الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شخصية سيكوبا تيه
..!!!
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /اخرى
التاريخ 16/5/1422
السؤال
كيف أتعامل مع شخص سيكوباتي؟
الجواب
قبل أن نعرف كيفية التعامل مع الشخص (السيكوباتي) لنعرف أولاً.. الشخصية (السيكوباتية) . حتى تتضح لنا جميعاً الصورة. ولكي تتأكد أنت أيضاً من صاحبك إن كان سيكوباتياً أم لا..؟!
يعرف بعض علماء النفس أصحاب الشخصية (السيكوباتية) أو الشخصية المضادة للمجتمع!! بأنهم هؤلاء الأشخاص الذين تكون حالات الخلل في سلوكهم ومشاعرهم.. ظاهرة في تصرفاتهم.. وفي طريقتهم في التوافق مع محيطهم الاجتماعي!!! ومعنى هذا.. أنه يمكن أن يدخل في هذه المجموعة.. أولئك الأشخاص الذين لا يحسنون التصرف ويعيشون عالة على غيرهم..! ويمكن أن يدخل فيها أيضاً طبقة المجرمين في المجتمع الذين تتكرر أخطاؤهم.. ويتكرر أيضاً توقيع العقوبة عليهم.. دون أن يكتسبوا من كل ذلك خبرة تؤثر في تغيير سلوكهم!!! وإجمالاً: يتميز أصحاب الشخصية (السيكوباتية) المضادة للمجتمع بالعدوانية - غالباً - وكثرة التشاجر مع المحيطين بهم.. ولا يعبئون بالنظم والقوانين التي يلتزم بها الآخرون..!! بل.. ولا يترددون في الخروج عن هذه القوانين.. كما انهم لا يحرصون على أي علاقة طيبة مع زملاءهم وليس لهم أي أصدقاء مقربين!!! فهم انتهازيون من الدرجة الأولى.. وصوليون لا يرون إلا أنفسهم.. ولا يسعون إلا لمصالحهم.. بأي طريقة كانت!!! والغريب أنهم حين يرتكبون هذه التصرفات المعيبة فإنهم لا يندمون على ذلك.. ولا يشعرون بأي تأنيب للضمير.. بل يكررون أفعالهم في أقرب فرصة!! دون رادع من حياء أو ضمير!!!
وهناك حقيقتان هامتان لابد أن تقريرهما عن الانحراف السيكوباتي: كما يذكر ذلك الدكتور / مصطفى فهمي في كتابه (علم النفس الإكلينيكي) .. وهما..
1 / أن هذه الحالات تستمر - غالباً - مدى الحياة.. وتبدأ عادة فيما لا يتعدى فترة المراهقة في أكثر الأحيان
2 / أنه يبدوا أن الانحراف السيكوباتي إنما يرجع إلى أسباب عضوية جسمانية أو وجدانية..لم تتضح بعد أصولها بشكل دقيق. ويضيف.. " أنه من المستحيل أن نعطي وصفاً دقيقاً محدداً جامعاً للشخصيات السيكوباتية لأنه يدخل في هذه المجموعة كل هؤلاء الناس الذين يظهر في سلوكهم نوع من الغرابة.. لدرجة لا تسمح لهم بالحياة والنجاح في المجتمع..!! ولكنهم فيما عدا ذلك عاديين من جهة أجسامهم وعقولهم.!! ولابد أن نذكر هنا.. أننا جميعاً نختلف اختلافاً كبيراً في تقديرنا مدى النجاح والفشل.. فقد يكون الإنسان غريب الأطوار في بيئة ما.. عادياً في أخرى.. ناجحاً جداً في نظر غيرنا ممن ينظرون إليه نظرة تختلف كثيراً عن نظرتنا إلى سلوكه!!! وبعض (السيكوباتيين) لا تنقصهم إلا القدرة على الحكم الصحيح. فقد يقعون في مشاكل لا يخرجون منها إلا بصعوبة.. ثم يعاودون الكرة.. ويقعوا في نفس المشاكل!!؟ أو قد يقومون بأعمال أخرى لا تقل عن أعمالهم الأولى تفاهة وسوءاً
…
!!!؟ وإجمالا.. لا ينقص (السيكوباتيين) الذكاء.. فهم عموماً أناس عاديين.. تتباين مستويات ذكائهم.. إلا أن ما ينقصهم دائماً هو الذكاء الاجتماعي!!!
أما عن علاجهم.. - أخي الكريم - فالواقع أن هؤلاء الأشخاص الذين يتصرفون على هذا النحو.. نتيجة لا ضطرابات نفسية أو بيولوجية.. لا يمكن تصنيفهم من المرضى النفسيين الذين تتطلب حالتهم العلاج.. وتستجب له.. ولا يمكن اعتبارهم أشخاص أسوياء 00!!! حيث تقاوم الشخصية (السيكوباتية) كل وسائل العلاج.. بل ولا يرى أصحاب هذه الشخصية أنهم مرضى نفسيين.. بأي حال.. ولا يستجيبون لكل محاولة علاجية في هذا الجانب.. وهذا ما يرجح الجانب الوراثي ابتداءاً في تشخيص مثل هذه الحالات.. من حيث الاستعداد الفطري للتقبل والتطبع وتزيده العوامل البيئية والاجتماعية المحيطة ظهوراً وحدة وعمقاً.. حسب الظروف المحيطة بهذه الشخصية!!!.. ويجعل إمكانية العلاج النفسي ضعيف.. واستمرارية المشكلة واردة بقوة!!!
أما عن كيفية التعامل مع أصحاب هذه الشخصية 00 فاعتقد أننا في ضوء فهمنا لابعاد هذه الشخصية وصفاتها يجب أن يكون تعاملاً حذراً ويقظاً.. وأن نضع مسافة بيننا وبينه.. ولا تنسى - أخي الكريم - الدعاء له بظهر الغيب بان يعافيه الله ويشفيه ويهديه عاجلاً غير آجل وفقك الله ورعاك.. وسدد على طريق الخير والحق خطاك.