الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان الأحرف السبعة في الحديث النبوي:
ولما أن سبيل درس هذا الموضوع هو النقل الثابت الصحيح من الذي لا ينطق عن الهوى، ولا مجال للرأي والاجتهاد فيه إلا لحسن الفهم، والترجيح بين الآراء، وبتعرف الصواب من الخطأ، فإنا نقدم نخبة من الأحاديث الثابتة تلقي لنا الضوء على هذا الموضع فيما يلي:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
«سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكدت أساوره في الصلاة فتصبّرت حتى سلّم، فلبّبته بردائه، فقلت:
من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت له كذبت، أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال أرسله، اقرأ يا هشام، فقرأ القراءة التي سمعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كذلك أنزلت» ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اقرأ يا عمر» ، فقرأت التي أقرأني، فقال:«كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه» .
متفق عليه (1) عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال:
«كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه.
(1) البخاري ج 1 ص 184 ومسلم ج 2 ص 202 مختصرا.
ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرءا، فحسّن النبيّ صلى الله عليه وسلم شأنهما. فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في
الجاهلية. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا، وكأني أنظر إلى الله عز وجل فرقا.
فقال لي: يا أبيّ أرسل إليّ أن أقرأ القرآن على حرف. فرددت إليه أن هوّن على أمتي. فرد إليّ الثانية اقرأه على حرفين. فرددت إليه أن هوّن على أمتي، فردّ إليّ الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إليّ الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم».
أخرجه مسلم (1) وعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أيضا:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، قال: فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال:
إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا».
أخرجه مسلم (2)
(1) صحيح مسلم في صلاة المسافرين (باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف) ج 2 ص 203 وانظر سنن أبي داود في الصلاة ج 2 ص 76 والنسائي في مفاتيح الصلاة (باب جامع ما جاء في القرآن) ج 2 ص 153 وتفسير الطبري رقم 33، 38، 89.
(2)
صحيح مسلم في صلاة المسافرين ج 2 ص 203 - 204، وأبو داود في الصلاة ج 2 ص 76. والنسائي في مفاتيح الصلاة ج 2 ص 152 - 153 وتفسير الطبري الأحاديث 34 و 35 و 36 و 37 و 46.