الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعتريني الملل بقراءة أوراد السور
المجيب د. رفعت فوزي
رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/الفتور وعلاجه
التاريخ 11/03/1426هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
سؤالي إلى فضيلتكم هو كالتالي:
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث عن فضائل بعض سور القرآن الكريم، كقراءة سورة تبارك (الملك) كل ليلة، وكذلك الدخان والواقعة، وغيرها
…
وأنا -ولله الحمد- أداوم عليها، ولكن قد يعتريني بعض الملل، فأحب أن أقرأ سوراً أخرى، فبماذا تنصحونني؟ وهل يعقل للمسلم أن يبقى مداوماً على هذه السور، وأن يترك بقية السور الأخرى؟. جزاكم الله كل خير ونفعنا بكم.
الجواب
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، وأصلي وأسلم على نبي الهدى والرحمة وعلى آله وصحبه، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فنشكرك ـ أختنا الكريمة ـ على تواصلك مع موقع (الإسلام اليوم) ، ونأمل أن يكون باباً من أبواب العلم النافع تلجينه ولوجاً نافعاً -إن شاء الله تعالى-.
فتلاوة القرآن الكريم هي من أفضل العبادات وأحبها إلى الله تعالى، فقد ورد في ذلك آثار عديدة، منها ما جاء عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" رواه مسلم (804) .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر" متفق عليه. أخرجه البخاري (5427) ، ومسلم (797) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب" رواه الترمذي (2913) ، وقال حديث حسن صحيح.
وكما قلت في سؤالك فهناك أحاديث وردت في فضائل سور القرآن الكريم ومنها:
(1)
سورة الفاتحة: عن رافع بن المعلى قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ " فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله: إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن؟ قال: "الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" رواه البخاري (4474) .
وتسمى سورة الفاتحة بسورة (أم الكتاب، وسورة الصلاة، وسورة المناجاة، وسورة الكافية، وسورة الشافية) .
(2)
سورة البقرة وآل عمران: عن أبي أمامة-رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران؛ فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما من طير صواف تحاجان عن صاحبهما، اقرؤوا البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلة" رواه مسلم (804) .
الغياية: هي ما أظلك من فوقك، البَطَلة: أي السحرة، فهي حصن منهم.
هذا ومن الآيات الفضيلة في سورة البقرة آية الكرسي أعظم آية في القرآن، وخواتيم هذه السورة.
ومن الآيات الفضيلة في سورة آل عمران أولها، وآية (شهد الله) ، وآية (قل اللهم) وآيات (إن في خلق) .
(3)
سورة الكهف: عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" رواه الدارمي (3407) .
(4)
سورة يس: عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس" رواه الترمذي (2887) ، ولكنه ضعيف.
وعن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله تعالى غفر له" رواه الدارمي (3415) .
(5)
سورة الواقعة: عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً" رواه البيهقي في شعب الإيمان (2500) .
(6)
سورة تبارك: عن أبي هريرة-رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك". رواه الترمذي (2891) ، وأبو داود (1400) ، وابن ماجة (2786) .
وعن ابن عباس-رضي الله عنهما، عن النبي-صلى الله عليه وسلم قال:"هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر يعني تبارك" رواه الترمذي (2890) .
(7)
سورة الإخلاص: عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في: "قل هو الله أحد، والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن" رواه البخاري (5014) .
وعن أنس-رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله: إني أحب هذه السورة: قل هو الله أحد، قال:"إن حبها أدخلك الجنة" رواه الترمذي (2901) .
(8)
المعوذتان: عن عقبة بن عامر-رضي الله عنه أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم قال: "ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس" رواه مسلم (814) .
وعن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه قال: كان رسول الله لم يتعوذ من الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما" رواه الترمذي (2058) .
ومع ذلك -أختاه- فقراءة هذه السور ليست بواجبة، بل ذلك من المستحب، وأظن أن الشيطان هو الذي يلبِّس عليك، فهذه السور ليست بالطويلة، والأفضل المحافظة عليها، وإن لم يكن فالمحافظة على السور التي يترتب على قراءتها ثواب كبير مثل سورة الزلزلة وآية الكرسي والإخلاص (ثلث القرآن) وغيرها..
ونصيحتي لك -أختي الفاضلة- ألا تتركي قراءتها، وقراءتك لهذه السور لا تمنع من قراءة غيرها. فلتداومي على ما تقرئين، وإن أردت الزيادة فخيراً؛ لأنك لو تركت قراءة هذه السور فربما تكسلين عن قراءة غيرها، فالشيطان -لعنه الله- يريد أن يفسد عليك نعمة المداومة على العمل ـ بمثل هذه الحيلة.
وختاماً: أذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل" رواه مسلم (782) من حديث عائشة رضي الله عنها. وفقك الله
…