الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي» (1).
شهادة بلغاء من النصارى بإعجاز القرآن:
قال الأستاذ الشيخ محمد رشيد رضا في تقديمه كتاب إعجاز القرآن للرافعي:
قال الرافعي يعلق على هذا:
«وصرح لنا بذلك «بإعجاز القرآن» أديب هذه الملة وبليغها الشيخ إبراهيم اليازجي الشهير، وهو أبلغ كاتب، أخرجته المسيحية، وقد أشار إلى رأيه ذلك في مقدمة كتابه (نجعة الرائد)، وكذلك سألنا شاعر التاريخ المسيحي الأستاذ خليل مطران، ولا نعرف من شعراء القوم من يجاريه فأقرّ لنا بمثل ما أقرّ به أستاذه اليازجي، والأمر بعد إلى العقل «المنصف» ، والعقل «المنصف» ليس له دين إلا الحق. والحق واحد لا يتغير» (2).
كذلك الأديب الشاعر المعاصر نقولا حنا قد تلا القرآن، فجذبه إليه وشغل قلبه وفؤاده، وزاده إيمانا بالله على إيمانه، وقذف في أعماق فكره وضميره يقينا راسخا بأن القرآن هو كتاب الله المعجز العزيز وأنه يسمو على سائر معجزات الأنبياء، فهو معجزة إلهية خالدة تبرهن بنفسها على نفسها. وأعلن ذلك في قصيدة من روائع الشعر، عنون لها بهذا العنوان «من وحي القرآن» وقال في مقدمة هذه القصيدة:
(1) كتاب المغازي والسير- قبيل باب تسمية من سمي أهل بدر.
(2)
عن «وحي القلم» - بتصرف يسير ص 15 - 16.
«قرأت القرآن فأذهلني، وتعمقت به ففتنني، ثم أعدت القراءة فآمنت
…
آمنت بالقرآن الإلهي العظيم، وبالرسول من حمله، النبي العربي الكريم، أما الله فمن نصرانيتي ورثت إيماني به، وبالفرقان عظم هذا الإيمان
…
«وكيف لا أومن ومعجزة القرآن بين يديّ أنظرها وأحسها كل حين ..
هي معجزة لا كبقية المعجزات .. معجزة إلهية خالدة تدل بنفسها عن نفسها، وليست بحاجة لمن يحدّث عنها أو يبشر بها.
وكان يقول: «وكم احتاجت وتحتاج الأديان السابقة إلى علماء ومبشرين وشواهد وحجج وبراهين لحضّ الخلق على اعتناقها، إذ ليس لديها ما هو منظور محسوس يثبّت أصولها في القلوب. أما الإسلام فقد غني عن كل ذلك بالقرآن، فهو أعلم معلم وأهدى مبشر، وهو أصدق شاهدا وأبلغ حجة وأدمغ برهانا
…
هو المعجزة الخالدة خلود الواحد الأزلي، المنظورة المحسوسة في كل زمان
…
ومن إيماني العميق هذا استلهمت أبيات قصيدتي هذه» (1).
وذكر في قصيدته ثبوت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزات كثيرة أجلّها القرآن، وكان مما قال فيها:
يقولون ما آياته، ضلّ سعيهم
…
وآياته- ليست تعدّ- عظام (2)
كفى معجز الفرقان للناس آية
…
علا وسما كالنجم ليس يرام
فكل بليغ عنده ظل صامتا
…
كأن على الأفواه صرّ كمام (3)
وشاء إله العرش بالناس رحمة
…
وأن يتلاشى حقدهم وخصام
ففرّق ما بين الضلالة والهدى
…
بفرقان نور لم يشبه قتام
(1) من وحي القرآن- نقولا حنا ص 1.
(2)
«ليست تعد» جملة معترضة بين المبتدأ «آياته» والخبر «عظام» ، والمراد أن آيات النبي عظام أي معجزاته عظيمة جدا وكثيرة لا يحيط بها العد والإحصاء.
(3)
الصرّ: الشد أو الربط. الكمام: ما يكم به فم البعير لئلا يأكل أو يعضّ.