الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
ابنتي وصعوبة الكلام
"
المجيب د. سيد زكي خريبة
استشاري صحة نفسية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /
مشكلات النطق
التاريخ 26-10-1423
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي الوحيدة عمرها ثلاث سنوات إلا شهراً ونصفاً، انطلقت في الكلام وتكوين الجمل منذ فترة ليس بالقصيرة، ولكنني منذ أيام لاحظت عليها تأتأة وصعوبة في إخراج الحرف الأول في بداية كل جملة وبشكل ملفت، ما الحل؟
أرجو الإفادة عاجلاً أثابكم الله
الجواب
الأخ الكريم
…
شكراً لثقتك واتصالك بنافي موقع " الإسلام اليوم"
في الحقيقة أن التأتأة هي أحد أشكال الاضطرابات النفسية وهي أكثر الأنواع شيوعاً كأحد صعوبات النطق، وتنتشر بصورة واضحة في سن الثالثة أو الرابعة أثناء اكتساب الطفل الكلام، أو من سن الخامسة أو السادسة عند دخول الطفل المدرسة، وأحياناً تبدأ في سن البلوغ والمراهقة.
وعن أسباب التأتأة في الفترة ما بين الثالثة والسابعة هناك عدة احتمالات.
أولاً: إن هذه الفترة معروف عنها أن الطفل يبذل مجهوداً كبيراً ليتعلم الكلام فعندما كان في مرحلة أقل كان يتعلم جملاً قصيرة متقطعة لا يحتاج إلى تفكير لإخراجها، ولكن حينما يبلغ سناً أكبر فإنه يحاول أن يكوّن جملاً أطول للتعبير عن أفكار جديدة، عندئذ سيبدأ الطفل في ترديد جملة من ثلاث أو أربع كلامات ولن يكشف إلا عند ما يصبح غير قادر على العثور على الكلمات الصحيحة، وأن أمه لا تعيره التفاتاً كبيراً بسبب كلامه المستمر فتقول له (هيه، هيه) وهي سارحة وتكون مشغولة بأعمال المنزل.
وهكذا تزداد خيبة ذلك الطفل بسبب عدم تمكنه من استرعاء انتباه من يرعاه ويسمعه.
ثانياً: وهو احتمال كبير من أن التوتر النفسي والعناد الذي يظهر أحياناً على الطفل في المرحلة الابتدائية نتيجة الظروف البيئية التي تحيط به تؤثر في كلامه.
ثالثاً: الوراثة: فالتأتأة أحياناً تكون وراثية في الأسرة، وهي تكثر عند الذكور عنها عند الإناث، وهذا يعني أن بعض الأشخاص لديهم استعداد أكبر نحو هذه الظاهرة.
رابعاً: محاولة تغيير الطفل الأشول الذي يعتمد على يده اليسرى في كافة أعماله
…
إلى أيمن فإن ذلك يسبب بدء التأتأة في بعض الإصابة، لأن ذلك الجزء من المخ هو الذي يتحكم في الكلام، ويتصل أيضاً اتصالاً مباشراً بذلك الجزء الذي يتحكم في اليد التي ينقلها الشخص.
فإذا أجبره الأب أو الأم أو المعلم على استعمال اليد الأخرى فإن
ذلك فيما يبدو يؤدي إلى إضطراب الجهاز العصبي الخاص بالكلام
أخيراً: حالة الطفل النفسية لها علاقة كبيرة بالتأتأة فمعظم الحالات (التأتأة) تظهر وتحدث لدى الأطفال المتوترين، وتظهر التأتأة عند إثارتهم فقط.
وهناك أسباب نفسية للتأتأة:-
1.
عدم إحساس الطفل بالأمن والاطمئنان.
2.
مبالغة الوالدين في رعاية الابن والاستحواذ عليه بدلاً من إعطائه الفرصة للاستقلال والاعتماد على النفس.
3.
افتقار الطفل إلى عطف أحد الوالدين أو كليهما.
4.
التعاسة والشقاء العائلي، والخلافات بين الزوجين، ومشاهدة الطفل لها.
5.
تعارض التيارات وتنازع الأهواء في الأسرة.
6.
الإخفاق في التحصيل الدراسي.
هناك علل جسمية تكون سبباً في التأتأة.
1.
وجود عطب وظيفي خلقي في مراكز الكلام في المخ.
2.
اضطراب الجهاز التنفسي، وتضخم اللوزتين ولحمية الأنف.
ملاحظة هامة:
إن أغلب حالات التأتأة عند الأطفال في المرحة الابتدائية يكون سببها نفسياً، وتحدث حالات التأتأة أيضاً بصورة ملحوظة عندما تكون الأمهات متوترات نفسياً فإن ذلك ينعكس على أطفالهن، وتظهر التأتأة لدى أطفالهن.
