الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(46) - (70) - بَابُ الْوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا
(145)
- 409 - (1) حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ،
===
(46)
- (70) - (باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا)
(145)
- 409 - (1)(حدثنا محمود بن خالد) بن أبي خالد يزيد السلمي أبو علي (الدمشقي) روى عن: أبيه، والوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، وعبد الله بن كثير الطويل، وغيرهم، ويروي عنه:(د س ق)، وأحمد بن أبي الحواري، وبقي بن مخلد، وإبراهيم بن دُحيم، وآخرون.
قال أبو حاتم: كان ثقة، وقال النسائي: ثقة، وقال أبو زرعة الدمشقي: قال لي محمود: وُلدت في رمضان سنة ست وسبعين ومئة (176 هـ)، ومات في شوال سنة تسع وأربعين ومئتين (249 هـ). انتهى "تهذيب"، وقال في "التقريب": ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ)، وله ثلاث وسبعون سنة.
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم أبو العباس (الدمشقي) ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) عبد الرحمن بن ثابت (بن ثوبان) العنسي أبي عبد الله الدمشقي الزاهد. روى عن: عبدة بن أبي لبابة، وحسان بن عطية، والعلاء بن عبد الرحمن، وأبي الزبير، والزهري، وآخرين، ويروي عنه:(عم)، والوليد بن مسلم، وزيد بن الحباب، وعلي بن ثابت الجزري، وغيرهم.
قال دحيم: ثقة يُرمى بالقدر، وقال أبو حاتم: ثقة يشوبه شيء من القدر،
عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا يَتَوَضَّآنِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَيَقُولَانِ: هكَذَا كَانَ وُضوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ:
===
وقال النسائي: ضعيف، وقال في "التقريب": صدوق يخطئ، ورُمي بالقدر، وتغير بأخرة، من السابعة، مات سنة خمس وستين ومئة (165 هـ) وهو ابن تسعين سنة.
(عن عبدة بن أبي لبابة) الأسدي الغاضري - بمعجمتين - مولاهم البزاز الكوفي، الفقيه، نزيل دمشق. روى عن: شقيق بن سلمة، وابن عمر، وابن عمرو، وزر بن حُبيش، ومجاهد، وغيرهم، ويروي عنه:(خ م ت س ق)، وابن ثوبان، وابن عيينة، وشعبة، والأوزاعي، والأعمش، وغيرهم.
قال يعقوب بن سفيان: ثقة من ثقات أهل الكوفة، ووثقه أبو حاتم والنسائي وابن خراش، وقال في "التقريب": ثقة، من الرابعة.
(عن شقيق بن سلمة) الأسدي أبي وائل الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مئة سنة. يروي عنه:(ع).
(قال) شقيق: (رأيت عثمان وعليًّا يتوضآن ثلاثًا ثلاثًا) في كل عضو من أعضاء الوضوء غسلًا ومسحًا، (ويقولان: هكذا كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به، وانفرد به ابن ماجه.
(قال أبو الحسن) علي بن إبراهيم (بن سلمة) بن بحر القطان القزويني:
حَدَّثَنَاهُ أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
(146)
- 410 - (2) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ،
===
(حدثناه أبو حاتم) محمد بن إدريس بن المنذر الرازي، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة سبع وسبعين ومئتين (277 هـ). يروي عنه:(خ د س).
(حدثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين، اسمه: عمرو بن حماد بن زهير التميمي مولاهم الملائي -بضم الميم- مشهور بكنيته الكوفي الأحول، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثماني عشرة، وقيل تسع عشرة ومئتين. يروي عنه (ع).
(حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان) العنسي الدمشقي، صدوق، من السابعة، مات سنة خمس وستين ومئة (165 هـ). يروي عنه:(عم)، غرضه بيان متابعة أبي نعيم للوليد بن مسلم، (فذكر) أبو نعيم (نحوه) أي: نحو حديث الوليد بن مسلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عثمان وعلي بحديث ابن عمر رضي الله عنهم، فقال:
(146)
- 410 - (2)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم (الدمشقي) أبو سعيد، لقبه دحيم، ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة (245 هـ). يروي عنه:(خ د س ق).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي الدمشقي، ثقة، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
===
(حدثنا الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثقة، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن المطلب بن عبد الله) بن المطلب (بن حنطب) بن الحارث المخزومي، صدوق كثير التدليس والإرسال، من الرابعة. روى عن: عمر، وأبي موسى الأشعري، وزيد بن ثابت، وعائشة، وغيرهم، ويروي عنه:(عم)، والأوزاعي، وعاصم الأحول، وابن جريج، وجماعة.
