الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(42) - (66) - بَابُ التَّيَمُّنِ فِي الْوُضُوءِ
(133)
- 397 - (1) حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ
===
(42)
- (66) - (باب التيمن في الوضوء)
(133)
-397 - (1)(حدثنا هناد بن السري) بن مصعب التميمي الدارمي أبو السري الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أشعث بن أبي الشعثاء) سليم بن الأسود المحاربي الكوفي، ثقة، من السادسة، مات سنة خمس وعشرين ومئة (125 هـ). يروي عنه:(ع).
بشارة عظيمة للمؤلف
قال: عندما وصلت إلى هذا الموضع كسلت من الكتابة، واسترحت بنومة بعد الشروق في الساعة الثامنة أول النهار من تاريخ (28/ 7/ 1429 هـ)، وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا على قبره، كأن قبره جنب بيتي في الجبل، واشتكيت إليه حوادث الزمان وضيق المساكين من المسلمين، فخرج إليّ من قبره، ودخل بيتي جالسًا على كرسي فوق مرقدي وأعطاني من فواكه الجنة وشرابها وطعامها حتى ملأ بيتي من كراتين التفاح والبرتقال، وقال:"أبشر، ولا تحزن من حوادث الزمان، وأنت مطمئن في الحرمين يكون مدفنك في مدينتي"، وتحدّث معي بأحاديث البشارة، فلله الحمد والشكر على تلك المحادثة ما ألذها وما أحسنها! وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل
ح وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ،
===
العظيم، وكان الذي يحمل البضاعة معه إلى بيتي ابن ماجه مؤلف هذا الكتاب، وكان أسمر اللون، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض أجمل الناس، كأن جبهته تبرق أساريرها، ثم رجع إلى قبره، وأنا أنظر إليه وأنا أتمنى الذهاب معه، وكأن مفارقته لي مفارقة الوالد لولده.
(ح وحدثنا سفيان بن وكيع) بن الجراح الرؤاسي أبو محمد الكوفي. روى عن: عمر بن عبيدة الطنافسي، وأبيه، وابن إدريس، وابن نمير، وأبي معاوية، ويحيى القطان، وآخرين، ويروي عنه:(ت ق)، وبقي بن مخلد، وابنه عبد الرحمن بن سفيان، وآخرون.
قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: لا يشتغل به، قيل له: كان يكذب؟ قال: كان أبوه رجلًا صالحًا، قيل له: كان سفيان يُتهم بالكذب؟ قال: نعم، قال في "التقريب": كان صدوقًا إلا أنه ابتلي بورّاقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنُصح فلم يقبل، فسقط حديثه، من العاشرة، قال البخاري: تُوفي في ربيع الآخر سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ).
(حدثنا عمر بن عبيد) بن أبي أمية (الطنافسي) الإيادي مولاهم أبو حفص الكوفي. روى عن: أشعث بن أبي الشعثاء، وأبي إسحاق السبيعي، وسعيد بن مسروق، وسماك بن حرب، والأعمش، وآخرين، ويروي عنه:(ع)، وسفيان بن وكيع، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وابنا أبي شيبة، وعمرو الناقد، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: لم ندرك بالكوفة أحدًا أكبر منه ومن المطلب بن زياد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: عمر ويعلى ومحمد أولاد
عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ
===
عبيدة .. كلهم ثقات، وأبوهم ثقة، وقال ابن سعد وغيره: مات سنة خمس وثمانين ومئة (185 هـ) وقال في "التقريب": عمر بن عبيدة بن أمية الطنافسي -بفتح الطاء والنون وبعد الألف فاء مكسورة ثم سين مهملة- الكوفي، صدوق، من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومئة، وقيل بعدها. انتهى، هذه عبارة "التقريب"، وفي "التهذيب" ما ذكرناه أولًا هكذا:(عمر بن عبيدة بن أبي أمية)، والله أعلم.
(عن أشعث بن أبي الشعثاء) سليم.
(عن أبيه) سليم بن أسود بن حنظلة أبي الشعثاء المحاربي الكوفي، ثقة باتفاق، من كبار الثالثة. يروي عنه:(ع). مات في زمن الحجاج دون المئة، وأرّخه ابن قانع بسنة ثلاث وثمانين (83 هـ).
(عن مسروق) بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي أبي عائشة الكوفي، ثقة فقيه عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة اثنتين، ويقال: سنة ثلاث وستين.
(عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
وهذان السندان من سداسياته، رجالهما كلهم ثقات إلا سفيان بن وكيع؛ فإنه ضعيف، ذكره للمتابعة، وحكمهما: الصحة.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان) دائمًا (يحب التيمن) ويختاره؛ أي: الابتداء باليمين؛ أي: فيما لم يعهد فيه المقارنة؛ كغسل الوجه، ومسح الرأس والأذنين؛ فإن المعهود في هذه الأشياء مقارنة اليسار باليمين، بخلاف الخروج من المسجد، والدخول فيه، وكذا المنزل؛ أي: يحب تقديم اليمين
فِي الطُّهُورِ إِذَا تَطَهَّرَ، وَفِي تَرَجُّلِهِ إِذَا تَرَجَّلَ، وَفِي انْتِعَالِهِ إِذَا انْتَعَلَ.
(134)
-398 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ،
===
على اليسار (في الطهور إذا تطهر) من الحدث أصغر كان أو أكبر (وفي ترجله) وتسريحه (إذا ترجل) وسرّح شعره (وفي انتعاله) أي: وفي لبسه النعل (إذا انتعل) أي: إذا أراد أن يلبس النعل وما شاكله؛ كالخف والقبقاب والجرموق والمداس، وفي تقمصه إذا تقمص، وفي تسروله إذا تسرول.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع كثيرة؛ منها في كتاب الوضوء، باب التيمن في الوضوء والغسل، وباب التيمن في دخول المسجد، ومسلم في كتاب الطهارة، باب التيمن في الطهور وغيره، وأبو داوود في كتاب اللباس، باب في الانتعال، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما يستحب التيمن في الطهور، والنسائي في كتاب الطهارة، باب بأي الرجلين يبدأ، وأحمد بن حنبل في "مسنده".
فهذا الحديث: في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لهذا الحديث بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه، فقال:
(134)
-398 - (2)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله الذهلي النيسابوري.
(حدثنا أبو جعفر النفيلي) عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل -مصغرًا- ابن زراع بن علي، وقيل: أبو عبد الله بن قيس بن القضاعي أبو جعفر النفيلي
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَوَضَّأْتُمْ فَأبْدَؤُوا بِمَيَامِنِكُمْ".
===
الحراني. روى عن: زهير بن معاوية، ومالك، والدراوردي، وهشيم، وجماعة، ويروي عنه:(خ عم)، والذهلي، وأبو زرعة، وابن معين، وأبو حاتم، وآخرون.
قال النسائي: ثقة، وقال الدارقطني: ثقة مأمون يحتج، وقال ابن حبان: كان متقنًا يحفظ، قال في "التقريب": ثقة حافظ، من كبار العاشرة، مات سنة أربع وثلاثين ومئتين (234 هـ).
(حدثنا زهير بن معاوية) بن حديج -مصغرًا- الجعفي الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع وسبعين. يروي عنه:(ع).
(عن الأعمش عن أبي صالح) السمان.
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا توضأتم) أي: إذا أردتم الوضوء .. (فابدؤوا بميامنكم) أي: بأيمانكم قبل اليسار؛ كاليدين والرجلين.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الطهارة.
فتحصل لنا: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به للحديث الأول.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صالِحٍ وَابْنُ نُفَيْلٍ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
===
(قال أبو الحسن) علي بن إبراهيم (بن سلمة) القطّان تلميذ المؤلف:
(حدثنا أبو حاتم) محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي المروزي، من الحادية عشرة، مات سنة سبع وسبعين ومئتين (277 هـ). يروي عنه:(خ د س).
(حدثنا يحيى بن صالح) الوحاظي -بضم الواو وتخفيف المهملة ثم معجمة- الحمصي، صدوق، من أهل الرأي، من صغار التاسعة، مات سنة اثنتين وعشرين ومئتين (222 هـ)، وقد جاوز التسعين، ويروي عنه:(خ م د ت ق).
(و) عبد الله بن محمد بن علي (بن نفيل) بن زرّاع بن علي أبو جعفر النفيلي الحراني، ثقة حافظ، من كبار العاشرة، مات سنة أربع وثلاثين ومئتين (234 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(وغيرهما) كسعيد بن سليمان الضبي الواسطي البزاز، ثقة حافظ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وعشرين ومئتين (225 هـ). يروي عنه:(ع).
(قالوا) أي: قال كل من الثلاثة؛ يعني: يحيى بن صالح، وابن نفيل، وسعيد بن سليمان:(حدثنا زهير) بن معاوية، غرضه: بيان متابعة أبي حاتم لمحمد بن يحيى (فذكر) أبو حاتم (نحوه) أي: نحو حديث محمد بن يحيى.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: حديثان:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم