الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما أخلاقه
فإِن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأكملهم وهو قدوة المسلمين، وقد اتصف بجميع صفات الكمال البشري، قال تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (1). ولخصت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خلقه بقولها: كان خلقه القرآن. ومن أخلاقه صلى الله عليه وسلم الصدق حيث لم يكن يتهم بخلافه حتى عند من يعاديه، وكان مثالًا للأمانة حتى لُقِّب بالصادق الأمين من قبل النبوة والرسالة، وكانت قريش تضع أموالها عنده.
وكان صلى الله عليه وسلم مثالا للحلم والصبر، فمع كل الأذى الذي لحقه منهم إِلا أنه قال: اللهم اغفر لقومي فإِنهم لا يعلمون (2).
وكان صلى الله عليه وسلم حييًا أشد حياءً من العذراء في خدرها (3).
ولم ينتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه، ولم يغضب لها إِلا أن تنتهك حرمات الله تعالى، وإِذا غضب لله لم يقم لغضبه أحد، وما خير صلى الله عليه وسلم بين أمرين إِلا اختار أيسرهما ما لم يكن إِثما، فإن كان إِثمًا كان أبعد الناس منه. (4) وما عاب صلى الله عليه وسلم طعامًا قط إِن اشتهاه أكله، وإِن لم يشتهه تركه (5). وكان لا يأكل متكئًا (6). قال أبو هريرة رضي الله عنه: خرج صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير، هو وأهل بيتة (7). وكان يأتي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيت من بيوته نار، كان قوتهم الماء والتمر، قالت عائشة رضي الله عنها: إِلا أن حولنا أهل دور
(1) سورة القلم، آية 4.
(2)
رواه البخاري ح 6929، ومسلم ح 1792.
(3)
المصدر نفسه ح3562.
(4)
المصدر نفسه ح 356، ومسلم ح 2327.
(5)
المصدر نفسه ح 5409، ومسلم 2064.
(6)
المصدر نفسه ح 5398.
(7)
المصدر نفسه ح 5414.