وثقه أبو زرعة والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(أنه) أي: أن ابن عمر (توضأ ثلاثًا ثلاثًا) في كل عضو، (ورفع) ابن عمر؛ أي: أسند (ذلك) التثليث (إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي: قال رأيته صلى الله عليه وسلم يفعل هذا التثليث.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي أخرجه في كتاب الطهارة (65)، باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا، رقم (81). انتهى "تحفة الأشراف".
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لكون رجاله ثقات، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا بحديث عائشة وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، فقال:
(147)
- 411 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَاخَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ،
===
(147)
- 411 - (3)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء.
(حدثنا خالد بن حيان) الرّقي أبو زيد الكندي مولاهم الخراز - بالمعجمة والراء آخره زاي - روى عن: سالم أبي المهاجر، وسليمان بن عبد الله بن الزبرقان، وعلي بن عروة الدمشقي، وآخرين، ويروي عنه:(ق)، وأبو كريب، وأحمد بن حنبل، وزكرياء بن عدي، وآخرون.
قال ابن معين وابن عمار: ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتًا، مات بالرقة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين ومئة (191 هـ)، ولم يستكمل السبعين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق يخطئ، من الثامنة.
(عن سالم) بن عبد الله الجزري الرقي (أبي المهاجر) الكلابي مولاهم. روى عن: ميمون بن مهران، ومكحول، وعطاء الخراساني، ويروي عنه:(ق)، وخالد بن حيان الرقي، وعلي بن ثابت الجزري، وغيرهم.
قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، له عند ابن ماجه حديث واحد في الوضوء، قال الميموني: بلغني أنه مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ)، وقال في "التقريب": ثقة، من السابعة.
(عن ميمون بن مهران) الجزري أبي أيوب الرقي، الفقيه، نشأ بالكوفة، ثم نزل الرّقة. روى عن: عائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وغيرهم، ويروي عنه:(م عم)، وسالم أبو المهاجر، وجعفر بن برقان، وحبيب بن الشهيد، وآخرون.
وثقه أبو زرعة والنسائي، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وذكره
عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا.
(148)
-412 - (4) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ،
===
ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة فقيه، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز، وكان يرسل، من الرابعة، مات سنة سبع عشرة ومئة (117 هـ).
(عن عائشة وأبي هريرة) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا) في كل عضو من أعضاء الوضوء غسلًا ومسحًا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الطهارة، باب ما جاء في الوضوء ثلاثًا ثلاثًا.
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا بحديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، فقال:
(148)
- 412 - (4)(حدثنا سفيان بن وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي.
قال في "التقريب": كان صدوقًا إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنُصح فلم يقبل، فسقط حديثه، من العاشرة. يروي عنه:(ت ق)، وقد تقدم بسط الكلام فيه، فراجعه.
(حدثنا عيسى بن يونس) بن أبي إسحاق السبيعي -بفتح المهملة وكسر
عَنْ فَائِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى
===
الموحدة- الكوفي، ثقة مأمون، من الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة، وقيل: سنة إحدى وتسعين ومئة. يروي عنه: (ع).
(عن فائد بن عبد الرحمن) الكوفي أبي الورقاء العطار. روى عن: عبد الله بن أبي أوفى، وبلال بن أبي الدرداء، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم، ويروي عنه:(ت ق)، وعيسى بن يونس، وحماد بن سلمة، ومروان بن معاوية، وآخرون.
قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ضعيف ليس بثقة، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: لا يُشتغل به، قال: وسمعت أبي يقول: فائد ذاهب الحديث لا يكتب حديثه، وكان عند مسلم بن إبراهيم عنه، وكان لا يحدّث عنه، كنا لا نسأله عنه، وأحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلًا، كأنه لا يشبه حديث ابن أبي أوفى، ولو أن رجلًا حلف أن عامة حديثه كذب .. لم يحنث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: ومع ضعفه يُكتب حديثه، وقال في "التقريب": متروك اتهموه، من صغار الخامسة، بقي إلى حدود الستين ومئة (160 هـ).
