الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(47) - (71) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا
(151)
- 415 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ،
===
(47)
- (71) - (باب ما جاء في الوضوء مرة ومرتين وثلاثًا)
قال أبو الطيب السندي في "شرح الترمذي": أي: باب الحديث الذي ورد في الوضوء مرة مرة في حالة واحدة، والوضوء مرتين مرتين في حالة أخرى، والوضوء ثلاثًا ثلاثًا في أخرى أيضًا؛ يعني: في الحديث المشتمل على ثلاث أوقات، وقع في كل منها وضوء واحد من الوضوء الثلاثة المذكورة، فيرجع مآل هذا الباب الواحد إلى مجموع الأبواب الثلاثة، إلا أن الأبواب الثلاثة السابقة باعتبار الأحاديث الثلاثة.
وهذا الباب باعتبار حديث واحد لا باعتبار حالة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يجمع الأحوال الثلاثة المذكورة من الاقتصار على مرة، أو على مرتين، أو التثليث في وضوء واحد، بل فعل كلًّا منها في وقت يخصه؛ بأن توضأ في وقت الظهر مرة مرة، وفي وقت العصر مرتين مرتين، وفي وقت المغرب ثلاثًا ثلاثًا، بل فعل ذلك؛ لبيان جواز فعل الأقل، وأدنى الكمال والأكمل، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى بزيادة وتصرف.
* * *
واستأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(151)
- 415 - (1)(حدثنا أبو بكر) محمد (بن خلاد) بن كثير (الباهلي) البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(م د س ق).
حَدَّثَنِي مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ،
===
(حدثني مرحوم بن عبد العزيز) بن مهران (العطار) الأموي أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله البصري. روى عن: عبد الرحيم بن زيد، وعمه عبد الحميد، وثابت البناني، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، وأبو بكر بن خلاد، وابنه عبيس -بضم المهملة وفتح الموحدة وسكون التحتانية- وابن ابنه بشر بن عبيس بن مرحوم، والثوري وهو من شيوخه، وعفان، وجماعة.
وثقه أحمد وابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من الثامنة، مات سنة ثمان وثمانين ومئة (188 هـ)، وله خمس وثمانون سنة.
(حدثني عبد الرحيم بن زيد) بن الحواري بمهملة مفتوحة وراء مكسورة وياء مشددة (العميّ) -بفتح المهملة وتشديد الميم- البصري أبو زيد، متروك، كذبه ابن معين، من الثامنة، مات سنة أربع وثمانين ومئة (184 هـ). روى عن: أبيه، ومالك بن دينار، ويروي عنه:(ق)، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، والحسن بن قزعة، وابن أبي عمر، وغيرهم.
قال أبو زرعة: واهٍ ضعيف، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين: كذاب خبيث، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه.
(عن أبيه) زيد بن الحواري العمي البصري، قاضي هراة، وهو مولى زياد ابن أبيه. روى عن: أنس، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وأبي وائل، وغيرهم، ويروي عنه:(عم)، وابناه عبد الرحيم وعبد الرحمن، وشعبة، والثوري، والأعمش، وخلق.
قال أبو زرعة: واهي الحديث ضعيف، وقال العجلي: بصري ضعيف الحديث
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَقَالَ: "هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَلَاةً إِلَّا بِهِ"، ثُمَّ تَوَضَّأَ ثِنْتَيْنِ ثِنْتَيْنِ
===
ليس بشيء، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه، قال في "التقريب": يقال: اسم أبيه مُرّة، ضعيف، من الخامسة.
(عن معاوية بن قرة) بن إياس بن هلال المزني أبي إياس البصري، ثقة عالم، من الثالثة، مات سنة ثلاث عشرة ومئة (113 هـ) وهو ابن ست وسبعين سنة. روى عن: أبيه، ومعقل بن يسار المزني، وأبي أيوب الأنصاري، وابن عمر، وعبد الله بن مغفل، ويروي عنه:(ع)، وزيد بن الحواري العمي، وابنه إياس، وثابت البناني، وقتادة، وخلق.
وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد، قال: وله أحاديث، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن من رجاله زيدًا العمي، وهو ضعيف، وابنه عبد الرحيم متروك، بل قال ابن معين فيه: كذاب خبيث، ومعاوية بن قرة لم يلق ابن عمر، قال ابن أبي حاتم في "العلل": وصرّح به الحاكم في "المستدرك".
(قال) ابن عمر: (توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة واحدة) أي: مرة مرة، (فقال: هذا) الوضوء الذي توضأت به الآن (وضوء من لا يقبل الله منه صلاة إلا به) أي: إلا بهذا الوضوء؛ أي: هذا أدنى وضوء لا بد منه في قبول الصلاة من المصلي، وإن لم يتوضأ به .. فلا صلاة له.
(ثم توضأ) في وقت آخر وضوءًا (ثنتين ثنتين) أي: مرتين مرتين في كل
فَقَالَ: "هَذَا وُضُوءُ الْقَدْرِ مِنَ الْوُضُوءِ"، وَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَقَالَ: "هَذَا أَسْبَغُ
===
عضو من أعضاء الوضوء، فمرتين منصوب على المفعولية المطلقة؛ لأنه صفة لمصدر محذوف، كما أشرنا إليه في حلنا، (فقال: هذا) الوضوء الذي توضأت به في المرة الثانية .. (وضوء القدر) أي: وضوء له القدر والفضل والشرف والمزية على الوضوء الأول (من) جنس (الوضوء) لأنه وصل إلى أدنى الكمال.
قال السندي: "وضوء القدر" يريد أنه حقيق بأن يضاف إلى القدر -بفتح القاف وسكون الدال- بمعنى: الرتبة والشرف والمزية، يقال: فلان له قدر عند الأمير؛ أي: جاه وشرف، سماه بوضوء القدر؛ لإفادة أن هذا الوضوء له قدم ومنزلة عند الله بالنسبة إلى الأول، أو بمعنى للصلاة به قدر وأجر زائد من الصلاة بالوضوء الأول والإضافة فيه كإضافة الليلة إلى القدر في قوله تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (1) يعني: من إضافة الموصوف إلى الصفة؛ كروح القدس؛ يعني: أنه الوضوء المقدر المشرف المفضل على الوضوء الأول؛ لمضاعفة العمل فيه، كما أن معنى ليلة القدر الليلة المقدّرة المفضلة المشرفة على غيرها من سائر ليال السنة؛ لأنه أضيفت الليلة إلى القدر؛ لإفادة أنها ليلة ذات قدر وشرف وفضل في نفسها، أو لإفادة أن للعمل فيها قدرًا وشرفًا وزيادة أجر بالنسبة إلى العمل في غيرها.
(وتوضأ) صلى الله عليه وسلم وقتًا آخر وضوءًا (ثلاثًا ثلاثًا) من المرات في كل عضو من أعضاء الوضوء، فالعدد منصوب على المفعولية المطلقة أيضًا؛ لأنه صفة لمصدر محذوف، (وقال) صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من هذا الوضوء الثالث:(هذا) الوضوء الذي توضأت به الآن (أسبغ) أي: أكمل
(1) سورة القدر: (1).
الْوُضُوءِ، وَهُوَ وُضُوئِي، وَوُضُوءُ خَلِيلِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ، وَمَنْ تَوَضَّأَ هكَذَا ثُمَّ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. فُتِحَ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ".
===
وأفضل جنس (الوضوء) لا وضوء فوقه؛ لأنه بلغ أعلى درجة الكمال؛ يعني: هو أفضل من الأول والثاني؛ لأنه أكمل الوضوء، والأول أقل الوضوء، والثاني في أدنى الكمال؛ أي: أكمل جنس الوضوء اللائق بالإكثار منه، وإلا .. فقد اكتفى أحيانًا بما دونه من الأولين، كما في نفس الحديث، والله أعلم.
