الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(24) - (48) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الاجْتِمَاعِ عَلَى الْخَلَاءِ وَالْحَدِيثِ عِنْدَهُ
(74)
- 338 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءِ، أَنْبَأَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ،
===
(24)
- (48) - (باب النهي عن الاجتماع على الخلاء والحديث عنده)
أي: هذا باب معقود في ذكر الأحاديث الدالة على النهي عن الاجتماع على الغائط والتحدث عليه.
(74)
- 338 - (1)(حدثنا محمد بن يحيى) الذهلي النيسابوري.
(حدثنا عبد الله بن رجاء) المكي نزيل مكة أبو عمران البصري. روى عن: عكرمة بن عمار، وموسى بن عقبة، وابن جريج، ومالك، وجماعة، ويروي عنه:(م دس ق)، ومحمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي، وإسحاق، ويحيى بن معين، وعمرو الناقد، وطائفة.
وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة تغير حفظه قليلًا، من صغار الثامنة، مات في حدود التسعين ومئة (190 هـ).
(أنبأنا عكرمة بن عمار) العجلي أبو عمار اليمامي بصري الأصل. روى عن: يحيى بن أبي كثير، وإياس بن سلمة بن الأكوع، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعطاء بن أبي رباح، ويروي عنه:(م عم)، وعبد الله بن رجاء، وشعبة، والثوري، ووكيع، والقطان، وجماعة.
قال أحمد: مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير، وقال ابن المديني: أحاديث عكرمة عن يحيى بن أبي كثير .. ليست بذاك مناكير، كان يحيى بن
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
===
سعد يضعفها، وقال البخاري: مضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير، وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن علي بن المديني: كان عكرمة عند أصحابنا ثقة ثبتًا، وقال الآجري عن أبي داوود: عكرمة ثقة، وفي حديثه عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، وقال في "التقريب": صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب، من الخامسة، مات قبيل الستين ومئة.
(عن يحيى بن أبي كثير) صالح بن المتوكل الطائي مولاهم أبي نصر اليمامي. روى عنه: (ع)، وعكرمة بن عمار، وأيوب السختياني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهما من أقرانه، والأوزاعي.
ثقة ثبت، من الخامسة، لكنه يدلس ويرسل، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ)، وقيل قبل ذلك.
(عن هلال بن عياض) الأنصاري، وقيل: عياض بن هلال، وهو الصواب.
روى عن: أبي سعيد الخدري، ويروي عنه:(عم)، ويحيى بن أبي كثير.
قال محمد بن يحيى الذهلي وأبو حاتم: عياض بن هلال هو أشبه، وقال ابن حبان في "الثقات": من زعم أنه هلال بن عياض .. فقد وهم، له عندهم حديث في السهو وغيره، وله عند (دق) حديث:"لا يخرج الرجلان يضربان الغائط"، وقال ابن خزيمة في "صحيحه": أحسب الوهم فيه من عكرمة بن عمار، حيث قال: هلال بن عياض، وهو عياض بن هلال، وقال في "التقريب": عياض بن هلال مجهول، من الثالثة، تفرد يحيى بن أبي كثير بالرواية عنه.
(عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه.
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ عَلَى غَائِطِهِمَا، يَنْظُرُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَوْرَةِ صَاحِبِهِ؛ فَإِنَّ اللهَ عز وجل يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ".
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن في رجاله مجهولًا؛ وهو عياض بن هلال.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يتناجى اثنان على غائطهما) أي: لا يتحدثان في حال تغوطهما جالسين على غائطهما سرًّا، وهو خبر بمعنى النهي والزجر عن المحادثة على الخلاء، مأخوذ من التناجي؛ وهو تكلم كل منهما مع الآخر سرًّا، وجملة قوله:(ينظر كل واحد منهما إلى عورة صاحبه) .. صفة اثنان؛ لوقوعها بعد نكرة، ولكنها صفة سببية، والتقدير: لا يتحدث اثنان سرًّا على غائطهما ناظر كل واحد منهما إلى فرج صاحبه، كما يفعله أولاد أهل البوادي الذين ليس لهم كنيف.
وإنما نهيتكم عن ذلك (فإن الله) أي: لأن الله عز وجل يمقت) من باب (نصر) أي: يغضب (على ذلك) التناجي؛ لكونهما ألعوبة للشيطان.
قال السندي: والحديث يدل على منع تحدث كل واحد من المتخليين مع الآخر مع نظره إلى عورة الآخر، ولا يلزم منه منع تحدث المتخلي مطلقًا، إلا أن يقال: مدار المنع كون المتكلم متخليًا ولا اعتبار بكون المتكلم معه متخليًا، وإنما جاء فرض المتكلم معه متخليًا من جهة أنه لا يحضر مع المتخلي في ذلك الموضع إلا مثله، وأما ذكر النظر .. فلزيادة التقبيح ضرورة أن النظر حرام مع قطع النظر من التحدث والتخلي، فليتأمل. انتهى منه.
