الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خجل.. وحساسيه
!!!
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الخجل
التاريخ 20/5/1422
السؤال
أخي مشرف نافذة الاستشارات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
…
الرجاء الرد على السؤال إنني أواجه مشكلة الخجل الزائد عن اللزوم وانجرح من اتفه الأسباب إنني إذا وجه إلي سؤال وأنا في وسط ناس أول شعور يواجهني تزيد دقات قلبي ويتصبب عرقي ويتغير كلامي أرجو منكم توجيهي وحل مشكلتي ولكم مني الدعاء وجزيل الشكر؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
أخي الكريم اشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.. وأما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:-
أولاً: لا شك أن الخجل مشكلة كبيرة قد تستبد بصاحبها إلى درجة تشل بها مواهبه وقدراته.. وتجعله عرضة للاضطراب الاجتماعي وربما النفسي.. بل وقد تدفعه إلى العزلة عن محيطه بشكل يؤثر على عطائه واندماجه فيه.
ثانياً: يتباين الناس الذي يعانون من الخجل في مدى إحساسهم فيه ومعاناتهم منه.. .. فالخجل عند هذا غيره عند ذاك وأسبابه هنا تختلف عن أسبابه هناك.. إلا أن الأسباب تقريباً تنحصر في ثلاثة عوامل.. تبدأ منها.. وتتفرع عنها
…
وهذه العوامل هي:-
أ- عوامل تربوية.. تتعلق بالتنشئة الاجتماعية.. كالحماية الزائدة أو القسوة الزائدة.. وما يترتب على ذلك من انعدام الثقة في النفس وبالتالي الخجل في مواجهة الآخرين.
ب- عوامل جسمية.. تتعلق إما بعاهة جسمية بارزة.. أو نحول زائد أو سمنة زائدة.. أو تشوه معين.. كل ذلك قد يدفع بصاحبه إلى نوع من أنواع الخجل.
ج- عوامل نفسية.. مثل الحساسية الزائدة.. أو سرعة الانفعال أو سعة الحيز الشخصي الخاص الذي لا يسمح لأحد بتجاوزه تحت دعاوى المس بالكرامة.. والخوف الكبير من الخطأ.. كل ذلك عوامل تسبب للإنسان تفاعلات داخلية عنيفة من أعراضها زيادة الخفقان.. وتصبب العرق واحمرار الوجه..واضطراب الكلام وغير ذلك.
ثالثاً: لو أردنا الغوص أكثر من أعماقنا لمعرفة ما وراء كل ذلك.. لوجدنا الأسباب ترتبط إلى حد كبير بما يسمى [المبالغة في البحث عن الاستحسان!!!] أي اهتمام المرء بما يقال عنه والأحكام التي يصدرها الآخرون على سلوكه وتصرفه واعماله وكلامه!!!
وهذا الاهتمام بما يقوله الآخرين.. هو الذي يوجد حاله نفسية هي إلى الخوف أقرب.. فإن من يخشى أن لا يقدر كما يريد.. أو كما يتمنى.. فإنه ينتهي حتماً إلى الخجل!!!
رابعاً: مشكلة الخجول إنه يتصور أنه محور انتباه العالم.. وإن الجميع يراقب حركاته وسكناته.. ولذلك تراه غارقاً في تفسير الأفعال وما راءها والنظرات ومغزاها.. والكلمات ومرادها.. وبالتالي هو متوتر من الخارج ومضطرب من الداخل.. بصورة مرهقة تدفعه إلى تجنب مثل هذه اللقاءات الاجتماعية حتى لا ينشغل كثيراً بتفاصيلها.. وتفسيرها.. ومكاسبها وخسائرها..!! وما علم أن تجنبه لها يزيد وطأتها.. وأن الحل الأمثل لمواجهتها.. هو عدم تحميلها أكثر مما تحتمل.. واليقين بأن الناس لا يشغلهم منه إلا بعض الدقائق التي تكون غالباً من باب المجاملة.. وبالتالي يعود كل منهم إلى دائرته الخاصة.. ومشاغله الخاصة!!!
خامساً: من الخطوات الأساسية للتغلب على الخجل هنا.. الابتعاد قدر المستطاع عن " الحساسية الزائدة " بما قد يقال عنك أو يقال فعلاً.. وعدم تحميله أكثر مما يحتمل.. أو رضاك عن نفسك برضاء الآخرين عنك.. أو فكرتهم عنك.. ونشدان استحسانهم بأي طريقة.. والتأكد بأن مواقفنا من الأشياء دائماً ما تخضع لزاوية رؤيتنا لها.. واهتمامنا بها.. فإذا جعلت من الآخرين مقياساً وحيداً لرضاك عن نفسك وقناعتك بها.. وبحثت عن استحسانهم ورضاهم حد الاستجداء..!!! فإنك ولا ريب ستتحول إلى شخصية مهزوزة.. غير قادرة على المواجهة الإيجابية.. وبالتالي سيغلبك الخجل.. وسترتقي في مدارجه شيئاً فشيئاً.. حتى تنحصر في دائرة ضيقة لا فكاك منها..!!!
وتأكد.. أنك حتى وإن كنت تعاني من نقص ما.. بدني أو نفسي فإن لديك من الإيجابيات ما يكمل هذا النقص لو استثمرتها جيداً..!! فارض بواقعك واصلح منها ما يمكنك إصلاحه.. وتأكد أنك كما تفكر.. تكون!!
سادساً: كن على طبيعتك بقدر المستطاع.. لا تخش النقد إلى حد الانسحاب حتى من إبداء الرأي إذا طلب منك.. والرضاء من الغنيمة بالصمت!!! تفاعل مع من حولك.. حاور.. وثق أنك لست أقل قدراً وقدرة من الآخرين.. ولا يكن رأي الآخرين بك.. أهم من رأيك بنفسك.. فلكل منا إيجابياته وسلبياته.. ونقاط قوته ونقاط ضعفه.. ولدينا جميعاً ما نحب وما نكره.. وما نريد وما لا نريد..!! تعامل مع محيطك على هذا الأساس.. وابدأ شيئاً فشيئاً.. وتأكد أن إرضاء كل الناس ليس دائماً هو الصواب.. وأن إسخاط كل الناس ليس دائماً هو الخطأ..!!! ولكن الصواب والخطأ هو: أي نوع أرضيت وأي صنف أسخطت؟!!
سابعاً: اكسر دائرة الخجل.. ولا تفكر فيها طويلاً.. واخرج منها.. عبر الحوار والتفاعل مع محيطك.. ولا بأس من البداية بدوائر صغيرة في محيط العمل أو محيط الأسرة.. ثم توسيع الدوائر وزيادتها.. وانظر دائماً إلى ما تقوله أنت عن الآخر.. لا ما يقوله عنك الآخر.. ولتكن ركيزتك الأساسية في البداية محاولة الاسترخاء.. والتدرب على التنفس العميق.. والثقة بالله ثم بنفسك بأنك ستتغلب على هذه المشكلة وتواجهها.. ولن تنشغل بها طويلاً..!!!
وفقك الله وسدد على طريق الخير والحق خطاك..