الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبناء على ذلك يمكن أن نعرف «علوم القرآن» باعتباره اسما لعلم واحد فنقول:
«علوم القرآن في الاصطلاح:
هو المباحث الكلية التي تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله، وترتيبه وجمعه، وكتابته، وتفسيره، وإعجازه وناسخه ومنسوخه، وغير ذلك» (1).
التصنيف في علوم القرآن:
وبالنظر لأهمية هذا العلم كثرت الدراسات فيه في القديم والحديث، فكتب كثير من المفسرين في مقدمات تفاسيرهم بحوثا هامة في علوم القرآن، عنوا فيها بما يتعلق بأصول تفسيره وإعجازه، على مثال مقدمة الطبري، لتفسيره «جامع البيان» ، والقرطبي لتفسيره «الجامع لأحكام القرآن» .
وصنف العلماء مؤلفات مستقلة تشمل كل علوم القرآن، مثل هذه الكتب الهامة:
1 -
«فنون الأفنان في عيون علوم القرآن» ، للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة 597.
2 -
«البرهان في علوم القرآن» ، للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي المتوفى سنة 794.
3 -
«الإتقان في علوم القرآن» ، للإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة 911. وقد بناه على كتاب البرهان، وأضاف إليه فوائد وبحوثا.
وفي هذا العصر اقتصر الباحثون في هذا العلم على أهم ما يحتاج إليه الدارس في هذا العصر، اعتمادا على تكملة بحوث أخرى من علوم شرعية
(1) ومن هنا ندرك الخطأ الواضح الذي وقع فيه من عرّف علوم القرآن فقال: «هي جميع المعلومات والبحوث التي تتعلق بالقرآن
…
».
فقد خلط بين المعنى اللغوي وهو يدل على علوم كثيرة، والمعنى الاصطلاحي وهو علم واحد، ألا ترى إلى قوله «هي» . وهكذا استمر الخطأ
…
ولغوية أو اعتقادية مقررة في مناهج معاهد العلوم والدراسات الإسلامية.
ومن أهم المؤلفات المعاصرة ما يلي:
1 -
«مناهل العرفان في علوم القرآن» ، للعلّامة الكبير محمد عبد العظيم الزرقاني. وهو كتاب حافل واسع المحتوى، عذب الأسلوب يقع في مجلدين.
2 -
«المدخل إلى دراسة القرآن الكريم» ، لفضيلة أستاذنا الدكتور العلّامة الشيخ محمد محمد أبو شبهة.
3 -
«البيان في علوم القرآن» ، لفضيلة أستاذنا الدكتور العلّامة الشيخ عبد الوهاب غزلان.
4 -
«مباحث في علوم القرآن» ، للأستاذ الدكتور صبحي الصالح.
5 -
«من روائع القرآن» ، للأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.
وقد قسم بعضهم كتابه أبوابا. منها: «باب تاريخ علوم القرآن» و «باب علوم القرآن» .
ونرى في هذا التقسيم خللا وضعفا، لأن العنوان الثاني:«علوم القرآن» يوهم أن الأبحاث الأخرى ليست من علوم القرآن، وهي قطعا من علوم القرآن، فكيف تستبعد عن هذا العنوان ولا تدرج تحته.
ونود التنبيه إلى أن التصنيف في علوم القرآن بالمعنى الأول مستمر أيضا لم ينقطع، وذلك تلبية لحاجة العصر من كشف دسائس وفضح أباطيل، أو تفصيل مسائل واستيفائها بالبحث، أو لإظهار مزيد من أوجه الإعجاز الذي أفاده تقدم العلوم، الأمر الذي يزيد اليقين بأن هذا القرآن كتاب الله المعجز على الدوام.
تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى. تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى.