الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - سرية عبيدة بن الحارث رضي الله عنه
.
في شهر شوال على رأس ثمانية أشهر من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث رضي الله عنه في ستين من المهاجرين إِلى رابغ لاعتراض عير قريش، فلقي أبا سفيان ومعه مائتا رجل، فكان بينهم الرمي بالسهام ولم يسلوا السيوف، وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في هذه السرية وهو أول من رمى بسهم في الإِسلام، وتعد هذه المواجهة أول اصطدام عسكرى بين الطرفين، لكنها كانت مواجهة محدودة اقتصرت على السهام دون السيوف، ثم انصرف الفريقان، غير أن اثنين من المسلمين كانا في قافلة قريش هما: عتبة بن غزوان، والمقداد الأسود رضي الله عنهم قد تمكنا من الفرار إِلى معسكر المسلمين وعادا معهم إِلى المدينة (1).
3 - سرية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
.
خرجت في شهر ذي القعدة من السنة الأولى من الهجرة وكان هدفها اللحاق بقافلة لقريش عائدة من الشام عند ماء الخرار بالجحفة (2) لكن القافلة أفلتت (3)، ورجع سعد ولم يلق كيدا.
4 - سرية عبد الله بن جحش الأسدي رضي الله عنه
.
في شهر رجب من السنة الثانية من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش رضي الله عنه قِبَلَ مكة ومعه ثمانية من المهاجرين يرصدون أخبار قريش، وكتب معه رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين، فلما سار يومين عن المدينة تجاه مكة
(1) ابن هشام، السيرة 1/ 390؛ ابن سعد، الطبقات 7/ 2.
(2)
الجحفة: تقع شرق مدينة رابغ وهي أحد مواقيت الحج.
(3)
ابن هشام، السيرة 1/ 397؛ ابن سعد، الطبقات 2/ 7.
فتح الكتاب، فإِذا فيه: أمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوجه إِلى نخلة (1) بين مكة والطائف، ليرصد أخبار قريش، ولا يستكره أحدًا من أصحابه على مرافقته في تلك المهمة، فلما علم أفراد السرية بذلك قالوا: سمعًا وطاعة لرسول صلى الله عليه وسلم، ومضوا مع عبد الله بن جحش حتى وصلوا وادي نخلة، فرصدوا عيرًا لقريش، فتشاور عبد الله مع أصحابه وقالوا: نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإِن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم، لكنهم عزموا على مهاجمة العير، فتم لهم ذلك وهجموا على المشركين فقتلوا أحدهم، وأسروا اثنين وأفلت الرابع، ثم قدموا بالعير والأسيرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر عليهم ما قاموا به في الشهر الحرام، ولما علمت قريش بذلك استغلت الحدث، وقالت: إِن محمدًا قد سفك الدم في الشهر الحرام، وأخذ فيه المال، وأسر فيه الرجال، واستحل الشهر الحرام.
لكن الله سبحانه وتعالى أنزل في هذا الشأن قرآنًا يتلى إِلى يوم القيامة فيه رفع للحرج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين، وتضمنت الآية التعيير والتوبيخ لقريش التي تتبجح برعاية الحرمات (2).
(1) نخلة: هما نخلتان شرق مكة، نخلة الشامية، ونخلة اليمانية وطريق الطائف يمر عبر نخلة اليمانية وهي المقصودة هنا.
(2)
ابن هشام، السيرة 1/ 397 - 400.
(3)
سورة البقرة 4 آية 217.