الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أرواح شريرة
!!
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الحسد والعين
التاريخ 5/12/1422
السؤال
أخي الكريم، أود السؤال عن موضوع لم يحيّر عائلتي فقط بل عائلات الحي وهو ما يسمى " بالطب الروحي ". تعرفنا على رجل قد درس الدكتوراه في الشريعة من الأزهر ويقول: إنه يعالج الأرواح ويطردها وذلك بذكر الله عز وجل واستخدام البخور وغذاء ملكات النحل.. أنا لا أشك فيه، ولكني لست مقتنعة بهذه الأحاديث وسأعرض لكم الحالة:
لي قريبة كان نصيبها من الجمال لا يوصف، وعندما أرادت الزواج كان أهل العريس وبخاصة النساء لا يريدون حدوث ذلك، وبعد إنجاب أول طفل كانت صحتها ممتازة، ثم أصبحت تأكل بنهم كمية لا يقوى عليها أربعة رجال، لا نعلم كيف ولماذا أو حتى أين تذهب بالطعام الذي تأكله؟ ولو ترى شكلها لقلت إنها لا تأكل أبداً؛ فهي نحيفة جداً. أجرينا لها فحوصات طبية وعجز الأطباء عن تشخيص حالتها. وقال هذا الشيخ الذي كلمتكم عنه: إنه قد اكتشف أن هناك ثمانية أرواح تأكل معها وهي لا تستفيد أبداً من الطعام. قال: إن هناك أشخاصاً أسقوها شيئاً مقروءاً فيه وقد تموت بعد خمس إلى ثماني سنوات. أرجوك أيها الأخ الكريم، أرشدنا، مع العلم أنها متدينة ولا يفوتها فرض. أرجوك دلنا بأسرع وقت، وهل ما قلته صحيح؟ المستشار مؤتمن وأنا أستشيرك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
أختي الفاضلة؛ أشكر لك ثقتك، وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسّداد والرشاد وأن يرينا جميعا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ً ويرزقنا اجتنابه، وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل. أما عن استشارتك فتعليقي عليها مايلي:
أولا: لا أحد ينكر أو يقلل من الأهمية العظيمة للرقية الشرعية بالكتاب والسنة.. وقد ورد في ذلك الكثير من الأحاديث الصحيحة.. وكذلك العسل حيث قال تعالى} يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس.. {أما البخور فلا أدري ما علاقته بذلك..!! وليس له أصل شرعي!!
ثانيا: وأما ((تلبس الشياطين بالإنس)) فهو أمر وارد وله شواهد كثيرة..وأسبابه أيضاً كثيرة.. وللرقية الشرعية أثر كبير بإذن الله في شفاء المريض من ذلك.
ثالثا: السحر والعين أمران واقعان - نسأل الله السلامة - وقد يصاب الإنسان بهما أو بأحدهما بفعل فاعل..!! والعلاج منهما يكون كذلك بالرقية الشرعية.. إضافة إلى بعض الطرق الشرعية الواردة في بعض الأحاديث (راجعي كتاب: الطب النبوي) .
رابعا: أما أن يقرر أحد ما.. كائناً مَنْ كان، ويحدد تاريخاً معيناً مستقبلياً لوفاة إنسان أو أي أمر يتعلق بمستقبله..!!! فهو كاذب.. كاذب.. فلا يعلم الغيب إلا الله.. وهذا مما اختصه الله تعالى بعلمه} إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت.. {. ولذلك فمتى ما حدثكم من أمامكم بأمر من أمور الغيب المستقبلي فاعلموا أنه كاذب ومنجم.. حتى ولو أخبركم من أمر الماضي بعض الصدق.. فالماضي قد يوحى إليه من بعض شياطين الجن..! ومن ثم يلبس على من أمامه بأنه ما دام قد أخبره بأسراره وأخباره الماضية فإنه يعلم أموره الغيبية المستقبلية.. نسأل الله العافية.
خامسا: مشكلتنا في هذا الزمن أن الأمور تشابهت وتداخلت إلى حد كبير.. وبما أن العافية ترتجى فقد ظهر المئات من المدعين بالعلاج بالرقية الشرعية.. استغلالا لمشاعر وعواطف المسلمين الدينية التي تحيط هذا الأمر بهالة من القدسية..! ومن ثم خلطوا في هذه الأمور ولبسوا على المسلمين وخلطوا الحلال بالحرام والإيمان بالكفر..!؟! والطب الشرعي بالكهانة المحرمة!!!
سادسا: وهذا لاينفي وجود بعض الرقاة الثقاة المحتسبين - هكذا نحسبهم والله حسيبهم - فانصحوا قريبتكم بمراجعة أحدهم.. وأنتم أعلم بمن عندكم؛ فكونوا على حذر.. واختاروا الأصلح.. ولن تعدموه بإذن الله.. ثم انصحي قريبتك بكثرة الدعاء وصدق الالتجاء إلى الله؛ فالله تعالى قريب مجيب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
وفقكم الله.