الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَائِدَة: لَا تعَارض بَين هَذَا الحَدِيث والْحَدِيث السالف فِي النِّكَاح «أفعمياوان أَنْتُمَا، ألستما تبصرانه» فَإِن هَذَا كَانَ قبل بُلُوغ عَائِشَة، وَقد جَاءَ مَا يدل عَلَى ذَلِك، وَيحْتَمل أَنه كَانَ قبل أَن يضْرب عَلَيْهِنَّ الْحجاب، ووقائع الْأَعْيَان يسْقط الِاحْتِجَاج بهَا لتطرق الِاحْتِمَال إِلَيْهَا.
الحَدِيث الْحَادِي بعد الْعشْرين
هَذَا كُله صَحِيح وَهُوَ أظهر من أَن ينص عَلَيْهِ، وَسَنذكر من ذَلِك أَرْبَعَة أَحَادِيث: عَن حسان حديثين، وَعَن ابْن رَوَاحَة حَدِيثا، وَعَن الشريد الثَّقَفِيّ حَدِيثا.
الحَدِيث الأول:
رَوَاهُ مُسلم عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت: «قَالَ حسان: يَا رَسُول الله، ائْذَنْ لي فِي أبي سُفْيَان. قَالَ: فَكيف فِي قَرَابَتي مِنْهُ؟ قَالَ: وَالَّذِي أكرمك لأسلنك مِنْهُم كَمَا تسل الشعرة من الخميرة. فَقَالَ حسان:
ثمَّ بَنو بنت مَخْزُوم ووالدك العَبْد
إِن سَنَام الْمجد من آل هَاشم
وَبعد هَذَا بَيت فِي غير مُسلم:
كرام وَلم يقرب عجائزك الْمجد» _ _ من ولدت أَبنَاء زهرَة مِنْهُم _ _
الحَدِيث الثَّانِي:
رَوَاهُ مُسلم أَيْضا عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اهجوا قُريْشًا فَإِنَّهُ أَشد عَلَيْهَا من رشق
النبل. فَأرْسل إِلَى ابْن رَوَاحَة فَقَالَ: (اهج) . فهجاهم فَلم يرض، فَأرْسل إِلَى كَعْب بن مَالك، ثمَّ أرسل إِلَى حسان بن ثَابت فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ حسان: قد آن لكم أَن تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأسد (الضاري) بِذَنبِهِ. ثمَّ أدلع لِسَانه فَجعل يحركه ثمَّ قَالَ: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لأفرينهم بلساني فري الْأَدِيم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: لَا تعجل، فَإِن أَبَا بكر أعلم قُرَيْش بأنسابها، وَإِن لي فيهم نسبا حَتَّى (يخلص) لَك نسبي. فَأَتَاهُ حسان، ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، قد مَحْض لي نسبك، وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لأسلنك مِنْهُم كَمَا تسل الشعرة من الْعَجِين. قَالَت عَائِشَة: فَسمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول لحسان: إِن روح الْقُدس لَا يزَال يؤيدك مَا نافحت (عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم)[وَقَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم] يَقُول: هجاهم حسان فشفى عَلَيْهِم واشتفى، فَقَالَ حسان:
هجوت مُحَمَّدًا فأجبت عَنهُ
…
وَعند الله فِي ذَاك الْجَزَاء
هجوت مُحَمَّدًا برًّا حَنِيفا
…
رَسُول الله شيمته الْوَفَاء
فَإِن أبي ووالده وعرضي
…
لعرض مُحَمَّد مِنْكُم وقاء
ثكلت بنيتي إِن لم تَرَوْهَا
…
تثير النَّقْع موعدها كداء
(يبار عَن الأسنة مشرعات)
عَلَى أكتافها الأسل الظماء
تظل [جيادنا] تمطرت
…
تلطمهن بِالْخمرِ النِّسَاء