(عن عبد الله بن أبي أوفى) علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي الصحابي المشهور رضي الله عنه، شهد الحديبية، وعُمّر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة سبع وثمانين (87 هـ)، وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة. يروي عنه:(ع)، له خمسة وتسعون (95) حديثًا.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف، وفي "الزوائد": هذا الإسناد ضعيف جدًّا؛ لأن فائد بن عبد الرحمن اتفقوا على ضعفه، قال البخاري: منكر الحديث، وقال الحاكم: روى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعة.
قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً.
===
(قال) ابن أبي أوفى: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا) في كل عضو من أعضاء الوضوء (ومسح رأسه مرة) واحدة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه: ولكن رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده"، فقال: حدثنا القواريري، حدثنا يزيد بن هارون، عن فايد بن عبد الرحمن
…
فذكره، وسياقه أتم، كما أوردته في "زوائد المسانيد العشرة"، ورواه النسائي أيضًا في "السنن الصغرى" من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لأن له شواهد من حديث عائشة، وأبي هريرة، وابن عمر، وعلي، وعثمان، رضي الله عنهم، إلا في مسح الرأس مرة واحدة، وإن كان سنده ضعيفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث علي وعثمان.
فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن.
وأما مسح الرأس .. فمن أقوى الأدلة على عدم تعدد مسح الرأس .. الحديث المشهور الذي صححه ابن خزيمة وغيره من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص في صفة الوضوء حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من الوضوء: "من زاد على هذا .. فقد أساء وظلم" فإن في رواية سعيد بن منصور فيه التصريح بأنه مسح رأسه مرة واحدة، فدل على أن الزيادة في مسح الرأس على المرة غير مستحبة؛ إذ لو استحب .. لم يقل:"من زاد على هذا .. فقد أساء وظلم" مع كونه مسح مرة واحدة، ويُحمل ما ورد من الأحاديث في تثليث المسح - إن صحت - على إرادة الاستيعاب بالمسح لا أنها مسحات مستقلة لجميع الرأس جمعًا بين هذه الأدلة. ذكره الحافظ في "فتح الباري"(1/ 298).
(149)
- 413 - (5) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ،
===
قلت: التحقيق في هذا الباب أن أحاديث المسح مرة واحدة أكثر وأصح وأثبت من أحاديث تثليث المسح، وإن كان حديث التثليث أيضًا صحيحًا من بعض الطرق، لكنه لا يساويها في القوة، فالمسح مرة واحدة هو المختار، والتثليث لا بأس به.
قال البيهقي في "السنن الكبرى": رُوي من أوجه غريبة عن عثمان، وفيها مسح الرأس ثلاثًا، إلا أنها مع خلاف الحفاظ الثقات ليست بحجة عند أهل المعرفة، وإن كان بعض أصحابنا يحتج بها، ومال ابن الجوزي في "كشف المشكل" إلى تصحيح التكرير، وقد ورد التكرار في حديث علي من طرق؛ منها عند الدارقطني (1/ 89) من طريق عبد خير، وهو من رواية أبي يوسف القاضي، وللدارقطني من طريق عبد الملك عن عبد خير أيضًا: ومسح برأسه وأذنيه ثلاثًا، ومنها عند البيهقي في "الخلافيات" من طريق أبي حية عن علي، وأخرجه البزار أيضًا، ومنها عند البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 63) من طريق محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي في صفة الوضوء، وفيه عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ضعيف، كذا في "التلخيص". انتهى "غاية المقصود".
* * *
ثم استشهد رحمه الله تعالى لحديثهما رابعًا بحديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، فقال:
(149)
- 413 - (5)(حدثنا محمد بن يحيى) الذهلي.
(حدثنا محمد بن يوسف) بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم أبو عبد الله الفريابي - بكسر الفاء وسكون الراء بعدها تحتانية وبعد الألف موحدة - روى عن: الثوري ولازمه، والأوزاعي، ومالك بن مغول، وآخرين، ويروي عنه:
عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ،
===
(ع)، ومحمد بن يحيى، وإسحاق بن الكوسج، ومحمود بن خالد السلمي، وغيرهم.
قال النسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، وقال في "التقريب": ثقة فاضل، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ).
(عن سفيان) الثوري (عن ليث) بن أبي سليم - أيمن - بن زنيم القرشي مولاهم الكوفي. روى عن؛ شهر بن حوشب، وطاووس، ومجاهد، وغيرهم، ويروي عنه:(م عم)، والثوري، وشعبة، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم.
قال ابن معين: منكر الحديث، وقال في "التقريب": صدوق اختلط جدًّا، فترك حديثه، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ).
(عن شهر بن حوشب) الأشعري أبي سعيد الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن. روى عن: أبي مالك الأشعري، وعن مولاته أسماء بنت يزيد، وأبي هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وأم حبيبة، وبلال المؤذن، وتميم الداري، ويروي عنه:(م عم)، وليث بن أبي سليم، وقتادة، وعاصم بن بهدلة، والحكم بن عتيبة، وآخرون. وقال معاذ بن معاذ: سألت ابن عون عن حديث هلال بن أبي زينب عن شهر عن أبي هريرة: "لا يجف دم الشهيد حتى تبدر زوجتاه من الحور العين" فقال: ما تصنع بحديث شهر؟ ! إن شعبة ترك شهرًا، قال النضر: عن ابن عون إن شهرًا نزكوه، قال النضر: نزكوه؛ أي: طعنوه، وقال يحيى بن أبي بكير الكرماني عن أبيه: كان شهر على بيت المال، فأخذ خريطة فيها دراهم، فقال القائل:
لقد باع شهر دينه بخريطة
…
فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
وقال الترمذي: عن البخاري: شهر حسن الحديث، وقال ابن أبي خيثمة
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا.
===
ومعاوية بن صالح عن ابن معين: ثقة، وقال عباس الدوري عن ابن معين: ثبت، وقال العجلي: شامي تابعي ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، على أن بعضهم قد طعن فيه، وقال يعقوب بن سفيان: وشهر وإن قال فيه ابن عون: نزكوه .. فهو ثقة، قال ابن عمار: روى عنه الناس، وما أعلم أحدًا قال فيه غير شعبة. انتهى من "التهذيب" باختصار، وقال في "التقريب": صدوق كثير الإرسال والأوهام، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ).
(عن أبي مالك الأشعري) قيل اسمه: عبيد، وقيل: عبيد الله، وقيل غير ذلك، الصحابي الشهير رضي الله عنه. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي عنه:(د س ق)، وشهر بن حوشب، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبو صالح الأشعري، وغيرهم. له سبعة وعشرون حديثًا (27).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه راويين اختلفوا فيهما؛ هما ليث بن أبي سليم، وشهر بن حوشب.
(قال) أبو مالك: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثلاثًا ثلاثًا) من المرات في كل عضو من أعضاء الوضوء؛ لأن الوضوء فعل مركب من غسلات ومسح، فقوله:(ثلاثًا ثلاثًا) يتعلق بالكل، فلذلك جاء مكررًا، وأما حديث ابن أبي أوفى وغيره:(ومسح رأسه مرة) .. فمحمول على بيان الجواز فيه؛ لأن المسح أخف من الغسل لا يحتاج إلى إجراء الماء فوق العضو وإلى الدلك.
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح لغيره وإن انفرد به ابن ماجه؛ لأن له شواهد من الأحاديث السابقة واللاحقة، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
(150)
- 414 - (6) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا.
===
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا بحديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها، فقال:
(150)
- 414 - (6)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد) الطنافسي الكوفي.
(قالا: حدثنا وكيع عن سفيان) الثوري.
(عن عبد الله بن محمد بن عقيل) -بفتح العين - ابن أبي طالب الهاشمي المدني، صدوق، في حديثه لين، ويقال: تغير بأخرة، من الرابعة، مات بعد الأربعين ومئة، تقدم البسط في ترجمته. يروي عنه:(د ت ف).
(عن الربيع) بالتصغير والتشديد (بنت معوذ بن عفراء) الأنصارية النجارية من صغار الصحابيات رضي الله تعالى عنها، وعفراء: أم معوذ، وأبوه: الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار. روت عن: النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي عنها:(ع)، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وبنتها عائشة بنت أنس بن مالك، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وخلق. كانت من المبايعات تحت الشجرة.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن عبد الله بن محمد فيه لين.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ودرجة هذا الحديث: الصحة؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:
الأول: حديث عثمان وعلي، ذكره للاستدلال.
والثاني: حديث ابن عمر، ذكره للاستشهاد.
والثالث: حديث عائشة وأبي هريرة، ذكره للاستشهاد.
والرابع: حديث عبد الله بن أبي أوفى، ذكره للاستشهاد.
والخامس: حديث أبي مالك الأشعري، ذكره للاستشهاد.
والسادس: حديث الرُّبيِّع، ذكره للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم