الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مشكلتي الكبرى.. التردد
!!
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية / الثقة/بالنفس
التاريخ 27/9/1422
السؤال
هناك مشكلة كبيرة تؤرقني كثيرا وتفسد علي الكثير من الفرص بل وتجعلني غالبا في مواقف صعبة مما اثر على علاقاتي بل وثقتي نفسي وكثيرًا ما اضطررت لإلغاء برامجي أو قراراتي نتيجة لذلك..!! هذه المشكلة هي التردد الكبير عند محاولة اتخاذ أي قرار حتى ولو كان قرارًا بسيطا لا يترتب عليه أي شيء..!!؟ فماذا افعل وكيف أتغلب على ذلك؟؟ (أريد حلولا عملية.. جزاكم الله خيرًا)
الجواب
أخي الكريم.. اشكر لك ثقتك، واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد. وأما عن استشارتك فتعليقي عليها من وجوه:
أولاً: لا شك أن التردد هو السبب الحقيقي خلف الكثير من حالات الفشل التي تواجه الإنسان في حياته.. لأن التردد يعني عدم الثقة في النفس وعدم القطع في الرأي وضياع الفرص المتاحة وتوالي حالات الفشل ومن ثم الإحباط!!
…
ألخ. وهذه أمور تنعكس بدورها على حياة الإنسان بطريقة أو بأخرى.. فتنتج شخصية مشوشة، مضطربة، غير واضحة المعالم..!!
ثانياً: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي.. أن تتردداهذه هي الحقيقة، فإذا كان الاستعجال في القرارات أحياناً مذموم فإن التردد فيها غالباً مدمر!! ولذلك فعندما تكون أمام موقف يستوجب منك اتخاذ قرار ما.. فضع حداً زمنياً لاتخاذ قرار حيال هذا الموقف يعتمد على نوعية الموقف والوقت المتاح أمامك وبالتالي التزم بهذا الموعد، واتخذ القرار، بعد أن توازن أمورك بطريقة مناسبة، وتضع أسوأ الاحتمالات، وتهيئ نفسك لقبولها أو مواجهتها..!! ثم تتفاءل وتتكل على الله وتستعين به.
ثالثاً: أعتقد أنك تتفق معي - أخي الكريم - إن كثيراً من قراراتنا الحياتية هي من البساطة.. بحيث ِإنها لا تحتاج إلى كل هذا التردد الذي يحبط البعض.. فالقيام برحلة مثلاً.. أو زيارة.. أو شراء سلعة معينة تظل في أسواء الحالات أمورا لا يترتب على أدائها.. تبعات مستقبلية قد تؤثر في حياة المرء أو مستقبله، وبالتالي فالقرار فيها لا يحتاج إلى الكثير من التردد والاستشارات المتعددة.
رابعاً: هناك توجيه شرعي في هذا الأمر وهو الاستخارة الشرعية، خاصة قبل اتخاذ بعض القرارات المصيرية التي تتعلق بحياة الإنسان أو مستقبله.. ولا تنس الاستشارة.. فما خاب من استخار ولا ندم من استشار.. وإذا فعل الإنسان الأسباب الشرعية المأمور بها.. فليتكل على الله.. [ومن يتكل على الله فهو حسبه] .
خامساً: عود نفسك على اتخاذ القرارات، وعدم التردد بها وابدأ في الأشياء البسيطة جداً.. كقرار الذهاب أو الإياب.. الدخول أو الخروج وتدرج فيها شيئاً فشيئاً، وستجد نفسك مع الوقت وقد قطعت مرحلة مهمة جداً في بناء مزية اتخاذ القرارات لديك.. وأصبحت أمراً عادياً في الكثير من شئون حياتك الخاصة. انتقل منها إلى التدريب على اتخاذ القرارات المتعلقة ببعض المحيطين بك، والمعول عليك اتخاذ قرار بشأنها.. وهكذا رويداً.. رويداً.. يتلاشى هذا التردد غير مبرر إطلاقاً، والنابع أصلاً من أعماقنا، ومن خوفنا من الفشل!!
سادساً: غالباً لا يأتي التردد إلا بسبب الخوف من الفشل -كما أسلفت - أو الإخفاق.. ولذلك فلكي تتجاوز هذه المشكلة فضع فرضية الفشل في آخر القائمة وهيئ نفسك بأن الفشل والإخفاق لا يعنيان نهاية العالم.. بل هما زيادة لرصيد الخيرة التراكمية في الشخصية.. وبالتالي النهوض والبدء من جديد بشكل آخر وطريقة جديدة..!! هنا قد تفاجأ بأن مواطن النجاح لديك قد فاقت كثيرا مواطن الإخفاق.. وبالتالي ملكت مزية القرار، ومزية النجاح.
وفقك الله وسدد على طريق الخير والحق خطاك.