الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دروس وعبر:
1 -
لقد عززت هذه الغزوة مكانة المسلمين وهيبتهم بين القبائل العربية الأخرى التي كانت تفكر في غزو المدينة النبوية (1).
2 -
زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين جويرية بنت الحارث، ابنة زعيم بني المصطلق، فيه من الحِكم الدعوية العديدة، ومن ذلك حفظ كرامة هذه القبيلة العربية التي تعرضت للأسر، وما ترتب على ذلك من تسابق الصحابة في إِطلاق سراح أسرى بني المصطلق، أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما نتج عن ذلك من إِسلام هذه القبيلة، بسبب هذا الزواج المبارك (2).
3 -
حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الشجار الذي حصل حول ماء المريسيع، وأَمْرُهُ النَّاسَ بالمسير، حتى ينشغلوا عن الحديث، وتوليد الكلام، في أمرٍ من أمور الجاهلية، والعصبية القبلية إِلى الاشتغال بأنفسهم (3).
4 -
أن عقيدة الولاء والبراء هي التي تحكم تصرفات المسلم، وعلاقته مع الآخرين، ويظهر ذلك في موقف الصحابي الكريم عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، من والده المنافق، وفيه بيان أن رابطة العقيدة مقدمة على جميع الروابط الأخرى.
5 -
أما حادثة الإِفك فإِنها حلقة فريدة من سلسلة فنون الإِيذاء والمحن التي لقيها رسول الله صلى الله عليه وسلم (4)، ذلك من أجل تحطيم شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرفه عن الدعوة بأي وسيلة، حتى ينشغل عن الدعوة إِلى الله بأهل بيته.
(1) زيد الزيد، فقه السيرة 477.
(2)
محمَّد أبو شهبه، السيرة النبوية 2/ 253؛ إِبراهيم قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق 351.
(3)
محمَّد البوطي، فقه السيرة 284.
(4)
المرجع السابق 285.
6 -
وفي حادثة الإِفك بيان لبشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، إِذا يجري عليه من الابتلاء ما يجري على سائر الناس (1). قال تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (2).
7 -
في الحادثة بيان أن الوحي الإِلهي ليس شعورًا نفسيًا، أو أمرًا خاضعًا لإِرادته صلى الله عليه وسلم كما يدعي الذين لا يعلمون، وإِلا لكان من السهل على المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ينهي تلك المعاناة في مهدها، دون أن ينتظر شهرًا كاملا من الألم هو وأهل بيته عليه الصلاة السلام (3).
8 -
في حادثة الإِفك درسٌ في أهمية التثبت والتعامل مع الإشاعات، والتي لم ينج منها ومن شرها أي مجتمع على مر التاريخ (4)، قال تعالى:{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (5).
9 -
يلاحظ اهتمام القرآن بذكر أوصاف المنافقين والإِعراض عن أسمائهم، وفي هذا إِشارة إِلى أن هذا النوع من البشر يتجدد وجوده في كل عصر (6).
10 -
وعن تأخر الوحي شهرًا كاملًا يقول ابن القيم رحمه الله: (لتتم العبودية المرادة من الصِّدِّيقة، وأبويها، وتتم نعمة الله عليهم، لتشتد الفاقة والرغبة منها ومن أبويها، والافتقار إِلى الله والذل له، وحسن الظن به، والرجاء له، ولينقطع
(1) إبراهيم قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق 353.
(2)
سورة الكهف، آية 110.
(3)
محمَّد البوطي، فقه السيرة 287.
(4)
زيد الزيد، فقه السيرة 486.
(5)
سورة النور، آية 12 - 13.
(6)
زيد الزيد، المرجع السابق 482.