أي: أكمل جنس الوضوء وأكثره إسباغًا للأعضاء (وهو) أي: هذا الوضوء الذي كان بالتثليث .. (وضوئي) أي: أحب الوضوء وأفضله عندي والذي أتعوده (ووضوء خليل الله إبراهيم) عليه السلام؛ أي: الوضوء الذي فعله إبراهيم حين أُمر به، قال السيوطي: وزاد الطبراني: "ووضوء الأنبياء من قبلي" وخصوص الغرة والتحجيل بهذه الأمة، كما يُعرف من الأحاديث لا ينافي هذا العموم؛ إما لأن خصوص الغرة والتحجيل بهم .. إنما هو من بين الأمم، وهذا الحديث يفيد عموم الوضوء للأنبياء لا لأممهم، أو لجواز خصوص الأثر بهم مع عموم الوضوء لهم ولغيرهم.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن توضأ هكذا) أي: مثل هذا الوضوء الذي توضأته أنا أخيرًا؛ يعني: الوضوء ثلاثًا ثلاثًا، (ثم قال عند فراغه) من هذا الوضوء:(أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)، زاد الطبراني:"وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" .. (فُتح له) تكرمة له (ثمانية أبواب الجنة) يوم القيامة، (يدخل من أيها) أي: من إحداها (شاء) واختار الدخول بها، ولكن دخوله بالباب الذي سبق في علم الله دخوله.
(152)
- 416 - (2) حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ،
===
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الحاكم من طريق معاوية بن قرة عن ابن عمر شاهدًا لحديث أبي هريرة، ورواه أبو داوود الطيالسي في "مسنده" عن سلام عن زيد العمي به، ورواه الإمام أحمد في "مسنده"، والدارقطني في "سننه" من هذا الوجه، ورواه أبو يعلى الموصلي: حدثنا أحمد بن بشير، حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي
…
فذكره، ورواه الترمذي مختصرًا من حديث جابر بن عبد الله بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة، ومرتين ومرتين، وثلاثًا ثلاثًا، ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" من طريق زيد العمي به.
ودرجة هذا الحديث: أنه ضعيف جدًّا (22)(66)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ثم استأنى المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة ثانيًا بحديث أُبي بن كعب رضي الله عنه، فقال:
(152)
- 416 - (2)(حدثنا جعفر بن مسافر) بن راشد التنيسي - بكسر المثناة الفوقية والنون المشددة المكسورة والياء الساكنة، آخره سين مهملة - نسبة إلى تنيس؛ بلدة قرب دمياط، أبو صالح الهذلي مولاهم. روى عن: إسماعيل بن قعنب، وبشر بن بكر، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وجماعة، ويروي عنه:(د س ق)، وابناه الحسن وجعفر، وأبو بكر بن أبي داوود، وغيرهم.
قال النسائي: صالح، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق ربما أخطأ، من الحادية عشرة، مات سنة أربع وخمسين ومئتين (254 هـ).
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَعْنَبٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَرَادَةَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَوَارِيِّ،
===
(حدثنا إسماعيل) بن مسلمة (بن قعنب) -بفتح القاف والنون بينهما مهملة ساكنة، آخره موحدة- الحارثي القعنبي (أبو بشر) المدني نزيل مصر. روى عن: عبد الله بن عرادة، وشعبة، وحماد بن سلمة، وأبيه، وعمه خلف، وغيرهم، ويروي عنه:(ق)، وأبو زرعة، وجعفر بن مسافر، وأبو حاتم، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق، وقال الحاكم: بنو سلمة ثقات زهاد كلهم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق يخطئ، من التاسعة، مات بمصر سنة تسع ومئتين (209 هـ)، وكان من خيار الناس، له حديث واحد عند ابن ماجه في الطهارة.
(حدثنا عبد الله بن عرادة) -بفتح المهملة والراء الخفيفة- ابن شيبان (الشيباني) السدوسي أبو شيبان البصري. روى عن: زيد العمي، والقاسم بن مطيب العجلي، وداوود بن أبي هند، وغيرهم، ويروي عنه:(ق)، وإسماعيل بن مسلمة بن قعنب، وأزهر بن مروان، ومهدي بن عيسى الواسطي، وعدة.