وقوله: (لا يتناجى اثنان) يدخل فيه تناجي المرأتين، وتناجي المرأة والرجل، وهذا أقبح من ذلك، فذكر الرجلين في رواية أبي داوود .. ليس بقيد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قوله: (يمقت) والمقت أشد البغض؛ يعني: أن الله عز وجل يغضب (على ذلك) أي: على كشف العورة والتحدث في تلك الحالة، قال في "مجمع البحار": استدلوا به على كراهة الكلام عند التغوط، ولا يدل المقت على الحرمة؛ لحديث "أبغض الحلال الطلاق"، ويجوز التكلم للضرورة؛ كإنقاذ الحرقى والغرقى وقتل حية، قال ابن رسلان: وإنما مقت الله على ذلك؛ لأن الملكين ينعزلان عنه عند الخلاء، وإذا تكلم أحوجهما إلى أن يعودا فيلعنانه، ويستثنى منه ما إذا رأى الضرير مثلًا يسقط في البئر. انتهى.
وقال الشوكاني: الحديث معلول بالمقت، فيدل على وجوب ستر العورة وترك الكلام؛ فإن التعليل بمقت الله عز وجل يدل على حرمة الفعل المعلل ووجوب اجتنابه، وقيل: إن الكلام في تلك الحالة مكروه فقط، والقرينة الصارفة إلى معنى الكراهة الإجماع على أن الكلام غير محرم في هذه الحالة، ذكره الإمام المهدي في "الغيث"، فإن صح الإجماع .. صلح للصرف عند القائل بحجيته، ولكنه يبعد حمل النهي على الكراهة ربطه بتلك العلة. انتهى ملخصًا.
والصحيح: أن حكم التكلم عند التعري لا يزيد على الكراهة، ولا يدخل في حد الحرمة، ولا دليل يدل على حرمته. انتهى "بذل المجهود" بتصرف واختصار.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود أخرجه في كتاب الطهارة (7)، باب كراهية الكلام عند قضاء الحاجة، رقم (15)، وفي كتاب الطهارة أيضًا (36)، باب البول في الماء الراكد، رقم (69). انتهى "تحفة الأشراف".
وقال أبو داوود في "سننه": لم يسنده إلا عكرمة بن عمار. إشارة إلى أن هذا الحديث من طريق عكرمة بن عمار .. ضعيف؛ لتفرد عكرمة في كونه
(74)
- 338 - (م) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاق،
===
مسندًا، ولأن بعض الحفاظ ضعف حديث عكرمة هذا عن يحيى بن أبي كثير.
قال في "درجات مرقاة الصعود": وقد أخرجه البيهقي بطريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، قال أبو حاتم: وهذا هو الصحيح، وما لعكرمة غلط، قال الشوكاني: ولا وجه للتضعيف بهذا؛ فقد أخرج مسلم حديثه عن يحيى، واستشهد بحديثه البخاري عن يحيى أيضًا. انتهى "بذل المجهود".
وقد أسنده أيضًا عن يحيى بن أبي كثير أبان بن يزيد العطار، لكن لم أقف على نسبة هذه العبارة لأحد من الأئمة. انتهى من "العون".
فإذًا درجة هذا الحديث: الصحة، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، فقال:
(74)
-338 - (م)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله الذهلي.
(حدثنا سلم) بفتح السين وسكون اللام (ابن إبراهيم الورّاق) أبو محمد البصري. روى عن: عكرمة بن عمار، وأبان بن يزيد العطار، ومبارك بن فضالة، وغيرهم، ويروي عنه:(دق)، ومحمد بن يحيى، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وغيرهم.
وقال الصغاني عن ابن معين: كذاب، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ضعيف، من التاسعة.
حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَهُوَ الصَّوَابُ.
(74)
-338 - (م) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ،
===
(حدثنا عكرمة) بن عمار، (عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال، قال محمد بن يحيى) الذهلي: (وهو) أي: هذا الاسم؛ يعني: عياض بن هلال بتقديم عياض .. (الصواب) وقولهم: هلال بن عياض بتقديم هلال .. غلط.
غرضه بسوق هذا السند: بيان متابعة سلم بن إبراهيم لعبد الله بن رجاء.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في هذا الحديث، فقال:
(74)
-338 - (م)(حدثنا محمد بن حميد) بن حيان - بتحتانية - التميمي أبو عبد الله الرازي. روى عن: علي بن أبي بكر الأسفذني، وجرير بن عبد الحميد، وابن المبارك، وغيرهم، ويروي عنه:(دت ق)، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني.
وثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال يعقوب بن شيبة: محمد بن حميد كثير المناكير، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات، وقال في "التقريب": حافظ، ضعيف، من العاشرة، مات سنة ثمان وأربعين ومئتين (248 هـ).
(حدثنا علي بن أبي بكر) بن سليمان بن نفيع بن عبد الله الكندي مولاهم أبو الحسن الرازي الأسفذني -بفتح الهمزة وسكون المهملة وفتح الفاء وسكون المعجمة بعدها نون قبل ياء النسبة- قال ابن حبان: أسفذن من قرى مرو. روى
عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ نَحْوَهُ.
===
عن: الثوري وأبي إسحاق ومهدي بن ميمون، وغيرهم، ويروي عنه:(ت ق)، ومحمد بن حميد الرازي، ومحمد بن عبيد الهمداني، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: سألت عنه أبي، فقال: ثقة صدوق، من الصالحين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق، ربما أخطأ، وكان عابدًا، من التاسعة.
(عن سفيان) بن سعيد (الثوري، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن عبد الله) وهو اسم هلال، وهلال لقبه.
وهذا السند من سباعياته، غرضه: بيان متابعة الثوري لعبد الله بن رجاء، وساق الثوري (نحوه) أي: نحو حديث عبد الله بن رجاء.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث أبي سعيد الخدري، وذكر فيه متابعتين.
والله سبحانه وتعالى أعلم