرة الواحدة، ولذلك رجحه المحقق ابن حجر بحديث "فمن زاد"، وقرر أن التكرار غير مستحب، ودليله الذي استدل به يدلُّ على أنه مكرر.
وانفرد به ابن ماجة.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:
الأول حديث عبد الله بن زيد، ذكره للاستدلال.
والثاني: حديث عثمان، ذكره للاستشهاد.
والثالث: حديث علي، ذكره للاستشهاد.
والرابع: حديث سلمة، ذكره للاستشهاد.
والخامس: حديث الرّبيع، ذكره للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم