الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقالة السابعة في الإقطاعات والقطائع؛ وفيها بابان
الباب الأوّل في ذكر مقدّمات الإقطاعات؛ وفيه فصلان
الفصل الأوّل في ذكر مقدّمات تتعلّق بالإقطاعات؛ وفيه ثلاثة أطراف
الطرف الأوّل (في بيان معنى الإقطاعات وأصلها في الشرع)
أما الإقطاعات فجمع إقطاع، وهو مصدر أقطع؛ يقال: أقطعه أرض كذا يقطعه إقطاعا، واستقطعه إذا طلب منه أن يقطعه، والقطيعة الطائفة من أرض الخراج.
وأما أصلها في الشرع فما رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده إلى ابن سيرين عن تميم الداريّ أنه قال: «استقطعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرضا بالشأم قبل أن تفتح فأعطانيها، ففتحها عمر بن الخطاب في زمانه فأتيته، فقلت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطاني أرضا من كذا إلى كذا، فجعل عمر ثلثها لابن السبيل، وثلثا لعمارتها، وثلثا لنا» .
وفي رواية: استقطعت أرضا بالشام فأقطعنيها، ففتحها عمر في زمانه فأتيته، فقلت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطاني أرضا من كذا إلى كذا، فجعل عمر ثلثها لابن السبيل، وثلثها لعمارتها، وترك لنا ثلثا.
وذكر الماورديّ في «الأحكام السلطانية» : أنّ أبا ثعلبة الخشنيّ رضي الله عنه سأل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يقطعه أرضا كانت بيد الروم فأعجبه ذلك، وقال ألا تسمعون ما يقول؟ فقال: والذي بعثك بالحق ليفتحنّ عليك، فكتب له بذلك كتابا «1» وذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أقطع الزّبير بن العوّام ركض فرسه من موات البقيع «2» فأجراه ورمى بسوطه رغبة في الزيادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«أعطوه منتهى سوطه» .
وذكر أنّ الأبيض بن حمّال استقطعه ملح مأرب فأقطعه، فأخبره الأقرع بن حابس أنه كان في الجاهلية [وهو بأرض ليس فيها غيره من ورده أخذه، وهو مثل الماء العدّ «3» بالأرض، فاستقال الأبيض في قطيعة الملح فقال قد أقلتك على أن تجعله منّي صدقة، فقال النبيّ عليه الصلاة والسلام: هو منك صدقة، وهو مثل الماء العدّ من ورده أخذه]«4» وذكر أبو هلال العسكريّ في كتابه «الأوائل» : أنّ أوّل من أقطع القطائع بالأرضين أمير المؤمنين عثمان بن عفّان رضي الله عنه (ولا وجه له بعد ما تقدّم ذكره)«5» ؛ اللهم إلا أن يريد أن عثمان أوّل من أقطع القطائع بعد الفتح، فإنّ ما أقطعه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان قبل الفتح كما تقدّم.
قال بعد ذلك: ويروى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أقطع قطائع فاقتدى عثمان به في