الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أعاني من السلبية والتردد وعدم التركيز
المجيب أ. د. صالح إبراهيم الصنيع
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الوساوس
التاريخ 23/5/1425هـ
السؤال
أرجو مساعدتي في معرفة طبيعة هذه النفس، وإيجاد الحل المناسب، فأختصر الأمر بهذه العبارة، ثم أفصل الأمر (لا أدري أني لا أدري)
أولاً: قد تسألني 100 سؤال، وقد يكون منها 90 جواباً لا أدري، ولماذا لا أدري لأني لا أدري!، هذا بعض ما عرفته من نفسي (ضعف التركيز) ، بمعنى إن قرأت كتاباً أو شاهدت منظراً فإني قد لا أخرج منه على الأكثر بنسبه 1%إلى 2،5%.
2-
كثرة النسيان وسرعته، لدرجة أنه لو قرأت صفحة واحدة من كتاب، ثم سئلت بعدها بقليل لكانت الإجابة الصحيحة هي الأقل والخطأ هو الأكثر.
3-
انعدام وجود النية في 95% من الأعمال التي أقوم بها، فأنا لا أدري لماذا فعلتها.
4-
عدم وجود الصراحة بيني وبين الناس حتى مع الأقربين؛ وذلك لتجنب الإحراج لي ولغيري، ووجود المجاملة في كثير من الأحيان، حتى ولو من غير رضا بها وتحسر على فعلها.
5-
حب وجود العذر للتخلص من أي أمر دون اللجوء إلى الكذب.
6-
سلبي ليس لي دور اجتماعي ولا فكري، ولا إنساني في الحياة غير عملي المكلف به.
7-
بطيء التأقلم مع الآخرين، وضعيف في معرفة جذب الآخرين، والتعرف عليهم.
8-
أناني، أشعر بحب التملك، والبخل على الآخرين بما عندي.
9-
أشعر بقساوة في القلب.
10-
التناقض البين في أمر واحد (الحب والكره، الرضاء والغضب، السرعة والبطء) دون معرفة سبب حقيقي وواضح لهذا التناقض وتفسيره.
11-
التخبط والعشوائية في اتخاذ القرار، والسرعة أحياناً، والبطء أحياناً أخرى في غير مكانها الصحيح.
12-
الخجل من إبداء الرأي، والتعلل النفسي الخفي بالخشية من الوقوع في الخطأ أو الكذب أو تعويد اللسان على السكوت الطويل، وعدم التحدث إلا بما هو مفيد.
13-
الحب والبغض على مزاجية، وهواء النفس، وليس على سبب حقيقي إسلامي.
14-
الضعف في كسب الأصدقاء دون معرفة السبب الحقيقي لذلك، والرغبة في تجاوز هذا الأمر.
15-
التفكير في الدنيا أكثر من التفكير في الآخرة والتعلق بها.
16-
الرغبة في أن يكسب الناس ودي، والسؤال عني دائماً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الكريم -حفظه الله-.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
استلمت رسالتك التي تتحدث فيها عن مجموعة كبيرة من القضايا النفسية والاجتماعية التي تقول إنك تعاني منها، وفي البداية لا بد من التأكيد أن أول درجات سلم الحل هو الاعتراف بوجود المشكلة، ولكن هذا الاعتراف يجب أن يتسم بدرجة كبيرة من التحديد لنوع المشكلة بشكل يعزلها عن غيرها؛ حتى يمكن التعامل معها بشكل يساعد على حلها، لذا أرى فيما عرضته في رسالتك سرداً لعدد متداخل من المشكلات، تبدأ من التردد في التعامل مع المشكلات، وتكرار عبارة لا أدري (وهي من عبارات الهروب من الإجابة المباشرة) على الموقف الذي يواجهه الفرد، ثم مشكلة النسيان وهي في الحقيقة من طبيعة الإنسان ما دامت في حدود معقولة خصوصاً في مجال الكتب الجادة، ثم تنتقل لمشكلة النية وهو موضوع يجب ألا ينشغل به المسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال:"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" رواه البخاري (1) ومسلم (1907) من حديث عمر رضي الله عنه.
وعليه فلا تشغل نفسك بالتفكير بالنية؛ فأنت مسلم تسير على هدي ما جاء في الكتاب والسنة، فيكون قصدك دائماً رضا الله ولا تنشغل بالنية؛ لأن ذلك من عدوك الشيطان، ثم تنتقل للمجاملة في سلوكياتك وهي مقبولة في حدود المباح، وتنقل بعد ذلك للحديث عن عدم وجود دور لك في الحياة، مع أن عبارات رسالتك تقول غير ذلك، ثم تنقل للعلاقات مع الآخرين، ووجود المتضادات لديك، ثم تعليل التردد والمزاجية وعدم كسب الأصدقاء، وأخيراً التعلق بالدنيا. ويمكن أن نجد رابطاً بين ما ذكرته وهو ما يعرف بالوسواس، حيث يبدو أنها الرابط بين ما ذكرت من مشكلات، لذا أقترح عليك:
أولاً: الإكثار من الطاعات وخصوصاً الدعاء.
ثانياً: تعويد نفسك على الحزم في الأمور النفسية والاجتماعية بلا تردد، وعدم النظر إلى الوراء في المواقف والأحداث.
ثالثاً: البحث عن صديق صدوق تبوح له بمشكلاتك اليومية وتطلب منه النصح، وتحاول حل المشكلات اليومية في وقتها، ولا تأخرها إلى ما بعد.
أخيراً: البعد عن مصادر الضغوط النفسية في العمل والمنزل، ومحاولة البحث عن حلول للمشكلات بشكل متأنٍ. والله الموفق.