الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فشلت في تحقيق الهدف
!!!
المجيب د. خالد بن سعود الحليبي
وكيلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الاحباط
التاريخ 19-5-1424
السؤال
مستشاري الفاضل
…
أنا فتاة محطمة حيث كانت رغبتي هي التخصص في العلم الشرعي ولكنني عندما التحقت بالكلية ولظروف الكسل وغيره من الأسباب الواهية تركت الدراسة بعد سنة وجلست في البيت سنة كاملة ثم التحقت بعدها بكلية أخرى وبعد سنتين مع الإهمال والزواج تركت الدراسة أيضاً، وقد تكرر هذا العمل معي مرة ثالثة. وبعد أن من الله عليّ بالحمل والولد يريدني زوجي أن أتفرغ لتربية ابني وأنا الآن كلي حسرة حيث لم أستطع نيل ما كنت أتمناه وهو طلب العلم الشرعي.
أنا فعلاً أشعر بالإحباط والعجز وعدم الثقة بالنفس حيث لم أنجز شيئاً في حياتي، بل إنه يأتيني شعور وعذاب إذ كيف أربي ابني على طلب العلم وأنا قد عجزت عنه بنفسي.
أنا فعلاً أشعر بالعذاب والإحباط.. أرشدوني كيف أعمل جزاكم الله خيراً.
الجواب
أختي الكريمة
…
سلام الله عليك ورحمته وبركاته أما بعد:
فإني مثلك إنسان يحب النجاح في الحياة، ويرى أن من أقرب أوجه النجاح إلى قلبه هو تحقيق آماله، ولكني.. أبدا لا أرى أن الحلم الذي لم يتحقق هو ناتج عن ضعف أو عدم ثقة في النفس، وإنما أنظر إليه أنه تجربة مرت بي لتعلمني شيئا جديدا في الحياة لم أكن قد عرفته.. الفشل طريق النجاح والذي لم يفشل هو إنسان خامل لم يجرب حتى يقع له الفشل.. المقدام دائما هو الذي قد يعثر.. فاتكلي على الله.. واجعلي من الماضي المتعثر دافعا قويا لغد مليء بالنجاحات.. الدراسة ليست وحدها التي تحقق وجودنا في هذه الحياة العبادة.. عبادة الله وحده لا شريك له هي وجودنا الحقيقي، ورسالتنا التي جئنا من أجل أن نعيشها ونبلغها وليست الدراسة النظامية هي سبيلها الوحيد فنصيحتي لك أن تطيعي زوجك بأن تهتمي بتربية ولدك، وحاولي أن تحققي فيه ما لم تحققيه في نفسك! لا تقولي فاقد الشيء لا يعطيه.. بل قولي سوف أدفع بابني في مراقي العلم والعمل، حتى يكون على يدي عملاقا من عمالقة الإسلام في العصر الحاضر اصنعي منه عالما ربانيا، حافظا لكتاب الله، داعيا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. وعندما تحققين ذلك فسوف تقدمين للإسلام خدمة عظيمة جليلة، ربما تكون أعظم وأجل مما لو انشغلت عنه بالدراسة النظامية.. لتكن أمهات الصحابة والتابعين قدوات حية لك بل انظري ماذا صنعت أمهات عاميات أميات لا يقرأن ولا يكتبن حين صنعن الأجيال التي لا تعرف الموت بالموت، ولكنها خلدت عبر الزمن.. وراء كل رجل عظيم امرأة.. وأنا أقول: وراء كل رجل عظيم أم واسألي عن أم أبي الحسن الندوى كيف اصطنعت من طفل لم يكن ذا مستقبل مرجو في حينه، عالما يعد في طليعة علماء الإسلام في العصر الحديث بارك الله لك في مهمتك الجديدة.. وأرجو لك ولابنك التوفيق والنجاح.. على أني لا أريد أن أختم رسالتي إليك إلا إذا همست في أذنك.. عليك بكتاب الله وسنة رسوله، وفي كتب العلم الميسرة، وأشرطة العلماء والدعاء، لتواصلي ثقافتك الشرعية التي كنت تتمنين الاختصاص فيها، فإنك لا تدرين في أي الطريقتين في التعلم تكون البركة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.