الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً (1).
2 -
ائتمر المنافقون بتوجيه من اليهود فبنوا مسجدا بجوار مسجد قباء، زعموا أنه للصلاة وللمساكين يأوون إليه، وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه، فأنزل الله تعالى يكشف خبيئة نفوسهم الخبيثة (2): وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ، لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (3).
ثالثا: أخبار الغيب الماضي:
وذلك كثير جدا في القرآن يتضمن الإخبار عن حوادث قديمة وقعت من قبل، وقصص الأنبياء وأممهم مما سنعرض له بشيء من التفصيل في بحث القصة في القرآن (4).
الوجه الثاني: الإعجاز التشريعي:
إن القرآن قد جاء بتشريع معجز يثبت أنه تنزيل من الله ووحي منه تبارك وتعالى، وذلك من أوجه كثيرة نذكر منها:
1 -
إنها جاءت على لسان رجل أمي وفي أمة أمية، تعيش الحياة القبلية بكل كيان أفرادها، لا يخطر على بال أحد منهم انتظام أو التزام بقانون عام أو نظام حضاري.
(1) سورة النساء، الآية 102.
(2)
سورة التوبة، الآيتان 107 - 108.
(3)
وقد عدّ صاحب مناهل العرفان الأخبار عن الملائكة والجن من أنباء الغيب الحاضر، ونحن نرى أنها تعتبر كذلك بالنسبة لمن سبق منه الإيمان، لا سيما إن قورنت بما عند الأمم الأخرى من علوم الغيب، أما غير تلك الحالة فهي من الغيبيات التي يتوقف الإيمان بها على أصل الإيمان بالله ورسله.
(4)
انظر التوسع في هذا الوجه الثاني كتاب «بينات المعجزة الخالدة» فقد أطال وأجاد بما لا تجده في غيره ص 321 - 358.
2 -
إنه تشريع شامل وكافل لإحقاق الحق، وصيانة مصالح الناس في جميع شئونهم المالية، والاجتماعية والأسرية، والدولية
…
3 -
إنه تسامى على كل قانون عرفته الأمم قديمها وحديثها، حتى أقرت المجامع القانونية الدولية الفقه الإسلامي مصدرا أساسيا تقتبس منه القوانين، وإن القوانين الحديثة في تطورها تتسامى لتقترب من الفقه الإسلامي.
قال فضيلة العلّامة الكبير الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله (1):
«ومن هذه الأحكام الشرعية التي اشتمل عليها القرآن، فإنها لا يمكن أن تكون من عند محمد صلى الله عليه وسلم، بل هي من عند الله، وقد كتبنا في هذه عدة بحوث في إحدى المجلات الإسلامية بعنوان (شريعة القرآن دليل على أنه من عند الله) جمعتها إحدى الهيئات الإسلامية في رسالة، ونشرتها، وترجمتها إلى الفرنسية والإنكليزية، وقد أقمنا الدليل على أن تلك الشريعة المحكمة لا يمكن أن يأتي بها أمي لا يقرأ ولا يكتب وقد نشأ في بلد أمي ليس به مدرسة ولا مكتب دراسة وهي في أحكامها لا يمكن أن تكون إلا من عند الله تعالى.
وكتبنا بحثا وازنا فيه بين شريعة القرآن وقانون الرومان في الملكية بالخلافة (الميراث)، وذكرنا أن قانون الرومان قد تكوّن في نحو ثلاثة عشر قرنا ومع ذلك هو بالملكية بالخلافة لا يوازن بشريعة القرآن إلا إذا وازنا بين عصا هشة وسيف بتّار، فلا يمكن أن يأتي به محمد من عنده، بل هو من عند الله تعالى.
والأوربيون القانونيون يرون في قانون الميراث في القرآن أن العقل البشري لم يصل إلى الآن إلى خير منه ونحن نقرر لهذا أن ما ذكره القرطبي غير الصرفة يدل على أن القرآن كله جملة وتفصيلا هو من عند الله تعالى العليم الخبير».
(1) في كتاب «المعجزة الكبرى» ص 95، وانظر دراسات مفصلة حول هذا الموضوع وبيان تفوق أنظمة القرآن ص 454 - 547 من كتابه هذا.