الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخلافة لأحد
؟
لم يستخلف صلى الله عليه وسلم بعده أحدًا بعينه، ولم يوص إِلى أحد بعينه فقد روى البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: إِن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني -يعني أبا بكر- وإن أترك فقد ترك من هو خير مني، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
وروى البيهقي أن عليًا رضي الله عنه قال يوم الجمل: إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد إِلينا في هذه الإِمارة شيئًا، حتى رأينا من الرأى أن نستخلف أبا بكر فأقام واستقام حتى مضى لسبيله، ثم إِن أبا بكر رأى أن يستخلف عمر فأقام واستقام حتى ضرب الديِّن بجرانه (2).
فهذه النصوص وغيرها تدل على أنه لم يعهد لأحد بالخلافة بعده صلى الله عليه وسلم، لكنه أشار إِلى استخلاف أبي بكر إِشارات مفهمة، منها:
1 -
أمره أن يصلي بالناس إِماما.
2 -
سد الأبواب الشارعة إِلى المسجد إِلا باب أبي بكر.
3 -
قوله للمرأة التي سألته فقال: تعودين. فقالت: إِن لم أجدك. فقال: إِئت أبي بكر.
4 -
قوله لعائشة في مرض موته: لقد هممت أن أرسل إِلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى متمنون. ثم قال: يدفع الله ويأبى المؤمنون (3).
اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعده:
اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة، ودار بينهم الحوار والمشاورة حول من يخلف نبي الله صلى الله عليه وسلم. وعلم بذلك أبو بكر وعمر فسارعا إِليهم؛ وفي الطريق قابلهم أبو عبيدة
(1) صحيح البخاري، كتاب الأحكام، باب الاستخلاف ح 7218، ومسلم 3/ 1454.
(2)
دلائل النبوة 7/ 223.
(3)
صحيح البخاري، كتاب الأحكام، باب الاستخلاف ح 7217، ومسلم ح 2387.
فتوجه معهم إِلى السقيفة، وقبل وصولهم لقيهم رجلان صالحان من الأنصار، فسألاهم إِلى أين؟ فقالوا: إِلى إِخواننا من الأنصار فقالا: اقضوا أمركم يا معشر المهاجرين لا يختلف عليكم اثنان، ثم كان الحوار في السقيفة والذي تحدث فيه أبو بكر ووضّح فضل الأنصار ومكانتهم وبين أحقية قريش لهذا الأمر بقوله: إِن رسول الله قال: الأئمة من قريش، وذَكّر سعد بن عبادة بذلك فذكر (1)، وتمت البيعة في السقيفة بتوفيق الله للمؤمنين في اختيار الصديق. وفي اليوم التالي بايعه الناس في المسجد ممن لم يبايع يوم الاثنين، وبايع علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، ولم يتخلف أحد من المهاجرين والأنصار (2).
وبعد انتشار خبر وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم ارتدت قبائل من العرب، واجتمع الصحابة بزعامة أبي بكر، وجرت المشاورة بينهم فرأى بعضهم أن لا يسير جيش أسامة خوفا من هتك حرمة المدينة، ولكن الصديق أصر على بعثه، وقال قولته المشهورة: لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).
(1) الفتح الرباني بترتيب مسند أحمد 23/ 62 وصححه الألباني بشواهده في سلسلة الأحاديث الصحيحة ح رقم (1156).
(2)
البيهقي، السنن الكبرى 8/ 143.
(3)
البداية والنهاية 6/ 304.