الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأشارت الوثيقة إِلى التعاون على البر والتقوى، ونصرة المظلوم، وإِطعام الجائع، وأن تتعاقل كل قبيلة معاقلهم الأولى، وختمت بأن كل خلاف يقع بين أهل هذه الصحيفة فإِن مرجعه إِلى النبي صلى الله عليه وسلم.
5 - تأسيس الجيش الإسلامي:
من المؤسسات التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة العمل على تأسيس الجيش الإِسلامي الذي يحفظ للأمة هيبتها، ويصون كرامتها، ويسهم في نشر دين الله في الأرض، وقتال الكفار المعاندين، حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أقل من سنة من استقراره بالمدينة في إِرسال السرايا، وقيادة الغزوات لنشر الدعوة، وعقد المعاهدات مع القبائل المحيطة بالمدينة لتوفير الأمن الخارجي لسكان المدينة من المسلمين وغيرهم، وكسب الخبرات العسكرية بالتدريب العملي، ودراسة أوضاع المنطقة لمعرفة مسالكها وقدراتها ومواردها وغير ذلك من المنافع والأغراض التي استفاد منها المسلمون عند المواجهة مع العدو. وقد جاءت هذه الخطوة في أعقاب الهجرة النبوية حيث أذن الله للمسلمين بجهاد الأعداء وشرع لهم القتال، وجعله كتابًا مفروضا قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
…
الآية} (1).
دروس وعبر:
1 -
محبة الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانوا يخرجون كل يوم ينظرون مقدمه ولا يعودون حتى يشتد عليهم حر الشمس، يقول البراء رضي الله عنه: فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جعل الإماء
(1) سورة البقرة آية: 54.
يقلن: قدم رسول الله، هذا رسول الله" (1).
2 -
نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم في قباء على كلثوم بن الهدم لأنه كبيرهم. وهذا من حسن الخلق واحترام ذوي الهيئات.
3 -
حسن اعتذار رسول الله صلى الله عليه وسلم من زعماء قبائل الأنصار الذين طلبوا منه النزول عندهم، فكان يقول:"خلوا سبيلها فإِنها مأمورة". أي من الله سبحانه وتعالى وهي معجزة ظاهرة ولا تصرف له مع أمر الله، وبهذا يرضَى الجميع.
4 -
المبادرة إِلى بناء المسجد لأنه أهم المؤسسات الإِسلامية، ففيه تقام الصلاة جماعة، ويؤدي وظيفة تعليمية وتوجيهية واجتماعية.
5 -
المؤاخاة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، دليل على شمول الإِسلام لأمور الدين والدنيا، ففيها الاهتمام بعلاقة المسلم بأخيه المسلم، وكان غايتها كما يقول السهيلي: ليذهب عن المهاجرين وحشة الغربة، ويؤنسهم من مفارقة إلأهل والعشيرة، ويشد أزر بعضهم ببعض (2). والمؤاخاة بين المؤمنين من أعظم النعم التي يذكر بها القرآن الكريم قال تعالى:{وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} (3)، فنعمة الأخوة ونعمة الإِيمان التي أنقذهم الله بها من النار هي أعظم النعم.
6 -
في عقد المؤاخاة ظهر فضل الأنصار وكرمهم ومواساتهم لإِخوانهم من المهاجرين، بل تعدوا ذلك إِلى الإيثار ولو كان بهم خصاصة، فاستحقوا ثناء الله ومدحه لهم.
(1) صحيح البخاري ح 3925.
(2)
الروض الأنف 2/ 252.
(3)
سورة آل عمران، آية 103.