مظاهرة التأتأة
تظهر التأتأة على شكلين مختلفين:
(1)
حركات ارتعاشية متكررة.
(2)
تشنج يكون على شكل احتباس في الكلام يعقبه انفجار.
بعد بداية التأتأة بفترة زمنية تقدر بحوالي سنة تقريباً تظهر بوضوح " التشنجات التوقيفية " إذ يبذل الطفل عن تحريك عضلاته الكلامية جهد ومحاولات، فتبدو بوادر الضغط على شفتيه، وعلى عضلات الجهاز الكلامي، وبذلك تحتبس طلاقة لسانه.
وعند ما تشتد وطأة التأتأة على المصاب تظهر بوادر جديدة على شكل حركات مصاحبة للمرض الأصلي منها:
1.
تحريك الكتفين أو اليدين، الضغط باليدين على الأرض.
2.
ارتعاش الرموش وجفون العين.
3.
إخراج اللسان من الفم.
4.
الميل بالرأس إلى الوراء أو إلى الجانب
…
الخ.
ويلجأ المصاب لكل هذه الحركات أو أحدها لعلة يجد فيها معين يساعده على التخلص من احتباس الكلام.
طرق العلاج والوقاية.
(1)
لا تحاول تصحيح كلام الطفل، وعدم المبالغة والضغط عليه لتعليمه الكلام قبل سن عامين.
(2)
البحث عن الأسباب التي تسبب التوتر للطفل والعمل على إنهائها والقضاء عليها.
(3)
عدم توجيه الحديث إليه كثيراً في سن مبكرة وعدم إرغامه والضغط عليه ليتحدث، إلا أنه يمكن ملاعبته عن طريق عمل أشياء بدلاً من التحدث عنها.
(4)
إتاحة الفرصة للطفل ليقوم باللعب مع الأطفال الآخرين الذين يرتاح لهم.
(5)
في المرحلة المبكرة يجب على الوالدين توفير كم من الدمى، وأدوات اللعب الكافية في المنزل حتى يتمكن من تكوين ألعابه بدون كثرة الكلام وليس معنى هذا أنه يجب أن نهجر الطفل أو تجاهله، ولكن عندما تكون معه ينبغي أن تكون هادئ الأعصاب.
(6)
يجب على المحيطين به في مرحلة ما قبل المدرسة ترك الفرصة له وعدم قيادته في كل عمل يعمله بل اترك الفرصة له ليكون هو القائد.
(7)
على المحيطين به إعطائه الاهتمام عندما يتحدث حتى لا يثور.
(8)
إذا شعر أحد الوالدين بأن الطفل يحدث له غيره من مجيء أو قدوم أخ أصغر فعليهما بذل مجهود أكبر لمنع الغيرة وتوفير الحب والحنان والرعاية النفسية للطفل.
(9)
إذا اكتشف أحد الوالدين الأسباب الحقيقة للتأتأة فعليه استشارة أحد المعالجين النفسيين أو الطبيب النفسي علماً بأن أربطة اللسان ليس لها علاقة بالتأتأة لذا ننصح بعدم قطعها.
الخلاصة:
إن التأتأة تحدث نتيجة ما سبق ذكره أي أنها ليست فطرية بصفة قاطعة إلا أن للوراثة دور والبيئة عليها دور أكبر لذا يراعى كل ما سبق الحديث عنه من مسببات.
طرق العلاج:
1-
على الوالدين التأكيد من أن الطفل لا يعاني من أسباب عضوية.
2-
العلاج النفسي وذلك لتقليل الأثر الانفعالي والتوتر النفسي للطفل ووضع حد لخجله وشعوره بالنقص، والانطواء في البيئة التي يعيش فيها.
3-
ينبغي أن يتعاون الآباء والأمهات وتفهمهم الهدف من العلاج النفسي مع من محاولتهم المعاونة ومساعدة الطفل على أن يعتمد على نفسه، وعلى رفع روحه المعنوية بحيث يشعر بالأمن والأمان والدفء العاطفي، البعد عن التدليل.
4-
العلاج الكلامي:
ويتلخص في تدريب الطفل المريض على الكلام وذلك عند بداية النطق للحروف ويكون بهدوء وطريقة سليمة لنطق الحرف وعدم الضغط عليه.
5-
العلاج البيئي:
وذلك عن طريق دمج الطفل المريض في أنشطة اجتماعية تدريجياً كي تتاح له فرصة التفاعل الاجتماعي مما يساعد على تنمية شخصيته اجتماعياً عن طريق العلاج باللعب، الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية.
6-
تعاون الوالدين مع المدرسة، وذلك لخلق الجو الصالح في البيت والمدرسة بحيث لا يشعر بالحرج سواء عن طريق أسئلة المدرس له أمام التلاميذ أو تسميع الدرس منه أو عن طريق اعتداء وسخرية تلاميذ الفصل منه.
والله الموفق،،،