قال ابن معين: ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو داوود: ليس به بأس، روى له ابن ماجه حديثًا واحدًا في الوضوء ثلاثًا ومرتين ومرة، وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار لا يجوز الاحتجاج به، وقال في "التقريب": ضعيف، من التاسعة.
(عن زيد بن الحواري) -بفتح المهملة وتشديد الياء- العمي البصري قاضي هراة، يقال: اسم أبيه مرّة، ضعيف، من الخامسة. يروي عنه:(عم)، كما مر آنفًا.
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً فَقَالَ: "هَذَا وَظِيفَةُ الْوُضُوءِ - أَوْ قَالَ -: وُضُوءٌ مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْهُ
===
(عن معاوية بن قرة) بن إياس بن هلال المزني أبي إياس البصري، ثقة عالم، من الثالثة، مات سنة ثلاث عشرة ومئة (113 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبيد بن عمير) بن قتادة الليثي أبي عاصم المكي، وُلد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. قاله مسلم، وعدّه غيره في كبار التابعين، وكان قاص أهل مكة، مجمع على توثيقه، مات قبل ابن عمر. يروي عنه:(ع). انتهى من "التقريب".
(عن أُبي بن كعب) بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبي المنذر، من القُراء، ويكنى أبا الطفيل أيضًا، من فضلاء الصحابة رضي الله عنه، اختلف في سن موته اختلافًا كثيرًا: قيل: سنة تسع عشرة، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، وقيل غير ذلك، والله أعلم. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لضعف زيد بن الحواري، وكذا الراوي عنه عبد الله بن عرادة ضعيف.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا) أي: طلب من الناس (بماء) يتوضأ به، فأُتي به (فتوضأ مرة مرة) في كل عضو، (فقال: هذا) العمل الذي عملته من الغسلات والمسحات للأعضاء .. (وظيفة الوضوء) أي: عمله الذي يحصل به مسمى الوضوء، (أو) للشك من الراوي، أو ممن دونه؛ أي: أو (قال) النبي صلى الله عليه وسلم، أو أُبي بن كعب: هذا العمل الذي عملته أدنى ما يحصل به (وضوء من لم يتوضأه) أي: من لم يتوضأ هذا الوضوء
لَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ صَلَاةً"، ثُمَّ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا وُضُوءٌ مَنْ تَوَضَّأَهُ .. أَعْطَاهُ اللهُ كِفْلَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ"، ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا فَقَالَ: "هَذَا وُضُوئِي وَوُضُوءُ الْمُرْسَلِينَ مِنْ قَبْلِي".
===
الذي توضأت به .. (لم يقبل الله) عز وجل (له) أي: لا يقبل الله له (صلاة) صلاها؛ لأنها صلاة بلا طهارة.
(ثم توضأ) النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى (مرتين مرتين) في كل عضو، (ثم) بعد فراغه منه (قال: هذا) الوضوء الذي عملته (وضوء من توضأه .. أعطاه الله) سبحانه على وضوئه وعلى صلاته (كفلين) أي: حظين وضعفين (من الأجر) والثواب، (ثم) بعد تلك المرة (توضأ ثلاثًا ثلاثًا) في كل عضو، (فقال: هذا) الوضوء الذي توضأت به الآن (وضوئي) الذي أحب أن يكون عادة لي والمواظبة عليه؛ لأنه أكمل الوضوء (ووضوء المرسلين من قبلي).
قال السندي: قوله: "هذا وظيفة الوضوء" أي: القدر اللازم في صحته، ولا يصح بدونه، وقوله:"كفلين" تثنية كفل، بمعنى: الحظ والنصيب.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وهو ضعيف جدًّا، كالحديث الذي قبله؛ لضعف إسناده؛ لأن فيه زيد بن الحواري، وعبد الله بن عرادة، وهما ضعيفان، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة، فهذا الحديث كالذي قبله: ضعيف سندًا ومتنًا (23)(67).
* * *
وجملة ما في هذا الباب: حديثان:
الأول: حديث ابن عمر، والثاني: حديث أُبي بن كعب، وكلاهما ضعيفان.
والله سبحانه وتعالى أعلم